مواضع زعموا فيها أختلاف : وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى |
1459
02:00 صباحاً
التاريخ: 17-10-2014
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016
2420
التاريخ: 17-10-2014
1721
التاريخ: 27-11-2014
1720
التاريخ: 27-04-2015
1387
|
سؤال :
قال تعالى : {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام : 164] .
وقال : {وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء : 15].
وقال : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [فاطر : 18] .
وقال : { وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم : 37 - 39].
الأمر الذي يَرضيه العقل الرشيد وتقتضيه الحِكمة البالغة : ( لا يُؤخذ الجار بذنب الجار ) ! {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } [المدثر : 38] {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة : 286] ، {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ } [النور : 11] .
لكن مع ذلك وَرَد ما يُناقضه ظاهراً في قوله تعالى : { لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل : 25].
كما أنّ التناقض بادٍ على ظاهر قوله تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت : 12، 13].
فكيف التوفيق ؟
جواب :
حَملُ الوِزر إنّما هو بتخفيف كاهِل صاحبه ، فمَن يَحمل مِن أوزار أحد إنّما يُخفّف مِن ثِقل كاهله ، هذا هو معنى حَملُ الوِزر ، أمّا إذا لم يُخفِّف فلا تَحمُّل مِن الوزر شيئاً .
وصريح القرآن أنّ كل إنسان إنّما يتحمّل مسؤولية نفسه ولا يتحمّل مسؤولية غيره فيما عَمِل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [المائدة : 105] .
لكن هناك في الدُعاة إلى حقّ أو باطل شأنٌ آخر ، فهم شركاء فيما عَمِل المتأثِّرون بالدعوة ، إنْ خيراً أو شرّاً ، مثوبةً أو عقوبةً .
روى الصدوق بإسناده إلى الإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : ( أيّما عبدٍ مِن عباد اللّه سنّ سُنةَ هدىً كان له أجرٌ مثلُ أجر مَن عَمِل بذلك من غير أنْ ينقص من أُجورهم شيء ، وأيّما عبدٍ من عباد اللّه سنّ سُنةَ ضلال كان عليه مثل وِزر مَن فعل ذلك من غير أنْ ينقص مِن أوزارهم شيء ) (1) .
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه وعليه وآله ) : ( إذا ماتَ المؤمنُ انقطعَ عملُه إلاّ مِن ثلاث : صدقةٍ جارية ، أو عِلمٍ يُنتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) (2) .
فلا يَحمل أحدٌ ذنبَ غيره ، ولا يُخفّف عليه من وطئته ، وإنْ كان يَشرُكُه فيما عَمِل وفيما يترتّب عليه من المثوبة أو الإثم من غير أنْ ينقصه شيئاً .
فمعنى ( يَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ ) أنّهم يَحملون أثقالَ أنفسِهم مع أثقالٍ أُخر ، وهي مِثل أوزار ما عَمِل التابعون وليست نفس أوزارهم ، إذ لا ينقص مِن وزرِ الآثم شيء ، وكلّ إنسانٍ رهينٌ بما اكتسب .
وكذا قوله : ( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ) أي مِن مِثل أوزارهم وليست نفس أوزارهم ، إذ لكلّ امرئٍ ما اكتسب من الإثم ، ولا مُوجب للتخفيف عنه مادام آثماً مَبغوضاً عليه .
_______________________
(1) ثواب الأعمال للصدوق ، ص132 .
(2) عوالي اللآلي لابن أبي جمهور الإحسائي ، ج2 ، ص53 ، رقم 139 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|