المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

لمع من أخبار هشام بن عبد الملك
19-11-2016
distinguisher (n.)
2023-08-16
Consonants Rhoticity
2024-06-11
Éamon de Valera
22-5-2017
Homeostasis
20-10-2015
قاعدة « إلزام المخالفين بما ألزموا به أنفسهم » (*)
19-9-2016


حفصة بنت الحاج الركوني  
  
3523   04:08 مساءاً   التاريخ: 24-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص228-231
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-7-2016 3379
التاريخ: 11-3-2016 4736
التاريخ: 6-7-2019 3472
التاريخ: 29-12-2015 3151

شاعرة أديبة من أهل غرناطة، مشهورة بالحسب والأدب والجمال والمال. جيدة البديهة رقيقة الشعر أستاذة وليت تعليم النساء في دار المنصور أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي وسألها يوما أن تنشده فقالت ارتجالا: [المجتث]

 (يا سيد الناس يا من ... يؤمل الناس رفده)

 (أمنن علي بطرس يكون للدهر عده)

 (تخط يمناك فيه ... الحمد لله وحده)

 أشارت بذلك إلى العلامة السلطانية فإن السلطان كان يكتب بيده في رأس المنشور بخط غليظ الحمد لله وحده فمن عليها وكتب لها بيده ما طلبت وتولع بها أمير المؤمنين عبد المؤمن المذكور وتغير بسببها على أبي جعفر أحمد بن عبد الملك بن سعيد العنسي وكان عاشقا لها متصلا بها يتبادلان رسائل الغرام ويتجاوبان تجاوب الحمام وقد أدى ولع عبد المؤمن بها إلى قتل أبي جعفر ومما كتبته حفصة إلى أبي جعفر: [الطويل]

 (رأست فما زال العداة بظلمهم ... وحقدهم النامي يقولون لم رأس)

(وهل منكر أن ساد أهل زمانه ... جموح إلى العليا نقي من الدنس)

 وبات معها أبو جعفر في بستان بحوز مؤمل فلما حان وقت التفرق قال

 (رعى الله ليلا لم يرع بمذمم ... عشية وارانا بحوز مؤمل)

 (وقد خفقت من نحو نجد أريجة ... إذا نفحت جاءت بريا القرنفل )

 (وغرد قمري على الدوح وانثنى ... قضيب من الريحان من فوق جدول)

 (يرى الروض مسرورا بما قد بدا له ... عناق وضم وارتشاف مقبل)

 فقالت: [الطويل]

 (لعمرك ما سر الرياض بوصلنا ... ولكنه أبدى لنا الغل والحسد)

 (ولا صفق النهر ارتياحا لقربنا ... ولا غرد القمري إلا لما وجد)

 (فلا تحسن الظن الذي أنت أهله ... فما هو في كل المواطن بالرشد)

 (فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه ... لأمر سوى كيما يكون لنا رصد)

 وقالت: [الطويل]

 (سلوا البارق الخفاق والليل ساكن ... أظل بأحبابي يذكرني وهنا)

 (لعمري لقد أهدى لقلبي خفوقه ... وأمطر كالمنهل من مزنه الجفنا)

 وبلغها أن أبا جعفر بن سعيد علق بجارية سوداء فأقام معها أياما فكتبت إليه:

 (يا أظرف الناس قبل حال ... أوقعه وسطه القدر)

 (عشقت سوداء مثل ليل ... بدائع الحسن قد ستر)

(لا يظهر البشر في دجاها ... كلا ولا يبصر الخفر)

 (بالله قل لي وأنت أدرى ... بكل من هام في الصور)

 (من الذي حبَّ قبلُ روضا ... لا نور فيه ولا زهر)

 فكتب إليها معتذرا:

 (لا حكم إلا لأمره ناهٍ ... له من الذنب يُعتذر)

 (له محيا به حياتي ... أعيذ مجلاه بالسور)

 (كضحوة العيد في ابتهاج ... وطلعة الشمس والقمر)

 (بسعده لم أمل إليه ... إلا طريفا له خبر)

 (عدمت صبحي فاسود عشقي ... وانعكس الفكر والنظر)

 (إن لم تلُح يا نعيم روحي ... فكيف لا تَفسُد الفِكر)

 وكتبت إلى بعض أصحابها: [الوافر]

 (أزورك أم تزور فإن قلبي ... إلى ما تشتهي أبدا يميل)

 (فثغري موردٌ عذبٌ زلالٌ ... وفرع ذؤابتي ظلٌ ظليل)

 (وهل تخشى بأن تظما وتضحى ... إذا وافى إليك بي المقيل)

 (فعجل بالجواب فما جميل ... إباؤك عن بثينة يا جميل)

 وكان أبو جعفر بن سعيد يوما في منزله وقد خلا ببعض أصحابه وجلسائه فضرب الباب فخرجت جاريته تنظر من الباب فوجدت امرأة فقالت لها ما تريدين فقالت ادفعي لسيدك هذه البطاقة فإذا فيها: [الخفيف]

 (زائرٌ قد أتى بجيد غزالٍ ... طامع من مُحبه بالوصال)

(بلحاظٍ من سحر بابل صيغت ... ورضاب يفوق بنت الدوالي)

 (يفضح الورد ما حوى منه خد ... وكذا الثغر فاضح للآلي)

 (أتراكم بإذنكم مسعفيه ... أم لكم شاغل من الأشغال)

 فلما قرأ الرقعة قال ورب الكعبة ما صاحب هذه الرقعة إلا حفصة فبادر إلى الباب فلم يجدها فكتب إليها: [الخفيف]

 (أي شغل عن المحب يعوق ... يا صباحا قد آن منه الشروق)

 (صل وواصل فأنت أشهى إلينا ... من لذيذ المنى فكم ذا نشوق)

 (لا وحبيك لا يطيب صبوح ... غبت عنه ولا يطيب غبوق)

 (لا وذل الجفا وعز التلاقي ... واجتماع إليه عز الطريق)

 وقالت: [الوافر]

 (أغار عليك من عيني وقلبي ... ومنك ومن زمانك والمكان)

 (ولو أني جعلتك في عيوني... إلى يوم القيامة ما كفاني)

 ماتت حفصة بمراكش سنة ست وثمانين وخمسمائة.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.