أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2016
4094
التاريخ: 18-10-2015
3399
التاريخ: 7-5-2019
3258
التاريخ: 2-04-2015
3780
|
أفرعت دوحة النبوّة وشجرة الإمامة الذرّية الطاهرة التي تشكّل الامتداد الرسالي بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) فكان الوليد الأوّل أبا محمد الزكي وقد امتلأت نفس النبي (صلّى الله عليه وآله) سروراً به فأخذ يتعاهده ويغذّيه بمثُله ومكرمات نفسه التي طبق شذاها العالم بأسره ولم تمضِ إلاّ أيّام يسيرة ـ حدّدها بعض المؤرّخين باثنين وخمسين يوماً حتّى علقت سيّدة النساء بحمل جديد ظلّ يتطلّع إليه الرسول (صلّى الله عليه وآله) وسائر المسلمين بفارغ الصبر وكلهم رجاء وأمل في أن يشفع الله ذلك الكوكب بكوكب آخر ليضيئا في سماء الاُمّة الإسلامية ويكونا امتداداً لحياة المنقذ العظيم ؛ ورأت السّيدة اُمّ الفضل بنت الحارث في منامها رؤيا غريبة لم تهتدِ إلى تأويلها فهرعت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قائلة له : إنّي رأيت حلماً منكراً ؛ كأنّ قطعة من جسدك قُطعت ووضعت في حجري!
فأزاح النبي (صلّى الله عليه وآله) مخاوفها وبشّرها بخير قائلاً : خيراً رأيتِ ؛ تَلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك ومضت الأيّام سريعة فوضعت سيّدة النساء فاطمة ولدها الحسين فكان في حجر اُمّ الفضل كما أخبر النبي وظلّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) يترقّب بزوغ نجم الوليد الجديد الذي تزدهر به حياة بضعته التي هي أعزّ الباقين والباقيات عنده من أبنائه وبناته.
ووضعت سيّدة نساء العالمين وليدها العظيم الذي لم تضع مثله سيّدة من بنات حواء لا في عصر النبوة ولا فيما بعده أعظم بركة ولا أكثر عائدة على الإنسانية منه فلم يكن أطيب ولا أزكى ولا أنور منه.
لقد أشرقت الدنيا به وسعدت به الإنسانية في جميع أجيالها واعتزّ به المسلمون وعمدوا إلى إحياء هذه الذكرى افتخاراً بها في كل عام فتقيم وزارة الأوقاف في مصر احتفالاً رسميّاً داخل المسجد الحسيني اعتزازاً بهذه الذكرى العظيمة كما تقام في أكثر مناطق العالم الإسلامي ؛ وتَردّد في آفاق يثرب صدى هذا النبأ المفرح فهرعت اُمّهات المؤمنين وسائر السّيدات من نساء المسلمين إلى دار سيّدة النّساء وهنّ يهنئنها بمولودها الجديد ويشاركنها في أفراحها ومسرّاتها ؛ ولمّا بشّر الرسول الأعظم بسبطه المبارك خفّ مسرعاً إلى بيت بضعته فاطمة (عليها السّلام) وهو مثقل الخطا قد ساد عليه الوجوم والحزن فنادى بصوت خافت حزين النبرات : يا أسماء هلمّي ابني فناولته أسماء فاحتضنه النبي (صلّى الله عليه وآله) وجعل يوسعه تقبيلاً وقد انفجر بالبكاء فذُهلت أسماء وانبرت تقول : فداك أبي واُمّي! ممّ بكاؤك؟!
فأجابها النبي (صلّى الله عليه وآله) وقد غامت عيناه بالدموع : من ابني هذا وملكت الحيرة إهابها فلم تدرك معنى هذه الظاهرة ومغزاها فانطلقت تقول : إنه وُلد الساعة.
فأجابها الرسول بصوت متقطّع النبرات حزناً وأسى قائلاً : تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي ؛ ثمّ نهض وهو مثقل بالهمّ وأسرَّ إلى أسماء قائلاً : لا تخبري فاطمة ؛ فإنها حديثة عهد بولادة وانصرف النبي (صلّى الله عليه وآله) وهو غارق بالأسى والشجون ؛ فقد استشفّ من وراء الغيب ما سيجري على ولده من النكبات والخطوب التي تذهل كل كائن حي.
واستقبل سبط النبي (صلّى الله عليه وآله) دنيا الوجود في السنة الرابعة من الهجرة وقيل : في السنة الثالثة واختلف الرواة في الشهر الذي ولِد فيه فذهب الأكثر إلى أنّه ولِد في شعبان في اليوم الخامس منه ولم يحدّد بعضهم اليوم وإنّما قال : ولِد لليالي خلون من شعبان وأهمل بعض المؤرّخين ذلك مكتفياً بالقول : إنّه ولِد في شعبان وذهب بعض الأعلام إلى أنّه ولِد في آخر ربيع الأوّل إلاّ أنّه خلاف المشهور فلا يُعنى به .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|