المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06

واقع الصحافة الإلكترونية العربية
2-3-2022
العاملون في الشركات العامة
2024-04-09
هليون او كشك ألماز Asparagus (Asparagus officinalis)
2023-04-13
علة فصول الصلاة
4-8-2016
أحكام المرأة الخاصة
22-3-2021
مهارات الحياة التغذوية
20-1-2018


المنددون المستحدثون لخروج الامام من مكة  
  
3209   11:44 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص38-40.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما قبل عاشوراء /

ندد جماعة من المتأخرين بخروج الامام على يزيد واعتبروه خروجا على ارادة الأمة منهم :

1 ـ الشيخ محمد الخضري :

تنكر الشيخ الخضري شيخ الأزهر في بحوثه التاريخية والاسلامية لأهل البيت (عليهم السلام) الذين أمر اللّه بمودتهم والاخلاص إليهم فقال في الحسين إن الحسين اخطأ خطئا عظيما في خروجه هذا الذي جرّ للأمة وبال الفرقة والاختلاف : وزعزع عماد الفتها إلى يومنا هذا .

ان الامام قد أصاب كل الصواب وأحسن الى الأمة في خروجه فله الفضل على كل مسلم فانه لو لا تضحيته لما بقى للاسلام اسم ولا رسم فقد قضى (عليه السلام)على المخططات الأموية الهادفة إلى محو الاسلام وازالة جميع ارصدته وقد فدى الحسين بتضحيته دين الاسلام وكلمة التوحيد.

2 ـ محمد النجار :

يقول محمد النجار : أما أحقية الحسين بالخلافة فهي فكرة تنطوي عليها قلوب الغالبية من الناس ولكن ما قيمة هذه القلوب اذا لم تؤيدها السيوف وهي مع ذلك لا تقتضي الخروج فان امامة المفضول مع وجود الأفضل جائزة وقد كان علي بن أبي طالب يعتقد أحقيته بالخلافة ولم يخرج على أحد .

ويرى النجار ان خلافة يزيد كانت شرعية وانها من امامة المفضول التي هي سائغة عندهم , اما امامة المفضول مع وجود الأفضل فقد توفرت الأدلة العلمية على بطلانها وقد أقام المتكلمون من الشيعة الأدلة الحاسمة على زيفها وذكروا ان الالتزام بذلك خروج على المنطق وخروج على هدي الاسلام الذي يتبع في تشريعاته سنن الحياة وما تمليه المصلحة العامة وليس من المنطق في شيء تسويغ تقديم المفضول على الفاضل فان فيه هدما للكفاءات وخروجا على صالح الأمة وقد أنكر القرآن الكريم المساواة بينهما قال تعالى : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] ولو سلمنا ـ كما يقول الأصوليون هذه القاعدة فانها لا تنطبق على خلافة يزيد فقد كان بإجماع المسلمين ـ لا فضل فيه وإنما كان انسانا ممسوخا قد تمرس في الجرائم وهام في المنكرات فكان الخروج عليه واجبا شرعيا.

3 ـ محمد الغزالي :

وندد الشيخ محمد الغزالي بنهضة الامام الحسين ووصفها بأنها مجازفة لا أثر فيها لحسن السياسة وقد كان المتعين على الحسين حسب ما يراه الغزالي أن يبايع ليزيد ويخضع لقيادة هذا الخليع الماجن الذي لا يملك أية كفاءة لقيادة الأمة وهذا مما يأباه الحسين ويأباه مثله العليا وهو المسئول بالدرجة الأولى عن صيانة الاسلام والحفاظ على مقدساته وقيمه.

4 ـ احمد شبلي :

واحمد شبلي من المسعورين في الدفاع عن يزيد والانكار على الامام في خروجه عليه قال : نجيء إلى الحسين لنقر .

ان تصرفاته كانت في بعض نواحي هذه المشكلة غير مقبولة فهو :

اولا ـ لم يقبل نصح الناصحين وخاصة عبد اللّه بن عباس واستبد برأيه .

ثانيا ـ نسي أو تجاهل خلق أهل الكوفة وما فعلوه مع أبيه وأخيه وهو.

ثالثا ـ يخرج بنسائه وأطفاله كأنه ذاهب إلى نزهة خاوية أو زيارة قريب ويعرف في الطريق غدر أهل الكوفة ومع هذا يواصل السير إليهم وينقاد لرأي بني عقيل ويذهب بجماعة من الأطفال والنساء وقليل من الرجال ليأخذ بثأر مسلم يا للّه قد تكون ولاية يزيد العهد عملا خاطئا ولكن هل هذا هو الطريق لمحاربة الخطأ والعودة إلى الصواب؟ .

ولم ينظر شبلي بعمق ودراسة الى واقع الحياة الاسلامية في عهد يزيد وانما نظر إليها حسب ميوله التقليدية والعاطفية فراح يشذ ويسلك في المنعطفات فيما كتبه لقد كان الاسلام مهددا بالخطر والدمار في عهد يزيد وان خروج الامام كان من أجل اعادة الحياة إلى شرايين الأمة الاسلامية وقد أعلن (عليه السلام) أنه لم يخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا وانما خرج ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحطم معالم الحياة الجاهلية التي تبناها الحكم الأموي وقد ألمعنا في الجزء الثاني إلى أسباب نهضة الامام بما يوضح القصد وينفي الشبهات .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.