المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05



[فرض مودة اهل البيت فب آية المودّة]  
  
5047   11:49 صباحاً   التاريخ: 16-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص66-70.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /

فرض الله على المسلمين مودّة أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ قال تعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } [الشورى: 23] , ذهب جمهور المسلمين إلى أنّ المراد بالقربى هم : علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين (عليهم السّلام) ، وإنّ اقتراف الحسنة إنّما هي في مودّتهم ومحبّتهم وفيما يلي بعض ما أثر في ذلك :

1 ـ روى ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، مَن قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودّتهم؟ قال (صلّى الله عليه وآله) : علي وفاطمة وابناهما.

2 ـ روى جابر بن عبد الله قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال : يا محمد ، اعرض عليّ الإسلام ؛ فقال (صلّى الله عليه وآله) : تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ؛ قال الأعرابي : تسألني عليه أجراً؟

قال (صلّى الله عليه وآله) : لا ، إلاّ المودّة في القربى.

الأعرابي : قرباي أمْ قرباك؟

الرسول (صلّى الله عليه وآله) : قرباي .

الأعرابي : هات اُبايعك ؛ فعلى مَن لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لعنة الله.

قال (صلّى الله عليه وآله) : آمين .

3 ـ روى ابن عباس قال : لمّا نزل قوله تعالى : {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ، قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلاّ أن يحثّنا على قرابته من بعده ، فأخبر جبرئيل النبي (صلّى الله عليه وآله) أنهم اتّهموه ، فأنزل : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الشورى: 24]، فقال القوم : يا رسول الله ، إنّك صادق. فنزل : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] .

4 ـ احتجاج العترة الطاهرة بأنها نزلت فيهم ؛ فقد خطب سبط الرسول (صلى الله عليه وآله) الأوّل وريحانته الإمام الحسن (عليه السّلام) ، فقال في جملة خطابه : وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23] فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت ؛ واحتجّ بها سيّد الساجدين والعابدين الإمام علي بن الحسين (عليه السّلام) لمّا جيء به أسيراً إلى الطاغية يزيد ، واُقيم على درج دمشق ، انبرى إليه رجل من أهل الشام فقال له: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة ؛ فنظر إليه الإمام (عليه السّلام) فرآه مغفّلاً قد خدعته الدعايات المضللة ، وحادت به عن الطريق القويم ، فقال له : أقرأت القرآن؟.

ـ نعم.

ـ أقرأت آل حم؟.

ـ قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم.

ـ ما قرأت {لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

فذُهل الرجل ، ومشت الرعدة بأوصاله وسارع يقول : وإنّكم لأنتم هم؟

ـ نعم .

وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) : فينا آل حم ، آية لا يحفظ مودّتنا إلاّ كل مؤمن ثمّ قرأ : {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

علّق الفخر الرازي على هذه الآية مشيداً بآل النبي (صلّى الله عليه وآله) ، قال ما نصّه : وإذا ثبت هذا يعني اختصاص الآية بآل البيت (عليهم السّلام) وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم قال : ويدلّ عليه وجوه :

الأوّل : قوله تعالى : {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ووجه الاستدلال به ما سبق ، وهو ما ذكره من قبل أنّ آل محمد (صلّى الله عليه وآله) هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل مَن كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شكّ أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السّلام) كان التعلّق بهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله) أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.

الثاني : لا شكّ أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كان يحب فاطمة (عليها السّلام) ، قال (صلّى الله عليه وآله) : فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها وثبت بالنقل المتواتر عن محمد (صلّى الله عليه وآله) أنّه كان يحبّ علياً والحسن والحسين (عليهم السّلام) ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الاُمة مثله ؛ لقوله تعالى : {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]، ولقوله تعالى : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63] ، ولقوله : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] ، ولقوله سبحانه : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

الثالث : إنّ الدعاء للآل منصب عظيم ؛ ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة ، وهو قوله : اللّهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، واجب .

إنّ مودّة أهل البيت (عليهم السّلام) من أهمّ الواجبات الإسلامية ، ومن أقدس الفروض الدينية ، يقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي :

يا أهلَ بيتِ رسولِ الله حبّكمُ          فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُ

كفاكُمُ من عظيمِ القدرِ أنّكُمُ            مَن لم يصلِّ عليكُمْ لا صلاة لهُ

وقال ابن العربي :

رأيتُ ولائي آل طه فريضةً            على رغمِ أهل البُعد يورثني القربى

فما طلب المبعوثُ أجراً على الهدى            بتبليغِهِ إلاّ المودّة في القربى

ويقول شاعر الإسلام الكميت :

وجدنا لكُمْ في آل حم آيةً          تأوّلها منّا تقيٌ ومعربُ

إنّ في مودّة آل البيت (عليهم السّلام) أداءً لأجر الرسالة ، وصلة للرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ، وشكراً له على ما لاقاه من عظيم العناء والجهد في سبيل إنقاذ المسلمين من الشرك ، وتحرير عقولهم من الخرافات ، وقد جعل تعالى حقّ نبيّه العظيم على هذه الأمّة أن توالي عترته ، وتكنّ لها المودّة والولاء.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.