أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2022
1816
التاريخ: 18-4-2019
2442
التاريخ: 2-04-2015
3509
التاريخ: 16-3-2016
3278
|
فرض الله على المسلمين مودّة أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ قال تعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } [الشورى: 23] , ذهب جمهور المسلمين إلى أنّ المراد بالقربى هم : علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين (عليهم السّلام) ، وإنّ اقتراف الحسنة إنّما هي في مودّتهم ومحبّتهم وفيما يلي بعض ما أثر في ذلك :
1 ـ روى ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله ، مَن قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودّتهم؟ قال (صلّى الله عليه وآله) : علي وفاطمة وابناهما.
2 ـ روى جابر بن عبد الله قال : جاء أعرابي إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) فقال : يا محمد ، اعرض عليّ الإسلام ؛ فقال (صلّى الله عليه وآله) : تشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ؛ قال الأعرابي : تسألني عليه أجراً؟
قال (صلّى الله عليه وآله) : لا ، إلاّ المودّة في القربى.
الأعرابي : قرباي أمْ قرباك؟
الرسول (صلّى الله عليه وآله) : قرباي .
الأعرابي : هات اُبايعك ؛ فعلى مَن لا يحبّك ولا يحبّ قرباك لعنة الله.
قال (صلّى الله عليه وآله) : آمين .
3 ـ روى ابن عباس قال : لمّا نزل قوله تعالى : {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ، قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلاّ أن يحثّنا على قرابته من بعده ، فأخبر جبرئيل النبي (صلّى الله عليه وآله) أنهم اتّهموه ، فأنزل : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الشورى: 24]، فقال القوم : يا رسول الله ، إنّك صادق. فنزل : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] .
4 ـ احتجاج العترة الطاهرة بأنها نزلت فيهم ؛ فقد خطب سبط الرسول (صلى الله عليه وآله) الأوّل وريحانته الإمام الحسن (عليه السّلام) ، فقال في جملة خطابه : وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا} [الشورى: 23] فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت ؛ واحتجّ بها سيّد الساجدين والعابدين الإمام علي بن الحسين (عليه السّلام) لمّا جيء به أسيراً إلى الطاغية يزيد ، واُقيم على درج دمشق ، انبرى إليه رجل من أهل الشام فقال له: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة ؛ فنظر إليه الإمام (عليه السّلام) فرآه مغفّلاً قد خدعته الدعايات المضللة ، وحادت به عن الطريق القويم ، فقال له : أقرأت القرآن؟.
ـ نعم.
ـ أقرأت آل حم؟.
ـ قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم.
ـ ما قرأت {لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
فذُهل الرجل ، ومشت الرعدة بأوصاله وسارع يقول : وإنّكم لأنتم هم؟
ـ نعم .
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) : فينا آل حم ، آية لا يحفظ مودّتنا إلاّ كل مؤمن ثمّ قرأ : {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
علّق الفخر الرازي على هذه الآية مشيداً بآل النبي (صلّى الله عليه وآله) ، قال ما نصّه : وإذا ثبت هذا يعني اختصاص الآية بآل البيت (عليهم السّلام) وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم قال : ويدلّ عليه وجوه :
الأوّل : قوله تعالى : {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ووجه الاستدلال به ما سبق ، وهو ما ذكره من قبل أنّ آل محمد (صلّى الله عليه وآله) هم الذين يؤول أمرهم إليه ، فكل مَن كان أمرهم إليه أشدّ وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شكّ أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السّلام) كان التعلّق بهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله) أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.
الثاني : لا شكّ أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كان يحب فاطمة (عليها السّلام) ، قال (صلّى الله عليه وآله) : فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما يؤذيها وثبت بالنقل المتواتر عن محمد (صلّى الله عليه وآله) أنّه كان يحبّ علياً والحسن والحسين (عليهم السّلام) ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الاُمة مثله ؛ لقوله تعالى : {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]، ولقوله تعالى : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63] ، ولقوله : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] ، ولقوله سبحانه : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
الثالث : إنّ الدعاء للآل منصب عظيم ؛ ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة ، وهو قوله : اللّهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، واجب .
إنّ مودّة أهل البيت (عليهم السّلام) من أهمّ الواجبات الإسلامية ، ومن أقدس الفروض الدينية ، يقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي :
يا أهلَ بيتِ رسولِ الله حبّكمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُ
كفاكُمُ من عظيمِ القدرِ أنّكُمُ مَن لم يصلِّ عليكُمْ لا صلاة لهُ
وقال ابن العربي :
رأيتُ ولائي آل طه فريضةً على رغمِ أهل البُعد يورثني القربى
فما طلب المبعوثُ أجراً على الهدى بتبليغِهِ إلاّ المودّة في القربى
ويقول شاعر الإسلام الكميت :
وجدنا لكُمْ في آل حم آيةً تأوّلها منّا تقيٌ ومعربُ
إنّ في مودّة آل البيت (عليهم السّلام) أداءً لأجر الرسالة ، وصلة للرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ، وشكراً له على ما لاقاه من عظيم العناء والجهد في سبيل إنقاذ المسلمين من الشرك ، وتحرير عقولهم من الخرافات ، وقد جعل تعالى حقّ نبيّه العظيم على هذه الأمّة أن توالي عترته ، وتكنّ لها المودّة والولاء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|