أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-04-2015
3426
التاريخ: 19-10-2015
3087
التاريخ: 7-04-2015
4221
التاريخ: 7-04-2015
4823
|
ندم أهل الكوفة أشد الندم على خذلانهم للامام وجعلوا يتلاومون على ما اقترفوه من عظيم الاثم وقد أجمعوا على اقرارهم بالذنب في خذلانه ولزوم التكفير عنه بالمطالبة بثأره وقد خاطب أحدهم ابنته فقال لها : يا بنية إن أباك يفر من ذنبه إلى ربه .
وقد عقدوا مؤتمرا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي وهو شيخ الشيعة وصاحب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وذو السابقة والقدم في الاسلام فقد تداولوا الحديث فيما بينهم ورأوا أنه لا يغسل عنهم العار والاثم الا بقتل من قتل الحسين (عليه السلام) وقد القيت في قاعة الحفل عدة خطب حماسية وهي تدعو الى التلاحم ووحدة الصف للأخذ بثأر الامام العظيم وكان انعقاد المؤتمر فيما يقول المؤرخون في سنة 61هـ وهي السنة التي قتل فيها الحسين.
اتخذ المؤتمر بالأجماع عدة قرارات ومن بينها :
1 ـ انتخاب سليمان بن صرد قائدا عاما للثورة ليتولى وضع المخططات السياسية والعسكرية.
2 ـ مراسلة المناطق التي تضم الشيعة في العراق وخارجه واعلامها بما أجمعوا عليه من الأخذ بثأر الامام والمطالبة بالانضمام إليهم.
3 ـ تأجيل الثورة إلى مدة أربع سنين على أن تكون السنوات الأربع فترة تأهب واستعداد للقتال.
4 ـ أن تكون النخيلة هي المركز الرئيسي الذي تعلن فيه الثورة.
5 ـ احاطة الثورة بالسر والكتمان.
وتفرق اعضاء المؤتمر وكان عددهم فيما يقول المؤرخون مائة شخص وقد أخذوا يواصلون العمل فيجمعون التبرعات لشراء الأسلحة ويدعون الناس إلى الالتفاف حولهم والانضمام إليهم.
وفي سنة 65هـ اعلن التوابون ثورتهم العارمة على الحكم الاموي وكان عددهم فيما يقول المؤرخون أربعة آلاف وقد أرسل زعيم الثورة سليمان بن صرد الى الكوفة الحكيم بن منقذ الكندي والوليد بن عصير الكناني وامرهما أن يجوبا في مدينة الكوفة ويناديا بشعار الثورة : يا لثارات الحسين ؛ وحينما انتهيا إليها ناديا بذلك ولأول مرة دوى هذا النداء المؤثر في سماء الكوفة فكان كالصاعقة على رؤوس السفكة المجرمين كما كان بلسما لقلوب المؤمنين والمسلمين وقد التحق قسم كبير من الناس بالنخيلة فخطب فيهم سليمان بن صرد خطابا مؤثرا واعرب لهم أنه لا ينشد مغنما أو مكسبا وانما يلتمس وجه اللّه والدار الآخرة ويرجو أن يكفر اللّه عنه وعن اخوانه ما اقترفوه من عظيم الذنب في خذلانهم لريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) في كربلاء , وصمم التوابون على المضي الى كربلاء لزيارة قبر أبي الشهداء (عليه السلام) ليعلنوا التوبة الى اللّه عند مرقده , وسارت كتائب التوابين إلى كربلاء فلما وصلوا إليها صاحوا صيحة واحدة يا حسين واغرقوا بالبكاء والنحيب واخذوا يتضرعون الى اللّه ليتوب عليهم ويغفر لهم وقد قالوا عند ضريح الامام :
اللهم ارحم حسينا الشهيد ابن الشهيد المهدي ابن المهدي الصديق ابن الصديق , اللهم انا نشهدك أنا على دينهم وسبيلهم وأعداء قاتليهم وأولياء محبيهم , اللهم انا خذلنا ابن بنت نبينا فاغفر لنا ما مضى منا وتب علينا فارحم حسينا وأصحابه الشهداء الصديقين وانا نشهدك انا على دينهم وعلى ما قتلوا عليه وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
وازدحموا على القبر الشريف اكثر من الازدحام على الحجر الأسود وهم يبكون ويتضرعون إلى اللّه ليغفر ذنوبهم ويمنحهم التوبة ثم رحلوا إلى الأنبار.
وسارت كتائب التوابين حتى انتهت الى عين الوردة فأقامت فيها وزحفت إليهم جنود أهل الشام والتحمت معهم التحاما رهيبا وجرت بينهما اعنف المعارك واشدها ضراوة ومني الجيشان بخسائر كبيرة في الأرواح واستشهد قادة التوابين كسليمان بن صرد والمسيب بن نجبة وعبد اللّه بن سعد وغيرهم.
ولما رأى التوابون أنهم لا قدرة لهم على مقابلة أهل الشام تركوا ساحة القتال ورجعوا في غلس الليل إلى الكوفة ولم تتعقبهم جيوش أهل الشام وقد مضى كل إلى بلده وانتهت بذلك معركة التوابين وقد ادخلت الفزع على الأمويين وكبدتهم أفدح الخسائر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|