المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



السبايا في الشام  
  
4785   12:15 مساءً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص594-597.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 3316
التاريخ: 16-3-2016 3944
التاريخ: 7-04-2015 3477
التاريخ: 7-04-2015 3040

نزل حريم النبوة في المسجد الجامع بدمشق و هو محل الاسرى ، فجاء شيخ ودنا من نساء الحسين و عياله فقال : الحمد للّه الذي قتلكم و أهلككم و أراح البلاد من رجالكم و امكن امير المؤمنين (يزيد) منكم.

فقال له عليّ بن الحسين (عليه السلام) : يا شيخ هل قرأت القرآن؟.

قال : نعم.

قال : فهل عرفت هذه الآية : {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى : 23].

قال الشيخ : نعم ، قد قرأت ذلك.

فقال له عليّ بن الحسين : فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت هذه الآية : {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى } [الأنفال : 41].

قال : نعم.

قال عليّ :  فنحن القربى يا شيخ و هل قرأت هذه الآية:

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33].

قال الشيخ : قد قرأت ذلك.

فقال عليّ :  فنحن أهل البيت الذين خصصنا اللّه بآية الطهارة يا شيخ.

قال : فبكى الشيخ ساكتا نادما على ما تكلّم به و قال : باللّه انّكم هم؟.

فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : تاللّه انا لنحن من غير شك و حقّ جدنا رسول اللّه انا لنحن هم ، فبكى الشيخ و رمى عمامته و رفع رأسه الى السماء و قال: «اللهم إنّا نبرأ إليك من عدوّ آل محمد من جن و انس».

ثم قال : هل لي من توبة ؟.

فقال له : نعم ، ان تبت تاب اللّه عليك و أنت معنا.

فقال : أنا تائب ، فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ فأمر به فقتل‏ .

وروي عن الباقر (عليه السلام) ما مضمونه : انّه لما أدخل نساء و اطفال سيد الشهداء (عليه السلام) الشام و كانوا على أقتاب‏  الجمال بلا غطاء و لا ستر فقال رجل من أهل الشام : لم نر سبايا أحسن وجوها من هؤلاء فقالت سكينة : أيها الاشقياء نحن سبايا آل محمد (صلّى اللّه عليه وآله).

قال الشيخ الجليل و العالم الخبير الحسن بن عليّ الطبري ، معاصر العلامة و المحقق ، في كتابه كامل البهائي- الذي ألّف قبل (660) سنة- في ذكر ورود أهل بيت الحسين (عليه السلام) الى الشام : كانوا يسيرون بأهل البيت منزلا منزلا حتى وصلوا الى منطقة تبعد أربعة فراسخ عن دمشق ، ثم أوقفوا أهل البيت (عليهم السّلام) على باب الشام ثلاثة أيام حتى يزينوا البلدة ، فزينوها بكل حلية و زينة و مرآة كانت فيها ، حتى لم تر عين مثلها ، ثم استقبلتهم من أهل الشام زهاء خمسمائة الف من الرجال و النساء مع الدفوف.

وخرج امراء الناس مع الطبول و الصنوج‏  و البوقات و كان فيهم ألوف من الرجال و الشبان و النسوان يرقصون و يضربون بالدف و الصنج و الطنبور و قد تزين جميع أهل الشام‏ بالوان الثياب و الكحل و الخضاب ، و كان ذلك يوم الاربعاء في السادس عشر من شهر ربيع الاول ، و كان خارج البلد من كثرة الخلائق كعرصة المحشر، يموج بعضها في بعض.

فلما ارتفع النهار ادخلوا الرءوس البلد و وصلوا وقت الزوال الى باب دار يزيد بتعب شديد من كثرة الازدحام ، و نصب ليزيد سرير مرصّع و زيّنت داره بانواع الزّينة و نصب أطراف سريره كراسي من الذهب و الفضة ، فخرج حجّاب يزيد و أدخلوا الذين معهم الرءوس ، فلما دخلوا على يزيد قالوا : بعزّة الامير قتلنا أهل بيت أبي تراب و استأصلناهم.

ثم شرحوا الاحوال و وضعوا الرءوس عنده.

وفي هذه المدة التي كان أهل البيت (عليهم السّلام) اسارى في أيديهم و هي ستة و ستون يوما لم يتمكن بشر أن يسلم عليهم.

ونقل أيضا عن سهل بن سعد الساعدي انّه قال : بعد ما حججت توجهت الى الشام قاصدا زيارة البيت المقدس فلما دخلت الشام رأيت الستور و الحجب و الديباج معلقا فيها و الناس فرحين مستبشرين ، ورأيت جمعا في المسجد عليهم هيئة الحزن و العزاء فسألت عنهم؟.

قالوا : نحن شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) و هذا رأس الحسين (عليه السلام) قد أدخلوه البلد.

قال سهل : فخرجت الى الصحراء ، فسمعت صهيل الخيل و صوت الطبول و الدفوف و الصنوج و رأيت كثرة الخلائق كعرصة المحشر يموج بعضها في بعض ، و رأيت الرءوس على الرماح و يتقدمها رأس العباس بن عليّ (عليه السلام) و رأيت رأس الامام الحسين (عليه السلام)، و له مهابة عظيمة و يشرق منه النور بلحية مدورة قد خالطها الشيب و قد خضبت بالوسمة ، أدعج‏  العينين أزج الحاجبين واضح الجبين أقنى الانف متبسما الى السماء شاخصا ببصره الى نحو الافق ، و الريح تلعب بلحيته يمينا و شمالا لكأنّه امير المؤمنين (عليه السلام).

وقال عمرو بن منذر الهمداني : رأيت أمّ كلثوم و كأنّي نظرت الى فاطمة الزهراء (عليها السلام) وعليها خرقة خلقة و خمار و نقاب ، فدنوت و سلمت على زين العابدين (عليه السلام) وحريم النبوة ، فقالوا لي : لو تمكّنت أن تعطي لهذا الرجل شيئا كي ينحي رأس الحسين عنّا و تنصرف الانظار عنّا.

فذهبت الى حامل الرأس الشريف فأعطيته مائة درهم كي يقدم الرأس عن ركب النساء ، ففعل حتى وضع الرأس امام يزيد لعنه اللّه‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.