المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05



فضل الله الراوندي  
  
2477   01:59 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص299-302
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 7389
التاريخ: 8-2-2018 1716
التاريخ: 24-3-2016 2377
التاريخ: 21-06-2015 4055

هو ضياء الدين أبو الرضا فضل اللّه بن عليّ بن عبد اللّه الحسني الراونديّ القاسانيّ (القاشانيّ) ، أصله من راوند، قرب قاشان (كاشان) ، على ثلاثين فرسخا من أصفهان.

سكن فضل اللّه الراونديّ قاشان و أنشأ فيها مدرسة عظيمة سمّاها المدرسة المجديّة و تصدّر للتدريس فيها (ص: كب) . غير أنّ هذا لا يتّسق و ما جاء في ديوانه من المدائح، و خصوصا ما ذكر هو بخطّه في ديوانه عن صلته بالوزير أنوشروان (1): «أيست من عائدة نفعه بعد أن لازمت بابه ثمانية أشهر و خبطت الثلوج المتراكمة في أصفهان- و كانت سنة ثلجة -. و من أصعب ما شقّ عليّ في معاملته ما كنت أدلّ به و أمدّ عنق الرجاء. . . . . فلم أنصرف منه الاّ باليأس» .

و كانت وفاة فضل اللّه الراونديّ نحو سنة 551 ه‍ (1165 م) .

كان فضل اللّه الراونديّ بارعا في الأصول و الفقه، و كانت له مشاركة في العلوم العقلية و في الرياضيّات: كان له ابن اسمه أحمد فقال ملغزا في اسمه:

أقبل كالبدر في مدارعه... يشرق في السعد من مطالعه (2)

أوّله ربع عشر ثالثه... و ربع ثانيه جذر رابعه (3)

و كان شاعرا ناثرا مترسّلا. و شعره مدح في الأكثر و رثاء و وصف و غزل و نسيب و أدب (حكمة) . و مع أنّ شعره متين السبك صحيح الأسلوب كثير المعاني، فإنّ الرونق عليه قليل لغلبة التكلّف في تطلّب المعاني و الصناعة عليه. و مع ذلك فإنّ له أشياء بارعة.

و لفضل اللّه الراونديّ كتب منها: الكافي في التفسير-تفسير كلام اللّه المجيد (لم يتمّه) -الطراز المذهب في إبراز المذهب-مقاربة الطيّة الى مقارنة النيّة- ضوء الشهاب في شرح الشهاب-الكافي في علم العروض و القوافي-نظم العروض- الطبّ الرضويّ-غمام الغموم-مزن الحزن-مجمع اللطائف و منبع الظرائف- نثر اللآلي لفخر المعالي-غنية المغنّي و منية المتمنّي-كتاب الحسيب النسيب للحسيب النسيب (و هو ألف بيت في الغزل و التشبيب) .

مختارات من شعره:

-قال فضل اللّه الراونديّ في مطلع قصيدة يرثي بها ابنه الوصيّ شهاب الدين أبا الحسن محمّدا، و فيها شيء من التأمّل في الحياة:

رقدت، و دهرك لا يرقد... و قد فات من عمرك الأرغد (4)

عذيرك من أمل كاذب... محال له الدهر مستعبد (5)

أ لم تر أن المنى ضلّة... يعيش بها الخامل المرمد (6)

تنبّه لشأنك و اجهد له... فانّ الخلاص لمن يجهد

تولّى الشباب و جاء المشيب... و همّ لداتك أن ينهدوا (7)

فان لم تصدّق فهذا الشهاب... أبو الحسن الماجد الأمجد

ترحّل منتحيا طيّة... يباعدها السفر الأبعد (8)

و كان شهابا لدين الإله... من العلم أنواره ترصد

فهبّت له زعزع عاصف... فأخمده عصفها الأنكد (9)

فباللّه، كيف خبا نوره... الم تكن الشهب لا تخمد (10)

- و من قصيدة له يمدح بها الصاحب بهاء الدين القاشاني و يهنّئه بالنيروز (عيد الربيع) و فيها وصف للطبيعة و للخمر:

و كأنّما قدح النديم بها... قنديل دير حشوه جمر

لا يشغلنّك عن تجرّعها... بكلامه زيد و لا عمرو

و اشرب على النيروز مبتكرا... زهراء أذكى نورها الزهر (11)

و اعلم بأنّ الدهر آونة... و خلالها يتناثر العمر (12)

طاب الزمان و طاب موقعه... و افترّ منه مباسم غرّ (13)

فعلى السفوح مطارف قشب... و على التلول مجاسد خضر (14)

و البرق يعشي كلّ ذي بصر... و الرعد يسمع من به وقر (15)

و النرجس المخمور في يده... كاس تحقّق أنّها تبر (16)

بكر الزمان، فكلّ مكرمة... يسعى لها و يرومها بكر (17)

فات المديح، فليس يلحقه... نظم تحسّنه و لا نثر

قل للذي غدر الزمان به... و كذا الزمان طباعه الغدر

رد بحر نائله، فانّ له... بحرا تضحضح دونه البحر (18)

و لمن تمنّى أن يعارضه... هيهات، ذلك مرتقى وعر (19)

_________________

1) ديوان. . . . فضل اللّه الراوندي. جاء فضل اللّه الراوندي، سنة 522 ه‍(1128 م) و مدح أنوشروان ابن خالد بن محمد الذي كان قد تولى الوزارة للسلاجقة و للعباسيين (521-522 ه‍) . و يبدو أنه عزل ثم أعيد (في أثناء ذلك أو بعد ذلك) . و كانت وفاته سنة 532 ه‍. و هنالك حاجة الى التوفيق بين وجود أنوشروان في أصفهان، سنة 522 ه‍، و بين توليه الوزارة للمسترشد العباسي، في بغداد، في رجب 522(تموز-يوليو 1128 م) . ثلجة: باردة كثيرة الثلج.

2) المدرعة (بكسر الميم) و الدراعة (بضم الدال و تشديد الراء) ثوب من صوف (يلبسه العلماء) .

3) أحمد: أ، ح، م، د يقابل في حساب الجمل (بضم الجيم و تشديد الميم المفتوحة) :1،8،40، 4. أوله (أ-1» ربع عشر ثالثه (م-40) واحد من أربعين. و ربع ثانية (ربع الحاء) -2 يساوي جذر رابعه (الجذر المربع للرقم د أو 4) أي 2(لأن 2 مضروبة في نفسها تساوي 4) .

4) رقدت: نمت، غفلت (بفتح الفاء) . الرغد: الخصيب، السعيد. في البيت تجريد (الشاعر يخاطب نفسه) .

5) عذيرك: هات من يعذرك (لا أحد يعذرك) . الدهر مستعبد آمال الانسان: يخيبها متى شاء (بالموت) !

6) المرمد: الفقير.

7) اللدات (تقال للإناث) : الاشخاص الذين لهم عمر واحد أو متقارب. أن ينهدوا: ينهضوا (يرحلوا، يموتوا!) ، أو يلعبوا أو يصبحوا شبانا.

8) ترحل: ذهب (مات) . الطية: الغاية، هدف. السفر الابعد: الموت.

9) الزعزع (بفتح الزاءين) الريح العاصف، العاصفة. أخمده: أطفأه، أماته. النكد (بفتح فكسر) : الشحيح: البخيل.

10) المعروف أن النجوم لا تنطفئ (فكيف مات ابني محمد؟)

11) زهراء: بيضاء. و الشاعر يقصد حمراء (خمرا) . أذكى فلان النار: أوقدها. أذكى نورها الزهر (؟)

12) العمر آونة: مدة محدودة.

13) افتر: ضحك. غر: بيض، جميلة.

14) المطرف (بكسر الميم أو ضمها و بفتح الراء) : ثوب من حرير فيه رسوم. قشيب: جديد. المجسد (بكسر الميم و فتح السين: ثوب يلبس على البدن مباشرة.

15) يعشي: يضعف (البصر) . الوقر: الثقل (في السمع) .

16) في يده (كذا في الاصل) اقرأ: في كفه.

17) بكر الزمان: أول أبناء الزمان: أشرفهم و أكبرهم. يروم: يطلب. بكر: وحيدة، لم يفعلها أحد من قبل. و النرجس من أول نبات الربيع و زهره.

18) رد فعل أمر من راد: طلب، ذهب ليشرب او يستقي. النائل: العطاء. بحر الاولى (الكرم، إشارة إلى الممدوح) . البحر الثانية (البحر العادي) . بحر تضحضح دونه البحر: كرمه يزيد على البحر. الضحضاح: القريب القعر.

19) عارضه: سار معه يريد أن ينافسه. المرتقى: الطريق الصاعد في الجبل. الوعر: الصلب، المخيف (الذي يصعب السير فيه) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.