أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2016
3739
التاريخ: 2023-10-22
4180
التاريخ: 23-10-2015
4004
التاريخ: 29-01-2015
3186
|
كره أصحاب الإمام (عليه السّلام) أنْ يسيروا إلى الشام ويتركوا مِن ورائهم الخوارج يستبيحون أموالهم وأعراضهم مِن بعدهم فطلبوا مِن الإمام (عليه السّلام) أنْ ينهض بهم لمناجزتهم فإذا فرغوا منهم تحولوا إلى حرب معاوية فأجابهم الإمام (عليه السّلام) إلى ذلك وسار بهم حتّى أتى النهروان فلما صار بإزاء الخوارج أرسل إليهم يطلب منهم قَتَلة عبد الله بن خباب ومَنْ كان معه مِن النسوة كما طلب منهم قتلة رسوله الحرث بن مرّة ليكفّ عنهم ويمضي إلى حرب معاوية ثمّ ينظر في أمورهم فأجابوه : ليس بيننا وبينك إلاّ السيف إلاّ أنْ تقرّ بالكفر وتتوب كما تبنا.
فالتاع الإمام (عليه السّلام) منهم وانطلق يقول : أبعد جهادي مع رسول الله وإيماني أشهد على نفسي بالكفر؟! قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُهْتَدِينَ , وجعل الإمام (عليه السّلام) يعظهم تارة ويراسلهم اُخرى فجعل كثير منهم يتسللون ويعودون إلى الكوفة وقسم منهم التحق بالإمام (عليه السّلام) وفريق ثالث اعتزل الحرب ولمْ يبقَ إلاّ ذو الثفنات عبد الله بن وهب الراسبي زعيم الخوارج ومعه ثلاث آلاف ؛ ولمّا يئس الإمام (عليه السّلام) مِن إرشادهم عبّأ جيشه وأمر بأنْ لا يبدؤوهم بقتال حتّى يُقاتلوهم , ولمّا نظر الخوارج إلى تهيئة الإمام (عليه السّلام) تهيّؤوا للحرب وكانت قلوبهم تتحرّق شوقاً إلى القتال تحرّق الظمآن إلى الماء وهتف بعضهم : هل مِن رائح إلى الجنّة! فتصايحوا جميعا : الرواح إلى الجنّة ؛ ثمّ حملوا حملة منكرة على جيش الإمام (عليه السّلام) وهم يهتفون بشعارهم : لا حكم إلاّ لله ؛ فانفرجت لهم خيل الإمام (عليه السّلام) فرقين ؛ فرق يمضي إلى الميمنة وفرق يمضي إلى الميسرة والخوارج يندفعون بين الفرقين ولمْ تمضِ إلاّ ساعة حتّى قتلوا عن آخرهم ولمْ يفلت منهم إلاّ تسعة ؛ ولمّا وضعت الحرب أوزارها طلب الإمام (عليه السّلام) مِن أصحابه أنْ يلتمسوا له ذا الثدية في القتلى ففتّشوا عنه فلمْ يظفروا به فعادوا إليه يخبرونه بعدم ظفرهم به فأمرهم ثانياً أنْ يبحثوا عنه قائلاً : والله ما كذبتُ ولا كُذّبت ويحكم! التمسوا الرجل فإنّه في القتلى , فانطلقوا يبحثون عنه فظفر به رجل من أصحابه ـ وكان قد سقط قتيلاً في ساقية ـ فمضى يهرول فأخبر الإمام (عليه السّلام) به فلما سمع النبأ خرّ ساجداً هو ومَنْ معه مِن أصحابه ثمّ رفع رأسه وهو يقول : ما كذبتُ ولا كُذّبت ولقد قتلتم شرّ الناس ؛ وأخذ الإمام (عليه السّلام) يحدّث أصحابه بما سمعه مِن النّبي (صلّى الله عليه وآله) فيه أنّه قال : سيخرج قوم يتكلّمون بكلام الحقّ لا يجاوز حلوقهم يخرجون مِن الحقّ خروج السّهم ـ أو مروق السّهم ـ إنّ فيهم رجلاً مُخدج اليد في يده شعرات سود فإنْ كان فيهم فقد قتلتم شرّ الناس , وأمر الإمام (عليه السّلام) بإحضار جثّته فأُحضرت له فكشف عن يده فإذا على منكبه ثدي كثدي المرأة وعليها شعرات سود تمتد حتّى تحاذي بطن يده الاُخرى فإذا تركت عادت إلى منكبه فلمّا رأى ذلك خرّ لله ساجداً ؛ ثمّ عمد الإمام (عليه السّلام) إلى القتلى من الفريقين فدفنهم وقسّم بين أصحابه سلاح الخوارج ودوابهم وردّ الأمتعة والعبيد إلى أهليهم كما فعل ذلك بأصحاب الجمل وانتهت بذلك حرب النهروان التي تفرّعت مِن واقعة صفّين وقد أسفرت عن تشكيل حزب ثوري عنيف ظهر في الإسلام وهو حزب الحرورية الذي أخذ على نفسه التمرّد على الحكومات القائمة في البلاد الإسلامية ومحاربتها بشكل سافر ممّا أدى إلى إراقة الدماء وإشاعة الفتنة والخلاف في كثير مِن تلك العصور.
لقد كان البارز في الأنظمة الدينية للخوارج هو الحكم بكفر كلّ مَنْ لا يدين بفكرتهم مِن المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم ؛ وفيما أحسب أنّ أكثر الجرائم المريعة التي صدرت في معركة كربلاء تستند إلى هؤلاء الممسوخين الذين سُلِبَتْ عنهم كلّ نزعة إنسانية ؛ فقد تأثّر الكثير مِن ذلك الجيش بأخلاقهم فاندفعوا إلى الجريمة بأبشع صورها وألوانها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|