أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
1813
التاريخ: 17-10-2014
7813
التاريخ: 17-10-2014
5464
التاريخ: 17-10-2014
2066
|
الثاني كاد وكرب وأوشك وهلهل وأولى وألم لمقاربة الفعل وجعل وطفق كسرا وفتحا وبالباء وأخذ وعلق وأنشأ وهب للشروع فيه وعسى واخلولق لترجيه وزاد ابن مالك وابن طريف والسرقسطي حرى وثعلب قام والبهاري كارب وقارب وقرب وأوحال وأقبل وأظل وأشفى وشارف ودنا وأثر وقعد وذهب وازدلف ودلف وأزلف وأشرف وتهيأ وأسف وبعضهم طار وانبرى ونشب واللخمي ابتدأ وعبأ وقد ترد عسى اشفاقا وقيل هو معناها وقيل كرب للشروع ش الثاني من نواسخ الابتداء أفعال المقاربة وتسميتها بذلك على سبيل التغليب إذ هي ثلاثة أقسام أحدها ما هو لمقاربة الفعل وهو ستة ألفاظ أشهرها كاد وأغربها أولى ومن شواهدها قوله: –
( فعادى بين هادِيَتَيْن منها ** وأوْلى أن يزيد على الثَّلاثِ )
والبواقي كرب بفتح الراء وكسرها والفتح أفصح وزعم بعضهم أنها من أفعال الشروع وأوشك وهلهل ومن شواهدها قوله:–
( وَطئْنا بلادَ المعتدين فَهَلْهَلَتْ ** نُفُوسهم قبل الإماتة تَزْهَقُ )
ص468
وألم ومن شواهدها حديث وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم أي يلم أن يقتل وحديث لولا أنه شيء قضاه الله لألم أن يذهب ببصره والثاني ما هو للشروع في الفعل وهو ستة ألفاظ جعل قال: –
( وقد جَعَلْتُ إذَا ما قُمْتُ يُثْقِلُني ** ثوبي ، فأنْهَضُ نَهْضَ الشارب الثّمِلِ )
وطفق بكسر الفاء وفتحها والكسر أشهر ويقال طبق بكسر الباء قال تعالى ! ( وطفقا يخصفان ) ! طه 121 وأخذ قال: –
( فأَخَذْتُ أَسْأَلُ والرُّسُوم تُجيبُني ** )
وعلق قال: -
( أرَاكَ عَلِقْتَ تَظْلِمُ مَنْ أَجَرْنَا ** )
ص469
وأنشأ قال:-
( أنشأْتُ أُعْرب عمّا كان مَكْنُونا ** )
وهب قال: -
( هَبَبْتُ أًلُوم القَلْب في طَاعَةِ الهَوى ** )
قاله ابن مالك وأغربهن علق وهب الثالث ما هو لترجي الفعل وهو لفظان عسى واخلولق نحو اخلولقت السماء أن تمطر فهذه الأفعال المتفق عليها في هذا الباب زاد ابن مالك فيها حرى للترجي كقوله:-
( فحَرى أن يكونَ ذاك وكانا ** )
قال أبو حيان والمحفوظ أن حرى اسم منون لا يثنى ولا يجمع قال ثعلب أنت حرى من ذلك أي حقيق وخليق قال ابن قاسم ولكن ابن مالك ثقة قلت ظاهر كلامهما أنه منفرد بذلك وليس كذلك فقد سبقه إلى عدها ابن طريف السرقسطي وزاد ثعلب في أفعال الشروع قام وأنشد:-
ص470
( قامَتْ تَلُوم ، وبعْضُ اللّوْم آونةً ** )
وزاد أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يحيى البهاري في كتابه المسمى الإملاء المنتخل في أفعال هذا الباب مع قام المذكورة كارب وما ذكر بعده وذلك تسعة عشر فعلا زاد غيره طار وانبرى ونشب وزاد اللخمي ابتدأ وعبأ فبلغت أفعال الباب أربعين فعلا قال ابن قاسم وما زاده البهاري ومن ذكر لا يقوم عليه دليل على أنه من أفعال الباب وقد ترد عسى للإشفاق من المكروه وهو أقل من مجيئها للرجاء وقد اجتمعا في قوله تعالى ! ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) ! البقرة 216
ملازمة أفعال المقاربة للفظ الماضي
ويلزمها لفظ المضي وسمع مضارع كاد وأوشك واسم فاعلها وحكى الجوهري مضارع طفق والأخفش مصدره وقطرب مصدر كاد وبعضهم اسم فاعله وعبد القاهر مضارع عسى وفاعله والكسائي مضارع جعل وبعضهم الأمر والتفضيل من أوشك وقوم فاعل كرب ش أفعال هذا الباب جامدة لا تتصرف ملازمة للفظ الماضي وعلل ذلك ابن جني بأنها لما قصد بها المبالغة في القرب أخرجت عن بابها وهو التصرف وكذلك كل فعل يراد به المبالغة كنعم وبئس وفعل التعجب وعلله ابن يسعون بالاستغناء بلزوم المضارع خبرها فلم يبنوا منها مستقبلا وعلله ابن عصفور بأن معناها لا يكون إلا ماضيا إذ لا تخبر عن الرجاء إلا وقد استقر في نفسك والماضي يستعمل في الحال الذي هو الشروع لإرادة الاتصال والدوام فلا يكون معناها مستقبلا أصلا واستثني منها كاد وأوشك فسمع فيها المضارع قال تعالى ( يكاد زيتها
ص471
يضيء ) النور 35 قال الشاعر:-
( يُوشِكُ مَن فَرَّ مِن مَنِّيته ** )
بل المضارع في أوشك أشهر من الماضي حتى زعم الأصمعي أنه لا يستعمل ماضيها وسمع اسم الفاعل من أوشك قال:–
( فَمُوشِكَةٌ أَرْضُنَا أَنْ تَعُودا ** )
وقال: -
( فإنّك مُوشِكٌ أَلاَّ تَراهَا ** )
وحكى الجوهري مضارع طفق قال ابن مالك ولم أره لغيره والظاهر أنه قال ذلك رأيا وحكى الأخفش مصدر طفق وحكى قطرب مصدر كاد كيدا وكيدودة وقال بعضهم كودا ومكادا نقله في البسيط
ص472
وحكى ابن مالك اسم الفاعل من كاد وأنشد: –
( أموت أسًى يوم الرِّجام وإنّنى ** يقينًا لرهنٌ بالَّذي أَنا كَائِدُ )
أي بالموت الذي كدت آتيه وحكى عبد القاهر الجرجاني المضارع واسم الفاعل من عسى وحكى الكسائي مضارع جعل روي إن البعير يهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجه وحكى أبو حيان الأمر وأفعل التفضيل من أوشك وأنشد قول زهير:–
( وأَوْشك ما لَمْ يَخْشَه يَقَعُ ** )
وقوله :-
( بأوشك مه أن يساورَ قِرْنَهُ ** )
وحكى قوم اسم الفاعل من كرب ص وألف كاد واو وقيل ياء ووزنها فعل ولا تزاد خلافا للأخفش وكسر عسى لغة ومع ضمير رفع قليل ش كاد من ذوات الواو حكى سيبويه كدت بضم الكاف ولا يكون هذا إلا من الواو وقيل من ذوات الياء وزعم الأخفش أن كاد قد تزاد واستدل بقوله تعالى ( إن الساعة ءاتية أكاد أخفيها ) طه 15
ص473
والجمهور تأولوا الآية على معنى أكاد أخفيها فلا أقول هي آتية وكسر السين من عسى لغة حكى ابن الأعرابي عسي فهو عس وإذا اتصل بها ضمير الرفع نحو عسيت وعسين وعسينا وعسيتم جاز فيها الفتح والكسر والفتح أكثر وأشهر وقرئ بالوجهين في السبع أما مع ضمير النصب فليس إلا الفتح ص مسألة تعمل ككان لكن خبرها مضارع مجرد من أن مع هلهل وما للشروع ومعها مع أولى والرجاء وفي الباقي الوجهان والحذف مع كاد وكرب أعرف وعسى وأوشك قيل وقارب بالعكس وندر دخول أن مع جعل والباء مع أن في أوشك والسين عن أن في عسى ومجيء خبرها وكان مفردا وجعل جملة اسمية وإسناد عسى إلى الشأن ونفيها نفي خبر كاد وزعم الكوفية ذا أن بدلا مما قبله وقوم مفعولا به وقوم بإسقاط الجار وقيل بتضمين الفعل وقيل رفع ساد عن الجزأين ش أفعال هذا الباب تعمل عمل كان فترفع المبتدأ اسما لها وتنصب الخبر خبرا لها ويدل على ذلك مجيء الخبر في بعضها منصوبا كما سيأتي ولا خلاف في ذلك حيث كان الفعل بعدها غير مقرون بأن أما المقرون بها فزعم الكوفيون أنه بدل من الأول بدل المصدر فالمعنى في كاد أو عسى زيد أن يقوم قرب قيام زيد فقدم الاسم وأخر المصدر وزعم المبرد أنه مفعول به لأنها في معنى قارب زيد هذا الفعل وحذرا من الإخبار بالمصدر عن الجثة ورد بأن أن هنا لا تؤول بالمصدر وإنما جيء بها لتدل على أن في الفعل تراخيا وزعم آخرون أن موضعه نصب بإسقاط حرف الجر لأنه يسقط كثيرا مع أن وقيل يتضمن الفعل معنى قارب وزعم ابن مالك أن موضعه رفع وأن و الفعل بدل من المرفوع ساد مسد الجزأين كما في ! ( أحسب الناس أن يتركوا ) ! العنكبوت 2
ص474
قال في البسيط وهذه التأويلات تخرج الألفاظ عن مقتضاها بلا ضرورة مع أنها لا تسوغ في جميعها وانفردت هذه الأفعال بالتزام كون خبرها مضارعا ثم هو ثلاثة أقسام ما يجب تجرده من أن وهو خبر هلهل وأفعال الشروع لأنها للأخذ في الفعل فخبرها في المعنى حال وأن تخلص للاستقبال وما يجب اقترانه بها وهو خبر أولى وأفعال الرجاء لأن الرجاء من مخلصات الاستقبال فناسبه أن وما يجوز فيه الوجهان وهو خبر البواقي والأعرف في خبر كاد وكرب الحذف قال تعالى ! ( وما كادوا يفعلون ) ! البقرة 7( يكاد زيتها يضيء ) النور 35 قال الشاعر: –
( كَرَبَ القلبُ من جَوَاهُ يَذُوبُ ** )
ومن الإثبات قوله: –
( قد كاد طُول البلَى أن يَمْصَحَا ** )
وقوله: -
ص475
( وقد كَرَبَتْ أَعْناقُها أَنْ تَقَطّعا ** )
والأعرف في عسى وأوشك الإثبات قال تعالى ! ( وعسى أن تكرهوا ) ! البقرة 216 ! ( فعسى الله أن يأتي بالفتح ) ! المائدة 52 و ! ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا ) ! محمد 22 وقال الشاعر:-
( ولو سُئِل النّاس التّرَابَ لأوشكوا ** إذا قيل هَاتُوا أَن يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا )
ومن الحذف قوله: –
( عسى الكرْبُ الذي أَمْسَيْتُ ** يكون وراءه فرجٌ قَريبُ )
ص476
وقوله:-
( يوشك مَنْ فَرّ مِنْ مَنِّيتِه ** فى بعض غِرّاتِه يُوَافِقُها )
قال أبو حيان وزعم الزجاجي أن قارب مما الأجود فيه أن يستعمل ب أن ورد عليه وعلى من أدخلها في أفعال المقاربة بأنها لا تستعمل إلا ب أن وليست من هذا الباب لأنها ليست داخلة على المبتدأ والخبر بدليل مجيء مفعولها اسما في فصيح الكلام تقول قارب زيد القيام وندر دخول أن في خبر جعل قال . . . . . . . . . وندر دخول الباء في خبر أوشك قال: –
( أَعَاذلُ تُوشِكينَ بأن تَرَيْنِي ** )
وندر دخول السين في خبر عسى عوضا من أن قال: –
( عسى طيِّىءٌ من طَيِّىء بَعْدَ هَذِه ** سَتُطْفِىءُ غُلاّت الكُلَى والجَوانِح )
وندر مجيء خبر عسى وكاد اسما مفردا قال: –
( لا تَلْحني إنِّي عَسِيتُ صَائِما ** )
ص477
وقال: -
( فَأُبْتُ إلى فَهْم وما كِدْتُ آيبا ** )
وهذا تنبيه على الأصل لئلا يجهل وندر مجيء خبر جعل جملة اسمية كقوله: –
( وقد جَعَلَتْ قَلوص بنى سُهَيل ** من الأكْوار مَرْتَعُها قَريبُ )
وندر إسناد عسى إلى ضمير الشأن حكى غلام ثعلب عسى زيد قائم ص ولا يتقدم خبرها ويتوسط بلا أن ومعها بخلف ويحذف إن علم ولا يرفع أجنبيا مطلقا ولا سببيا غالبا إلا خبر عسى وقد يجيء اسمها نكرة محضة ويسند أوشك وعسى وكذا واخلولق في الأصح إلى أن يفعل فيغني عن الخبر وقيل هي تامة حينئذ فإن وقعت خبر اسم سابق جاز الإضمار وتركه قال دريود وهو أجود وقد يوصل بعسى ضمير نصب اسما حملا على لعل وقيل خبرا مقدما وقيل نائب المرفوع وقيل هي حرف حينئذ وقد يقتصر عليه ونفي كاد نفي للمقاربة وقيل يدل على وقوع الخبر ببطء وقيل إثباتها بنفيه وعكسه ش فيه مسائل الأولى لا يتقدم الخبر في هذا الباب على الفعل فلا يقال أن يقوم عسى زيد اتفاقا كما حكاه في البسيط
ص478
ويتوسط بين الفعل والاسم إذا لم يقترن ب أن اتفاقا نحو طفق يصليان الزيدان قال ابن مالك والسبب في ذلك أن أخبار هذه الأفعال خالفت أصلها بلزوم كونها أفعالا فلو قدمت لازدادت مخالفتها الأصل وأيضا فإنها أفعال ضعيفة تتصرف فلها حال ضعف بالنسبة إلى الأفعال الكاملة التصرف فلم تتقدم أخبارها لتفضلها كان وأخواتها وحال قوة بالنسبة إلى الحروف فأجيز توسطها تفضيلا لها على إن وأخواتها فإن اقترن ب أن ففي التوسط قولان أحدهما الجواز كغيره وعليه المبرد والسيرافي وصححه ابن عصفور والثاني المنع وعليه الشلوبين الثانية يجوز حذف الخبر في هذا الباب إذا علم ومنه قوله تعالى ! ( فطفق مسحا ) ! ص 33 أي يمسح لدلالة المصدر والأحسن كما قاله مصعب الخشني أنه مما ورد فيه الخبر اسما مفردا تنبيها على الأصل كما تقدم في صائما وآيبا ومن الحذف حديث من تأنى أصاب أو كاد ومن عجل أخطأ أو كاد وقوله: –
( وقد ذاق طَعْم الموت أو كَربَا ** )
الثالثة يتعين في خبر هذا الباب أن يعود منه ضمير إلى الاسم فلا يجوز رفعه الظاهر لا أجنبيا ولا سببيا فلا يقال طفق زيد يتحدث أخوه ولا أنشأ عمرو ينشد ابنه لأنها إنما جاءت لتدل على أن فاعليها قد يلبس بهذا الفعل وشرع فيه لا غيره ويستثنى عسى فإن خبرها يرفع السببي كقوله: –
( وماذا عسى الحَجّاجُ يبلغ جُهْدُهُ ** )
ص479
على رواية رفعه جهده وقولي غالبا أشرت به إلى ما ورد نادرا من رفع خبر غير عسى السببي كقوله: –
( وأسْقِيه حتى كاد مما أبثُّهُ ** تُكَلِّمنى أحْجَارُهُ ومَلاعِبُهْ )
وقوله: –
( وقد جَعَلْتُ إذا ما قُمْتُ يُثْقِلُنى ** ثَوْبى . . . . . . . . . . . . . . )
قال أبو حيان وذلك عند أصحابنا لا يجوز وتأولوا ما ورد من ذلك الرابعة حق الاسم في هذا الباب أن يكون معرفة أو مقارنا لها كما في باب كان وقد يرد نكرة محضة كقوله: –
( عسى فَرَجٌ يأتي به الله إنّهُ ** )
الخامسة يسند أو شك وعسى واخلولق إلى أن يفعل فيغني عن الخبر ويكون أن والفعل سادة مسد الجزأين كما سدت مسد مفعولي حسب
ص480
وقيل بل هي حينئذ تامة مكتفية بالمرفوع كما في كان التامة كقوله تعالى ! ( وعسى أن تكرهوا شيئا ) ! البقرة 216 ! ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) ! الإسراء 79 وقال الشاعر: –
( سَيُوشِكُ أن تُنِيخَ إلى كَريم ** ينالُك بالنّدى قَبْل السُّؤَال )
وتقول اخلولق أن تمطر السماء وقال الخضراوي لا يجوز ذلك في اخلولق بل يختص بأوشك وعسى فإن تقدم والحالة هذه اسم ظاهر نحو زيد عسى أن يخرج جاز جعل الفعل مسندا إلى أن يفعل كما تقدم وجعله مسندا إلى ضمير الاسم السابق وأن يفعل الخبر فعلى الأول يجرد الفعل من علامة التثنية والجمع والتأنيث نحو الزيدان عسى أن يقوما والزيدون عسى أن يقوموا وهند عسى أن تقوم والهندات عسى أن يقمن وكذا أوشك واخلولق وعلى الثاني يلحق بها فيقال في الأمثلة عسيا وعسوا وعسيت وعسين والتجرد أجود كما قال دريود وقال أبو حيان وقفت من قديم على نقل وهو أن التجريد لغة لقوم من العرب والإلحاق لغة لآخرين ونسيت اسم القبيلتين فليس كل العرب تنطق باللغتين وإنما ذلك بالنسبة إلى لغتين انتهى أما غير الثلاثة فلا يسند ل أن يفعل بحال السادسة حق عسى إذا اتصل بها ضميران لا يكون إلا بصورة المرفوع هذا هو المشهور في كلام العرب وبه نزل القرآن ومن العرب من يأتي به بصورة المنصوب المتصل فيقال عساني وعساك وعساه قال: –
( يا أَبتا علَّك أَو عَسَاكا ** )
ص481
فمذهب سيبويه إقرار المخبر عنه والخبر على حاليهما من الإسناد السابق إلا أن الخلاف وقع في العمل فعكس العمل بأن نصبت الاسم ورفعت الخبر حملا لها على لعل وقد صرح به في قوله: -
( فقلت عسَاهَا نارُ كأس وَعَلّها ** )
برفع نار ومذهب المبرد والفارسي عكس الإسناد إذ جعلا المخبر عنه خبرا والخبر مخبرا عنه ويلزم منه جعل خبر عسى اسما صريحا ومذهب الأخفش وابن مالك إقرار الأمرين العمل والإسناد لكنه تجوز في الضمير فجعل مكان ضمير الرفع ضمير النصب وهو في محل رفع نيابة عن المرفوع كما ناب ضمير الرفع عن ضمير النصب والجر في قولهم أكرمتك أنت وأنا كأنت ومذهب السيرافي أنها حينئذ حرف ك لعل وقد يقتصر والحالة هذه على الضمير المنصوب كالبيت المصدر به فيكون الخبر محذوفا كما يقع ذلك في لعل السابقة وزعم قوم أن نفي كاد إثبات للخبر وإثباتها نفي له وشاع ذلك على الألسنة حتى قال بعضهم ملغزا فيها: –
( أَنَحْويّ هذا العصر ما هى لفْظةٌ ** جَرت فى لسَانَىْ جُرْهُم وثَمُودِ )
( إذَا اسْتُعْمِلَتْ فى معرف الجَحْدِ ** وإن أثْبَتَتْ قامت مقام جُحودِ )
واستدل لذلك بقوله تعالى ! ( فذبحوها وما كادوا يفعلون ) ! البقرة 71 وقد ذبحوا وبقوله ( يكاد زيتها يضيء ) النور 35 ولم يضيء والتحقيق أنها كسائر الأفعال نفيها نفي وإثباتها إثبات إلا أن معناها المقاربة لا وقوع الفعل فنفيها نفي لمقاربة الفعل ويلزم منه نفي الفعل ضرورة أن
ص482
من لم يقارب الفعل لم يقع منه الفعل وإثباتها إثبات لمقاربة الفعل ولا يلزم من مقاربته الفعل وقوعه فقولك كاد زيد يقوم معناه قارب القيام ولم يقم ومنه ( يكاد زيتها يضيء ) النور 35 أي يقارب الإضاءة إلا أنه لم يضيء وقولك لم يكد زيد يقوم معناه لم يقارب القيام فضلا عن أن يصدر منه ومنه ! ( إذا أخرج يده لم يكد يراها ) ! النور 40 أي لم يقارب أن يراها فضلا عن أن يرى ! ( ولا يكاد يسيغه ) ! إبراهيم 17 أي لا يقارب إساغته فضلا عن يسيغه وعلى هذا الزجاجي وغيره وذهب قوم منهم ابن جني إلى أن نفيها يدل على وقوع الفعل بعد بطء لآية ! ( وما كادوا يفعلون ) ! فإنهم فعلوا بعد بطء والجواب أنها محمولة على وقتين أي فذبحوها بعد تكرار الأمر عليهم بذبحها وما كادوا يذبحونها قبل ذلك ولا قاربوا الذبح بل أنكروا ذلك أشد الإنكار بدليل قولهم ! ( أتتخذنا هزوا ) ! البقرة 67
ص483
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|