أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2022
1417
التاريخ: 24-1-2022
1352
التاريخ: 28-12-2021
3273
التاريخ: 23-4-2020
20450
|
ان الكثير من الباحثين يؤكدون ان لا أحد يعرف متى بدأت المشكلة الغذائية، لكنها بدأت تطفو علي السطح في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. وفي الوقت الحاضر هناك ما يقارب من 1.3 مليار نسمة يعيشون علي دخل دولار واحد أمريكي في اليوم. مثال ذلك في عام 1999 كان هناك 53% من سكان جواتيمالا يعيشون علي دخل يومي يبلغ أقل من دولار أمريكي. وما يقارب 40 مليون نسمة يموتون جوعاً في السنة، بسبب نقص الغذاء وغالبيتهم في الدول النامية.
وبالمقابل نجد أن الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكيا الشمالية والإقيلنوسية واليابان تعيش في وفرة ورغد. والمشكلة في الدول المتقدمة هي في وفرة الغذاء وتخزينه، بل تلجأ أحيانا إلى رميه في البحر حفاظا على أسعاره العالمية. النمو السكاني وأزمة الغذاء: يتزايد السكان في العالم كما يقول مالتوس في مقالته الشهيرة عن السكان علي طريقة متوالية هندسية (التضاعف) 1- 2 – 4- 8 – 16 – 32 وهكذا، بينما يتزايد الغذاء بمتوالية عددية (علي التوالي) 1 2 3 4 5 6 7 وهكذا ... (1) امن هنا نجد أن نمو السكان لا يتوافق مع نمو الغذاء، وبتالي تحدث المجاعة، لهذا نادى مالتوس بضرورة تحقيق التوازن بين عدد السكان والموارد المتاحة. استغرق سكان العالم قرنين من الزمن كي يتضاعف من 500 مليون نسمة عالم 1650 إلى المليار الأول عام 1850.
إلا أن معدل التزايد تسارع بعد ذلك ليبلغ عام 1960 نحو ثلاثة مليار نسمة، إي زادوا ثلاثة أمثالهم في 110 سنة. وفي عام 2000 كان عدد سكان العالم 6 مليار نسمة، أي زادوا ثلاثة مليارات نسمة خلال أربعين سنة. وهي فترة زمنية قصيرة جدا لتضاعف. ويتوقع أن يصل عام 2020 نحو 8 مليار نسمة، ولاشك أن هذا التزايد يحدث علي حساب المناطق الصالحة لإنتاج الغذاء، الأمر الذي يقلل من نصيب الفرد من هذه المساحات. بل الأخطر من هذا أن 75% من هذه الزيادة تحدث في الدول المتخلفة.
أهمية مناطق العالم الحضارية:
أفريقيا : 28%
أستراليا ونيوزلندا: 85%
أسيا: 17%
أوروبا: 71%
أمريكيا الجنوبية: 65%
أمريكيا الشمالية: 77%
روسيا: 65%.
أسباب مشكلة الغذاء: تختلف أسباب المشكلة الغذائية من منطقة إلي أخرى ففي دول العالم الثالث تعود المشكلة إلي:
1- قصور الإنتاج المحلي من الغذاء: رغم اعتبار الزراعة قطاعا رائدا في الدول الجائعة، ورغم استيعاب الزراعة إلى أكثر من 30% من الأيدي العاملة في الدول المتخلفة الجائعة، إلا أن الزراعة لا تفي بالمطلوب منها للأسباب الآتية(2):
أ- تخلف وسائل الزراعة وبدائيتها، وعدم تطبيق الأساليب العلمية في الزراعة.
ب- عدم اهتمام السلطات السياسية في الدول النامية بالزراعة، فنجد كثير من الأراضي تعاني من مشاكل كثيرة أهمها التملح...
ج- فقر الفلاح وعدم امتلكه لرأس المال اللازم للزراعة.
د- ضيق الرقعة الزراعية وتقزمها، وهذا يكون في الدول المزدحمة بالسكان كمصر والهند واندونيسيا، حيث تظهر البطالة المقنعة في الزراعة بشكل واضح.
ه- سوء التخزين وعدم وجود وسائل فعالة للحفاظ على الأنتاج.
2- الجفاف:
3- تأثير العواصف القوية مثل:الهيروكين:
إلا أن هناك عوامل رئيسة أهمها:
1- السكان والتحضر: النمو السكاني من أهم المشكلات المسببة للغذاء حيث يتزايد السكان بمعدلات مختلفة، (وهي في حد ذاتها مرتفعة) وهم في حاجة للغذاء، ثم السكن يكون علي حساب الأراضي الزراعية.
2- الصراعات المحلية: وهي من أخطر الكوارث الإنسانية التي ابتلت بها دول العالم النامي،فالصراعات القبلية والعرقية في كل من السودان ،والصومال ،وأثيوبيا ،وغيرها تكون علي حساب إنتاج الغذاء التي ستحصل عليه من الخارج بل وتعيق فرص التنمية في هذه الدول.
3- سوء عمليات توزيع الغذاء:كثير من المساعدات الغذائية لا تصل لمستحقيها مثل:القراصنة في البحار ،أو علي الطرق البرية ،وهذا يحث كذلك في جنوب السودان.
4_ سوء التخزين:يصيب كثير من السلع بالتلف أو فوات الصلاحية فعلي سبيل المثال:سوء التخزين سبب بإتلاف30% من المحصول الغذائي في تنزانيا بواسطة الحشرات.
5- التباين الجغرافي في إنتاج الغذاء:هناك دول لديها فائض ودول لديها نقص في إنتاج الغذاء ،ففائض الغذاء في كل من أستراليا وأوروبا وأمريكيا الشمالية يوجهه للابتزاز السياسي. هذا بالإضافة أن سبب الفائض هنا يعود إلي تباطؤ النمو السكاني حيث يصل في بعض المناطق إلي -2%.
6- انتشار الفقر: يعد الفقر من أسباب المجاعة، فالغذاء يجد طريقة إلي الأسواق التي يستطيع سكانها الدفع، لأن الهدف الرئيسي للإنتاج هو الربح.
7- مشكلات بيئية: يعاني العالم من التلوث والأمراض والآفات التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات، ونتيجة لزيادة السكان يحدث ضغط علي الموارد المنتجة باستخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية وقطع الغابات أو حرقها أو تجريف التربة.
8- السياسات الحكومية: هي سياسة الحكومات وخاصة في الدول النامية التي ترتكز علي شراء الأسلحة، الأمر الذي أدي إلي تراكم الديون علي الدول النامية دون فائدة للسكان غير تثبيت دعائم الحكم غير المرغوب فيه، فديون أفريقيا تفوق 200 مليار دولار ملايين الأطفال الأفريقان يموتون جوعاً
9- دعم موارد الغذاء:تعاني غالبية الدول النامية من قلة المخصصات الداعمة للموارد الزراعية، في حين نجد أن غالبية الدول الغنية تقدم المخصصات المالية لدعم هذا القطاع، لأنه أهم مصادر الإنتاج في الدولة، ولكي يكون منافساً للإنتاج الأجنبي. فعلي سبيل المثال يقدم الإتحاد الأوروبي 96 مليار دولار لدعم إنتاج الغذاء في دولة، واليابان تقدم 49 مليار دولار دعم الإنتاج الغذاء فيها، كندا تقدم 5 مليار دولار، الولايات المتحدة 19 مليار دولار، سويسرا 6 مليار، النرويج 3 مليار دولار.
10- ارتفاع أثمان المواد الغذائية: فأسعار المواد الغذائية ترتفع باستمرار، فعلى سبيل المثال سعر طن القمح عام 1971 كان 72 دولار، أما اليوم أكثر من 300 دولار للطن. أي تضاعف بأكثر من أربع مرات، وهذا ينسحب على جميع المواد الغذائية. ويعود ارتفاع الأسعار إلى:
أ- ارتفاع أثمان مستلزمات الزراعة.
ب- ارتفاع تكاليف الشحن.
ج- زيادة الطلب بشكل فاق المعروض من المواد الغذائية.
د- ارتفاع مستويات المعيشة في الدول النامية.
أثر العوامل الطبيعية والبشرية في توزيع الغذاء:تلعب العوامل الطبيعية والبشرية دوراً كبيراً في وصول الغذاء إلي المحتاجين فوصول الغذاء إلي محتاجيه هو الغاية الأهم بعد إنتاجه، إذ ليس من الضروري توفر الغذاء ،يعني أنه سيصل إلي محتاجيه .بل أن هناك من العوامل ما تعيق وصول الغذاء مثل صعوبة المواصلات ،البعد عن مناطق الإنتاج، وعورة المنطقة الجغرافية، كما حدث في شمال أفغانستان عندما هز شمالها زلزال كبير أعاق وصول الإمدادات عام 1998، كذلك العوامل المناخية تعيق وصول الغذاء فالتساقط سواء ثلج أو مطر أو أعاصير يعيق الإمدادات.
أما العوامل البشرية التي تعيق وصول الغذاء أهمها الحروب والخلافات السياسية والاختلافات المذهبية. هل هناك ندرة أو وفرة في الغذاء؟يتوقع الخبراء أن بحلول 2007 سيرتفع عدد الأشخاص الذين سيعانون من نقص في الغذاء إلي المليار نسمة. معظمهم في جنوب شرق أسيا وجنوب الصحراء الكبرى. ويعود ذلك إلي انخفاض نسبة الزراعة من الحبوب والرعي والبستنة إلى 10% من 130 مليون كيلومتر مربع صالحة للزراعة.
كذلك إلي انخفاض إنتاجية الهكتار من الحبوب والسلع الإستراتيجية في الدول المتخلفة أو المنخفضة الدخل إلي 1.301 كجم/هكتار بينما تصل الكمية في الدول الغنية إلي 4000كجم/هكتار، ويعود ذلك إلي استخدام التكنولوجيا والأساليب العلمية، لهذا نجد أن مجموع السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد الغني 3000 سعر حراري، بينما الدول الفقيرة تصل إلي 1600 سعر حراري.وأخيراً تتذبذب نسبة الاكتفاء الذاتي من السلع الإستراتيجية من عام إلي آخر حسب مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية. مستقبل العالم الغذائي: يراهن كثير من الخبراء الغذائيين حدوث فائض من السلع الغذائية باستخدام التكنولوجيا الحديثة والتي أطلقوا عليها باسم الثورة الخضراء The Green revolution حيث يتم إنتاج كميات كبيرة من الغذاء عن طريق تهجين الجينات الوراثية التي تدخل في إنتاج القمح والأرز والذرة ، ويمكن زيادة الإنتاج الغذائي عن طريق:
1- توفير بيانات عن التربة الزراعية: لمعرفة مدي تأثير طرق الري علي زراعة نوعيات معينة من المحاصيل الزراعية التي لا تحتاج لكميات كبيرة من المياه.
2- التقليل من تحول الأراضي الزراعية غلي استخدامات أخري: نتيجة لزيادة عدد السكان والتوسع العمراني والصناعي ،الأمر الذي يزيد من استخدام الخدمات وكل هذا علي حساب الأراضي الزراعية ،وتشير التقارير الصادرة من البنك الدولي ومنظمة الفاو إلي أن العالم سيفقد حوالي 150مليون هكتار من الأراضي الزراعية لأغراض غير زراعية الأمر الذي سيقلل من إنتاج الغذاء.
3- وضع إستراتيجية لتطور وإدارة التربة الزراعية: العالم يواجه خطر اسمه تدهور التربة الصالحة للغذاء فهناك ما يقارب 75مليار طن متري تتبادل وتنقل وتتدهور من التربة الزراعية سنوياً، بهذا تفقد التربة من خصوبتها إلي جانب التصحر الذي يهدد كثير من التربات في العالم للأسباب المعروفة بالتصحر، وإذا استمر الحال علي ما هو عليه سيفقد العالم قرابة 5% من الأراضي الزراعية.
4- زيادة استخدام المخصبات الزراعية في المناطق الفقيرة وفي الدول المتخلفة وهذا يعني زيادة في إنتاجها.
5- التقليل من تأثير القوارض والآفات الزراعية: لا أحد ينكر تأثيرها السلبي علي الإنتاج الزراعي فهناك 40كجم من أصل 100كجم تتلف في جميع أنحاء العالم بفعل القوارض والحشرات والفطريات ويمكن أن نأخذ الجراد كمثال الذي يقضي علي الأخضر واليابس في مساحة 5آلاف كم مربع.
6- تطوير خدمات الري الزراعي: هناك عدة مناطق في العالم لازالت تعاني من مشكلة الري فإسلوب الري التقليدي يهدد كميات كبيرة من المياه كذلك يسبب مشاكل كثيرة أهمها:
أ- تملح التربة نتيجة لاستخدام كميات كبيرة من المياه بصورة مستمرة.
ب- تناقص المياه الجوفية نتيجة لزيادة الاستهلاك.
ج- زيادة تكلفة الإنتاج من التربة المروية.
د- الإسراف في استخدام المياه.
7- الاستفادة القصوى من الأرض الزراعية: عن طريق الزراعة الكثيفة أو المختلطة.
8- تطوير مصادر أخري للغذاء: مثل اليابان علي الطحالب ،الكوريين علي مخلفات الحبوب.
9- ضبط النسل: انطلاقاً من مبدأ الوقاية قبل العلاج بل وخير منها وتساعد علي التخلص من الأزمة.
10- تحفيز المزارعين بالمكافئات المادية لأفضل إنتاج.
________________
(1)محمد الديب، ص 517.
(2)محمد عجمية،ص 237.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|