أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015
4686
التاريخ: 26-12-2015
5501
التاريخ: 9-04-2015
1802
التاريخ: 29-12-2015
2787
|
المؤيد الآلوسي (1) هو أبو سعيد المؤيّد بن عطّاف (2) بن محمّد بن عليّ بن محمّد، ولد سنة 494 ه (3) في ألوس عند حديثة عانة على الفرات؛ و نشأ في دجيل ثمّ دخل بغداد في صباه و صار جاويشا (4) في أيام الخليفة المسترشد (512- 529 ه) . و لقد بقي طول عمره بعد ذلك يتزيّا بزيّ الأجناد.
تكسّب المؤيّد الألوسيّ بالشعر فمدح جماعة من الرؤساء في العراق و اتّصل بخدمة ملكشاه مسعود بن محمّد السلجوقي في عشري الخمسمائة (5) فعلا ذكره و تقدّم و أثرى و اقتنى أملاكا و عقارا.
و اتّفق ان أطال المؤيّد الألوسيّ لسانه في الخليفة المقتفي و أصحابه فسجن عشر سنين (545-555 ه) أو تزيد ثمّ خرج من السجن في أول خلافة المستنجد باللّه و قد غشيت بصره ظلمة من أثر السّجن فغادر بغداد إلى الموصل فتوفّي بها في 24 من رمضان من سنة 557 ه (6/9/1162 م) (6).
كان المؤيّد الألوسيّ من أعيان شعراء عصره تتّفق له المعاني المبتكرة أحيانا و الأسلوب المطرب. و فنونه المديح و الهجاء-و كان يهاجي أبا الفضل الشاعر ابن القطّان (7) - و الغزل.
مختارات من شعره:
- من قصيدة للمؤيّد الألوسيّ في يمين الدين المكين أبي عليّ الأصفهانيّ، و فيها غزل و مدح ثم فخر بشعره:
باح الغرام من النجوى بما كتما... ولهان لو عطفت سلمى لما سلما (8)
أستودع اللّه في الأظعان ظالمة... أحبّها؛ و ألذّ الحبّ ما ظلما (9)
ضنّت بوصلي و قالت: في الخيال له... غنى، و في زورة الأحلام، لو علما
و كيف يطمع مسلوب التصبّر- لم... يعرف لذيذ الكرى-أن يعرف الحلما (10)
- و منها في المديح:
سماحة تشده الضيفان-إن دهمت... غبر السنين و بأس يشبع الرخما (11)
اذا تقاصرت الآمال مدّ لها... يدا ببذل الأيادي تخجل الديما (12)
لمّا رأى الدهر ما تجني نوائبه... في الناس جاء به عذرا لما اجترما (13)
اسمع غرائب شعر يستقيد لها... صعب المعادين إذعانا و ان رغما (14)
أثنى عليك به حتى تودّ - و قد... أنشدتّه - كلّ عين أن تكون فما (15)
و ما فضلت زهيرا في قصائده... إلاّ لفضلك في تنويله هرما (16)
- و له أبيات سائرة يغنّى فيها، منها:
لعتبة من قلبي طريف و تالد... و عتبة لي حتّى الممات حبيب (17)
تعلّقتها طفلا صغيرا، و ناشئا... كبيرا، و ها رأسي بها سيشيب (18)
و قد أخلقت أيدي الحوادث جدّتي... و ثوب الهوى ضافي الدروع قشيب (19)
و ليلتنا و الغرب ملق جرانه... و عود الهوى داني القطوف رطيب (20)
و نحن كأمثال الثريّا يضمّنا... وداد - على ضيق الزمان - رحيب (21)
و بت أدير الكأس حتّى لثغرها... شبيهات طعم في المدام و طيب
أحبّك حتّى يبعث اللّه خلقه... و لي منك في يوم الحساب حسيب (22)
- و له في وصف القلم:
و مثقّف يغني و يفني دائما... في طوري الميعاد و الإيعاد (23)
قلم يفلّ الجيش و هو عرمرم... و البيض ما سلّت من الأغماد (24)
وهبت به الآجام حين نشا بها... كرم السيول و هيبة الآساد (25)
___________________
1) الآلوسي بهمزة قطع، و قد تلفى بمدة: آلوسي. و يبدو أن المد هو الغالب في اللفظ المعاصر.
2) تختلف المصادر في سياقة اسمه.
3) تبدأ سنة 494 ه في 6-11-110 م.
4) تذكر المصادر هذه الرتبة العسكرية بهذا اللفظ.
5) بين سنة 520 و سنة 529.
6) نسق العماد الحنبلي (شذرات الذهب 4:185) وفاته في وفيات سنة 558 ه.
7) راجع ترجمته (ص 314) .
8) النجوى: التحدث بصوت منخفض، تحديث الانسان نفسه. الولهان: الذي كاد يذهب عقله من الحزن (و شدة الحب) . لو عطفت سلمى لما سلما: لو وافقته في الحب لزاد ولهه! ولهان فاعل «كتم» .
9) الأظعان: الابل التي عليها هوادج النساء.
10) الكرى: النوم. الحلم: الرؤيا (المنام)
11) سماحة: كرم. تشده: تدهش. الضيفان: الضيوف. ان دهمت (جاءت فجأة) غبر السنين: السنون الماحلة الغبراء (التي لا نبات على أرضها) . و بأس: قوة، شدة (في الحرب) . الرخم: الطيور- هو كريم جدا في السلم حتى ليستغرب ضيوفه هذا الكرم، و هو شديد البأس في الحرب حتى لتشبع جميع الطيور من قتلاه.
12) الديمة: الغيمة الممطرة.
13) تجني: تذنب. نوائبه: مصائبه. اجترم: أجرم، أذنب. -لما رأى الدهر أنه أذنب كثيرا الى الناس جاء بأبي علي الاصفهاني ليكفر بكرم أبي علي الاصفهاني عن ذنوبه هو.
14) استقاد: سلم قياده الى غيره، اذعن. و ان رغما: و ان كان ذك الاذعان منها رغما (ارغاما، خضوع غصبا و قهرا) .
15) كل الناس أرادوا أن يثنوا عليك بما أثنيت أنا عليك به.
16) لم تكن قصائدي في مدحك أفضل من قصائد زهير في مدح هرم بن سنان الا لأنك أعطيتني أكثر ما كان هرم بن سنان يعطي زهيرا. و كان هرم يعطي زهيرا كثيرا.
17) طريف و تالد: (حب) جديد و قديم.
18) تعلقتها: أحببتها.
19) أخلقت (أبلت، مزقت) أيدي الحوادث (المصائب) جدتي (نضارتي، شبابي) بينما كنت لا أزال شابا. قشيب: جديد.
20) و ليلتنا (التي قضيناها معا) و الغرب (الليل) ملق جرانه (يشبه الليل بالجل البارك بكل جرانه أو صدره على الارض) : موغل، شديد الظلام. عود الهوى (حبنا) . داني (قريب) القطوف (الثمر) : كثير الثمر- كان تمتعنا بالحب سهلا. رطيب: ناضر (لذيذ) .
21) الثريا: عنقود نجوم ملتفة (ترى في رأى العين قريبا بعضها من بعض جدا) . رحيب: واسع.
22) حتى يبعث اللّه خلقه (يوم القيامة) : الى آخر الزمان. ولي منك في يوم الحساب (يوم القيامة) حسيب: محاسب، منتقم.
23) مثقف: (قلم) مستقيم. الميعاد: الوعد. الايعاد: التهديد.
24) يفل: يهزم. عرمرم: كثير العدد. و البيض (السيوف) ما سلت من الاغماد (بغير حرب) .
25) بما أن القلم يقطع من القصب الذي ينبت في الأجمة، فان الأجمة كلها قد أصبحت كثيرة الكرم (كمياه السيل) و صار لها هيبة (رهبة) في النفوس كالرهبة من الأسود.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|