المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

القرامطة في البصرة والكوفة
1-2-2018
مريم أخت موسى بن عمران عليها السّلام
2023-03-22
مـفهـوم إدارة المخـاطـر في المؤسـسات Risk Management Concept
2023-03-24
طريقة تحديد كمية الحليب المنتجة
26-1-2016
Niven,s Constant
14-9-2020
علم الميكانيكا قديماً
20-8-2019


صفي الدين الحلي  
  
11447   01:30 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص85-95
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2463
التاريخ: 2-3-2018 2512
التاريخ: 19-06-2015 1824
التاريخ: 25-06-2015 2414

هو صفي الدين عبد العزيز بن سرايا بن علي الطائي (1). ولد يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر سنة 677هـ في مدينة الحلة، تلك المدينة التي أسسها المزيدون سنة 495هـ وحملت مشعل الحضارة الإسلامية ردحاً من الزمن غير يسير، وظلت ترقى سلم المجد يوم كان معظم البلاد الإسلامية يتخبط في ظلام دامس، وقد طغى عليها الاضطراب في جميع نواحي الحياة، من سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية من جراء تلك الهجمات المدمرة التي شنها عليهم المغول الذين سيطروا بالعسف والتنكيل وقضوا على معالم المدنية والحضارة، إلا الحلة فقد نجت من هذا بأعجوبة فضلت شعلتها تتوقد، وما زال نورها يتوهج في العلم والعرفان، فاستطاع الصفي أن ينهل ما شاء من هذا المورد العذب (2)، وقد ذكر صفي الدين الحلة في شعره، فقال: (3)

ألا بلغ هديت سماه قومي        بحلة بابل، عند الورود

ألا لا تشغلوا قلباً لبعدي        فاني كل يوم في مزيد

وقال: (4)

من لم تر الحلة الفيحاء مقلته        فانه في انقضاء العمر مغبون

فالغدر طافحة، والريح نافحة       والورق صادحة، والطل موضون

نشأ في حجر أسرة عربية لها مكانتها المرموقة ومنزلتها الرفيعة، وتعلم القراءة  والكتابة منذ الصغر، ودرس علوم اللغة العربية وآدابها في شبابه، ومارس الفروسية والصيد والألعاب المسلية كالنرد والشطرنج.

وحدث في الحلة نزاع شديد على الرياسة والإمارة، لا سيما بين أخوال صفي الدين من بني محاسن، وآل أبي الفضل، وحينما قتل خاله عبدالله بن حمزة بن محاسن غيله وهو في مسجده رثاه بقصيدة حارة، وحث قومه على أخذ الثأر، وقد وقعت معركة حامية بين الطرفين قرب بغداد سنة 701هـ عرفت بمعركة (زوراء العراق)، شارك فيها صفي الدين الحلي وأبلى فيها بلاء حسناً واثخن الجراح في الأعداء، وأبدى شجاعة نادرة وبسالة فائقة، ونظم قصيدة حماسية أولها (5):

سلي الرماح العوالي عن معالينا

                         واستشهدي البيض: هل خاب الرجا فينا

لما سعينا، فما رقت عزائمنا

                         عما نروم، ولا خابت مساعينا

يا يوم وقعة زوراء العراق وقد

                         دنا الأعادي كما كانوا يدينونا

ترك صفي الدين الحلة – بعد أن أقلق الخصوم راحته وتهددوا حياته – ونزل ماردين، واتصل بملكها المنصور نجم الدين أبي الفتح غازي بن أرتق التركماني ونظم في مدحه تسعاً وعشرين قصيدة في كل قصيدة منها تسعة وعشرون بيتاً على حرف من حروف المعجم يبتدئ به في كل بيت منها وبه يختتم البيت وسمى تلك القصائد بـ (دور النحور في مدائح الملك المنصور) ومدحه أيضاً بقصائد أخرى أودعها ديوانه.

وأشار الى الحفاوة والتكريم والتقدير التي لقيها من بني أرتق في مقدمة ديوانه، فقال: (6) (ثم جرت بالعراق حروب ومحن، وطالت خطوب ومحن، أوجبت بعدي عن عريني، وهجر أهلي وقريني، بعد أن تكمل لي من الأشعار، ما سبقني الى الأمصار، وحدث به الركبان في الأسفار. فلما أحسنت الي مساءات الزمان، وأرضاني سخط الحدثان، بحط رحالي بفناء الملوك لبني الملوك، كهف الغنى والصعلوك، فخر الملوك الأواخر والأوائل، ملوك ديار بكر بن وائل الا رتق راتقي فتق الدين، جابري كسر الإسلام والمسلمين. لا زالت أيامهم باسمة الثغور، ما سرت الريح الجارية، وجرت الروح السارية، وتطاير ورق الأشجار، وتشاجر ورق الأطيار.

فقيدتني عندهم أنعم     هن قيود الآمل السانح

ووكلت فكري بمدحي لهم        مكارم المنصور والصالح

فمذ ثبتوا بالإحسان قدمي، وصانوا عن بني الزمان وجهي ودمي حمدت لقصدهم مطايا الأمان، وقلت لقلبي لا خيلي عندك تهديها ولا مال، ونظمت في مدح السلطان الأعظم، مستخدم السيف والقلم، رب المناقب والمغازي، الملك المنصور نجم الدين أبي الفتح غازي، أطاب الله مثواه، وقدس ثراه قصائد موسلة مجملة ومفصلة؛ فالجملة ما جعلته كتاباً مفرداً كالديوان إذ لا يحتمل الزيادة والنقصان، لكونه تسعاً وعشرين قصيدة، كل منها تسعة وعشرون بيتاً على حرف من حروف المعجم، يبدأ في كل بيت منها به وبه يختتم، ووسمته بدور النحور، في مدائح الملك المنصور، والمفصلة ما انتخبت أحسنها حسب الإمكان، وأودعته أثناء هذا الديوان).

وعاش صفي الدين زمناً طويلاً في كنف الارتقيين، ولا سيما المنصور وابنه الصالح الذي نظم فيه جملة من القصائد سماها بـ (الصالحيات) واشتغل بالتجارة، وطاف في عدة أقطار، ومدح جماعة من ملوكها وأمرائها، ومكث في مدنها الرئيسة مدداً غير قليلة، مثل دمشق وحلب في الشام، وإياس في أرمينية الصغرى المعروفة أذ ذاك بسيس، ودخل بدليس. وزار الحجاز، وأدى فريضة الحج ومدح الرسول – صلى الله عليه وسلم- بشعر جيد من ذلك قصيدته التي يقول في مطلعها (7):

كفى البدر حسناً أن يقال نظيرها      فيزهى، ولكنا بذاك نضيرها

وارتحل الى القاهرة، وشاهد معالمها، واتصل بأدبائها وعلمائها أمثال الشاعر ابن نباتة المصري، والمؤرخ صلاح الدين الصفدي، والقاضي علاء الدين بن الأثير، ولقي حفاوة بالغة وترحيباً حاراً من الجميع، ومدح الملك الناصر محمد بن قلاوون سلطان مصر بقصيدة بائية عارض بها قصيدة المتنبي التي أولها (8):

بأبي الشموس الجانحات غواربا       اللابسات من الحرير جلاببا

ومطلع قصيدة صفي الدين (9):

أسبلن من فوق النهود ذوائباً      فجعلن حبات القلوب ذوائبا

وبقي متجولا، يتردد الى حلب وحماة ودمشق، ثم يعود الى ماردين، وعاد في آخر عمره الى بغداد، واستقر فيها ورآه الفيروز أبادي مؤلف القاموس وقال (10): (اجتمعت سنة 747هـ بالأديب الشاعر صفي الدين بن سرايا الحلي –رحمه الله- بمدينة بغداد، فرأيته شيخاً كبيراً، وله قدرة تامة على النظم والنثر، وخبرة بعلوم العربية والشعر، فغزله أرق من النسيم، وأدق من المحيا الوسيم، ولكنه كان في حالة رثة، وهيأة قبيحة، وعمامة وسخة، ووجهه أقبح من الكل، ومن ير صورته لا يظن أنه هو الذي ينظم الشعر الذي هو كالدر في أصدافه).

وأصيب صفي الدين بالتهاب المفاصل، وكان يعاني من ألماً شديداً، وفي سنة 750هـ انتشر الطاعون ببغداد وغيرها من البلاد، فأتى عليه عن ثلاث وسبعين سنة من العمر.

آثاره

لصفي الدين تآليف في الأدب واللغة منها:

  1. العاطل الحالي والمرخص الغالي: يبحث في فنون الشعر العامي، وهو مطبوع.
  2. نتائج الألمعية في شرح الكافية البديعية: منها نسخة في مكتبة الاسكوربال بأسبانيا وأخرى في دار الكتب المصرية.
  3. أغلاطي: وهو معجم بالأغلاط اللغوية الشائعة في عصره، منه أقسام بمكتبة الاسكوربال بأسبانيا.
  4. الدر النفيس في أجناس التجنيس: منه نسخة بدار الكتب المصرية.
  5. الخدمة الجلية: وهو في وصف الصيد بالبندق.
  6. ديوان صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء.
  7. رسائله: طبع بعضها مع ديوانه (طبعة النجف 1956).
  8. ديوان شعره: يحتوي على أكثر من عشرة آلاف بيت في أثني عشر باباً، في كل باب فصلين أو أكثر، وجملة الفصول ثلاثون والأبواب هي:

الفخر والحماسة، والمديح، والطرديات، الوصف، الاخوانيات، المرائي الغزل، الخمريات ووصف الأزهار، الشكوى والعتاب، الاستهداء والاعتذار، الألغاز، الملح والأهاجي، الأدب والزهد.

والحق بالديوان (الكافية البديعية في المدائح النبوية) وهي في 145 بيتاً على وزن وقافية بردة البوصيري. وديوانه (درر النحور في امتداح الملك المنصور).

شعره:

اشتهر صفي الدين الحلي بالشعر أكثر من اشتهاره بالنثر مع أنه قد برز في كليهما، وعده النقاد والباحثون أشعر شعراء عصره لما امتاز به شعره من خصائص وسمات على صعيدي المعاني والألفاظ.

ان أغلب مدائحه في الملوك الارتقيين، وملوك حماة، والناصر قلاوون وعلاء الدين بن الأثير، ولم يخرج فيها عن مدائح الذين سبقوه من وصف الممدوح بالسخاء والشجاعة والإباء وغيرها من المعاني المطروقة، وكثيراً ما يبالغ في هذه الصفات، من ذلك قصيدته التي مدح بها الملك الصالح بن الملك المنور الارتقي وقد أرسلها من بغداد اليه ومطلعها (11):

ما هبت الريح الا هزني الطرب        اذ كان للقلب في مر الصبا أرب

ومنها:

يا ابن الذين غدت أيامهم عبرا

                         بين الأنام، بها الأمثال قد ضربوا

كالأسد ان غضبوا، والموت ان طلبوا

                         والسيف ان ندبوا والسيل ان وهبوا

ان حكموا عدلوا، أو أملوا بذلوا

                         أو حوربوا قتلوا، أو غولبوا غلبوا

ولصفي الدين – عدا بديعيته الكافية – عدة قصائد في المديح النبوي لم يأت فيها بجديد، فهي مأخوذة من السيرة النبوية التي قرأها في كتب التاريخ والسير، ونراه يكثر فيها من الاستغفار وطلب العفو والصفح، من ذلك قوله حينما زار المدينة المنورة: (12)

بكم يهتدي، يا نبي الهدى        ولي إلى حبكم ينتسب

به يكسب الأجر في بعثه        ويخلص من هول ما يكتسب

وقد أم نحوك مستشفعاً       الى الله، مما إليه نسب

ونرى صفي الدين يخصص قصائد كثيرة للغزل الى جانب الأبيات التي جعلها بين يدي المديح، وهو يعف في بعضها ويسف في بعضها الآخر ويصبح حليف نزوة وأسير شهوة، مقلداً الشعراء المجاف والمتهتكين، وقد عارض ابن حجاج في بعض قصائده الفاضحة، وأظهر فيها مفاتن الجسد بشكل صارخ ومبتذل، وتورد هنا بيتين من غزله العفيف الرقيق: (13)

يا ضعيف الجفون أضعفت قلباً        كان قبل الهوى قويا مليا

لا تحارب بناظريك فؤادي        فضعيفان يغلبان قويا

وكان لصفي الدين ذوق جميل في الوصف، وأداة طيعة في التصوير البارع، فنراه يجيد في وصف الحدائق والمروج، ومباهج القصور، ومجالس اللهو والشراب، وأدوات الطرب والغناء، والحيوانات اللطيفة، والطيور البديعة، وديباجته في هذا الوصف مشرقة، وألفاظه سهلة، وصوره واضحة من ذلك قوله في وصف مغنية بالعود: (14)

أشحتك بالتغريب في تغريدها      فظننت معبد كان بعض عبيدها (15)

وشدت فأيقظت الرقود بشدوها      وأعارت الأيقاظ طيب رقودها

خود شدت بلسانها وبنانها      حتى تشابه ضربها ونشيدها

فكان نغمة عودها في صوتها     وكأن رقة صوتها في عودها

فطنت لأبعاد الشدود فناسبت     بالعدل بين قريبها وبعيدها (16)

كملت صنائع وضعها فكأنما          ورثت أصول العلم عن داودها

تسبي العقول فصاحة وصباحة      فتحار بين طريقها وتليدها

من لهجة مكسوبة أو بهجة      منسوبة تحلو لعين حودها

إني لأحسد عودها إن عانقت     عطفيه أو ضمته بين نهودها

وأغار من لئم الكؤوس لثغرها    وأذوب من لمس الحلي لجيدها

وعقد علاقات وثيقة مع أصدقاء اكتسبهم بعد خروجه من الحلة، مسقط رأسه، ومدرج صباه، ومسرح فتوته، ومعهد أنسه ولهوه، وسكن ماردين في ظل الملوك الأرتقيين، وتعرف على أناس كثيرين في الشام ومصر والحجاز حين تجواله فيها، ونظم شعراً كثيراً وقد ثبته في الباب الرابع من ديوانه، وسماه (في الاخوانيات وصدور المراسلات) من ذلك قصيدة أرسلها الى الشيخ مهذب الدين بن يحيى النحوي الحلي، قال فيها: (17)

بكيت لفقد الأبرع الخضر منكم

                         على الرملة الفيحاء بالأربع الحمر

فكيف بقي انسان عيني، وقد مضى

                         على ذلك الإنسان حين من الدهر

سقى روضة السعدي من أرض بابل

                         سحاب ضحوك الرق منتخب القطر

وحيا الحيا مغنى قضيت بربعه

                         فروض الصبا ما بين رملة والجسر

ورب نسيم مر لي من دياركم

                         ففاح لنا من طيه طيب النشر

وأذكرني عهداً، وما كنت ناسياً

                         ولكنه تجديد ذكر على ذكر

وشارك في فن الرثاء، فله نحو ثلاثين قصيدة، رثى بها الملوك والأمراء والأقرباء والأصدقاء، وقد بان عليه الجزع والألم ولا سيما في رثاء خاله صفي الدين بن محاسن وجلال الدين عبدالله بن حمزة بن محاسن، ونراه يفتتن في بعض مراثيه كما فعل في قصيدته التي رثى بها عماد الدين إسماعيل ابن علي صاحب حماة سنة 732هـ، مسمطاً لقصيدة ابن زيدون النونية، قال في أولها (18):

كان الزمان بلقياكم يمنينا     وحادث الدهر بالتفريق يثنينا

فعندما صدقت فيكم أمانينا      أضحى التنائي بديلاً من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

ولصفي الدين أبيات ومقطعات في الأدب والحكم، وفي الزهد والتقشف يمكن الرجوع اليها في ديوانه.

ان شعره يتراوح بين مجموعة صادرة عن فطرة وطبع سليم، وأخرى غلب عليها التكلف و الصنعة، ويبدو أنه تابع في المجموعة الثانية أولئك الذين قيدوا أنفسهم بالصناعة وأراد أن يتفوق عليهم فجنس وطابق واقتبس وضمن وقابل ونشر وطوي وقسم، وتعمد التشبيه والاستعارة، وتلاعب بالحروف، فأهمل وأعجم، والتزم ما لم يلزم. وبنى أحياناً على لفظ واحد يردده في روي كل بيت مع اختلاف المعنى، وابتدع الموشح المضمن مثل قوله (19):

وحق الهوى ما حلت يوماً عن الهوى

                              ولكن نجمي في المحبة قد هوى

وما كنت أرجو وصل من قتلي انتوى

                             وأضنى فؤادي بالقطيعة والنوى

ليس في الهوى عجب

                             ان أصابني النصب

(حامل الهوى تعب

                 يستفزه الطرب)

أخو الحب لا ينفك صباً ميتما

                             غريق دموع قلبه يشتكي الظمأ

لفرط البكا قد صار جلداً واعظما

                             فلا عجب أن يمزج الدمع بالدما

الغرام أنحله

        إذ أصاب مقتله

(ان بكى يحق له

         ليس ما به لعب)

أما شعره الذي سلم من الصنعة والتكلف فيتميز برقة الألفاظ وسهولتها، ووضوح المعاني وصحتها، من ذلك قوله (20)

قد نشر الزنبق أعلامه

                     وقال: كل الزهر في خدمتي

لو لم أكن في الحسن سلطانه

                    ما رفعت من دونهم رايتي

فقهقه الورد به هازئاً

                   وقال: ما تحذر من سطوتي

وقال للسوسن: ماذا الذي

                     يقوله الأشيب في حضرتي

وامتعض الزنبق في قوله

                  وقال للأزهار: يا عصبتي

يكون هذا الجيش بي محدقاً

                     ويضحك الورد على شيبتي

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــ

(1)تنظر ترجمته في فوات الوفيات 2: 335، الدور الكامنة 2: 379 النجوم الزاهرة 10: 138، بدائع الزهور 1: 137، 210، أدباء حليون للدكتور جواد علوش ص 170 صفي الدين الحلي لياسين الأيوبي، صفي الدين الحلي للدكتور محمود رزق سليم.

(2)أدباء حليون ص 170.

(3)الديوان ص 140.

(4)الديوان ص 280.

(5) الديوان ص20.

(6) الديوان ص10.

(7)الديوان ص73.

(8)شرح ديوان المتنبي 1: 88.

(9)الديوان ص 95.

(10)شعراء الحلة أو البابليات للخاقاني 3: 272

(11)الديوان ص197.

(12)الديوان ص86.

(13)الديوان ص400.

(14)الديوان ص 272.

(15)معبد بن وهب مغن مشهور في العصر الأموي، نشأ في المدينة، ولما ظهر نبوغه في الغناء رحل الى الشام واتصل بأمرائها وارتفع شأنه، وتوفي سنة 126هـ.

(16)الشدود: لعله يريد مفاتيح الأوتار.

(17)الديوان ص385.

(18)الديوان ص 359.

(19)الديوان ص 453، وتنظر الأبيات المضمنة في ديوان أبي نواس ص227.

(20)الديوان ص554

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.