المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الفاضل اليماني  
  
2255   11:25 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص780-781
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 5679
التاريخ: 9-04-2015 4334
التاريخ: 28-2-2018 2709
التاريخ: 10-04-2015 1930

هو السيّد عزّ الدين يحيى بن القاسم بن عمر بن علي اليمنيّ الصنعانيّ، يعرف بالفاضل اليمانيّ (اليمنيّ) و بالفاضل العلويّ، من أهل صنعاء اليمن، ولد سنة 680 ه‍ (1281 م) .

تلقّى الفاضل اليمانيّ العلم على مشايخ اليمن ثمّ ارتحل، للازدياد من العلم، إلى العراق و الشام و خراسان؛ و قد قرأ القرآن في بغداد على ابن المحروق الواسطيّ. و في سنة 749 ه‍ (1348 م) وصل إلى دمشق من بلاد العجم و لقي صلاح الدين الصفديّ. و يبدو أنّه غادر دمشق وشيكا إلى اليمن، فما كاد يصل إليها حتّى أدركته الوفاة، سنة 750 ه‍ في الأغلب.

برع الفاضل اليمانيّ في علوم كثيرة و لكنّه صرف معظم عنايته الى «الكشّاف» (1) و صنّف عليه بضع حواش و تعليقات منها حاشيته المشهورة «حاشية العلوي» . و من كتبه: درر الأصداف في حلّ عقد الكشّاف-تحفة الأشراف في كشف غوامض الكشّاف-شرح اللباب (لتاج الدين الاسفرايني، في النحو) . و للفاضل اليمني شعر سهل رقيق فيه شيء من المرح و التهكّم.

مختارات من شعره:

- قال الفاضل اليمنيّ يشكو كثرة اشتغاله بالعلم و قلّة العائدة من ذلك (2):

إنّ *المفصّل و *المفتاح قد شغلا... صباي و استغرقا بالدرس أوقاتي (3)

و وافق *الفائق* الكشّاف آونة... مع *الأساس على كدّي و إعناتي (4)

و اللّه يعلم ما عنّيت من تعبٍ... في *الجامعين و *تخريج الزيادات (5)

و في *الأصول و في *فنّ الخلاف على... رأي العميديّ ثمّ *الأبهريّات (6)

و خضت في أبحر الرازي أعبّر عن... شرح*العيون إلى شرح*الإشارات (7)

و كم نسخت و كم صحّحت من نسخٍ... و كم تصرّفت في محو و إثبات

و كم لقيت شيوخا برّزوا قدما... في الصالحات و فاقوا في الروايات

فما استفدتّ بما حصّلت في عمري... سوى عقارب تؤذيني و حيّات

______________________

1) الكشاف عن حقائق التنزيل (في تفسير القرآن) للزمخشري (ت 538 ه‍) . راجع، فوق، ص 277.

2) الكلمة المسبوقة بنجم*هي اسم كتاب (ان عددا من هذه الكتب مذكورة في فهرست الكتب من هذا الكتاب) .

3) استغرق الدرس أوقاتي: ملأها، أحاط بها.

4) الكد: التعب. الإعنات: الصعوبة و المشقة. ما (بمعنى: الذي) مفعول به من الفعل «يعلم» .

5) تخريج الأشعار (مثلا) ذكر الكتب التي ترد تلك الاشعار فيها.

6) الأصول: أصول الفقه (القواعد العامة في العقائد الدينية) . الخلاف: اختلاف آراء الفقهاء في المسائل الدينية. أبو حامد محمد بن محمد العميدي السمرقندي (ت 615 ه‍) . الأبهري: لعل المقصود هنا أثير الدين المفضل ابن عمر الأبهري السمرقندي (ت 663 ه‍) و له تصانيف كثيرة في الحكمة (الفلسفة) و المنطق و الفلك.

7) ان الكلمتين: «اشارات» و «عيون» تأتيان في عدد كبير من أسماء الكتب، و كذلك «شرح الاشارات» و «شرح العيون» . و الرازون أيضا كثيرون عد بروكلمان منهم أربعة عشرا رازيا، و لم استطع تعيين الذي يقصده الشاعر.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.