أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1818
التاريخ: 14-06-2015
1957
التاريخ: 18-11-2014
1638
التاريخ: 16-10-2014
1704
|
كانت الغاية من إرسال مصاحف إلى الآفاق هي : رعاية جانب وحدة الكلمة ؛ لئلاّ تختلف ، وليجتمع المسلمون على قراءةٍ واحدة ونبْذ ما سواها ، فكان يجب أن تكون هذه المصاحف مستنسخة على نمطٍ واحد ، وأن تكون موحَّدة من جميع الوجوه ، ومن ثمَّ كان يجب على أعضاء المشروع أن يتحقَّقوا من وحدتها ويقابلوا النُسخ مع بعضها في دقّة كاملة .
غير أنَّ الواقعية بدَت بوجه آخر ، وجاءت المصاحف يختلف مع بعضها البعض ، كان المصحف المدَني يختلف عن المصحف المكّي ، والمصحف المكّي يختلف عن الشامي ، وهذا عن البصري والكوفي وهكذا ، الأمر الذي يدلّ بوضوح أنَّ اللجْنة تساهلت في أمر المقابلة أيضاً ، فلم يأخذوا بالدقَّة الكاملة في جانب توحيد المصاحف المرسَلة إلى الآفاق .
وصار هذا الاختلاف في المصاحف من أهمّ أسباب نشوء الاختلاف القرائي فيما بعد ، وفتح باب جديد لاختلاف القراءات في حياة المسلمين .
كان قارئ كلِّ مِصر ومُقريها يلتزم طبعاً بقراءة ما في مصحفهم من نصٍّ ، وكان عليه أيضاً أن يختار نوع الحرف والشكل حسب ما يبدو له من ظاهر الكلمة المثبتة في المصحف بلا نُقَط ولا تشكيل ، ومن ثمَّ كانت السلايق والمذاويق ، وكذلك الأنظار والأفهام تختلف في هذا الاختيار .
أمّا الرواية والسماع عن الشيخ ، فهي لا تنضبط تماماً وفي جميع الوجوه إذا لم تكن مثبتة في سجلٍّ ، أو في نصِّ المصحف ذاته ، فلابدَّ أن يقع فيها خلط أو اشتباه من جانب النقل أو السماع ، ولاسيَّما إذا طالت الفترة بين الشيخ الأوَّل والقارئ الأخير .
ومن ثمَّ ظهرت : قراءة مكَّة ، وقراءة المدينة ، وقراءة البصرة ، وقراءة الكوفة ، وقراءة الشام وهكذا ، الأمر الذي كان كرّاً على ما فرّوا منه .
وزعم الزرقاني أنَّ هذا الاختلاف في النصّ كان عن عمْدٍ منهم وعن قصْد ، لحكمةِ تحمُّل اللفظ كلَّ قراءة ممكنة ، قال : وكتبوها متفاوتة في إثباتٍ وحذفٍ وبدَل وغيرها ؛ لأنَّ عثمان قصد اشتمالها على الأحرف السبعة ، فكانت بعض الكلمات يُقرأ رسمها بأكثر من وجه نحو ( فتبيَّنوا ) و( ننشزها ) .
أمّا الكلمات التي لا تَحتمل أكثر من قراءة ، فإنَّهم كانوا يرسمونها في بعض المصاحف برسم ، وفي بعض آخر برسم آخَر ، كـ( وصّى ) بالتضعيف ، و( أوصى ) بالهمز ، وكذلك ( تحتها الأنهار ) في مصحف ، و( من تحتها الأنهار ) بزيادة ( من ) في مصحف آخَر ... (1) .
قلت : هذا تعليل عليل ، بعد أن كان الغرض من نَسْخ المصاحف وتوحيدها ، هو رفع الاختلاف في القراءات ، كان أحدهم يقول : قراءتنا خير من قراءتكم .
فلئلاّ يقع مثل هذا الجدل المرير تأسَّس المشروع المصاحفي باتّفاق من آراء الصحابة ، أمّا وبعد أن أَنجزت اللجْنة مهمَّتها ، وإذا بدواعي الاختلاف ـ الاختلاف في القراءة ذاتها ـ موجودة .
أمّا قضيَّة الأحرف السبعة المفسَّرة إلى القراءات السبْع ، فحديث مشتبه ربَّما بلغ تفسيره إلى أربعين معنى (2) ، وأوهَن المعاني هو : تفسيره بالقراءات ، إذ لم يثبت أنَّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) قرأ القرآن على سبعة وجوه ، كما أنَّ لاختلاف القرّاء في قراءتهم عِللاً وأسباباً تخصّهم هم ، وقد فصَّلها أبو محمَّد مكّي بن أبي طالب في كتابه ( الكشف عن وجوه القراءات وعِللها وحُججها ) فراجع ، وقد تكلَّمنا عن حديث الأحرف السبعة في فصل خاصّ يأتي إن شاء الله .
هذا ، وأمّا الأستاذ الأبياري فإنَّه يرى أنَّ هذا الاختلاف إنَّما كان بين مصاحف سبقت مصحف عثمان ، وجاء هذا الأخير ليرفع تلكم الاختلافات (3) .
لكنَّها نظرةٌ تخالف النصَّ القائل : بأنَّ الاختلاف كان في نفس مصاحف عثمان (4) .
وعلى أيّة حال ، فإنَّ الاختلاف بين المصاحف المبعوثة إلى الآفاق شيء واقع ويؤسف عليه ، وكانت البذرة التي انبثق منها اختلاف القراءات فيما بعد .
وفيما يلي عرض نموذجي عن اختلاف مصاحف الآفاق ، اعتمدنا فيه على نصّ ابن أبي داود في كتابه ( المصاحف ) (5) .
ملحوظة : مصحفنا اليوم يتوافق أكثريّاً مع مصحف الكوفة ، سوى مواضع نرمز إليها في الجدول التالي بعلامة (*) .
غير أنَّ مصحف البصرة كان أدقَّ من سائر المصاحف.
تدلّنا على ذلك الآية 87 من سورة المؤمنون ، إنَّها في مصحف البصرة : { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } [المؤمنون: 86، 87] ، وهي في مصحف الكوفة وغيرها : ( سيقولون لله ) .
وكذلك الآية 89 من نفس السورة ، والآية 33 من سورة فاطر ، مثبتة في مصحف البصرة : ( من ذهبٍ ولؤلؤ ) ، وفي غيره : ( ولؤلؤاً ) .
وهكذا الآية 16 من سورة الإنسان في مصحف البصرة : {قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ} [الإنسان: 15، 16] ، وفي غيره : ( قواريراً * قواريراً من فضة ) ... إلى غير ذلك .
وإليك جدولاً نموذجيّاً يعيِّن مواضع الاختلاف من مصاحف الآفاق : الشام ، الكوفة ، البصرة ، مكّة ، أهمّ البلاد التي أُرسلت إليها المصاحف ، ومقارنتها مع المصحف الإمام ( مصحف المدينة ) :
جدول نموذجي يعين مواضع الاختلاف من مصاحف الآفاق
السورة |
الآية |
مصحف المدينة |
مصحف الشام |
مصحف الكوفة |
مصحف البصرة |
مصحف مكة |
البقرة |
116 |
قالوا اتخذوا الله ولداً |
قالوا |
وقالوا |
وقالوا... |
|
" |
132 |
وأوصى بها ابراهيم |
واوصى |
ووصى |
ووصى |
|
آل عمران |
133 |
سارعوا الى مغفرة من ربكم |
سارعوا |
وسارعوا |
وسارعوا.. |
|
" |
184 |
جاؤوا بالبينات وبالزبر |
بالزبر |
والزبر |
...والزبر |
|
النساء |
66 |
..... |
ما فعلوا إلا قليلا |
إلا قليل |
... إلا قليلا |
|
" |
171 |
.... |
... |
فامنوا بالله ورسوله |
فامنوا بالله ورسله |
... ورسوله |
المائدة |
53 |
يقول الذين آمنوا |
يقول |
ويقول |
ويقول... |
|
" |
54 |
من يرتدد |
من يرتدد |
من يرتد |
من يرتد |
|
الأنعام |
32 |
.... |
ولدار الاخرة |
وللدار الاخرة |
وللدار الاخرة |
|
" |
63 |
لئن انجيتنا |
...... |
لئن انجانا |
لئن انجيتنا |
|
الأعراف |
3 |
قليلا ما يتذكرون |
يتذكرون |
تذكرون |
.. تذكرون |
|
" |
43 |
ما كنا لنهتدي |
ما كنا |
وما كنا |
وما كنا... |
|
" |
75 |
قال الملأ |
قال الملأ |
وقال الملأ * |
وقال الملأ |
|
" |
141 |
وإذ انجاكم |
وإذ انجاكم |
وإذ انجيناكم |
وإذ انجيناكم |
|
" |
195 |
ثم كيدوني |
ثم كيدوني |
ثم كيدون |
ثم كيدون |
|
السورة |
الآية |
مصحف المدينة |
مصحف الشام |
مصحف الكوفة |
مصحف البصرة |
مصحف مكة |
الأنفال |
67 |
... |
ما كان للنبي |
ما كان لنبي |
ما كان لنبي |
|
التوبة |
100 |
... |
... |
... |
تجري تحتها الأنهار |
تجري من تحتها الانهار |
التوبة |
107 |
الذين اتخذوا مسجداً ضراراً |
اذين |
والذين |
والذين |
|
يونس |
22 |
هو الذي ينشركم |
هو الذي ينشركم |
هو الذي يسيركم |
هو الذي يسيركم |
|
الرعد |
42 |
وسيعلم الكافر |
... |
وسيعلم الكفار |
وسيعلم الكفار |
|
الإسراء |
93 |
قال سبحان ربي |
... |
قل سبحان ربي |
قل سبحان ربي |
|
الكهف |
36 |
لأجدن خيرا منهما |
منهما |
منها |
.. منها |
|
" |
95 |
قال ما مكني |
مكنني |
مكنني * |
.. مكنني |
|
الانبياء |
4 |
قال ربي يعلم |
... |
قال ربي يعلم |
قال ربي يعلم |
|
" |
112 |
.... |
... |
قال رب احكم |
قل رب احكم |
|
المؤمنون |
87 |
قل من رب... سيقولون لله |
سيقولون لله |
سيقولون لله |
سيقولون لله |
|
" |
89 |
قل من بيده... سيقولون لله |
سيقولون لله |
سيقولون لله |
سيقولون لله |
|
" |
112 |
قال كم لبثتم |
... |
قال كم لبثتم |
قال كم لبثتم |
|
الشعراء |
217 |
فتوكل على العزيز |
فتوكل |
وتوكل |
وتوكل... |
|
فاطر |
33 |
من ذهب ولؤلؤاً |
... |
ولؤلؤاً |
...ولؤلؤ |
|
السورة |
الآية |
مصحف المدينة |
مصحف الشام |
مصحف الكوفة |
مصحف البصرة |
مصحف مكة |
يس |
35 |
وما علمته |
... |
وما علمت* |
وما علمته |
|
غافر |
21 |
كانوا هم اشد منكم |
كانوا هم اشد منكم |
منهم |
... منهم |
|
" |
26 |
وان يظهروا في الارض |
وأن |
أو أن |
أو أن... |
|
الشورى |
30 |
بما كسبت ايديكم يا |
بما كسبت ايديكم |
فبما كسبت ايديكم |
فبما كسبت ايديكم |
|
الزخرف |
68 |
يا عبادي |
يا عبادي |
يا عباد |
يا عباد |
|
" |
71 |
ما تشتهيه الانفس |
ما تشتهيه الانفس |
ما تشتهي الانفس * |
ما تشهي الانفس |
|
الأحقاف |
15 |
بوالديه حسناً |
.... |
بوالديه احساناً |
بوالديه احسانا |
|
محمد (ص) |
18 |
أن تأتيهم بغتة |
.. |
.. |
ان تأتيهم.. |
ان تأتهم |
الرحمن |
12 |
والحب ذا العصف |
والحب ذا العصف |
والحب ذو العصف |
والحب ذو العصف |
|
" |
78 |
تبارك اسم ربك ذو الجلال |
ذو الجلال |
ذي الجلال |
ذي الجلال |
|
الحديد |
10 |
وكل وعد الله الحسنى |
وكل.. |
وكلا.. |
وكلا.... |
|
" |
24 |
ان الله الغني الحميد |
ان الله الغني |
ان الله هو الغني |
ان الله هو الغني... |
|
الجن |
20 |
قال انما ادعوا ربي |
... |
قال انما ادعوا ربي |
قل انما ادعو ربي |
|
الإنسان |
16 |
قواريرا قواريرا من |
.... |
قواريراً. |
قوارير من |
قوارير من |
الشمس |
15 |
فلا يخاف عقباها |
فلا يخاف |
ولا يخاف.. |
ولا يخاف... |
|
______________________
(1) مناهل العرفان : ج1 ، ص251 .
(2) راجع الإتقان : ج1 ، ص45 .
(3) تاريخ القرآن لإبراهيم الأبياري : ص99 .
(4) راجع المصاحف : ص39 .
(5) المصدر السابق .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|