المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دور الدين في الحفاظ على البيئة  
  
10006   08:58 صباحاً   التاريخ: 21-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص119-123
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-1-2016 1738
التاريخ: 20-1-2016 1619
التاريخ: 2023-06-13 1440
التاريخ: 20-1-2016 10394

قد يكون الامر غريبا على البعض اذا ما طرحنا هذا العنوان اذ ان الاعتقاد السائد لدى الكثيرين هو ان الاديان تنحصر وظيفتها في عملية تنظيم علاقة الانسان بخالقه وربه، ولاشك بان هذا المعتقد هو من الفهم الخاطئ لحقيقة الاديان وجوهرها، وقد يكون ذلك من أسباب ابتعاد الناس عن الدين في وجه من الوجوه.

فالنبوات والرسالات كما جاءت لهداية الانسان إلى ربه هي ايضا عبارة عن تنظيم لعلاقات الحياة الانسانية والعودة بها إلى الفطرة التي استودعها الله في خلقه من الخير والسعادة والرفاهية. وهذه دعوة إلى كل الباحثين والمفكرين للاطلاع على حقائق الاديان والتشريعات السماوية ولاسيما الاسلام الذي تحدث عن ادق التفاصيل المتعلقة بحياة الانسان الخاصة وكذلك العامة التي يرتبط بها بالكون والطبيعة من حوله وبنظرائه من المخلوقات البشرية وايضا الحيوانية والنباتية، والا فما معنى حديث الاسلام عن الزراعة والصيد والمياه وسائر القضايا المتعلقة بالبيئة الطبيعية.،......

وكشاهد على دور الاديان في الحفاظ على البيئة ومكتسباتها، وعلى كون الابتعاد عن الدين احد ابرز اسباب التدهور البيئي ، كتب نائب الرئيس الاميركي والسناتور السابق ال غور (الجور)، كتابا عنوانه (الأرض في الميزان) وفي هذا الكتاب خصص فصلا كاملا عن الاديان ودورها في حماية البيئة.

وقد هدف هذا الفصل من الكتاب إلى البحث عن السبل والوسائل الكفيلة بإعادة الحفاظ على توازن البيئة وحماية عناصرها المختلفة من ماء وهواء وتربة.

واشار ال غور (الجور) إلى ان من بين الوسائل المرشحة والمؤهلة للقيام بهذا الدور هي الاستفادة من التعاليم الدينية والارشادات الروحانية التي تتمتع بها جميع الاديان السماوية بالنسبة لحماية البيئة وصيانة مواردها.

فالمؤلف يبين ان احد الأسباب التي ادت إلى هذا التدهور الكبير الذي لحق بالبيئة، والاعتداء على عناصرها بشكل لم يسبق له مثيل، هو الابتعاد بشكل عام عن الروحانيات والتوجيهات الدينية، والانغماس في الماديات.

فعلى سبيل المثال، الدول الشيوعية الملحدة التي لا تؤمن بالأديان، بل وكانت تحاربها وتحاول القضاء عليها، قد ورثت وخلفت بعد زوالها كوارث بيئية لم يشاهدها الانسان من قبل بهذه الحدة، بحيث ان البيئة في هذه الدول عانت من ازمة كبيرة واسعة النطاق، لا يطيقها من يعيشون فيها. وقد غفل ال غور او تعمد التجاهل عن الكوارث البيئية الناتجة عن الدول الكبرى كالولايات المتحدة الاميركية وغيرها لأسباب لا يجهلها احد.

ثم يقول - آل غور- بان الاديان جميعها هي عبارة عن ثروة عظيمة للبشرية، وهي غنية بالقيم والمبادئ التي تخدم هدف حماية البيئة، ويمكن تسخيرها لتوجيه البشرية من جديد للحفاظ على توازن الارض.

ويثبت ال غور رأيه هذا بتقديم آيات واحاديث من القرآن والسنة النبوية، والتعاليم الموجودة في الانجيل، اضافة إلى الارشادات الموجودة عند البوذيين.

ويعلق احد الكتاب والباحثين على ما كتبه ال غور بالقول : ان الدين الاسلامي خاصة يحمل من التعاليم القرآنية والتوجيهات البنيوية ما يلزمنا ويفرض علينا حماية البيئة ومواردها. فالإسلام لا يدعو إلى صيانة البيئة كأمر ثانوي جانبي، وانما يعتبرها قضية اساسية هامة، يؤثم عليها من لا يقوم بها او يتهاون في امرها.

وهناك دلائل من الكتاب والسنة تثبت راي الدين الاسلامي في هذه القضية.

ولذلك نحن كمسلمين، يجب علينا ان نستفيد من هذا التراث الغني، والثروة الفريدة الموجودة بين ايدينا، وندعو جميع المسلمين إلى المحافظة على بيئاتهم ودفع الاذى والضرر عنها (1)......

وفي ورشة العمل التي انعقدت في المملكة الاردنية (عمان) والتي شارك فيها 18 عالما للبحث في كيفية تنظيم ادارة الموارد المائية في العالم الاسلامي وانتجت البحوث والدراسات التي قام بها هؤلاء كتابا تحت عنوان (أدارة المياه في الاسلام). والذي ورد فيه دراسة عملية الاقتصاد في استخدام المياه من خلال مؤسسات المجتمعات المحلية في باكستان : المساجد والمدارس الدينية رأى الباحثون ان اهم عنصر من العناصر التي لعبت دورا في حل مشكلة الاسراف في المياه والحد من الهدر الكبير للثروة المائية والمحافظة عليها هو التوعية الدينية واستغلالها كعامل لإرشاد الناس.

وبالفعل فقد ذكر الباحثون انهم طلبوا إلى ائمة بارزين من مساجد مختارة في الاحياء المعنية تناول مشكلة في خطبة الجمعة، وطلب إلى المتطوعين من المدارس الدينية اعداد ملصقات مكتوبة بخط اليد تشجب هدر المياه من الناحيتين الدينية والاخلاقية، كما تشجب استخدام المضخات والتوصيلات غير القانونية. وكان الغرض من هذا افهام المخالفين ان اخذ حصة الغير من المياه خطيئة.

وكانت النتيجة بعد مرور شهرين عن تنفيذ الخطة هي ان الشكاوى الواردة من الناس على المعاناة في نقص المياه انخفضت من 64% إلى 32%، وهكذا فان نصف عدد المنازل التي كانت تواجه نقصا في المياه من قبل لم تعد تواجه مشكلة من هذا القبيل.

وجاءت الاستنتاجات بانه يمكن للمساجد والمدارس الدينية، من خلال طرحها لوجهات النظر الدينية في موضوع هدر المياه، ان تلعب دورا مفيدا في ضبط الهدر وقد ظهر في ذلك من انخفاض عدد الشكاوى من نقص المياه (2).

وهذا ما يقودنا إلى البحث في الدور الريادي الذي يمكن ان ينتج عن اتباع الناس للدين والاخذ بتعاليمه وسلوك مناهجه التي وردت في القرآن الكريم والابحاث الشريف فبالإضافة إلى كون الدين الاسلامي يشكل عاملا في الحفاظ على البيئة ورعايتها بما لديه من تراث كبير، فهو إلى جانب ذلك يشكل رادعا عن هدم وتدمير الثروة البيئية التي وهبها الخالق تعالى ذكره للمخلوقين.

وهذه دعوة إلى ضرورة ادخال مواضيع في برامج التعليم في المدارس والجامعات والمؤسسات والمنظمات البيئية والحقوقية حول موقف الدين الاسلامي وتشريعاته في المجال البيئي.

_________________

1ـ المدني، د. إسماعيل، مجلة البيئة، العدد 143، يناير 1996م ص27. تصدر عن الجمعية الكويتية لحماية البيئة.

2ـ راجع : ادارة المياه في الاسلام، م.س، ص57-60.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.