المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الخاطر.
2024-01-16
خطاب النبيّ (صلى الله عليه واله) يوم فتح مكة
4-5-2016
انبعاث جامي متتابع cascade gamma emission
11-3-2018
الأهمية الاقتصادي للجت Alfalfa
2023-07-19
معنى كلمة سقى‌
22-11-2015
William Neile
25-1-2016


احكام البيئة في الفقه الاسلامي  
  
7112   09:05 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص130-133
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2421
التاريخ: 20-1-2016 20040
التاريخ: 21-1-2016 2493
التاريخ: 20-1-2016 6356

إن العلاقة بين علم الفقه والنظام البيئي واحكامه وتشريعاته هي جزء من هذا المدى الواسع والرحب لعلم الفقه وشموليته الذي يستحيل ان يفقد جزءا من مكوناته فلا يتحدث عن البيئة فلو لم يبين الفقه الاسلامي هذه الاحكام البيئية لكان التشريع الاسلامي ناقصا، وبالتالي يكون الاسلام دينا فاقدا لمزاياه وخصوصياته كخاتم للديانات والتشريعات السماوية، ولتناقض ذلك مع قولنا ومدعّانا بشمولية الاسلام لجميع جوانب الحياة الانسانية.

وبهذا تتوضح العلاقة بين الفقه الاسلامي وعلم البيئة لتكون واضحة المعالم ولا لبس فيها.

فليست وظيفة علم الفقه محصورة في بيان احكام العبادات كالطهارة والصلاة والصوم والحج والخمس وغيرها من المسائل الفقهية.

بل ان الدور الاساس له هو مواكبة ومتابعة كل المستجدات والامور الطارئة والاحكام الابتدائية للمكلف في أي عصر وزمان، والاجابة عن كل القضايا المستحدثة، ليضع لها الحلول بما يمتلكه من قواعد عامة، ومبادئ تمكنه من التكيف مع تطور الحياة البشرية، وتطور الزمن.

وهنا يكمن دور الفقيه والصلاحيات المعطاة له من خلال عملية الاجتهاد التي سنها التشريع الاسلامي ولم يجعلها حكرا على فقيه دون اخر، ولم يربطها بزمان وعصر دون اخر، حيث يقوم كل مجتهد او فقيه بممارسة عملية الاجتهاد واستنطاق الروايات والنصوص لتطبيقها على حياة المكلف ويراعي خصوصية الزمان والمكان بحسب فهمه لدور الدين في الحياة وامساكه باليات الاجتهاد كقوة محركة للفقه الاسلامي تجعله دائما مواكبا للأحداث والتطورات. والا فان القول بان الفقه الاسلامي لم يتضمن احكاما للبيئة او غيرها يندرج في اطار مقولة فصل الدين عن الحياة الانسانية وشؤونها وحصر وظيفته بالشؤون العبادية، وهذا مما لا ينسجم مع الفهم الصحيح لهذا الدين، بل انك لا تجد عالما او فقيها لأي مذهب انتمى يقبل بفكرة كون الدين تنحصر وظيفته في تنظيم عملية العلاقة بين الانسان وخالقه، بل هو بالاجماع بالإضافة إلى هذا الدور العظيم يقوم بتنظيم علاقة الانسان بمجتمعه وبالطبيعة من حوله، وبالبيئة التي يحيا ويعيش فيها.

ولا يمكن ايضا القبول بوجود مساحة فراغ في المجال التشريعي الاسلامي، اذ انه وبحسب النصوص والروايات لا يوجد واقعة او حادثة في حياة البشر الا ولها في الاسلام حكم، حتى (أرش الخدش).

وهذه المزايا والخصوصيات هي التي جعلت من الاسلام الدين الخاتم للرسالات السماوية والتشريعات الالهية للبشر، الذي سيبقى بحلاله وحرامه إلى ان يرث الله الارض ومن عليها.

ومن له ادنى صلة او اطلاع على ابواب الفقه وموضوعاته التي ذكرها الفقهاء في كتبهم يرى هذه الصلة الواضحة والعميقة والواسعة.

فأول ما يتصل بالبيئة من الفقه تجده في كتاب (الطهارة) كما يتضح ذلك في جملة احكام ثبتت بالقرآن الكريم والسنة النبوية واحاديث اهل بيت العصمة (عليهم السلام).

كما ونجد للبيئة ورعايتها والمحافظة عليها علاقة بالصلاة واحكامها، وعلى سبيل المثال : الوضوء واحكام المياه، واحكام التخلي وسننه وآدابه، واحكام الانهار، واحكام لباس المصلي و..

ونجد للبيئة ورعايتها علاقة بالحج والحرم والاحرام، وتحريم الصيد وقطع النباتات ونحوها مما يتصل بما يسمى (البيئة المحمية).

ونجد للبيئة ورعايتها علاقة بالغرس والزرع والمزارعة والمساقاة. ونجد للبيئة ورعايتها علاقة بالبيوع وما يتصل بها، وبيع الماء ونحوه، وتملك الماء والكلأ والنار والملح وما فيها من احكام.

ونجد للبيئة علاقة بكتاب النفقات، وخصوصا على البهائم ومالها من حقوق على ملاكها، وما الواجب اذا اضاعوها واهملوا فيها. ونجد للبيئة علاقة بالجهاد، وماذا يباح فيه من اتلاف وما لا يباح. ونجد للبيئة علاقة بأحكام الصيد وشروطه وما هو المباح منه والمحرم. ونجد للبيئة علاقة بأحكام المنافع المشتركة وهي عبارة عن الطرق والاوقاف والمقابر والمساكن والاماكن الدينية، وكيفية الانتفاع بها. إلى اخر هذه الابحاث المتصلة بالبيئة ، وتدخل في ابواب متفرقة من ابواب الفقه الذي ينظم الحياة الاسلامية كلها بأحكام الشرع، ويقود الدورة الحضارية للامة المسلمة، باعتبارها امة صاحبة رسالة ومنهج متميز.

على ان الفقه لا يتصل بالبيئة بوصفه (احكاما) فقط، بل يتصل بالبيئة اتصالا وثيقا بوصفه (قواعد كلية) كذلك(1).

حتى انه يمكن القول بان الفقه الاسلامي لم يترك نظاما او حكما من احكام البيئة الا وتحدث عنه وشرع له النظم والقوانين وهنا تكمن الوظيفة والمهمة الاساسية للفقه والعالم ولكل باحث ومفكر في المساهمة في عملية استنباط هذه الاحكام والقواعد الفقهية البيئية وبيانها وتطبيقها على مواردها لتأتي منسجمة مع متطلبات الحياة ورفع المشاكل البيئية في عصر التلوث البيئي الذي يغزو الحياة البشرية في هذا العصر.

وبناءً على تعريف الفقه المتقدم نلاحظ ان التشريع لم يوضع ليقوم المجتمع على خدمته وحراسته، بل على العكس من ذلك تماما، فقد أُنزل ليكون في خدمة البشرية، والارتفاع بها إلى مستوى اهدافه السامية.

وايّ خدمة اعظم واجل من خدمة الانسان في تأمين مستلزمات العيش وتوفير الطمأنينة له على مستوى ايجاد البيئة النظيفة وحمايتها من خلال تشريع الاحكام الملزمة لحماية البيئة والموجبة للحفاظ عليها؟.

______________

1ـ راجع القرضاوي، د. يوسف، رعاية البيئة في شريعة الاسلام، ص38-39- دار الشروق، ط1، مصر – القاهرة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.