المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

prelinguistics (n.)
2023-10-31
تفسير الاية (18-36) من سورة المطففين
18-2-2018
إلى جنّة المأوى
18-10-2017
المادة الفعالة في الشاي
2023-03-23
مفاهـيـم حـاضنـات الأعـمـال وانـواعـها
2024-07-26
علي بن عبد الصمد ابن محمد
11-8-2016


تشجيع الطفل والإشادة به  
  
2475   08:40 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص381ـ388
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 2126
التاريخ: 18-1-2016 2132
التاريخ: 18-1-2016 1985
التاريخ: 2023-11-27 1380

يمكن الاستفادة من عدة تدابير مهمة على صعيد اصلاح سلوك الأطفال واحدها هو التشجيع والاشادة. ويمكن التواصل عادة الى إصلاحات عميقة في الطفل عبر الاستفادة من هذه التدابير، فهذا الأمر يعد ضرورياً في التعامل مع الأطفال غير السويين، ولا سيما ان قطاعاً من الأفراد غير السويين هم من الأشخاص عديمي الشخصية، الذين لا يؤمنون بأنهم يمكن ان يكونوا أشخاصاً في موضع الاحترام والمحبة.

فالإنسان في طبيعته يطرب للتشجيع، ويكف عن مزاولة السلوك المستهجن على اثر ذلك، ويرغبه ذلك بالأعمال الصالحة، واللجوء الى هذه التدابير من أجل البناء، وبغية تطبيقها من قبل أي فرد هو أمر محبذ، وخصوصاً من قبل الأشخاص الضالعين بصورة مباشرة بأمر تربية الأطفال.

ـ حاجة الأطفال للتشجيع والإشادة :

انه لمن الخطأ ان نتصور بأن الطفل الفلاني لم يعد بحاجة للتشجيع بحجة انه قد كبر، وانه عاد يدرك كافة الأمور مثلاً، وهذا التشجيع في الواقع يشكل ميلاً من الميول الفطرية للإنسان، التي تبقى فيه مادام العمر، فنحن لا نعرف احداً ليس بحاجة لهذا الأمر، فالجميع محتاجون له ويتمنون الحصول على مكانة تخضع لتشجيع الآخرين وإشادتهم بها، فالمسابقات، والمحاولات، بل وحتى الحيل والخدع هي في غالبها بهذا القصد.

أحياناً تمنح المداعبة البسيطة الطفل قدرة وقوة تدفعه لبذل الجهد.

إذاً فإن اشعار المرء بأن عمله يحظى بقبول واستحسان الآخرين يمنحه القوة فيستمتع بذلك ويجد في نفسه روحاً منشرحة، وتنفتح الأبواب فيما بينه وبين المربين بالشكل الذي يجعله قادراً على الكف عن ارتكاب التصرفات الممزوجة، والامتناع عن الحاق الأذى والافساد والتخريب.

ـ دور التشجيع وجدواه :

التشجيع والاشادة مبعث تعزيز المعنويات، فهما يمنحان الأشخاص طاقة جديدة، ويقويان في الطفل روحه المنهزمة، ويحييان فيه كرامته المضيعة، فتستبدل الحقارة عنده بالعزة، وتكون مدعاة لسلوكه سبيل النمو والتكامل.

إن تشجيع الطفل والاطراء له يؤدي الى انبثاق الشعور بالثقة لدى الأشخاص، فينميان فيه قابلياته الكامنة ويصلان بطاقاته الى أقصاها، فتنبلج كمالاته الخفية، ويضعان حتى الطفل في مقتبل العمر على الطريق وينفخان في كيانه قوة جديدة.

وعن طريق التشجيع يتم احياء شخصية الأطفال، وانقاذهم من اليأس والتشاؤم، وتمهيد سبيل الحياة امامهم بما يوفره لهم من متطلبات الانشراح، فحتى التشجيع العادي البسيط يغير مسيرة حياة المرء، وينشله من المساوئ والأعمال الشائنة، فتتجلى له رؤى جديدة.

وعن طريق التشجيع يتم احياء شخصية الأطفال، وانقاذهم من اليأس والتشاؤم، وتمهيد سبيل الحياة امامهم بما يوفره لهم من متطلبات الانشراح، فحتى التشجيع العادي البسيط بغير مسيرة حياة المرء، وينشله من المساوئ والأعمال الشائنة، فتتجلى له رؤى جديدة.

والتشجيع والاشادة يعدان نوعاً من أنواع التلقين على الاقتدار، فينشأ الطفل من خلاله ويحيا بواسطته، ولو كانت هنالك هزائم واندحارات في طريقه فإنها تزول أيضاً، خصوصاً اذا كان هذا الأمر مدروساً فإنه سيعتبر عاملاً في بناء الطفل.

لهذا السبب تبذل الجهود من أجل خلق وضع مشفق لدى الوالدين تجاه الفرد بما يصنع له محيطاً عاطفياً يمكن للشخص ان يبرز من خلاله ويعمل على بناء ذاته.

ـ أضرار عدم الإهتمام بالطفل :

الأطفال الذين لم يتذوقوا لذة الثناء والاطراء، ولم يطبقوا عيناً في منازلهم على اشادة من والديهم، هم في الغالب يعانون من الإحباط المعنوي، وليس لديهم الاطمئنان في عملهم ومواصلة برامجهم، فكم من هؤلاء من يظن ان ما من عمل منهم يحظى بالقبول لدى الآخرين، فيشعرون عندئذ بالضعة والمهانة.

وكم من الأطفال الذين يودون أن يكونوا جيدين ويكفوا عن التصرفات غير المحمودة، لكنهم يفتقرون لجرأة هذا الأمر، وعدم اهتمام والديهم بالثناء عليهم والاشادة بهم يؤدي الى بقاء هؤلاء على حالهم السابقة ليعتادوا عليها شيئاً فشيئاً.

أجل، ونحن نعتقد كذلك ان الإطراءات والإشادات تكون في بعض الموارد مضرة بالطفل، ولكنها على أي حال تشتمل على اضرار ادنى من اضرار اللوم والتقريع والنهر. فالطفل جراء ذلك يحصل على راحة البال، ويواصل مرغماً هذا الطريق والمنهج بغية صيانة كرامته وشرفه، ويألف السلوك الصحيح.

ـ الآثار التربوية للتشجيع :

بشأن ماهية الإشادة والإطراء للطفل والثناء عليه وتشجيعه من حيث الآثار التربوية الإيجابية، فإن الإجابة واضحة، فمظاهر التشجيع تشوق الأطفال لمزاولة أعمالهم فتجعلها مرغوبة للغاية، ونحن نستطيع من خلال هذا الأمر تمهيد الأرضية لتعزيز الثقة بالنفس لديهم، وتنتزع منهم روح اليأس والتهاون.

وعن طريق الاطراء والتشجيع يمكن تحسين علاقاتنا بالطفل وإصلاح وضعه وشطب نقاطه السلبية، وعادة ما يسعى المربي في البداية لاستجلاء نقاط القوة فيه والإشادة بها، ومن ثم يعكف على توجيه النقد له، وافشاء نقاط ضعفه، ويحمله على إصلاحها.

فكم من الممارسات الجادة، والمحاولات التي تتجاوز المقدار والحد يندفع الطفل لفرضها على نفسه جراء الاطراء والاشادة مما يجعله مستعداً لتحملها كما يتحمل المرارة والحرمان، كيما يتمكن من احراز رضا أوليائه بالنتيجة ويدفعهم لتشجيعه والثناء عليه.

ـ قيمة التشجيع والإشادة :

إن الاطراء والتشجيع اللذان يقدمهما الوالدان والمربون للأطفال انما هما في الواقع اجر يدفعونه في مقابل ما يتحمله الأطفال من عناء. فأي فرد صغيراً كان ام كبيراً وفي أي منزل ومقام كان، يشعر في ظل الثناء والتشجيع بانه قد تسلم استحقاق عمله، وعلى ما يبدو انه لا يجني في هذا المجال اجراً مادياً، ولكن النتيجة المعنوية لذلك تفوق النتيجة المادية بعدة مراتب.

وعندما يقومون بالإشادة بالطفل فإنه يشعر بأن مسؤولية التربويين قد عرفوا قدره وشأنه، وانهم قد وقفوا على قيمة وأهمية عمله، فهم يعتقدون به ويثمنونه، وهذا الأمر يقضي على عنائه وتعبه، ويشرح قلبه، ويجري الأمور بصورة أكثر انسيابية.

ـ توفير الأرضيات :

ولأجل مزاولتنا بناء الطفل وتربيته عبر هذه الطريق، فمن الضرورة بمكان قيامنا بتوطئة وتمهيد مستلزمات ذلك وأرضياته بصورة شخصية، وبعبارة أخرى تقوم بتكليف الطفل بعمل أو مهمة يسيرة وممكنة الإنجاز، لكي ينجح في إنجازها ثم نعزم على تشجيعه والثناء عليه بعد نجاحه.

إن تنفيذ هذا الأمر، يقال بأنه شكل من اشكال الحيل التربوية في جانب منه، لكنه يؤدي الى فتح باب العلاقة بين الطفل والوالدين، ليتقرب الطفل رويداً رويداً من المربين، وإذا ما صادف ان جرى ايكال عمل شاق احيناً الى الطفل فيجب حينئذ شحنه بالاطمئنان والأمل لأجل ان يواصل تقدمه، وانه اذا ما فشل اثناء الطريق وحين العمل فإنهم سيبادرون لمساعدته.

ومن الممكن ان تكون للطفل نقاط ضعف عديدة. لكن هذه القضية ليست بالمهمة، إذ المهم ان يكتشف نقاط قوته فنضعه موضع الإشادة والإطراء، كما يمكن أيضاً ومن بين جملة من الممارسات القبيحة والحسنة العثور على نقاطه الإيجابية، والقول له بان عمله هذا كان حسناً.

النقطة الأخرى في هذا المجال، هي ان التشجيع والإشادة لهما اثر إيجابي اكبر حينما يكونان في حضور الجماعة، فعندما نمتدح العمل الحسن للطفل بحضور الآخرين نكون قد فتحنا في الواقع باب الملاحظة فيما بين الطفل وذلك الجمع، وهذا ما يلزم الطفل لأجل مراعاة تلك الملاحظات التي قد تحصلت للكف عن الإنحرافات فيصبح ملتزماً ومسؤولاً.

ـ الإشادة المنطقية :

نقطة أخرى ينبغي مراعاتها في هذا المضمار، وهي أن يكون الإطراء والتشجيع مصحوباً بالمنطق والدليل الذي يحظى بقبول الطفل. فالأطفال جميعاً يدركون الإشادات السطحية والتشجيعات التي تفتقر للأساس والصحة، واذا ما كانوا اليوم لا يلتفتون لذلك فإنهم في الغد سيعونه، وفي هذه الحال سوف لن يثقوا بعد بوالديهم ومربيهم، في حين نحن نعلم بأن وجود الثقة بالمربي من أجل مواصلة الحياة وبناء الطفل وإصلاحه مبدأ لا يمكن تجاوزه.

وإنه لمن الجدير والمناسب بمثل هذه الاشكال من الإشادات المنطقية ان تكون مصحوبة بالملاحظات الوعظية المبينة، فمثلاً يجري إفهام الطفل بأن عزة وسعادة أي شخص بيد ذلك الشخص، فهو باستطاعته ان يهيئ دواعي فخره وسعادته بنفسه، وفي معترك الحياة، الانسان بذاته يستطيع ان يجعل من نفسه موفقاً أو يلجئ نفسه للفشل. فمن الناحية المبدئية فان المكانة في القضايا لها صلة تامة بالبحث عن التطلعات التي يمكن تحقيقها، ذلك لأنه في غير هذه الحالة سوف لن تكون هناك خطوة إيجابية قد جرى رفعها في هذا الاتجاه، فضلاً عن اننا جعلنا وضعه اشد سوءاً.

ـ نوع التشجيع وكيفيته :

ينبغي ان تكون كيفية الإطراءات والتشجيعات على نحو يؤمن الطفل من خلاله بقيمته وإستقلاليته واعتباره، أي ان تكون هذه القضايا مقبولة لديه قلبياً وانه فرد فاعل بمقدوره ان يحظى بقبول ورضا والديه ومربيه.

ولابد للثناء والاطراء ان يكون على نحو يجد معه الطفل ان والديه ومربيه يقدرون عناءه، ويعتبرونه من صميم قلوبهم فرداً مهماً وقيماً وجريئاً وذكياً، فهم قد رضوا به كعضو مفيد من أعضاء الأسرة، وهم أيضاً على استعداد للتغاضي عن نقاط ضعفه.

أحياناً، يمكن ان تكون الإطراءات والتشجيعات لفظية، وفي أحيان أخرى عملية، ففي النصف الأول يملك الوالدان والمربون قلب الطفل حينما يقولون له احسنت واجدت، فبالإشادة اللفظية به

يكونون قد اثنوا عليه ودفعوا له اجر عنائه.

وفي الصنف الثاني يمكن اخذ الطفل بالأحضان ومداعبته، وشراء الحاجة التي يحبها، واصطحابه الى أماكن للتمتع بمناظرها، أو للمشاركة في المجالس.

فأحياناً يمكن وعبر مداعبة وملاطفة بسيطة، أو بالمسح باليد على رأسه، أو بتقبيل جبينه، أو بإلقاء قطعة من الحلوى بين يديه، نقل الطفل التائه الى قارعة الطريق، ودفعه بشكل عملي ليرى نفسه في مرحلة بأن اذعانه لارتكاب الخطأ ويعد حطاً لشأنه، حيث سيعتبر نفسه اكبر واهم من ان يرتكب خطأ.

ـ الإشادة والتشجيع لمن ؟

الثناء والإطراء والتشجيع والإشادة، ومنح الاطمئنان والاهتمام، أمور يحتاجها الجميع، وهي ضرورية لكافة الأشخاص، لكن ضرورتها تتأكد لطائفة منهم، فعلى سبيل المثال هي ضرورية جداً للفرد الخجول وغير الاجتماعي، وللطفل الذي يشعر بالضعة والمهانة، وللطفل الذي يهرب من الجماعة، وللأطفال الذين يتمنون ان يكونوا موضع اهتمام الآخرين ولكنهم ليسوا كذلك، وللطفل الذي يشعر بالاضطراب والحيرة في أوساط الجماعة، ويعكف دوماً على الجلوس في زاوية منعزلاً، للطفل الذي يشكو من قلة المحبة أو انه يتيم مثلاً، للطفل الذي لديه تصرفات غير محبذة وغير سليمة ونحن نعتزم إصلاحه، وفي النهاية لكل أولئك الذين لدينا النية في تنشئتهم وتربيتهم فان هذا الأمر ابلغ ضرورة لهم.

فكم من الكثير من التشاؤمات وحالات اليأس، ومظاهر الانزواء يجري القضاء عليها في ظل الإشادة والتشجيع، ويعثر المبتلون بذلك على شخصيتهم، فيستشعرون بشخصيتهم وعظمتهم.

وكم من الأشخاص الذين نعرفهم ممن ليس لديهم احد في حياتهم اليومية يدللهم، أو يثني على أعمالهم ولو مرة واحدة ان حصلت، وعلى هذا الأساس فانهم يعتبرون انفسهم بانهم لم يعودوا بحاجة ليصبحوا أفراداً طيبين، فهم يوغلون في الدنس، فيصنعون دواعي اذاهم وعناء الآخرين.

حدود التشجيع وأوانه:ـ

في شتى الأمور والقضايا، ومن بينها موضوع الإشادة والتشجيع أيضاً، ينبغي ان تراعى بعض الحدود، فمن الخطأ ان نترك الإطراء يتجاوز حدوده، لأن هذا الأمر يترك أثراً عكسياً في ذهن الطفل وفي تربيته، كما انه من الخطأ ان يحصل التشجيع بصورة مباشرة، لأنه في هذه الحالة سيعتبر الطفل انه مسموح له من الآن فصاعداً ان يتلقى اجراً معيناً عن كل ممارسة إيجابية أو العزوف عن أي شكل من اشكال التصرفات المرفوضة.

والنقطة الأخرى في هذا المجال هي ان يكون التشجيع والثناء في أوانه، فلو ان طفلاً أدى عملاً إيجابياً فيجب عدم ايكال أمر الاطراء عليه الى امد آخر، بل يجب في ذلك اليوم إنجازه والوفاء به، ولا سيما هذا الأمر الذي ينبغي إنجازه في أوانه، والذي يجتاز فيه الطفل مشكلة بإصرار وعناد بعيدين أو يروم خلاله اصلاح وضعه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.