المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

التخطيط الاستراتيجي في المنظمات الأهلية
27-7-2016
الارساب
12-3-2022
حسن بن معصوم بن محمد الرضوي
16-7-2016
7- مملكة اشنونا
22-9-2016
السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح بن محمد
2-2-2018
Graph Loop
18-3-2022


الاطفال والطمع  
  
1069   09:46 صباحاً   التاريخ: 12/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص81 ــ 82
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الانسان كائن محتاج. وقد احاطت به الاحتياجات بشكل لا يستطيع العيش لحظة واحدة بدون حاجة، فالهواء الذي يستنشقه الانسان يحكي عن حاجته، وكل خطوة يخطوها تعبر عن حاجة. ونطاق هذه الاحتياجات واسع جداً، حيث يشمل الحاجات الجسمية والعاطفية والنفسية. وكل الأبعاد الوجودية.

بعض حاجات الانسان تتمثل في الجانب المالي. والدافع لتأمين الحاجة المادية يرتبط أحيانا بالبطن، حيث إن الانسان يسعى للحصول على المال لتأمين المتطلبات الغذائية. وفي هذا المجال نرى البعض يتحركون بشكل خارق للعادة إلى حد يوصمون بصفة الطمع.

الطمع حالة تجعل الانسان في حالة بحث دائم عن الغذاء أو المصالح المادية. بل ان كل أفكاره ونشاطاته تتمحور حول هذا الموضوع.

فالحركة الإفراطية التي تبرز لدى الطماع لأجل الحصول على ما يريد وحفظ مصالحه وحاجاته الحياتية تكون أكثر من المتعارف.

إن سعي الانسان من أجل توفير لقمة العيش وما يحتاجه يعتبر من الأمور الضرورية واللازمة. ولكن الحركة الغير طبيعية والتي تفوق ما هو طبيعي، والتي ذكرت في البحوث الأخلاقية بعنوان صفة غير محببة. هذه الحركة تدعى الطمع.

فقد وردت في الكتب الأخلاقية نعوتاً غير مناسبة للطمع. وقالوا في ذمه بأنه عامل للفساد إذا ما برز عند الانسان، والأصل ان الانسان موظف في التخلص من هذه الصفة وتنظيم حياته الشخصية والاجتماعية بالشكل المناسب. واستمرار صفة الطمع وتأصلها لدى الانسان ممكن أن تجره إلى أن يلاقي حتفه أو يصاب بأمراض نفسية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.