المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Drug Resistance
27-4-2016
منع العروس من الألبان والخل والكزبرة والتفَّاح الحامض
2024-11-09
Distinguishing Cause from Effect
2024-09-13
ما هو فضل سورة الحمد ؟
2024-11-17
تقوم النوكليوتيدات بوظائف فيزيولوجية عديدة
28-11-2021
Marine Biotechnology
3-1-2019


المحبة والدعم في سبيل اصلاح الاطفال  
  
2267   09:18 صباحاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص373ـ374
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يمكن اللجوء الى تدابير ووسائل معينة على صعيد إصلاح الأطفال وتأهيلهم، منها إحاطتهم بالرعاية والمحبة ودعمهم. فكما ان النبتة بحاجة للأرض الصلبة والمتماسكة من أجل ان تستوي على ساقها، كذلك الطفل يحتاج الى دعم ورعاية بغية الوقوف على قدمه، وكما ان النبتة بحاجة للماء وضوء الشمس لأجل النمو، فإن الطفل هو الآخر بحاجة للابتسامة والمحبة.

الوالدان لما كانا هما المسيطران على معيشة الطفل وقد جاءا به الى الدنيا ويتحملان مسؤولية بنائه واعداده، فيجب عليهما توفير أرضية النمو والنشأة الشاملة له، بالشكل الذي يشعر الطفل في ظله بالأمان والاستقرار، فلو لم يعمدا لاحتضانه ولم يوفرا له مستلزمات قوامه فإنه سوف لن ينمو.

فكم من الأطفال الذين يرومون القيام بعمل ما لكنهم يفتقرون الجرأة لإنجازه خشية الفشل، وكثير منهم يقف في مواجهة القضايا والاحداث ببرود وتلكؤ جراء عدم وجود محبة وعاطفة تبعثان الدفء فيهم.

وعليه فلا بد – على سبيل الإصلاح والتأهيل – أن ينشأ البنيان على أساس المحبة وطلب المحبة وطلب الخير وتوخي مصلحة الأطفال إضافة الى دفعهم لمباشرة عمل ما ومنحهم الجرأة ليستشعروا – عبر ذلك – بالاكتفاء وإنهم أشخاص يحيون بين الاخرين، فيعتمدون على محاسنهم ونقاطهم الإيجابية، ويبتعدون ويتجنبون الضعف المؤدي للمصائب والتعاسات.

ـ ضرورة الدعم :

إن وجوب تمتع الطفل بالدعم على طريق نشوئه أمر لا يحتاج الى نقاش، لكن المهم هو الإلتفات الى الأبعاد والمستلزمات النفسية للموضوع الأمر الذي قلما يهتم به الوالدان عادة.. نحن نريد ان نولي اهتماما لهذا البعد، فنحن نقول بأن دعم الطفل ضروري للدواعي التالية:ـ

1.الطفل لا يدرك حسن الأمور وقبحها، فالعمل الذي يؤديه لا يدري هل هو حسن ام سيء بل ويراوده الشك بشأنه بينما باستطاعة الوالدين وعبر دعمهما القيام بمباركة العمل الحسن.

2.الطفل لا زال يفتقر للتجربة، فهو لا يدري هل انه سيكتب له النجاح في الطريق الذي يسلكه، أم سيجابه الفشل، فدعم الوالدين بالشكل الذي يفهمه "تقدم ونحن من ورائك" سيسوقه نحو العمل الذي يستدعي بحد ذاته تحصيل المهارة والتجربة وإلجاءه للممارسة.

3.للطفل امنية تتبلور في ان يحظى باهتمام الآخرين به، وهو يسعى دائماً من أجل نيل هذه الغاية، ولكنه من جهة أخرى يفتقر للجرأة ومتوجس، فهو لا يستطيع ان يأتي بأمر يشبع لديه تلك الرغبة، فالوالدان يمكنهما بواسطة الدعم ان يبلغا به تلك الغاية.

4.الطفل مفعم بالقابليات والرغبات والميول.. فهو بحاجة لكسب رعاية الكبار ودعمهم له بغية تفعيل هذه الأمور وتحقيقها، وإلا فإن الطاقات الكامنة فيه سوف لن تتفجر أبداً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.