التكاثر الجنسي (بواسطة البذور)

تعتبر طريقة تكاثر نخلة التمر بواسطة البذور جيدة للحصول على اصناف جيدة ذات صفات معينة. ولو ان هذه الطريقة وان كانت متبعة في اشجار التين والرمان والتفاح واغلب اشجار الفاكه الاخرى تضمن الحصول على انسال افضل من الاباء الاصلية, حيث ان التكاثر الجنسي بالنسبة الى هذه الانواع بما في ذلك اشجار النخيل الثنائية المسكن لا تؤدي الى الحصول على انسال مطابقة لإبائها الاصيلة  (Breed True) كما ان التكاثر البذري لا يضمن نقل نفس صفات وخصائص الابوين الى النسل الجديد بل يعطي احتمال 50% افحل و50% اناثا وقد يعطي احيانا 60% افحل و40% اناثا في بعض الاصناف. كما نعرف فان بذور نخلة التمر تحتوي على الاجنة التي تتكون نتيجة لاتحاد المشيج الذكري مع المشيج الانثوي ونظرا لاختلاف العوامل الوراثية في كلا المشيجين فان الاجنة الناتجة تختلف في صفاتها عن الابوين ومما يوكد هذا انه عند فحص بادرات الاصناف النامية من البذور وجد انها متساوية من حيث حجم وشكل وعدد الصبغات (الكروموسومات) والبالغ عددها 36 كروموسوما في البادرة وعلية فان التباين بين البادرات يرجع الى عوامل وراثية وليس الى الاختلاف التركيبي في الصبغيات وبصورة عامة فانه عند مقارنة النخيل(سواء الذكر او الانثوي) النامي من البذور بالنخيل الناشئ عن التكاثر الخضري نلاحظ ان الافحل البذرية تحمل حبوب لقاح اقل نوعية عنه في الافحل الخضرية. اضافة الى ان الاناث البذرية تعطي ثمارا تختلف في حجمها وشكلها وحجمها ونوعيتها عن ثمار نخلة الام ونادرا ما تشابهها. وعادة ما يتأخر نضج الثمار , كما يصبح رديئة النوعية وتكون بورها كبيرة الحجم وحملها قليلا ويكون(10%) عدد البادرات البذرية اناثا وتحمل ثمارا ذات نوعية جيدة اي انه يتوقع من بين (100) نخلة بذرية يكون عشر منها اناثا جيدة.

بلا شك ان التكاثر البذري يعطي احتمالا ضئيلا بالنسبة للحصول على نسل جديد يشابه صفات الابوين او افضل منهما في بعض الاحيان واذا ما حصل التشابه فانه يكون بالنسبة لبعض صفات السعف والثمار ويختلف هذا التشابه عادة من صنف لأخر ولذا فان البعض يقترح في ضوء ذلك تسمية النخيل البذري القريب الشبة بالأم بالتابع البذري ( Seeding ) Satelite ولو ان معظم التوابع قد تنشا من فسائل بذرية نامية بالصدفة من الفسيل الحقيقي نتيجة لحدوث طفرات وراثيه (Mutatio ) ,فان من البديهي ان تكاثر النخيل بواسطة البذور يستغرق وقتا طويلا كما يتطلب اراضي واسعه ونفقات طائله وبالأخص اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان جنس نخلة التمر لا يتحدد الا بعد ان تزهر الاشجار خلال الفترة من (3- (5 سنوات تحت الظروف الطبيعية.

ولو انه يمكن في حالات خاصة و تحت ظروف بيئية مثالية ان تزهر الفسيلة خلال سنة واحدة. لقد جرت العادة ان تعزل بعد تحديد جنس الاشجار والأصناف الجيدة عن تلك الرديئة مع الابقاء على فحل واحد لكل عشرين انثى وتحت ظروف توفير العناية الجيدة فانه بالإمكان الحصول على اثمار بعد مضي خمس سنوات من تاريخ زراعة البادرات وتعطي النخلة افضل النتائج عادة عندما يتراوح عمرها من(8الى 15) سنة وعلى الرغم من اختلاف طريقة التكاثر الجنسي بواسطة البذور من منطقة الى اخرى الا انه تجري زراعة البذور بوجه عام في شهري سبتمبر ونوفمبر.

اما خطوات الزراعة فيمكن تلخيصها على النحو التالي:

1- بعد انتخاب اشجار النخيل المراد اكثرها بذريا تعزل البذور الجيدة وتفصل الجيدة منها عن الرديئة.

2- تنقع البذور في الماء العادي لفترة تتراوح من(1-2) اسبوع للإسراع من انباتها وتوضع البذور عادة في اكياس او صفائح مثقبة ثم تعرض لتيار من الماء الجاري.

3- تزرع البذور في صناديق او في الحقل(المكان المستديم) ويفضل ان تكون التربة خليطا من الرمل والتراب بنسبة متساوية.

4- تطمر البذور في التربة على عمق يتراوح من (  (2-1سنتيمتر وعلى بعد يتراوح من(1-2) سنتيمتر على ان يبقى الوسط دائما رطبا.

5- تنقل البادرات التي عمرها سنة والتي وصلت الى ارتفاع اكثر من( 30سنتيمتر) الى المشتل حيث تزرع على خطوط على ابعاد (2x1) متر . او تزرع في المكان الشبه دائم مباشرة حيث تنقل مجددا الى المكان الدائم وذلك بعد مضي فترة تتراوح من(3-2) سنوات وتزرع على ابعاد (6x6) نتر او (8x8) متر على ان يراعى عدم ريها باستمرار لفترة ثلاثة اسابيع على الاقل بعد زراعتها. ويمكن استخدام هذه الطريقة لاستنباط اصناف جديدة من النخيل.

المصدر: غالب, حسام حسن علي, تكاثر نخيل التمر والطرق المتبعة في اكثارها, الشبكة العراقية لنخلة التمر.

www.iraqi-datepalms.net