المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



صور المخالفة والإنحراف  
  
2566   01:36 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص21ـ27
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

هناك علامات كثيرة تدل كل واحدة منها ان الفرد مخالف أو منحرف، وفي حالة غير عادية وغير طبيعية، ويجب إصلاحه. تلك العلامات والصور متعددة ونذكر فيما يلي بعضها منها في ثلاث مجموعات، ونبحثها في جوانبها الفردية والعائلية والفئوية والاجتماعية.

أ‌. على الصعيد الفردي:ـ هناك علامات كثيرة نذكر اهمها:ـ

1ـ الإضطراب: وهو عدم الاستقرار الداخلي الذي يحكي عن وجود خوف مبهم، وخشية غير معينة يسلبان الاستقرار والهدوء منه، فلا يتمكن من الجلوس في مكان ثابت أو الوقوف فيه، خشية ان يكون فيه حيوان خطر.

2ـ الخوف: وخاصة الخوف من أمور ومسائل لا تستدعي الخوف عادة، كالخوف من الصراصير، أو الظلمة، أو مواجهة الواقع وغير ذلك، علماً بأن كثيراً من ذلك ينشأ عن تنشئة خاطئة.

3ـ عدم تمركز الحواس: بحيث يكون وضعه الداخلي والفكري لا يمكّنه من تركيز حواسه حول أمر معين، أو ان يؤدي اي عمل بدقة والتفات، إذا شرع بكتابة موضوع ما، فإن القلم يتحرك في يديه، لكن ذهنه منشغل بأمور أخرى.

4ـ التخيل: يستغرق في عالم الخيال أحياناً، فيرى نفسه في عالم آخر وفي مشهد يختلف عن واقعة، يجسّم العوالم البعيدة والمستقبلية، وينشغل بأحلام عظيمة وهو يقظ.

5ـ الاستنتاج الخاطئ: تكون استنتاجاته وتفسيراته للأمور مخالفة للطبيعة والعادة، وبعيدة عن الواقع، وغالباً تسير في طريق حاجاته الشخصية، فيفسرها بذوقه وأسلوبه الشخصي بحيث تكمل تصوراته السابقة.

6ـ الانشغال بنفسه: ينشغل بذاته أحياناً، يلعب مع نفسه، يكلّم نفسه، يحرك يده وتقاسيم وجهه وباقي اعضائه وكأنه يواجه احداً، أو يواجه مشكلة.

7ـ الهروب من المشاكل: يفر من المشاكل التي تواجهه، وكأنه عاجز عن حل اي منها، وكأنه لا يعرف طريق مواجهتها، وفي بعض الأحيان يتعجب بنفسه من ذلك أيضاً، ذلك لأنه يرى ان المشكلة التي كان يظنها معقدة جداً هي بسيطة جداً وسهلة.

8ـ التهور الزائد: إن ابراز الشجاعة يختلف عن عدم الخوف، فالشجاع يتحرك بناء لتفكير وحساب فيتقدم. أما عدم الخوف دون حساب وتقييم فيؤدي الى اقتحام الخطر والتهور، ويظهر الإنحراف أحياناً بهذه الصورة.

9ـ التبول ليلاً: الطفل الذي بلغ سن التمييز، لكنه ما زال غير قادر على السيطرة على نفسه، فهو غير طبيعي. اشير الى ان هناك عوامل قد تؤثر على ذلك وتشكل سبباً آخر له مثل الخوف، الإضطراب، القلق والذهول.

كما قد ينشأ ذلك عن مرض عضوي جسدي.

10ـ مص الإصبع: الطفل الذي تؤذيه فكرة يلجأ منها الى: مص إصبعه، قرض أظافره بأسنانه، في هذه الحالة يجب أن نسعى لاكتشاف سبب ذلك، لنتمكن عندئذ من حل الأمر.

11ـ علامات أخرى: من العلامات الأخرى في هذا المجال: الانزواء، التحسس من الانتقاد،

الأنانية، العجب، سرعة الغضب، التمارض، استمرار الأمراض الجسدية، العصبية، الميل نحو السيادة، الإصرار على الترؤس، سوء الظن، واليأس، الميل نحو الانتحار، الفوضى في القول والفعل، الوسوسة، فقدان الشهية، انعدام الإحساس بالأمن، التكدّر والتململ.

ب‌ـ على الصعيد العائلي: في هذا المجال أيضاً هناك عدة علامات وأهمها:

1ـ اللامبالاة: والمقصود هو اللامبالاة أمام الحوادث العائلية. فهو يفترض انه ليحصل ما يحصل، وكل ما يمكن ان يحصل فهو جيد، وكأنه ليس من اعضاء الأسرة أو انه يحب أن يعمل بشكل منفصل عن باقي أفراد أسرته.

2ـ التسليم: يقبل كل ما يقال له، ويأكل اي طعام يقدم له، ويلبس اي لباس يعطى له، فهو في تسليم كامل، لا يبدي رأياً. ولعل بعض الوالدين يرونها صفة إيجابية، لكنها في الحقيقة نقطة سلبية ومخالفة.

3ـ الحياء في غير محله: فيكون وضعه بحيث تحمرُّ وجنتاه من الخجل حتى في الحالات العادية التي لا تستدعي الخجل، يأبى مصارحة والديه بالأمور التي يبادر أمثاله عادة لطرحها.

4ـ التخريب: تخريب وهدم وإبادة ألعاب أو أشياء معينة ما يؤدي الى أذية الآخرين في البيت، العبث بوسائل البيت وأجهزته وتخريبها، يرى فيه والده انه مؤذٍ وسيء، وأنه يُظهر بأعماله تلك عداءه.

5ـ الأنحرافات والشذوذ الجنسي: رغم صغر سن الأطفال تجدهم أحيانا قد ابتلوا بانحراف جنسي ،من خلال اتصالهم بالاشياء مثل الفراش والمخدة وغير ذلك فيشعر بالراحة من خلاال ذلك، أو أحيانا ينشغلون باللعب بأعضائهم التناسلية، حتى اذا اصبح ذلك عادة كان الضرر أشد.

6ـ عصيان الوالدين: الطفل الذي يصرّ على مخالفة ما يقوله له والداه، ولا يحترم القوانين والقرارات العائلية ولا يلتزم بها، فهو طفل منحرف، ويستثنى من ذلك ما كان ضمن الحد المقبول.

7ـ الكذب: هناك أطفال دائمو الكذب، يسعون الى تضخيم الأمور الصغيرة، ونقل الأمور على عكس حقيقتها، ويرغبون في إثارة دهشة والديهم.

8ـ الهرب من البيت: الطفل الذي لا يمكنه تحمل الضبط المعتدل للأسرة، فيحس بأنه مطالب دوماً، فيفر من البيت، فهو طفل غير موزون، كما ان هناك أطفالاً يفرون من البيت بأساليب سيئة.

9ـ الخلافات الزوجية: الازواج الذين يتنازعون دوماً، ويطرحون في البيت مسألة الطلاق والانفصال بشكل مستمر، يوجدون أرضية تربية أطفال غير موزونين في معاملة أزواجهم في المستقبل.

10ـ الخلافات والضوضاء: بعض الأطفال يثيرون في منازلهم الفوضى والخلافات بشكل دائم، وأي نقص يواجهونه يدفعهم للعراك وإثارة الخلاف، يرفعون أصواتهم، يغضبون، يبكون ويصرخون، ويزعلون، يريدون تحقيق كل ما يبغون بالقوة.

11ـ علامات أخرى: تكرار نفس الخطأ في البيت، الإصرار على فرض رأيه دون نقاش، استغلال احترام الأسرة له، يظن ان أفراد أسرته يعادونه، لا ينفذ ما يطلب منه عنوة، لا يشرك أفراد أسرته في مساعيه، لديه تصرفات كثيرة غير مدروسة، يبكي إذا نبهه والده، وقح أحياناً، يقف بوجه والديه، لا يبالي بالتحذير، لا يؤثر فيه التوبيخ.

ج ـ على الصعيد الفئوي:ـ في هذا الجانب أيضاً هناك إنحرافات ونواقص وعدم اتزان، أهم

علاماته هي:

1ـ النزاع والتخاصم: يتنازع مع من هم في عمره، وأحياناً مع أصدقائه، أو مع الجميع بحيث لا يرضى به أحد صديقاً له، ويستغل أي مشكلة صغيرة ليحولها الى عراك بالأيدي وصراخ.

2ـ الاعتداء والتعرض: من العلامات أيضاً التعرض للآخرين، مثلاً هناك طفلان منشغلان باللعب، فيتدخل لمنعهما بحجة إنه لا يحق لكما اللعب هنا، دون أن يمتلك سبباً وجيهاً لتبرير منعهم، فيقوم بتخريب ألعابهم، ورميها هنا وهناك.

3ـ الإيذاء: يلتذ بعض الأطفال غير الموزونين بإيذاء أقرانهم، فيخطف الألعاب مثلاً من يد طفل أصغر منه، ويفرح ان الآخرين يلحقون به ويبكون، فيحس بسرور ولذة.

4ـ الغش: الغش في الامتحانات المدرسية، وفي معاملات البيع والشراء، وفي شرح ما حصل رغم ان الطفل ليس بحاجة لذلك، بل يفعله رغبة فيه، ليظهر تفوقه وقدرته.

5ـ الإدمان: كثير من حالات الإدمان يبتلى بها الأفراد بهدف سد النقص، والكدر الناتج عنه. فالطفل الذي يتعرض للإهانات، والطفل المعقد يحاول ان يظهر رجولته واستقلاليته من خلال التدخين، أو وضع السيجارة في فمه أو يسعى لمسايرة رفاق السوء، فيتطبع بعاداتهم وإدمانهم.

6ـ الرياء: يرغب الأفراد ان يكونوا مقبولين في المجتمع، وأن ينالوا رضا الجميع، لهذا يلجؤون الى الرياء، وإلى ان يظهروا كما يحب الناس، رغم انهم على غير ذلك، مثل هؤلاء هم أشخاص لديهم حاجات غير مؤمّنة وشخصية كاذبة.

7ـ الحسد: حسود ولا يمكنه تحمل نجاح الآخرين، ينظر الى تقدم الآخرين نظرة كره، يتمنى سقوط ذلك الشخص، وأن تهتك كرامته، وأن يتخلى الناس عنه.

8ـ السرقة: وهي من العلامات الخطرة، حيث تمتد يد الشخص المنحرف الى مال غيره، فيحصل على مال غيره دون ان يكلف نفسه عناء الحصول عليه ببذل الجهد كغيره.

9ـ الفتن: مؤذٍ، غير ملجوم، متهتك، يرتكب أي جريمة من ضرب وزرع فتنة واعتداء، ويعتبر ان عمله الظالم ذاك نجاحاً، فلا يندم عليه.

10ـ الفرار من المسؤولية: يتهرب من تحمل المسؤولية، غير مستعد لتقديم اي شيء مقابل الامتيازات التي يعطيها له المجتمع، رغم نموه وتقدمه في العمر يبقى كالطفل الصغير، يظن ان على الآخرين ان يحتضنوه، وأنه ليس مطلوب منه اي شيء.

11ـ علامات أخرى: من اهم العلامات الأخرى على هذا الصعيد:

الإحساس بالعداء تجاه الآخرين، الظن بأن الجميع يريدون به سوءاً، الشكوى من الجميع، التعامل مع الآخرين دون إنصاف، الانزعاج من مدح الناس للآخرين، بالرغبة بالاعتداء وفرض الأمور، التأثير بالآخرين، يلتذ بالحديث عن مشاكل الآخرين، كثير الظن بالآخرين، يخل بأعمال الآخرين، يسد الطريق بوجه الآخرين، ، يفرح لإيذائه الآخرين، لا يتعاون مع أحد، يسعى لتحقير الآخرين، ينشغل بتتبع عيوب الآخرين، محتال ومزور، لديه غفلة وسذاجة، يذكر عاره بفخر، يسعى لاتخاذ الناس جسراً لوصوله، يشك بالآخرين ويشكك بهم، ينافق أمام الآخرين، ينافس الآخرين دوماً، يفشل دوماً، يلجأ الى الإجرام والفحشاء والتهريب وتشكيل العصابة، لا يخشى ارتكاب الجريمة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.