المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Complex Differentiable
18-10-2018
تحديد نطاق التعديل الدستوري
27-9-2018
إقتربت الساعة
14-12-2015
ملوك العرب وبعض ايامهم وحروبهم
6-2-2017
أنواع الدعوى الإدارية
12-1-2023
Glycoprotein Synthesis
3-10-2021


الافتقار الى النموذج القدوة في إعلام الطفل المسلم  
  
2298   01:57 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص20ـ24
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-1-2023 1501
التاريخ: 2024-10-04 170
التاريخ: 2023-04-05 1302
التاريخ: 7-3-2022 4352

تقوم القدوة على غريزة التقليد والمحاكاة، وهي من أقوى الغرائز المتربطة بطبيعة الطفل وتكوينه النفسي والعقلي، وتكمن أهمية القدوة في أنها تغني عن فصاحة اللسان، وقوة البيان، وفن القول، لأنها ترسخ المضمون أو الفكرة المستهدفة او السلوك المطلوب في عقول الاطفال ونفوسهم من خلال صياغة الرسالة الإعلامية الموجهة إليهم صياغة عملية، مدعومة بالأفعال، ولا تعتمد على الأقوال وحدها.

ويزخر التاريخ الإسلامي بشخصيات فذة ونماذج متفردة شكلت منعطفا في الفكر والعلم والخلق والدين، وهي شخصيات تبهر الصغار وتستلفت اهتمامهم، وتستطيع أجهزة الإعلام أن تقدم هذه الشخصيات الرائعة للأطفال في صورة مثالية تحفز الأطفال على الاقتراب منها، والعمل على تقليدها والسير على منوالها، بشرط ان نربط كل ذلك بالواقع المعاصر، فلا تبقى مجرد رموز يصعب الاقتداء بها عملا بمقولة (ليس في الإمكان أبدع مما كان). فلا تجد هذه الشخصيات مكانا لها على أرض الواقع الذي نعيش فيه.

وقد كان سيد الدعاة (صلى الله عليه واله) نموذجا متميزا في هذا الصدد، وفي هذا يقول المستشرق الإنكليز الشهير هاملتون جيب Hamilton Gibb (1).

إنه ليس من قبيل المبالغة ان قوة تأثير شخصية الرسول صلوات الله وسلامه عليه على مواقف المسلمين هي عبارة عن شعور تلقائي وطبيعي لا يمكن تحاشيه، سواء أكان ذلك في حياته او بعد وفاته لقد كان ذلك أكثر من مجرد إعجاب ويكفي ان نذكر ان علاقة الحب التي غرسها الرسول في قلوب آل بيته (عليهم السلام) قد انبعث أثرها ومداها عبر القرون، ويتم إثارتها في قلب كل جيل.

وقد نهج آل بتيه الطيبين الطاهرين (عليهم السلام) نهجه، فكانوا قدوة حسنة نجم عنها توسيع نطاق المعتنقين للإسلام، وفي ضوء ذلك نستطيع ان نقرر ان القدوة تعتبر واحدة من أهم الوسائل الهامة في إعلام الطفل المسلم، وأن أخلاق وسلوكيات الإعلاميين الذي يخاطبون الأطفال تأتي في مقدمة العوامل اللازمة لتحقيق أهدافهم. ومن ثم فإن الإعلامي المسلم الذي يعمل في حقل الطفولة يجب ان يقدم النموذج المطلوب لهؤلاء الأطفال في مجال العقيدة والعبادة والمعاملة، وان يكون صادقا في مشاعره، مستغفرا لمن لا يستجيب له، متخلقا بأخلاق الرسول، وقد حقق هذا الاسلوب إنجازات كبيرة في مجال الدعوة الإسلامية، وأبرز الأمثلة على ذلك أن انتشار الإسلام في الشرق الآسيوي بهذه القوة وبهذه الصورة من جزر الفلبين شرقا حتى الشاطئ الهندي غربا، لم يتم بهذه الصورة إلا من خلال التجار ورجال الأعمال المسلمين الذين سبقت أفعالهم أقوالهم, وكانوا نماذج متميزة عكست أخلاقيات هذا الدين، وترجمت معطياته في الصدق والأمانة والتسامح والإيمان والصلاح.

وتستطيع وسائل الإعلام المعاصرة بما تملكه من إمكانات كبيرة، وتقنيات عالية ان تقدم نماذج رائعة لأبنائنا في مختلف مجالات الحياة، دون الاعتماد على أسلوب الرد والتلقين والتكرار والمبالغة. فقد ينصرف الصغار على هذا الأسلوب الذي جرد البعض على تقديمه لهم، ويجب استبدال هذا الاسلوب بالطرق الحديثة والمشوقة والمؤثرة.

ومن هنا يصبح على كل من يتصدى للعمل في حقل الإعلام بصفة عامة وإعلام الطفولة بصفة خاصة ان يدرك ان عدم انسجام القول مع العمل يعد من أخطر معاول الهدم التي يمكن ان تترك انعكاساتها السلبية على أخلاق الأطفال وتصرفاتهم.

وفي الحقيقة إن فقدان المصداقية في النشاط الإعلامي الموجه الى أطفال المسلمين وغياب الحرية أضعف من قدرة هذا النشاط على التأثير في الناشئة. فدور الرقابة والمنع الآن أصبح دورا سلبيا يأتي بنتائج عكسية؛ لأنه أطفال المسلمين إذا حصلوا على الحرية الكاملة فإنهم لن يستطيعوا استخدامها لأنهم لن يحسنوا التعامل معها، ويرجع ذلك الى أنهم لم يتعلموها في تربية أولادهم وتلقفتهم أجهزة الإعلام الأجنبية وأصبحوا يأخذون عنها القدوة والمثل.

وهذا يفرض على الإعلاميين المسلمين الالتزام الكامل بالأخلاقيات الإسلامية فكرا وقولا وسلوكا، تلك الأخلاقيات التي تنص على الأمانة والصدق والموضوعية، ذلك أنه مهما تكن عظمة الفكرة او قدسيتها فإن هؤلاء الإعلاميين لهم الاهمية الكبرى في توصيلها والإقناع بها.

ومن ثم فإن اختيار الإعلاميين العاملين في حقل الطفولة يجب ألا يتم قبل اجتيازهم عدة اختبارات عملية وعلمية، لأن مكونات شخصياتهم تنعكس على الفكرة التي يدعون إليها، والجهة التي يمثلونها، حتى لا تؤدي جهودهم الى خسارة معنوية ومادية كبيرة، ينتج عنها فقدان هذه الفكرة لفاعليتها، بعد ان يكون قد تم اتفاق الوقت والجهد والمال لإعدادها وصياغتها ووضعها موضع التطبيق العملي.

وبعبارة موجزة فإن الإعلامي المسلم يجب ان يتسلح بصفات علمية وعملية وأخلاقية تسبغ عليه المهابة والثقة والاحترام في نفوس هؤلاء الأطفال، وأن يكون قلبه مفعما بالحب وتمني الهداية لهم، ولا يبني أحكامه على التوجس والشك بدون دليل، وان يعالج قضاياه في هدوء واتزان وروية، وألا يدعو الى القنوط واليأس، وان تتوافر لديه القدرة على توصيل المعلومات الى هذه الشريحة العمرية، وتفسير دلالاتها، ومعرفة الآثار الناجمة عنها، وهؤلاء الإعلاميون يستطيعون أن يقيموا جسرا تنتقل عبره آمال الأطفال ورغباتهم ومشكلاتهم في مختلف شؤون الحياة.

إن الإعلاميين المسلمين يستطيعون أن يكسبوا بأفعالهم أكثر مما يكسبون بأساليب الوعظ والتلقين التي تقدمها والكلمات المعسولة، لأن الأطفال ينظرون الى هؤلاء باعتبارهم أكثر مما يتأثرون بكلماتهم الحلوة، وبرامجهم المثيرة، ومقالاتهم الأخاذة، لهذا يجب ان يكونوا أمثلة عليا للاستقامة والصلاح والتقوى، وأن يتوافر لديهم القدرة على الصبر على الأذى، كما يجب ان يقدموا الأمثلة العملية من التواضع، وخفض الجناح، والتودد والزهد في مطالب الدنيا وان يبتعدوا عن العنف والقسوة في خطابهم الى الطفل امتثالا لقول الله تعالى على لسان نبيه (صلى الله عليه واله): {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}[آل عمران: 159].

_______________

1ـ موسوعة المستشرقين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.