أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-07-2015
1709
التاريخ: 5-10-2014
1725
التاريخ: 22-04-2015
1539
التاريخ: 5-10-2014
1561
|
لم يكن تأكيد الإسلام على تحصيل العلم ليختصّ بعلم دون علم وبباب دون
آخر ، وإن كان التأكيد على اكتساب الفقه والعلم بأحكام الدين أشدّ ، وأكثر.
فالعلم بأحكام الدين واُصوله وفروعه ، أو
العلم بما يجري في الطبيعة من السنن والقوانين وكشف غوامض الحياة ومعضلاتها واختراع
ما يكون مفيداً للحياة البشريّة ممّا دعا إليه الإسلام من غير فرق بين علم وعلم.
ولذلك أمر سبحانه في الكثير من الآيات القرآنيّة بالتدبّر في الكون والسنن الحاكمة
فيه ، كما هو غير خفيّ على من له إلمام بالكتاب الكريم.
وتقسيم العلوم إلى دينيّة وغير دينيّة ( أو
قديمة وحديثة ) مجرّد اصطلاح وإلاّ فكلّ علم نافع ناجع قد دعا إليه الدين وأمر به
الكتاب ، وأخذ به المسلمون ، وما يعدّ علوماً حديثة فلها جذور في القديم وإنّما
حدث التطوّر والتكامل حسب مرور الزمان شأن كلّ ظاهرة وعلم.
ولأجل ذلك نرى أنّ المسلمين اهتمّوا ـ منذ
بزوغ الإسلام ـ بمختلف العلوم والمعارف ، وبرعوا فيها ، وكانوا لكثير منها مكتشفين
، وكان منهم المخترعون ، والمبدعون.
وقد اعترف بذلك كثير من علماء الغرب والشرق
، وأقرّوا للمسلمين به ، وبيّنوا جهود المسلمين في هذا المضمار ، وعدّوهم آباء
العلم الحديث في كثير من المجالات والأصعدة.
ونحن هنا نشير إلى طائفة ممّن كان لهم من
المسلمين اكتشافات علميّة :
1. جابر بن حيّان ، تلميذ الإمام جعفر بن
محمد الصادق(عليه السلام) كان من أشهر علماء الكيمياء. هذا وللرازي وأبو
ريحان البيرونيّ بحوث شيّقة وهامّة في الكيمياء أيضاً.
2. يعقوب ابن إسحاق الكندي ؛ له 15
كتاباً في معرفة أحوال الجوّ.
3. الحسن بن الهيثم ؛ المتولّد عام 304 ألّف
كتباً عديدة في الضوء وخواصّ المرايا المقعّرة والمحدّبة والمنكسرة.
4. محمد بن إبراهيم الفزاري ، والحجاج بن
يوسف بن مطر ؛ لهما ولغيرهما من المسلمين جهود علميّة كبرى في الرياضيّات.
5. الخواجا نصير الدين الطوسيّ ، وأبو معشر
البلخيّ ، يعود إليهما الكثير من الاختراعات والاكتشافات في علم الهيئة والفلك.
6. محمّد بن زكريّا الرازي ، وأبو عليّ بن
سينا ، وابن رشد الأندلسيّ يعود إليهما الكثير من الأبحاث الطبيّة ، ومسائل
العلاجات والأدوية.
7. الكندي والدميريّ والقزوينيّ وابن بطوطة
وابن خلدون ؛ ممّن لهم كتب ومؤلّفات واسعة في علم الأحياء ، والجغرافية ، وغيرهما
من العلوم والمعارف ، وغيرهم ممّن لا يمكن إحصاء أسمائهم لكثرتهم وكثرة مؤلّفاتهم.
ويكفي دلالة على تشجيع الإسلام للصناعة ما
قاله الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث مفصّل : « كلّ ما يتعلّم العبادُ أو
يُعلّمون غيرهُم من صُنوف الصناعات مثل الكتابة والحساب والنّجارة والصّياغة
والسّراجة والبناء والحياكة والقُصارة والخياطة وصُنعة صنوف التصاوير ما لم يكُن
مثل الرّوحانيّ وأنواع صنوف الآلات التي يحتاجُ إليها العبادُ التي منها منافعهُم
وبها قوامُهم وفيها بُلغةُ جميع حوائجهم فحلال فعلهُ ، وتعليمهُ والعملُ به وفيه لنفسه أو لغيره » (1)
ثمّ انّ عناية الإسلام بالكتابة وتقييد
العلم بواسطتها يعتبر من أبرز الأدلّة على تبنيّ الإسلام للعلم وحرصه عليه فقد كان
الإسلام أوّل من روّج الكتابة وحثّ على تعلّمها ، وكان ذلك الموقف من الكتابة
والتدوين هو السبب الرئيسيّ في كتابة المؤلّفات وتأليف الكتب العديدة الذي كان ـ
بدوره ـ خير وسيلة لأحياء العلم ، والابقاء عليه فقد روي أنّه كتب الشيعة وحدهم ما
يقارب (10) آلاف كتاب خلال عهد الإمامين الباقرين خاصّة (2).
ولقد وردت أحاديث كثير في هذا الصدد يضيق
المجال بذكرها في هذه العجالة ولكنّنا ندرج هنا بعضها على سبيل المثال :
عن النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم) أنّه
قال : « قيّدُوا
العلم بالكتابة » (3) .
وعن عبد الله بن عمر قال قلت لرسول الله
(صلى الله عليه واله وسلم) أقيّد العلم ؟ قال : « نعم » ، قيل وما تقييده ؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم) : « كتابتُهُ » (4) .
وعن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله (
الصادق ) فقال : « ما
يمنعُكُم من الكتابة
، إنّكُم لن تحفظُوا
حتّى تكتبُوا » (5) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :
« إذا مات ابنُ
آدم انقطع عملهُ إلاّ من ثلاث :
صدقة جارية ، أو علم ينتفعُ به أو ولد صالح يستغفُر لهُ
» (6) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :
« المُؤمنُ إذا
مات وترك ورقةً واحدةً عليها علم تكُونُ تلك الورقةُ سُتراً فيما بينهُ وبين
النّار وأعطاهُ الله بكُلّ حرف مكتُوب عليها مدينةً في الجنّة » (7) .
وعنه (عليه السلام) أيضاً أنّه قال :
« احتفظُوا
بكُتبكُم فسوف تحتاجُون إليها » (8) .
وقال (عليه السلام) : « القلبُ يتّكلُ على الكتابة » (9) .
وقال (عليه السلام) : « اُكتُب وبُث علمك في إخوانك
فإن متّ فأورث كُتُبك بنيك فإنّهُ يأتي على النّاس زمان هرج ما يأنسُون إلاّ
بكُتُبهم » (10) .
وعن الإمام الحسن (عليه السلام) أنّه
دعا بنيه وبني أخيه فقال : « إنّكُم صغار قوم ويُوشكُ أن تكُونُوا كبار قوم آخرين فتعلّمُوا
العلم فمن لم يستطع منكُم أن يحفظهُ فليكتُبهُ وليضعهُ في بيته » (11) .
هذا وللإمام عليّ بن أبي طالب (عليه
السلام) تعاليم لطيفة في مجال الكتابة وتحسين الخطّ ... فقد قال لكاتبه عبيد
الله بن أبي رافع : « ألق دواتك ، وأطل
جلفة (12) قلمك ،
وفرّج بين
السّطُور وقرمط (13) بين الحُرُوف ، فإنّ ذلك أجدرُ بصباحة الخطّ » (14) .
كما روي عنه (عليه السلام) قوله
: « الخطّ الحسن
يزيد الحقّ وضوحاً » (15) .
هكذا حثّ الإسلام على الكتابة حثّا بليغاً ،
وأكيداً ، وكفى في ذلك أنّ الله تعالى أقسم بالقلم باعتباره وسيلة فعّالة لنقل
المعرفة وتدوينها ، وإبقائها.
__________________
(1) تحف العقول : 246.
(2) المراجعات : 337 المراجعة (110)
(3) تحف العقول كما في الذريعة 1 : 6 ،
المستدرك للحاكم 1 : 106 ، كنز العمال 5 : 277 ، البيان والتبيين 1 : 161.
(4) راجع الذريعة 1 : 6 ، التاج 1 :
61.
(5) مشكاة الأنوار للطبرسيّ : 142 ،
وروي في الكافي 1 : 52 بهذه الصورة : « اكتُبُوا فإنّكُم لا تحفظُون حتّى تكتبُوا ».
(6) رواه الخمسة إلاّ البخاريّ ، راجع
التاج 1 : 66.
(7) أوثق الوسائل : المقدّمة.
(8 و 9 و 10) الكافي 1 : 52.
(11) بحار الأنوار 2 : 152.
(12) الجلفة ما بين مبراه وسنته.
(13) القرمطة بين الحروف ، المقاربة بينها
وتضييق فواصلها.
(14) نهج البلاغة : قصار الكلم ( الرقم 315 ).
(15) حديث مشهور.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|