أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
4793
التاريخ: 15/11/2022
1264
التاريخ: 10-12-2015
25065
التاريخ: 26/12/2022
1349
|
مقا- نفر : أصل صحيح يدلّ على تجاف وتباعد ، منه نفر الدابّة وغيره نفارا ، وذلك تجافيه وتباعده عن مكانه ومقرّه. ونفر جلده : ورم. قال أبو عبيد : وإنّما هو من نفاد الشيء عن الشيء وتجافيه عنه ، لأنّ الجلد ينفر عن اللحم للداء الحادث بينهما. ويوم النفر : يوم ينفر الناس عن منى. ويقولون : لقيته قبل صيح ونفر ، أي قبل كلّ صائح ونافر. والمنافرة : المحاكمة الى القاضي بين اثنين.
والنفر أيضا من قياس الباب ، لأنّهم ينفرون للنصرة. والنفير : النفر ، وكذا النفر والنفرة ، كلّ ذلك قياسه واحد.
مصبا- نفر نفرا من باب ضرب في اللغة العالية ، وبها قرأ السبعة ، ونفر نفورا من باب قعد ، لغة ، وقرئ بمصدرها في قوله- إلّا نفورا. والنفير مثل النفور ، والاسم النفر. ونفر القوم : أعرضوا وصدّوا. ونفروا نفرا : تفرّقوا. ونفروا في الشيء :
أسرعوا اليه. ويقال للقوم النافرين لحرب أو لغيرها نفير ، تسمية بالمصدر. ونفر الوحش نفورا ، والاسم النفار. ويتعدّى بالتضعيف. ونفر الحاجّ من منى : دفعوا ، وللحاجّ نفران : فالأوّل- هو اليوم الثاني من أيّام التشريق. والنفر الثاني - هو اليوم الثالث منها. والنفر : جماعة الرجال من ثلاثة الى عشرة ، وقيل الى سبعة.
مفر- النفر : الانزعاج عن الشيء والى الشيء ، كالفزع الى الشيء وعن الشيء. يقال : نفر عن الشيء نفورا ، ونفر الى الحرب ينفر وينفر نفرا. والاستنفار : حمل القوم على أن ينفروا. وتقول العرب : نفر فلان ، إذا سمّى باسم يزعمون أنّ الشيطان ينفر عنه. ونفر الجلد : ورم.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو سير وحركة مع كراهة وانزعاج. وسبق في الشرد : الفرق بين المادّة وموادّ اخر يرادفها ، كالشرد والندّ.
ومن مصاديقه : سير الى المحاربة. وخروج الدابّة عن مكانه في كراهة واندفاع. وخروج الحجّاج من منى الى مكّة في اندفاع. وخروج من الوطن المألوف في تحصيل العلم والفقه. والإدبار عن مصاحبة ومجالسة. والسير الى القاضي للتحاكم فيما بينه وبين الخصم.
فلا بدّ في الأصل من وجود القيدين ، وإلّا فهو تجوّز. كما في تورّم الجلد.
{وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} [التوبة : 81]. {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ ... إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا} [التوبة : 38، 39]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا } [النساء : 71] النفر : خروج من الوطن وحركة الى جانب الجهاد في سبيل اللّه ، وهذا السير على خلاف التمايل الطبيعىّ. اثّاقل : أصله التثاقل ، والصيغة تدلّ على استمرار في المثاقلة واختياره. والحذر اسم مصدر من الحذر ، بمعنى التأهّب والاستعداد الحاصل من التحرّز. والثبات بالضمّ : كشجاع صفة بمعنى الثابت الشجاع الصادق.
ولا يخفى أنّ الجهاد في سبيل اللّه مع الكفّار المحاربين والدفاع عنهم :
من الفرائض الواجبة على كلّ مسلم ، وبه يستقيم امور المسلمين ويصان دماؤهم وحقوقهم ، ويحفظ استقلالهم ويؤمن بلادهم :
{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} [النساء : 75]. {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} [التوبة : 122] الجهاد نفر في سبيل اللّه في جهة ظاهريّة. والتفقّه نفر في سبيله في جهة معنويّة. فيدفع به إضلال المضلّين وإغواء الشياطين.
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [فاطر: 42]. {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا } [الإسراء : 46]. {أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان : 60] أي ولمّا واجهوا بالنذير أو بذكر من القرآن أو بأمر سجدة : فنفروا بتكرّه وانزعاج ورجعوا مدبرين معرضين.
والفرق بين النفر والنفور : أنّ النفور يدلّ على امتداد في النفر ، وذلك بواسطة حرف اللين فيه.
{وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} [الإسراء : 6] النفير : فعيل بمعنى من ينفر ويسير منزعجا ومتكرّها ، كمن ينفر للجهاد أو للتفقّه أو غيرهما. والمراد إمدادهم وتقويتهم من جهة النفوس المدافعين.
ولا يخفى أنّ سعة الملك وعلوّ الاجتماع ودوام الحكومة مبتنية على ثلاثة امور : الأوّل- بذل المال وإنفاقه في رفع الحوائج وتهيئة الوسائل. والثاني- الاستمداد من البنين والفتيان ، والاستنصار منهم. والثالث- وجود القوى الانسانيّة والنفوس المدافعين.
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن : 1]. {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ } [الأحقاف : 29] النفر : اطلق في لسانهم بمعنى القوم والرهط ، ولا واحد له. ولعلّ الأصل فيه أنّه على وزان الحسن صفة ، ثم استعمل بمعنى الجماعة ، ملحوظا فيه مفهوم السير بانزعاج ، أي في مقام السير الى مجاهدة وتعلّم.
{عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ... كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } [المدثر : 41، 51] فانّ إعراضهم عن التذكرة (فما لهم عن التذكرة معرضين) إعراض عن الحقّ وعن السلوك الى الكمال والسعادة.
فكأنّهم كالحمر في الغفلة والجهل يريدون النفر والفرار من التذكرة مثلهنّ ، ولا يشعرون أنّ الدعوة والتذكرة : سوق لهم الى سعادتهم.
__________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|