أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014
5127
التاريخ: 9-06-2015
5005
التاريخ: 3-12-2015
5043
التاريخ: 17-4-2022
1565
|
قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23]
1 ـ أخطر الأصنام صنم هوى النفس
قرأنا في حديث أنّ أبغض الآلهة إلى الله هوى النفس، ولا مبالغة في هذا
الحديث قط، لأنّ الأصنام العادية موجودات لا خصائص لها ولا صفات فعالة مهمة، أما صنم الهوى وأتباعه، فإنّه يغوي الإنسان ويسوقه إلى ارتكاب أنواع المعاصي، والإنزلاق في هاوية الإنحراف.
وبصورة عامّة، يمكن القول بأنّ لهذا الصنم من الخصوصيات ما جعله مستحقاً لصفة أبغض الآلهة والأصنام، فهو يزين القبائح والسيئات في نظر الإنسان حتى يصل إلى درجة يفخر عندها بتلك الأعمال الطالحة، ويكون مصداقاً لقوله تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104].
2 ـ أفضل طريق لنفوذ الشيطان هو اتباع الهوى: فما دام الشيطان لا يمتلك قاعدة وأساساً يستند إليه في داخل الإنسان، فلا قدرة له على الوسوسة ودفع الإنسان الى الإنحراف والمعصية، وما تلك القاعدة والأساس إلاّ اتباع الهوى، وهو ذات الشيء الذي أسقط الشيطان وأرداه، وطرده من صف الملائكة، وأبعده عن مقام القرب من الله.
3 ـ إنّ اتباع الهوى يسلب الإنسان أهم وسائل الهداية، وهي الإدراك الصحيح للحقائق، ويلقي الحجب على عقل الإنسان وعينه، وقد أشارت هذه الآيات إلى هذا الموضوع بصراحة بعد ذكر مسألة اتباع الهوى واتخاذه إلهاً، وآيات القرآن الأُخرى شاهدة على هذه الحقيقة أيضاً.
4 ـ إنّ اتباع الهوى يوصل الإنسان إلى مرحلة محاربة الله ـ والعياذ بالله ـ كما ابتلي بها إمام عباد الهوى ـ أي الشيطان الرجيم ـ فاعترض على حكمة الله سبحانه لمّا أمره بالسجود لآدم، واعتبره أمراً عارياً عن الحكمة!
5 ـ عواقب اتباع الهوى مشؤومة وأليمة، بحيث أنّ لحظة من لحظات اتباع الهوى قد يصاحبها عمر من الندامة والأسف والحسرة، ولحظة ـ يُتبع فيها الهوى ـ قد تجعل كلّ حسنات الإنسان وأعماله الصالحة التي عملها طوال عمره هباءً منثوراً، ولذلك ورد التأكيد على الحيطة واليقظة في هذا الأمر والتحذير الشديد منه في آيات القرآن والرّوايات الإسلامية.
فقد ورد في الحديث المعروف عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): «إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، أما الهوى فإنّه يصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة»(1).
وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنّه سئل: أي سلطان أغلب وأقوى؟ قال: «الهوى»(2).
وجاء في حديث آخر عن الإمام زين العابدين(عليه السلام): «إن الله تعالى يقول: وعزتي وعظمتي، وجلالي وبهائي، وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلاّ جعلت همه في آخرته، وغناه في قلبه، وكففت عنه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وأتته الدنيا وهي راغمة»(3).
وورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد ألسنتهم»(4).
وأخيراً ورد في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إني لأرجو النجاة لهذه الأمة لمن عرف حقنا منهم إلاّ لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن»(5).
وفي هذا الباب آيات وروايات كثيرة غنية المضمون.
وننهي هذا الحديث بجملة عميقة المعنى ذكرها البعض كسبب نزول، وكشاهد على مرادنا، فيقول أحد المفسّرين: طاف أبو جهل بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة، فتحدثا في شأن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال أبو جهل: والله إني لأعلم أنّه صادق.
فقال له: مه، وما دلك على ذلك؟
قال: يا أبا عبد شمس، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، فلما تم عقله، وكمل رشده نسميه الكذاب الخائن! والله إني لأعلم أنّه صادق.
قال: فما يمنعك من أن تصدقه وتؤمن به؟
قال: تتحدث عني بنات قريش أني اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة! واللات والعزى لن أتبعه أبداً.
فنزلت الآية: (وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ)(6).
__________________________
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|