المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

معنى قوله { يَصْعَدُ الْكَلِمُ}
6-12-2015
نفي الحلول
3-07-2015
صفات وخصائص الخدمات - كفاية الخدمات
2-2-2021
مفهوم الاستشعار عن بعد
16-6-2022
التحوير الجيني Transgenesis
10-8-2020
Weddle,s Rule
8-12-2021


محمد بن وُهيب  
  
5595   09:31 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص273-276
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو جعفر محمّد بن وهيب الحميريّ، ولد في البصرة و نشأ فيها ثم سكن بغداد. و قد كان مضيّعا مطروحا يتصدّى للعامّة و أوساط الكتّاب (غ 17:114) يتكسّب منهم بشعره، حتى دخل المأمون بغداد (204 ه‍) فمدحه ثم مدح المعتصم (218-227 ه‍) فحسنت حاله قليلا.

مدح ابن وهيب المطّلب بن عبد اللّه بن مالك والي الموصل (196- 198 ه‍) و مصر (198-200 ه‍) و عليّ بن هشام والي الرّيّ و أذربيجان (211-217) . ثمّ انه انقطع إلى الحسن بن سهل (ت 236 ه‍) فما مدح بعد ذلك أحدا غيره.

و كانت وفاة محمّد بن وهيب في بغداد، و لعلّها لم تتأخّر عن 240 ه‍ (854 م) (1).

خصائصه الفنّيّة:

محمّد بن وهيب شاعر مطبوع رقيق و مكثر مطيل و مجيد محسن، و لكنّ ابن النديم يذكر أن ديوانه خمسون ورقة (الفهرست 165) أو ألف بيت. ثم هو متين السبك سهل الشعر واضح المعاني. و فنونه الحكمة و المدح و الغزل و النسيب و الهجاء و الفخر.

المختار من شعره:

- قال محمد بن وهيب في الفخر و الحكمة:

لئن كنت محتاجا إلى الحلم، إنني... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج (2)

ولي فرس للحلم بالحلم ملجم... ولي فرس للجهل بالجهل مسرج

فمن رام تقويمي فإني مقوّم... و من رام تعويجي فإني معوّج

و ما كنت أرضى الجهل خدنا و صاحبا... و لكنني أرضى به حين أحرج (3)

ألا ربما ضاق الفضاء بأهله... و أمكن من بين الأسنّة مخرج

و إن قال بعض الناس: فيه سماجة... فقد صدقوا؛ و الذلّ بالحرّ أسمج

- و قال محمّد بن وهيب يمدح أبا اسحاق محمدا المعتصم باللّه العبّاسي:

ثلاثة تشرق الدّنيا ببهجتهم... شمس الضحى و أبو اسحاق و القمر

تحكي أفاعيله في كلّ نائبة... الغيث و الليث و الصمصامة الذّكر (4)

- لمّا تولى المطّلب بن عبد اللّه بن مالك الخزاعي على الموصل (196 ه‍) قصده محمد بن وهيب و مدحه فقال:

دماء المحبّين لا تعقل... أما في الهوى حكم يعدل (5)

تعبّدني حور الغانيات... و دان الشّباب له الأخضل (6)

و نظرة عين تلافيتها... ضرارا، كما ينظر الأحول

مقسّمة بين وجه الحبيب... و طرف الرقيب متى يغفل

أذمّ على غربات النّوى... إليك السلوّ و لا أذهل (7)

و قالوا: عزاؤك، بعد الفراق... إذا حمّ مكروهه أجمل (8)

أقيدي دما سفكته العيون... بإيماض كحلاء لا تكحل (9)

فكلّ سهامك لي مقصد... و كلّ مواقعها مقتل (10)

سلام على المنزل المستحيل... و إن ضنّ بالمنطق المنزل

و غضّ الضريبة يلقى الخطوب... يجدّ عن الدهر ما ينكل (11)

تغلغل شرقا إلى مغرب... فلمّا تبدّت له الموصل

ثوى حيث لا يستمال الأريب... و لا يؤلف اللّقن الحوّل (12)

لدى مالك قابلته السّعود... و جانبه الأنجم الأفّل (13)

لأيّامه سطوات الزمان... و إنعامه حيث لا موئل (14)

سما مالك بك للباهرات... و أوحدك المربأ الأوّل (15)

و ليس بعيدا بأن تحتذي... مذاهب آسادها الأشبل

____________________

1) كان الاستاذ حسن الكرمي قد ذكر شيئا عن محمد بن وهيب هذا (هنا لندن، رقم 136، بتاريخ 12-6-1965 م) . ثم اني سألته اذا كان قد وقع على تاريخ وفاة هذا الشاعر فكتب الي رسالة (بتاريخ 27-6-1965 م، لندن) يذكر فيها أنه لم يعثر على مصدر ذكر ذلك. ثم ذكر أيضا أن الأبيات الجيمية قد تلفى منسوبة لصالح بن جناح اللخمي (كتاب الصناعتين للعسكري، القاهرة 1952 م، ص 346) و الى محمد بن خازم الباهلي (معجم الشعراء للمرزباني، بتحقيق عبد الستار أحمد فراج) .

2) الجهل: خلاف الحلم (معاملة الناس معاملة جافية مع الاعتداد بالقوة) .

3) الخدن: الصاحب الذي يوافقك في ظاهر أمورك و باطنها.

4) تحكي: تشبه. الغيث: المطر. الليث: الاسد. الصمصامة: السيف الذي لا ينثني. الذكر: (السيف) الذي توضع فيه الذكرة (بضم الذال) -حديدة توضع في رأس السيف (و الأصوب هو الذي سقي بالماء و هو شديد الحرارة-و الماء بارد-فأصبح أكثر صلابة) .

5) لا تعقل: لا تدفع ديتها (بكسر الدال و فتح الياء بلا تشديد) . يعدل: يجعل للقتيل في الهوى دية كما للقتيل العادي دية.

6) الحور: اشتداد البياض في بياض العين و اشتداد السواد في سوادها. الاخضل: الندي، المبتل (الشباب الذي في شدته و عنفوانه) .

7) الغربات جمع غربة (بفتح الغين و سكون الراء) : البعد، البعاد. النوى: البعاد أيضا.

8) حم الفراق: نزل، وقع.

9) أقيدي دما: خذي بثأر قتيل لك في الهوى بنظرة ثانية اليه من عينيك تحييه. العين الكحلاء التي فيها كحل طبيعي.

10) مقصد: قاتل، الذي يصيب مقتلا من الانسان.

11) غض: طري، ناعم. الضريبة: الطبيعة. غض الضريبة (الشاب!) . نكل عن الامر: جبن و رجع عنه.

12) الاريب: العاقل. اللقن: السريع الحفظ و الفهم. الحول: الواسع الحيلة السريع التقلب. -معنى البيت ان الشاعر مكث في الموصل مع انه لا شيء فيها يغري بالمكث لو لا وجود الممدوح فيها (راجع البيت التالي) .

13) الافل: التي تأفل (تغيب) لأن النجوم التي لا تغيب (في رأى العين) كانت عند القدماء أشرف من النجوم التي تغيب.

14) حيث لا موئل: لا موئل (مأمن) من سطواته و لا موئل (ملجأ عند غيره) للحصول على النعم.

15) الباهرات: الأمور الباهرة (العظيمة) في الكرم و الشجاعة الخ. أوحدك: جعلك واحد زمانك (لا نظير لك) . المربأ: المكان العالي يشرف الانسان منه على ما حوله (جدك القديم) .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.