أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2018
3415
التاريخ: 29-12-2015
2349
التاريخ: 17-6-2017
21010
التاريخ: 10-04-2015
23752
|
هو أبو عمرو، و قيل أبو عليّ (البيان و التبيين 1:221) ، كلثوم ابن عمرو بن أيوب العتّابيّ التغلبي، من نسل عمرو بن كلثوم الشاعر الجاهلي، أصله من الشام من أرض قنّسرين، و مسكنه في رأس العين من جزيرة ابن عمر.
ولد العتّابي نحو سنة 135 ه(752 م) ، و لكن لم تعرف له نباهة قبل أيام الرشيد، فانقطع إلى يحيى بن خالد البرمكي ثم إلى ابنه جعفر. و يبدو أن نكبة البرامكة كانت نكبة عليه أيضا، فقد غضب عليه الرشيد لصلته الأولى بهم فهرب إلى اليمن. ثم ان الرشيد رضي عنه.
و تولى العتّابي الكتابة في الديوان، و يبدو أنه كان يعرف اللغة الفارسية.
و نال العتّابيّ حظوة عند طاهر بن الحسين لما تولّى طاهر الموصل و الجزيرة (198-202 ه) ، ثم لمّا تولّى خراسان (205-207 ه) . و حظي أيضا عند عبد اللّه بن طاهر بن الحسين في أثناء ولايته على الشام (205-207 ه) و على خراسان منذ سنة 207 ه(822 م) ، كما حظي عند المأمون نفسه.
و كان العتّابي منذ أول أمره قليل العناية بملبسه و هيئته قليل الاحتفال بالناس و الاحترام للعامة، ثم تزهّد في آخر عمره فزاد تقشّفه و انصرافه عن الناس. و كانت وفاة العتّابي قبيل سنة 220 ه(835 م) و قد أسنّ، و قيل 208 ه.
خصائصه الفنّيّة:
كلثوم بن عمرو العتّابي أديب مصنّف له كتاب المنطق، و كتاب الآداب، و كتاب فنون الحكم، و كتاب الألفاظ، و كتاب الخيل و غيرها. و كان يعمل الأسمار و الخرافات على لسان الحيوان و غيره. ثم هو خطيب مترسّل و شاعر، قال الجاحظ (البيان و التبيين 1:51) : «و من الخطباء الشعراء، ممن كان يجمع الخطابة و الشعر الجيد و الرسائل الفاخرة، كلثوم بن عمرو العتّابي، و على ألفاظه و حذوه و مثاله في البديع يقول جميع من يتكلّف مثل ذلك كمنصور النمريّ و مسلم بن الوليد الأنصاريّ و أشباههما. و كان العتّابي يحتذي حذو بشّار في البديع» .
و العتّابي شاعر مقلّ مطبوع متصرف في فنون الشعر ينقّح شعره و يتخيّر الألفاظ الجزلة و الصور البلاغية الجميلة مع الإتيان بالبديع (راجع العمدة 1:140) من غير إغراب و لا تكلّف. «و أشعاره كلها عيون ليس فيها بيت ساقط» (طبقات ابن المعتز 264) : و يدور شعره الباقي لنا على المدح و الهجاء و النسيب و الحكمة، و أكثره الحكمة.
المختار من نثره و شعره:
-الشيب تاريخ الكتاب (آخر الكتاب: نهاية العمر) .
-البلاغة إظهار ما غمض من الحق، و تصوير الباطل في صورة الحق.
-دخل العتّابي على المأمون، فقال له المأمون: يا كلثوم، بلغتني وفاتك فساءتني ثم بلغتني وفادتك فسرّتني. فقال العتّابي:
يا أمير المؤمنين، لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاهم فضلا و إنعاما. و قد خصصتني منهما بما لا تتّسع له أمنية و لا يبسط لسواه أمل؛ لأنه لا دين إلا بك، و لا دنيا إلا معك.
-كتب العتّابي إلى صديق له يشير إلى عسرة نزلت به:
أما بعد، أطال اللّه بقاءك و جعله يمتدّ إلى رضوانه و الجنة. فإنك كنت عندنا روضة من رياض الكرم تبتهج النفوس بها و تستريح القلوب اليها، و كنا نعفيها من النّجعة استتماما لزهرتها و شفقة على خضرتها و ادّخارا لثمرتها، حتى أصابتنا سنة كانت عندي قطعة من سني يوسف و اشتدّ علينا كلبها و غابت قطّتها و كذبتنا غيومها و أخلفتنا بروقها. و فقدنا صالح الإخوان فيها فانتجعتك، و أنا بانتجاعي إليك شديد الشفقة عليك، مع علمي بأنّك موضع الرائد، و أنك تغطّي عين الحاسد. و اللّه يعلم أني ما أعدّك إلاّ في حومة الأهل. . . . (راجع ديوان المعاني 1:154) .
-كان للعتّابي زوجة من بني باهلة، فلامته يوما و قالت: هذا منصور النمري (تلميذك) قد أخذ الأموال فحلّى نساءه و بنى داره و اشترى ضياعا، و أنت هنا كما ترى. ، فأنشأ يقول:
تلوم على ترك الغنى باهلية... زوى الفقر عنها كل طرف و تالد (1)
رأت حولها النسوان يرفلن في الكسا... مقلّدة أجيادها بالقلائد (2)
يسرّك أني نلت ما نال جعفر... من الملك، أو ما نال يحيى بن خالد
و أنّ أمير المؤمنين أغصّني... مغصّهما بالمرهفات البوارد (3)
ذريني تجئني ميتتي مطمئنّة... و لم أتجشّم هول تلك الموارد
فإنّ كريمات المعالي مشوبة... بمستودعات في بطون الأساود (4)
-أراد الرشيد أن يقتل العتّابي فما زال جعفر بن يحيى البرمكي يستعطف الرشيد عليه حتى عفا عنه الرشيد، فقال العتّابي يمدح جعفرا:
ما زلت في غمرات الموت مطّرحا... قد ضاق عني فسيح الارض من حيلي
و لم تزل دائبا تسعى بلطفك لي... حتى اختلست حياتي من يدي أجلي
__________________
1) أبعد عنها الفقر (حرمها) كل طرف (مال جديد) و تالد (مال قديم) .
2) الاجياد: الاعناق.
3) المرهفات: السيوف. البوارد: التي تبرد (بضم الراء) : تقطع في الحديد.
4) مشوب: مخلوط، ممزوج. الاساود جمع أسود: الحية العظيمة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|