أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015
5120
التاريخ: 23-7-2016
3593
التاريخ: 28-06-2015
4687
التاريخ: 19-06-2015
2587
|
هو أبو بكر محمّد بن الحسن (ت ٣٢٠) بن عبد اللّه بن مذحج بن محمّد بن عبد اللّه بن بشر الزبيديّ الإشبيليّ، ولد في إشبيلية، سنة 316 ه (٩٢٨ م) و درس في قرطبة على نفر منهم: قاسم بن أصبغ (ت 340 ه) و أبو عثمان سعيد بن فحلون (252-346 ه) و أحمد بن سعيد بن حزم (ت 350) و أبو عليّ القالي (ت 356) و محمّد بن يحيى الرباحيّ (ت 358) .
عهد الحكم المستنصر إلى أبي بكر الزبيديّ (1) بتأديب وليّ عهده هشام (ولد سنة 354) ، فعلّمه الزبيديّ الحساب و العربية. و لمّا جاء هشام إلى الخلافة (366 ه) جعل أبا بكر الزبيديّ قاضيا في إشبيلية (بروكلمان 1:140) ؛ و لعلّه في ذلك الحين تولّى أيضا خطّة الشرطة. ثمّ ألّف أبو بكر الزبيديّ كتابا في الردّ على مذهب محمّد بن عبد اللّه بن مسرّة (٣١٩ ه) ، و كان مذهبه مزيجا من آراء المعتزلة و من الآراء الإشراقية و الباطنية و الصوفية. و لعلّه بدأ تأليف هذا الكتاب بعد استبداد المنصور ابن أبي عامر بالحكم (367 ه) ، لأنّ المنصور كان ينصر مذهب أهل السنة و يكره مذهب الفلاسفة.
و كانت وفاة أبي بكر الزبيديّ في إشبيلية، في أول جمادى الثانية من سنة ٣٧٩ (6/٩/٩٨٩ م) .
قال ابن خلّكان (4:٣٧٢) عن أبي بكر الزبيدي: «كان أوحد عصره في علم النحو و حفظ اللغة، و كان أخبر أهل زمانه بالإعراب و المعاني و النوادر (الألفاظ القليلة الاستعمال) إلى علم السير و الأخبار. و له كتب تدلّ على وفور علمه» .
و الزبيديّ شاعر مكثر تغلب على شعره نفحة من التصوّف و أكثر فنونه الزهد و الحكمة مع شيء من التعريض و التهكّم. و له شيء من الغزل و النسيب و الشكوى.
و من كتبه: مختصر كتاب العين (للخليل بن أحمد) - طبقات النحويّين و اللغويين (بالمشرق و الأندلس من زمن أبي الأسود الدؤلي إلى زمن شيخه أبي عبد اللّه الرباحي النحويّ) -هتك ستور الملحدين (في الرد على ابن مسرّة و أتباعه) -كتاب لحن العامّة (ما يلحن فيه عوامّ الأندلس) -كتاب الواضح (في العربية: النحو) -كتاب الأبنية (في النحو) .
مختارات من آثاره:
-اشتاق أبو بكر الزبيديّ - و هو في قرطبة - إلى إشبيلية فاستأذن أمير المؤمنين الحكم في الرجوع فلم يأذن له، فكتب أبو بكر إلى جارية له اسمها سلمى في إشبيلية:
ويحك، يا سلم، لا تراعي... لا بدّ للبين من زماع (2)
لا تحسبيني صبرت إلاّ... كصبر مَيتٍ على النزاع (3)
ما خلق اللّه من عذابٍ... أشدّ من وقفة الوداع
- من مقدّمة كتاب طبقات النحويّين و اللغويّين:
. . . و لم تزل العرب تنطق على سجيّتها في صدر إسلامها و ماضي جاهليّتها حتّى أظهر اللّه الإسلام على سائر الأديان فدخل الناس فيه أفواجا و أقبلوا إليه أرسالا (4) ، و اجتمعت فيه الألسنة المتفرّقة و اللغات المختلفة ففشا الفساد في اللغة العربية، و استبان (5) منها الإعراب الذي هو حليها و الموضح لمعانيها. . . فعظم الإشفاق من فشوّ ذلك و غلبته حتّى دعاهم (6) الحذر من ذهاب لغتهم و فساد كلامهم إلى أن سببوا الأسباب في تقييدها لمن ضاعت عليه.
و لم تزل الأئمّة من الصحابة و من تلاهم من التابعين يحضّون على تعلّم العربية و حفظها و الرعاية لمعانيها إذ هي من الدين بالمكان المعلوم: فبها أنزل اللّه كتابه المهيمن على سائر كتبه، و بها بلّغ رسوله عليه السلام وظائف طاعته و شرائع نهيه. و كذلك كانوا يحضّون على رواية الشعر الذي هو حكمة العرب في جاهليّتها و إسلامها، و ديوانها الذي أقامته مقام الكتاب (7) لما تقدّم من مآثرها و أيامها، فكانوا يتناشدونه في مجالسهم و يتذاكرون به في محافلهم. . .
و إن أمير المؤمنين الحكم المستنصر باللّه - رضي اللّه عنه - لما اختصّه اللّه به و منحه الفضيلة فيه من العناية بضروب العلوم و الإحاطة بصنوف الفنون، أمرني بتأليف كتاب يشتمل على ذكر من سلف من النحويّين و اللّغويين في صدر الإسلام ثمّ من تلاهم من بعد. . . إلى زماننا هذا، و أن أطبّقهم (8)على أزمانهم و بلادهم بحسب مذاهبهم في العلم و مراتبهم، و (أن) أذكر مع ذلك موالدهم و أسنانهم و مدد أعمارهم و تاريخ وفاتهم على قدر الإمكان في ذلك، و بحسب الإدراك له، و أجلب جملة من نتف أخبارهم و الحكايات المتضمنة لفضائلهم المشتملة على محاسنهم ليكون ذلك شكرا لجميل سعيهم و حميد مقامهم، إذ كان ذلك من حقّهم على من أدّوا إليه علمهم و أعملوا في صلاحه جهدهم، و كان في تقييد أخبارهم و تخليد مآثرهم ما يبقي لهم لسان الصدق الذي هو بدل البقاء و الخلد. . .
-لأبي بكر الزبيدي مقطّعات فيها لفتات بارعة. من هذه المقطّعات:
أبا مسلم، إنّ الفتى بجنانه... و مقوله لا بالمراكب و اللّبسِ (9)
و ليس ثياب المرء تغني قُلامةً... إذا كان مقصورا على قصر النفسِ (10)
و ليس يفيد العلم و الحلم و الحجا... أبا مسلم، طول القعود على الكرسي (11)
*الفقر في أوطاننا غربةٌ... و المال في الغربة أوطانُ
و الأرض شتّى كلها واحدٌ... و الناس إخوان و جيرانُ
*اترك الهمّ إذا ما طرقكْ... و كل الأمر إلى من خلقكْ (12)
و إذا أمّل قوم أحداً... فإلى ربّك فامدد عنقك (13)
*ما طلبت العلوم إلاّ لأني... لم أزل من فنونها في رياضِ
ما سواها له بقلبيَ حظٌّ... غير ما كان للعيون المراضِ(14)
*أشعِرَن قلبك يا سا... ليس هذا الناس ناسا
ذهب الإبريز منهم... فبقوا بعد نحاسا (15)
سامريّين يقولو... ن جميعا لا مساسا (16)
_____________________
١) منتصف ذي القعدة من سنة 362(16/٨/٩٧٣ م)
2) لا تراعي: لا تخافي، لا ترهبي. البين: البعاد، البعد، الفراق. الزماع: المضاء في الأمر و العزم عليه. لا بدّ للبين من زماع: لا بدّ من أن يوطّن الإنسان نفسه على البين و يصبر.
3) النزع (بسكون الزاي) : و النزاع (و ليست في القاموس) : قلع الحياة، خروج الروح من البدن.
4) الأرسال: الجماعات.
5) استبان: (في الأصل) : وضح و ظهر. و يقصد المؤلّف: ذهب (منها الاعراب) .
6) دعا علماء اللغة
7) الكتاب: الكتابة و التدوين.
8) أجعلهم طبقات، جماعات متقاربة في الزمن أو في المرتبة.
9) الجنان (بالفتح) : القلب (العلم، الشجاعة، الخير الخ) . المقول: اللسان (حسن التعبير، الكلام الجميل) . المركب (الدابّة) : البرذون (بكسر الباء و فتح الذّال) : البغل، الحصان، الخ. اللبس (بالكسر) : ما يلبس، الكسوة، الثوب.
10) تغني: تفيد. قلامة: ما يقطع عادة من الظفر. قصر النفس: على مقياس الجسم لدفع الحرّ أو البرد (؟) .
11) الجلوس على الكرسي: احتلال المناصب الرفيعة كالوزارة و القضاء. إن نيل المناصب لا يجعل الإنسان عالما و لا حليما و لا عاقلا.
12) طرقك الهمّ: أتى عليك ما يهمّك (يحزنك) . كل (بكسر فسكون) فعل أمر من وكل: عهد (بالأمور) إلى، سلّم، فوّض.
13) امدد عنقك: ارفع رأسك بالدعاء.
14) العيون المراض (المريضة) : الفاترة، الناعسة.
15) الابريز: الذهب.
16) «لا مساس» (٢٠:٩٧، سورة طه) : لا تمسّني (لا تطلب منّي شيئا)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|