أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-12-2015
6841
التاريخ: 24-7-2016
11197
التاريخ: 12-08-2015
3149
التاريخ: 26-06-2015
2732
|
هو دعبل بن عليّ بن رزين من بني خزاعة، ولد في الكوفة، سنة 148 ه(765 م) ، و نشأ فيها يعاشر المجّان و الخلعاء. ثمّ إنّه انتقل إلى بغداد، في أول شبابه، فلقي فيها مسلم بن الوليد فعني به مسلم و كان أستاذه في نظم الشعر.
في سنة 170 ه(786 م) جاء هارون الرشيد إلى الخلافة فأوصل مسلم بن الوليد تلميذه دعبلا إلى الخليفة الجديد. و لكنّ هارون الرشيد لم يحفل بهذا الشابّ، فآثر دعبل أن يغادر بغداد ليتطوّف في البلاد متكسّبا.
في سنة 173 ه(789 م) ، خلف العباس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث أباه في ولاية نيسابور، فجعل دعبلا عاملا له على سمنجان من بلاد طخارستان، و لعلّ شيئا من القرابة كان يجمع بين العباس و بين دعبل. و يبدو أن عمل دعبل على سمنجان انتهى بانتهاء ولاية العبّاس على نيسابور (174 ه) ، فعاد دعبل إلى بغداد و استقرّ فيها مدّة طويلة كانت صلته في أثنائها ببلاط هارون الرشيد وثيقة. غير أن دعبلا آثر أن يغادر البلاط بعد نكبة البرامكة (187 ه-803 م) خوفا من أن تعمّه نقمة الرشيد.
ثم عاد العبّاس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث إلى ولاية نيسابور (193 ه،809 م) ، و لكنّنا لا نعلم إذا كان دعبل قد عاد معه إلى عمل ما في تلك النواحي. غير أنّ الذي نعلمه أنّ الفضل بن سهل وزر للمأمون (196 ه-812 م) ، و المأمون بعد في مرو، فولّى مسلم ابن الوليد الشاعر و أستاذ دعبل عملا من أعمال خراسان، فذهب دعبل إلى مسلم و مدحه.
و بعد مقتل الأمين في 26 من المحرّم من سنة 198 ه(26-9-813 م) زاد اضطراب الأحوال في بغداد فآثر دعبل أن يسير في تلك السنة إلى الحجّ. و ما كاد موسم الحجّ ينتهي حتى تولّى أبو القاسم المطّلب بن عبد اللّه ابن مالك الخزاعيّ مصر للمرّة الثانية (199-200 ه) فسار إليه دعبل و مدحه، فأجاز المطّلب دعبلا ثم جعله عاملا على أسوان. و لكن سرعان ما وقعت الوحشة بين المطّلب و دعبل فعاد دعبل وشيكا إلى بغداد. فلما نصب نفر من العبّاسيين إبراهيم بن المهديّ خليفة في بغداد منافسة للمأمون، في 25 من ذي الحجّة 201 ه(14-7-817 م) هجا دعبل ابراهيم بن العباس و العباسيين.
ثم دخل المأمون بغداد (204 ه-819 م) و نال دعبل شيئا من الحظوة فسكت حينا عن هجاء العباسيين، لأنّ المأمون كان لا يزال يحاسن العلويين. فلما ترك المأمون لباس الخضرة شعار العلويين و عاد إلى لبس السواد شعار العباسيين و قلب للعلويين ظهر المجنّ استأنف دعبل هجاء العباسيين و هجاء رجال دولتهم و عظم هجاؤه على المعتصم و المتوكّل خاصّة، و كان قد غادر بغداد إلى البصرة.
و نشبت بين دعبل و بين أبي سعد عيسى بن خالد المخزوميّ الشاعر عداوة و مهاجاة و مناقضة: أبو سعد يهجو اليمن و يفتخر بقيس، و دعبل يهجو قيسا و يمدح اليمن. فأخذ عامل البصرة دعبلا و سجنه مدة ثم أطلق سراحه؛ فأراد دعبل أن يرحل عن العراق فسار إلى الأهواز، و لكن أدركه رجل عند بلدة الطيّب (246 ه-860 م) ، و قتله بتحريض من مالك بن طوق، فيما قيل.
خصائصه الفنّيّة:
كان دعبل بن عليّ الخزاعيّ شاعرا متقدّما مطبوعا مجيدا بديع المعاني متين التركيب له مديح و غزل جيّدان، و مدائحه في آل البيت أحسن شعره و من أحسن الشعر. و مع تطرّفه في عصبيّته و تشيّعه، فإنّنا نلمح أن تشيّعه لا يزال التشيّع السياسي: نقمة شديدة على ما فعله رجال الدولتين الأمويّة و العبّاسية بعليّ بن أبي طالب و بآله[عليهم السلام] في أيامه و بعد أيّامه. و لدعبل وصف بارع للفلوات و هجاء كثير فاحش. و كان دعبل صديقا للبحتري متعصّبا على أبي تمّام برغم أنّ ميول أبي تمّام كانت علويّة ظاهرة، و أن المأمون كان قد قطعه من أجلها.
و كذلك كان دعبل من رواة الشعر و نقّاده و من أهل التصنيف في التاريخ و الشعر و الشعراء، و لكن لم يصل الينا شيء من الكتب التي ينسب تأليفها إليه.
المختار من شعره:
- قال دعبل بن عليّ قصيدة بارعة رقيقة في آل رسول اللّه[عليهم السلام]، و قد أثبت ياقوت (معجم الأدباء 11:103-110) ما صحّ من هذه القصيدة عنده فكان خمسة و أربعين بيتا، منها:
مدارس آيات خلت من تلاوةٍ... و منزل وحي مقفر العرصات (1)
لآل رسول اللّه بالخيف من منىً... و بالركن و التعريف و الجمرات (2)
ديار عليّ و الحسين و جعفرٍ... و حمزة و السجّاد ذي الثفنات (3)
قفا نسأل الدار التي خفّ أهلها... متى عهدها بالصوم و الصلوات
ملامك في أهل النبيّ، فإنّهم... أحبّاي ما عاشوا و أهل ثقاتي (4)
تخيّرتهم رشدا لأمري، فإنهم... على كل حال خيرة الخيرات
فيا ربّ، زدني من يقيني بصيرةً... و زد حبّهم، يا ربّ، في حسناتي
أ لم ترَ أني مذ ثلاثين حجّة... أروح و أغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسّما... و أيديهم من فيئهم صفرات (5)
فآل رسول اللّه نحفٌ جسومهم... و آل زياد حفّل القصرات (6)
بنات زياد في القصور مصونة... و آل رسول اللّه في الفلوات
إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم... أكفّا من الأوتار منقبضات (7)
- قال دعبل بن علي في الشيب:
أين الشباب؟ و أية سلكا... لا، أين يطلب؟ ضلّ، بل هلكا
لا تعجبي، يا سلم، من رجلٍ... ضحك المشيب برأسه فبكى
يا ليت شعري كيف يومكما... يا صاحبيّ، إذا دمي سفكا
لا تأخذا بظلامتي أحدا... قلبي و طرفي في دمي اشتركا(8)
- و قال دعبل (الكامل 476) :
و لو أنّي بليت بهاشميّ... خؤولته بنو عبد المدان
لهان عليّ ما ألقى؛ و لكن... تعالي فانظري بمن ابتلاني
______________________
1) العرصة (بفتح فسكون) : البقعة الواسعة أمام البيوت لا بناء فيها.
2) منى و الركن و التعريف و الجمرات من مناسك الحج. بعد التعريف (الوقوف في عرفة) يبيت الحجاج في منى. و في اليوم التالي يضحون (يذبحون الاضحيات) . و الجمرات في المحصب حيث يلقي الحجاج سبع حصيات رمزا لرجم الشيطان.
3) علي بن أبي طالب و ابنه الحسين و جعفر بن أبي طالب و حمزة بن عبد المطلب (عم الرسول) و السجاد علي بن الحسين بن أبي طالب (زين العابدين)[عليهم السلام] . الثفنة (بفتح فكسر) : البقعة المتصلبة من الجلد. -كان لزين العابدين ثفنات في المواضع التي تمس منه الأرض في سجوده (جبهته و كفيه و ركبتيه) لكثرة صلاته.
4) ملامك-كفي ملامك (لومك) عني: لا تلوميني (على حب أهل بيت النبي) .
5) الفيء: النصيب من مال الدولة (من الحرب و الأرض المأخوذة سلما بلا قتال) . صفرات (بكسر فسكون) : خالية.
6) زياد: زياد بن أبيه. كان مقتل الحسين بن علي[عليه السلام] في أثناء ولاية عبيد اللّه بن زياد على العراق. حفل القصرات ممتلئة الرقاب (كناية عن السمنة و التنعم) .
7) إذا ظلموا (إذا ظلمهم أعدائهم: بنو أمية) كانوا يضطرون إلى أن يمدوا أيديهم الى بني أمية ليطلبوا اليهم أن ينصفوهم. و لكن أيديهم كانت لا تطاوعهم (كانت أعصاب أيديهم تأبى الامتداد كبرا و تعاليا أو أنها كانت جافة لشظف عيشهم فلا يمكن أن تمتد) . الاوتار جمع وتر (بفتح ففتح) : العصب في الجسم؛ و جمع وتر (بكسر فسكون) : ثأر.
8) الظلامة: ما يحتمله الإنسان من الظلم، ما لا قدرة له على دفعه. -طرفي (بصري) رأى الجمال، و قلبي أحب، فليس لأحد غيرهما في ذلك ذنب.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|