المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

استجابة الحرّ
7-8-2017
الطبيعة القانونية للجنسية
17-2-2022
التوصيل الحراري heat conduction
26-11-2019
وحدات الخطاب اللغوي (البلاغي)
31-8-2017
تـوازن المـنشأة في ظل المنافسة الكاملة في الفترة القصيـرة
25-5-2019
بنية الشمس (طبقات الشمس الرئيسية)
2023-03-28


أبو بكر الصولي  
  
6824   11:52 صباحاً   التاريخ: 26-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص438-441
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 5939
التاريخ: 13-08-2015 3922
التاريخ: 26-1-2016 4536
التاريخ: 27-1-2016 5284

هو أبو بكر محمّد بن يحيى بن عبد اللّه بن العبّاس بن محمّد بن صول تكين، كان في نحو سنة 260 ه‍(874 م) في بغداد شابّا صلب العود يتردّد على حلقات نفر من الأعلام منهم (1)أبو العبّاس المبرّد (ت 385 ه‍) و أبو العبّاس ثعلب (ت 291 ه‍) ؛ و قد اجتمع الصولي بالبحتري الشاعر في مجلس المبرّد سنة 276 ه‍(889 م) .

برع الصوليّ في علوم العربية فأصبح إماما في اللغة و الأدب و الأخبار يأخذ عنه الرواة و الأدباء. ثمّ اتّخذه الخلفاء مؤدّبا لأبنائهم و كاتبا و نديما لهم: نادم من الخلفاء المكتفي و المقتدر و الراضي، بين سنة 289 و سنة 329 ه‍ (902-940 م) .

ثم عرف عن الصولي ميل على آل البيت[عليهم السلام] فضاقت به الحال في بغداد فهجرها إلى البصرة حيث عاش معتزلا متخفّيا إلى أن مات في سنة 335 ه‍ (946-947 م) ، و قد أسنّ.

خصائصه الفنّيّة:

أبو بكر الصولي راوية و لغويّ و أديب مصنّف ثم هو بارع في الغناء و لعب الشطرنج. و من كتب أبي بكر الصولي: كتاب الأوراق في أخبار الخلفاء و أشعارهم، أدب الكاتب، أخبار أبي تمّام، أخبار البحتري، كتاب الوزراء، أخبار ابن هرمة، أخبار أبي عمرو بن العلاء، أخبار اسحاق الموصلي أخبار السيد الحميري الشاعر، أخبار القرامطة، الخ (2).

المختار من نقده:

- قال أبو بكر الصوليّ في أبي تمّام و البحتري (أخبار البحتري 60-61، 148،149،152) :

قيل للبحتريّ: الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمّام. فقال: و اللّه، ما ينفعني هذا القول و لا يضرّ أبا تمّام. و اللّه، ما أكلت الخبز إلاّ به، و لوددت أنّ الأمر كما قالوا؛ و لكنّي، و اللّه، تابع له، لائذ به، آخذ منه؛ نسيمي يركد عند هوائه، و أرضي تنخفض عند سمائه.

قال الصولي: و هذا من فضل البحتريّ أن يعرف الحقّ و يقرّ به و يذعن له، و اني لأراه يتبع أبا تمّام و معانيه حتى يستعير مع ذلك بعض لفظه فلا يقع إلاّ دونه، و يعود في بعضه طبعه تكلّفا و سهله صعبا. . . و لا أعرف أحدا بعد أبي تمّام أشعر من البحتريّ و لا أغضّ كلاما و لا أحسن ديباجة و لا أتمّ طبعا. و هو مستوي الشعر حلو الألفاظ مقبول الكلام، يقع على تقديمه الإجماع. و هو مع ذلك يلوذ بأبي تمّام في معانيه. فأيّ دليل على فضل أبي تمام و رئاسته يكون أقوى من هذا؟

و من تبحّر شعر أبي تمّام وجد كلّ محسن بعده لائذا به، كما أن كلّ محسن بعد بشّار لائذ ببشّار و منتسب اليه في أكثر احسانه.

و لو لا أنّ بعض أهل الأدب ألّف في أخذ البحتري من أبي تمّام كتابا لكنت سقت كثيرا (من) مثل ما ذكرنا، و لكنّني أكره إعادة ما ألّف، و أجتنب أن أجتذب من الأدب ما ملك قبلي.

-أبو تمّام و ابن أبي عيينة (أخبار البحتري 165-166) :

و كان أبو تمّام يبصر الشعر كلّه و ينقده، و يفضّل الجيّد منه و ان كان على غير مذهبه. و لا أعلم شاعرين أشدّ تباينا و لا أبعد شبها من أبي تمّام و ابن أبي عيينة المطبوع: فان أبا تمّام يصنع الكلام و يخترعه، و يتعب في طلبه حتى يبدع، و يستعير و يغرب (3) في كل بيت إن استطاع. و ابن أبي عيينة لا يصنع من هذا شيئا، و يرسل نفسه في شعره على سجيّته، و يخرج كلامه مخرج نفسه بغير كلفة؛ و ربّما اختلّ معناه و لان لفظه. و أبو تمام لا يسقط معناه البتّة و إنما يختلّ في الوقت لفظه. فإذا استوى له اللفظ فهو الجيّد من شعره النادر الذي لا يتعلّق به. و قد أحكمت وصفه في رسالة أحتجّ فيها عنه، و عملت بعقبها شعره. و كان ابن أبي عيينة عند أبي تمّام، مع هذا التباعد بينهما، شاعرا مجيدا:

حدّثني أبو الحسن الكاتب قال: حدّثني عليّ بن العباس الروميّ (4) قال: حدّثني أبو يوسف الدقاق قال: كنّا مع أبي تمّام و بين يديه أشعار المحدثين يختار منها، فلما بلغ إلى شعر أبي عيينة هذا قال: و هذا كلّه مختار!

___________________

1) في معجم الأدباء (19:110) و وفيات الأعيان (2:328) أن أبا بكر الصولي أخذ عن أبي داود السجستاني (ت 257 ه‍) أيضا.

2) راجع ثبتا بكتب أبي بكر الصولي للدكتور صالح الأشتر (أخبار البحتري 22-26) .

3) يغرب: يأتي (بالمعنى) الغريب، البعيد، الجميل.

4) ابن الرومي (ص 340 و ما بعدها) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.