المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

جهاز تسجيل منسوب سطح الماء في المجرى
7-1-2016
المناخ المناسب لزراعة قصب السكر
2-1-2017
المدن القديمة في آسيا الغربية
20-2-2022
أقسام التشبيه
14-9-2020
تأثير جسيمات (α)
23-1-2022
الفوسفات اللاعضوية
15-2-2021


محمد بن الحسن الزبيدي الإشبيلي  
  
3145   03:43 مساءاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص329-332
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1881
التاريخ: 28-12-2015 20918
التاريخ: 30-12-2015 3385
التاريخ: 13-08-2015 2269

 أبو بكر النحوي اللغوي. سكن قرطبة من بلاد الأندلس، وأخذ عن أبي إسماعيل القالي، واعتمد عليه الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ((والحكم هو المتغلب على بلاد الغرب المتلقب بالمستنصر)) في تعليم ولده مات الزبيدي بإشبيلية في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة كذا ذكر ابن بشكوال.

 وقال الحميدي: توفي قريبا من سنة ثمانين وثلاثمائة وروى عنه غير واحد  منهم ابنه الوليد محمد وإبراهيم بن محمد الأفليلي النحوي وغيرهما والزبيدي نسبة إلى زبيد بن صعب بن سعد العشيرة رهط عمرو بن معد يكرب الزبيدي وقد ذكر الحميدي في كتابه في باب الحسن بن عبد الله بن مذحج بن محمد بن عبيد الله بن بشير بن أبي حمزة بن ربيعة بن مذحج الزبيدي سمع بالأندلس من عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي ومن غيره وسمع وكانت وفاته بالأندلس قريبا من سنة عشرين وثلاثمائة وقد سمعت من يقول إنه والد أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي النحوي مؤلف كتاب الواضح ويشبه أن يكون ذلك والله أعلم.

 قال الحميدي: أبو بكر الزبيدي من الأئمة في اللغة والعربية ألف في النحو كتابا سماه كتاب الواضح واختصر كتاب العين اختصارا حسنا وله كتاب في أبنية سيبويه وله كتاب ما يلحن فيه عوام الأندلس وكتاب طبقات النحويين.

 قال المؤلف: وقد نقلت إلى كتابي هذا ما نسبته إليه وبلغني أن أهل الغرب يتنافسون في كتبه خصوصا كتابه الذي اختصره من كتاب العين لأنه أتمه باختصاره وأوضح مشكله وزاد فيه ما عساه كان مفتقرا إليه وله غير ما ذكرناه من التصانيف في كل نوع من الأدب.

 قال الحميدي: وكان شاعرا كثير الشعر أخبرنا أبو عمر بن عبد البر قال كتب الزبيدي إلى أبي مسلم بن فهد: [الطويل]

 (أبا مسلم إن الفتى بجنانه ... ومِقولِه لا بالمراكب واللبس)

 (وليس ثياب المرء تغني قلامه ... إذا كان مقصورا على قصر النفس)

 (وليس يفيد العلم والحلم والحجى ... أبا مسلم طول القعود على الكرسي)

 قال: وقال أبو محمد علي بن أحمد: كتب الوزير أبو الحسن جعفر بن عثمان المصحفي إلى صاحب الشرطة أبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي بمنظوم بين له فيه الخطأ بتصريح وهو: [المنسرح]

 (قل للوزير السني محتده ... لي ذمة منك أنت حافظها)

 (عناية بالعلوم معجزة ... قد بهظ الأولين باهظها)

 (يقر لي عمرها ومعمرها ... فيها ونظّامها وجاحظها)

 (قد كان حقا قبول حرمتها ... لكن صرف الزمان لافظها)

 (وفي خطوب الزمان لي عظة ... لو كان يثني النفوس واعظها)

 (إن لم تحافظ عصابة نسبت ... إليك قدما فمن يحافظها)

 (لا تدعن حاجتي مطرحة ... فإن نفسي قد فاظ فائظها)

 فأجابه المصحفي:

 (خفض فواقا فأنت أوحدها ... علما ونقابها وحافظها)

 (كيف تضيع العلوم في بلد ... أبناؤه كلهم تحافظها)

 (ألفاظهم كلها معطلة ... ما لم يعول عليك لافظها)

 (من ذا يساويك إن نطقت وقد ... أقر بالعجز عنك جاحظها)

 (علم ثنى العالمين عنك كما ... ثنى سنا الشمس من يلاحظها)

 (فقد أتتني فديت شاغلة ... للنفس أن قلت فاظ فائظها)

 (فأوضحنها نفز بنادرة ... قد بهظ الأولين باهظها)

 فأجابه الزبيدي وضمن الشعر الشاهد على ذلك: [الطويل]

 (أتاني كتاب من كريم مكرم ... فنفّس عن نفسٍ تكاد تفيظ)

 (فسر جميع الأولياء وروده ... وسيء رجال آخرون وغيظوا)

 (لقد حفظ العهد الذي قد أضاعه ... لدي سواه والكريم حفيظ)

(وباحث عن فاظت وقبلي قالها ... رجال لديهم في العلوم حظوظ)

 (روى ذاك عن كيسان سهل وأنشدوا ... مقال أبي الغياظ وهو مغيظ)

 (فلا حفظ الرحمن روحك حية ... ولا هي في الأرواح حين تفيظ)

 قال الحميدي: قال لي أبو محمد: وقد يقال: فاضت نفسه بالضاد ذكر ذلك يعقوب بن السكيت في كتاب الألفاظ له قال وله -وقد استأذن الحكم المستنصر في الرجوع إلى إشبيلية فلم يأذن له فكتب إلى جارية له هناك تدعى سلمى -: [مخلع البسيط]

 (ويحك يا سلم لا تراعي ... لابد للبين من زماع)

 (لا تحسبيني صبرت إلا ... كصبر ميت على النزاع)

 (ما خلق الله من عذاب ... أشد من وقفة الوداع)

 (ما بينها والحمام فرق ... لولا المناحات والنواعي)

 (إن يفترق شملنا وشيكا ... من بعد ما كان ذا اجتماع)

 (فكل شمل إلى افتراق ... وكل شعب إلى انصداع)

 (وكل قرب إلى بعاد ... وكل وصل إلى انقطاع)

 قال المؤلف: هذا آخر ما كتبنا من كتاب الحميدي وهو الذي وجدناه فيه من خبره.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.