أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015
2337
التاريخ: 25-12-2015
3230
التاريخ: 29-12-2015
4715
التاريخ: 21-2-2018
2131
|
هو أبو الحسن محمد بن الحسين بن [ موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم] بن موسى الكاظم من نسل الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام). و قد كان أبوه نقيبا للطالبيين (رئيسا دينيا للعلويين) .
ولد الشريف الرضيّ في بغداد (359 ه-970 م) و نشأ فيها و برع في علوم الفقه و اللغة و الادب؛ و قال الشعر و عمره خمس عشرة سنة. و في 388 ه (998 م) اعتزل أبوه نقابة الطالبيين فخلفه هو فيها نائبا عنه. و في ذي القعدة 401(1011 م) منحه الامير البويهي بهاء الدولة لقب الشريف. ثم انه عين نقيبا أصيلا يوم الجمعة في 16 المحرم 402(آب 1012 م) . بعدئذ ضمت اليه الاعمال التي كان يقوم بها أبوه و هي النظر في المظالم (1) و الحج بالناس.
و كان الشريف الرضي أبيا عالي الهمة طموحا الى المعالي لم يقبل صلة من أحد و لا جائزة. و قد رد جميع الصلات التي كانت جارية على أبيه من قبله، فخافه الخليفة المقتدر (295-320 ه) فاتهمه بالميل الى العلويين و الفاطميين (2) فصرفه (عزله) عن المظالم و الحج.
و توفي الشريف الرضي في السادس من المحرم 406(24/6/1016 م) و دفن في بيته في محلة الأنباريين احدى ضواحي الكرخ (الكاظمية اليوم) .
كان الشريف الرضي شاعرا بارعا، «و شعره يجمع الى السلاسة متانة و الى السهولة رصانة، و يستمل على معان يقرب جناها و يبعد مداها» . و شعره على الاسلوب القديم: جزالة في اللفظ و فخامة في المعنى. و قد غلبت على شعره الحماسة و الفخر و برع في الرثاء و الغزل العفيف، و في شعره رمز بارع و غزل بالبقاع الشريفة في الحجاز خاصة. و تغلب على شعره النفحة الدينية. و لشعره عذوبة و طلاوة على كثرة تكلّفه.
و الشريف الرضيّ مترسّل و مصنّف، له كتاب معاني القرآن-كتاب مجاز القرآن-و قد جمع ما وصل اليه من خطب الامام علي[عليه السلام] و سمّاه «نهج البلاغة» .
مختارات من شعره:
- قال الشريف الرضي يمدح الخليفة المقتدر باللّه و يفتخر بنفسه:
للّه يوم أطلعتك به العلا... علما يزاول بالعيون و يرشق
لما سمت بك عزّة موموقة... كالشمس تبهر بالضياء و تومق (3)
و برزت في برد النبيّ، و للهدى... نور على أسرار وجهك مشرق (4)
في موقف تغضي العيون جلالة... فيه و يعثر بالكلام المنطق
مالوا إليك محبّة فتجمعوا... و رأوا عليك مهابة فتفرّقوا
مهلا، أمير المؤمنين، فإنّنا... في دوحة العلياء لا نتفرق
ما بيننا يوم الفخار تفاوت... أبدا، كلانا في المعالي معرق (5)
إلاّ الخلافة ميّزتك فإنني... أنا عاطل منها و أنت مطوّق (6)
- و قال يفتخر بعلوّ همته و شرف نفسه :
لغير العلا مني القلى و التجنّب... و لو لا العلا ما كنت في الحب أرغب (7)
ملكت بحلمي فرصة ما استفادها... من الدهر مفتول الذراعين أغلب
و للحلم أوقات و للجهل مثلها... و لكنّ أوقاتي إلى الحلم أقرب
يصول عليّ الجاهلون فأعتلي... و يعجم في القائلون و أعرب (8)
و لا أعرف الفحشاء إلاّ بوصفها... و لا أنطق العوراء و القلب مغضب (9)
- و له أبيات تجمع بين الحكمة كثيرا و الفخر قليلا:
و كم صاحب كالرمح زاغت كعوبه... أبى بعد طول الغمز أن يتقوّما
تقبّلت منه ظاهرا متبلّجا... و أدمج دوني باطنا متجهّما
و لو أنني كشفته عن ضميره... أقمنا على ما بيننا اليوم مأتما
دع المرء مطويّا على ما ذممته... و لا تنشر الداء العضال فتندما
إذا العضو لم يؤلمك إلاّ قطعته... على مضض لم تبق لحما و لا دما
و من لم يوطّن للصغير من الأذى... تعرّض أن يلقى أجلّ و أعظما
- و من أجمل ما قيل في الشوق الى ديار الأحبّة قوله :
و لقد مررت على ديارهم... و طلولها ليد البلى نهب
فوقفت حتى لجّ من لغبٍ... نضوي، و لجّ بعذلي الرّكب (10)
و تلفّتت عيني، فمذ خفيت... عنّي الطلول تلفّت القلب
- و قال في التغزّل بالديار المقدّسة:
يا ظبية البان ترعى في خمائله... ليهنك اليوم أن القلب مرعاك (11)
الماء عندك مبذول لشاربه... و ليس يرويك إلاّ مدمع الباكي
هبّت لنا من رياح الغور رائحة... بعد الرّقاد عرفناها بريّاك (12)
ثمّ انثنينا اذا ما هزّنا طربٌ... على الرحال تعلّلنا بذكراك
سهم أصاب و راميه بذي سلمٍ ... من بالعراق؛ لقد أبعدت مرماك (13)
و عد لعينيك عندي ما وفيت به... يا قرب ما كذبت عيّنيّ عيناك
حكت لحاظك ما في الريم من ملح... يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي (14)
كأنّ طرفك يوم الجزع يخبرنا... بما طوى عنك من أسماء قتلاك (15)
أنت النعيم لقلبي و العذاب له... فما أمرّك في قلبي و أحلاك
عندي رسائل شوق لست أذكرها... لو لا الرقيب إذن بلّغتها فاك (16)
سقى منى و ليالي الخيف ما شربت... من الغمام و حيّاها و حيّاك
اذ يلتقي كلّ ذي دين و ماطله... منا، و يجتمع المشكوّ بالشاكي
لمّا غدا السرب يعطو بين أرحلنا... ما كان فيه غريم القلب إلاّك (17)
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى... من علّم العين أن القلب يهواك
- و للشريف الرضيّ قصيدة مقصورة يصف فيها مقتل الحسين بن عليّ [عليهما السلام] في كربلاء (18)
كربلا! لا زلت كربا و بلا... ما لقي عندك آل المصطفى (19)
كم على تربك لمّا صرعوا... من دم سال و من دمع جرى (20)
و ضيوف لفلاة قفرة... نزلوا فيها على غير قرى (21)
لم يذوقوا الماء حتّى اجتمعوا... بحدا السيف على ورد الردى (22)
أدرك الكفر بهم ثاراته... و أديل الغيّ منهم فاشتفى (23)
يا قتيلا قوّض الدهر به... عمد الدين و أعلام الهدى
قتلوه بعد علم منهم... أنه خامس أصحاب الكسا (24)
ميّت تبكي له فاطمة... و أبوها و عليّ ذو العلا (25)
لو رسول اللّه يحيا بعده... قعد اليوم عليه للعزا (26)
جعل اللّه الذي نابكم... سبب الوجد طويلا و البكا (27)
لا أرى حزنكم ينسى و لا...رزؤكم يسلى و إن طال المدى (28)
____________________
1) الظالم: الحكم بين العامة و بين من يتعدى عليهم من الأمراء و ذوي الجاه.
2) العلويون و الفاطميون نسل الإمام علي. و الفاطميون خاصة المتطرفون (راجع فوق، ص 35) .
3) موموقة: محبوبة. تبهر بالضياء و تومق: تضر العين بنورها الشديد و يحبها الناس في وقت واحد.
4) البرد: الثياب. كان الخلفاء يتوارثون بردة للرسول يلبسونها في أيام الجمع و الاعياد و في المناسبات الدينية (للمبايعة بالخلافة مثلا) .
5) معرق: أصيل، قديم النسب.
6) عاطل: لا يلبس حليا (لجماله فهو لا يحتاج إلى الحلى) . المطوق: يلبس طوقا (قلادة في العنق) . -أنا مثلك، و لكنك أنت خليفة و أنا لست خليفة.
7) القلى: البغض، الكره.
8) أعجم: قال كلاما لا يفهم (ذم) . أعرب: بين، قال كلاما مفهوما (مدح) .
9) الفحشاء: العمل القبيح. العوراء: الكلمة القبيحة.
10) . . . حتى تعبت ناقيّ المنهوكة و أكثر رفاقي لومي.
11) البان: نوع من الشجر أملس أسمر مستقيم الغصون من نبات الحجاز يضرب به المثل في الجمال. ليهنك: ليهنئك. أنت تسكنين الحجاز و لكن لا تر عين (بفتح العين و سكون الياء و فتح النون) شجر البان، و لكن تأكلين من القلوب (الذين يحبونك كثار) .
12) الغور: ساحل الحجاز.
13) ذو سلم في الحجاز (كناية عن البعد) .
14) الريم: الغزال الابيض. ملح: اشياء مليحة جميلة.
15) الطرف: العين. الجزع: الوادي؛ و الجزع أيضا بلدة عن يمين الطائف (شرق مكة) و بلدة عن شمالها.
16) لا أحب أن أصف لك شوقي بلساني (لا فائدة من ذلك الكلام لي) ، و لو لا أن ثمت رقيبا علينا لبلغت ذلك الشوق فاك (لقبلتك) .
17) السرب جماعة الظباء (جماعة النساء الجميلات) . يعطو: يرفع عنقه (يتلفت) . الأرحل: سروج الخيل الخ. . . . يقصد: لما كثر النساء الجميلات حولنا و أمام عيوننا، لم يحب القلب أحدا منهن سواك.
18) كربلا موضع قرب الكوفة استشهد فيه الحسين بن علي يوم عاشوراء، في العاشر من المحرم من سنة 61 (10-10-680 م) ، في أيام يزيد بن معاوية.
19) لا زلت كربا و بلا-دومي أبدا كربا (حزنا يتملك النفس فلا يتركها) و بلاء (غما يكاد يتلف الجسم) . ما (أشد) ما لقي (أصاب) عندك آل (أقارب، أهل بيت) المصطفى (رسول اللّه) .
20) تربك-ترابك-أرضك (أرض كربلاء) . صرعوا: طرحوا أرضا (قتلوا) . كم من دم سال (كناية عن كثرة الذين قتلوا) و من دمع جرى (كناية عن كثرة البكاء لشدة الحزن) .
21) كان الحسين بن علي يسكن المدينة (في الحجاز) فدعاه أهل الكوفة مع أهل بيته ليبايعوه بالخلافة و ليقاتلوا تحت لوائه بني أمية. فهو و آل بيته، اذن، ضيوف في العراق. الفلاة: الارض الواسعة. قفرة: لا عمران فيها (و لا ماء و لا طعام) . القرى: الضيافة (لم يعاملوا معاملة الضيوف) .
22) الحدا-الحداء (بضم الحاء أو كسرها) : سوق الابل أو الغنم الخ بعضها ببعض. بحداء السيف: بقسوة و عنف. الورد (بكسر الواو) : الذهاب الى الماء للشرب. الردي: الموت. لم يشربوا ماء (لم ينالوا شيئا من اكرام الضيف) فلما عطشوا و طلبوا ماء سقوهم الموت (قتلوهم) .
23) كان الكفر (أعداء الاسلام من الروم و الفرس) قد أراد قتل آل رسول اللّه (لأن الاسلام قضى على دولتي الروم و الفرس) فلم يقدر فقتلهم بنو أمية المسلمون. الغي: الضلال. أديل (انتصر، انتقم) - المعقول في الكفاح أن الحق يجب ان ينتصر على الباطل، أما في كربلا فقد انتصر الباطل على الحق. قوض: هدم. عمد الدين: الدعامة التي تسند الدين. الاعلام جمع علم: العلامة العالية الظاهرة التي يهتدي الناس بها في أسفارهم.
24) قتلوه-قتلوا الحسين بن علي. -أصحاب الكساء (أو الرداء أو العباء) خمسة: محمد رسول اللّه و فاطمة بنت محمد و علي بن أبي طالب و ابناه الحسن و الحسين، اجتمع بهم رسول اللّه يوما في بيته ثم ألقى على نفسه و عليهم كساءه (ثوبه) و تلا قوله تعالى في سورة الاحزاب: «. . . إِنَّما يُرِيدُ اَللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ، أَهْلَ اَلْبَيْتِ، وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. (33:33) . أهل البيت: يا أهل بيت رسول اللّه.
25) أبوها: أبو فاطمة (محمد رسول اللّه) .
26) -لو كان رسول اللّه حيا لقعد يتقبل التعزية بموت الحسين (لجلالة قدر الحسين) .
27) نابكم: أصابكم. الوجد: الحزن الشديد. -ان اللّه تعالى قد جعل المصيبة التي حلت بالمسلمين في كربلاء سببا لحزن شديد و لبكاء دائم.
28) الرزء: المصيبة بإنسان (موت انسان) لا يقوم مقامه أحد غيره. يسلى: ينسى مع مرور الزمن. المدى: المدة، الزمن.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|