أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2073
التاريخ: 26-1-2016
2395
التاريخ: 23-3-2016
2263
التاريخ: 25-06-2015
1890
|
كان إسماعيل بن يسار من العجم: أصله من آذربيجان و مولده و منشأه في المدينة. و قد كان يسار والد اسماعيل يبيع النّجد و الفرش و يعدّ الطعام الذي يتّخذ للأعراس، و لذلك سمّي «النسائيّ» . و كان يسار مولى لبني مرّة من بني التّيم (تيم قريش) من كنانة.
نشأ اسماعيل بن يسار في أسرة عرفت بقول الشعر: كان أبوه يسار شاعرا، و كان أخوه موسى شهوات شاعرا (1)؛ و كذلك كان ابنه محمّد شاعرا ثم نشأ حفيده عبيد اللّه بن محمد شاعرا (2).
و كان اسماعيل بن يسار طيّب النفس مليح الحديث فكها كثير الهزل و المزاح. و قد كان منقطعا إلى آل الزّبير لأنّه كان مبغضا لبني أمية. و كذلك كان شعوبي اللسان يفضّل العجم على العرب في شعره.
و وفد اسماعيل بن يسار على الوليد بن عبد الملك ثم على هشام بن عبد الملك في الرّصافة و مدحه، و لكن لم يكن له حظّ و لا نصيب عند بني أميّة لشعوبيّته. و كانت وفاة اسماعيل بن يسار نحو سنة 110 ه(728 م) .
اسماعيل بن يسار شاعر مجيد فصيح الألفاظ سهل التراكيب قريب المعاني عذب الشعر، و تكاد تكون خصائصه منقطعة عن خصائص معاصريه من أمثال الفرزدق و جرير، إذ هي من حيث الاغراض و الأسلوب أقرب إلى أن تكون محدثة، و في بعض شعره شبه بشعر عمر بن أبي ربيعة. و أغراضه الغزل و الهجاء و الفخر بقومه الفرس على العرب، و له رثاء و مديح.
المختار من شعره:
-لإسماعيل بن يسار قصيدة يتغزّل في مطلعها فيقول:
ما على رسم منزل بالجناب... لو أبان الغداة رجع الجواب (3)
غيّرته الصّبا و كلّ ملثّ... دائم الودق مكفهرّ السحاب (4)
دار هند، و هل زماني بهند... عائد بالهوى و صفو الجناب
كالذي كان، و الصفاء مصون... لم تشبه بهجرة و اجتناب
ذاك منها إذ أنت كالغصن غضّ... و هي رود كدمية المحراب (5)
- و في هذه القصيدة يفخر بالعجم على العرب:
ربّ خال متوّج لي و عمّ... ماجد مجتدى كريم النصاب (6)
إنّما سمّي الفوارس بالفر... س مضاهاة رفعة الأنساب
فاتركي الفخر، يا أمام، علينا... و اتركي الجور و انطقي بالصواب
و اسألي إن جهلت عنّا و عنكم... كيف كنّا في سالف الأحقاب
إذ نربّي بناتنا، و تدسّو... ن سفاها بناتكم في التّراب
- و له مغامرة شعرية تشبه رائية عمر في بعض وجوهها، منها:
كلثم، أنت الهمّ، يا كلثم... و أنتم دائي الذي أكتم
أكاتم الناس هوى شفّني... و بعض كتمان الهوى أحزم
قد لمتني ظلما بلا ظنّة... و أنت فيما بيننا ألوم
أبدي الذي تخفينه ظاهرا... ارتدّ عنه فيه أو أقدم
أوفي بما قلت و لا تندمي... إنّ الوفيّ القول لا يندم
آية ما جئت على رقبة... بعد الكرى و الحيّ قد نوّموا (7)
أخافت المشي حذار العدى... و الليل داج حالك مظلم
حتّى دخلت البيت فاستذرفت... من شفق عيناك لي تسجم (8)
فبتّ في ما شئت من نعمة... يمنحنيها نحرها و الفم.
حتّى إذا الصبح بدا ضوءه ...و غارت الجوزاء و المرزم (9)
خرجت و الوطء خفيّ كما... ينساب من مكمنه الأرقم (10)
________________________________
1) الشعر و الشعراء 366؛ راجع الاغاني 3:351 و معجم الشعراء 286.
2) معجم الشعراء 346.
3) الجناب (بفتح الجيم و كسرها) : اسم موضع. ليس من الضروري أن يكون الشاعر قد عنى به هنا موضعا معينا.
4) الصبا: ريح الشرق. ملث: دائم. الودق: البرق. مكفهر السحاب: غيم أسود (دلالة على امتلائه بالماء) .
5) رؤد: لين، طري. دمية المحراب: تمثال العذراء عند النصارى.
6) مجتدى: يقصده الناس لجوده. النصاب: الأصل.
7) آية: بعلامة. رقبة: حذر.
8) استذرفت: استفرغت دمعها (؟) . شفق: اشفاق، رحمة. تسجم: تهطل.
9) الجوزاء: صورة (مجموع نجوم في رأي العين) ، و المرزم: نجم تابع للشعرى (الجوزاء و الشعرى من مجموعات النجوم التي تظهر في سمائنا في الصيف) .
10) انساب: زحف خفية. المكمن: المخبأ. الارقم: الحية.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|