المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



أرطأة بن سُهيّة  
  
3611   10:50 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص499-502
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 15539
التاريخ: 26-06-2015 1988
التاريخ: 21-9-2019 3176
التاريخ: 29-12-2015 2413

هو أبو الوليد أرطأة بن زفر بن عبد اللّه بن مالك من بني غيظ ابن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان؛ و أمّه سهيّة بنت زامل بن مروان من بني كعب بن عوف بن عامر بن عوف، كانت في الجاهلية لضرار بن الأزور فسبيت و صارت لزفر بن عبد اللّه بن مالك و هي حامل فولدت أرطأة على فراش زفر. و قد غلبت أمّه على نسبه فكان يعرف باسم أرطأة بن سهيّة.

نشأ أرطأة بن سهيّة امرأ صدق شريف النفس و العقل حميدا في قومه جوادا. كان أرطأة بن سهيّة في أول أمره صديقا لشبيب بن يزيد المعروف بشبيب بن البرصاء ثم وقعت الوحشة بينهما فجعلا يتهاجيان و كثرت المناقضات بينهما.

و انقطع أرطأة بن سهيّة إلى مروان بن الحكم و إلى أخيه يحيى قبل أن تؤول الخلافة إلى مروان بن الحكم، ثم اتّصل أيضا بعبد الملك بن مروان.

في أواخر أيام عبد الملك بن مروان كان أرطأة بن سهيّة قد أسنّ كثيرا و انقطع عن قول الشعر، و لعل وفاته كانت قبل وفاة عبد الملك بن مروان (توفي 86 ه‍ -705 م) .

كان أرطأة بن سهيّة شاعرا فصيحا معدودا في طبقات الشعراء المعدودين من شعراء بني أميّة (غ 13:30) . و شعره متين السبك واضح المعاني. و فنونه المديح و الفخر و الحماسة و الهجاء و الرثاء و النسيب و الأدب. و له وصف بارع في الخيل.

المختار من شعره:

- بعد أن آلت الخلافة إلى مروان بن الحكم و استتبّ له الأمر دخل عليه أرطأة بن سهيّة و انشد:

تشكّى قلوصي إليّ الوجى... تجرّ السّريح و تبلى الخداما (1)

تزور كريما له عندها... يد لا تعدّ و تهدي السلاما (2)

و قلّ ثوابا له أنّها... تجدّ القوافي عاما فعاما (3)

و سادت معدّا على رغمها... قريش، و سدّت قريشا غلاما (4)

جعلت على الأمر فيه صغا... فما زال غمزك حتّى استقاما (5)

لقيت الزّحوف فقاتلتها... فجرّدت فيهن عضبا حساما (6)

تشقّ القوانس حتّى تنا... ل ما تحتها ثمّ تبري العظاما (7)

نزعت على مهل سابقا... فما زادك النّزع إلاّ تماما (8)

فزاد لك اللّه سلطانه... و زاد لك الخير منه فداما (9)

- كان لأرطاة بن سهيّة ابن يقال له عمرو (من زوج له اسمها سلمى) فمات. فجزع أرطأة عليه جزعا شديدا و لزم قبره مدّة ثم قال يرثيه:

وقفت على قبر ابن سلمى، فلم يكن... وقوفي عليه غير مبكى و مجزع

هل أنت ابن سلمى، إن نظرتك رائح... مع الرّكب أو غاد غداة غد معي (10)

أ أنسى ابن سلمى، و هو لم يأت دونه... من الدهر إلاّ بعض صيف و مربع (11)

وقفت على جثمان عمرو فلم أجد... سوى جدث عاف ببيداء بلقع (12)

فدع ذكر من قد حالت الأرض دونه... و في غير من قد وارت الأرض فاطمع (13)

- و قال أرطأة يهجو شبيب بن البرصاء بقصيدة منها:

رمتك، و لم تشو الفؤاد، جنوب... و ما كلّ من يرمي الفؤاد يصيب (14)

و ما زوّدتنا غير أن خلطت لنا... أحاديث منها صادق و كذوب (15)

أ لا مبلغ فتيان قومي أنني... هجاني ابن برصاء اليدين شبيب

و في آل عوف من يهود قبيلة... تشابه منها ناشئون و شيب

أبي كان خيرا من أبيك، و لم يزل.... جنيبا لآبائي و أنت جنيب (16)

و ما زلت خيرا منك، مذ عضّ كارها... برأسك عاديّ النّجاد رسوب (17)

______________________

1) تشكى-تتشكى. القلوص: الناقة الشابة. الوجى: الحفا (رقة الجلد في باطن القدم من كثرة المشي) . الخدام جمع خدمة (بفتح الخاء و الدال) : سير (بفتح السين) : يشد على رسغ البعير (في أدنى الساق) يضبط العظام و يمنعها من التخلخل إذ يحفظها في أماكنها الطبيعية. السريح: قطعة من جلد توضع على النعل، إذا تهرأت النعل، ثم تشد بالخدام. -طال سفري اليك حتى بليت خدام الناقة و أصبحت السرائح (التي كانت تشد الخدام التي بليت) مطلقة تتجرجر على الأرض ثم رقت أخفاف ناقتي من طول الطريق و صعوبة السير عليها.

2) يد: نعمة (و هي هنا للجمع: نعم) .

3) ما أقل شكري على هذه النعمة بقواف (قصائد) أجدها: أجددها، أنظمها واحدة بعد واحدة. عاما فعاما: عاما بعد عام. في الاغاني (13:32، السطر 5) : تجيد القوافي، الصواب: تجد القوافي. -اقرأ: . . . لها اننا نجد. . .

4) قبيلة قريش أصبحت سيدة بني معد (جميع العرب) على رغم بني معد كلهم، و أنت أصبحت سيد قريش.

5) جعلت على الأمر: (وصلت إلى الخلافة) ، و كان في أمر الخلافة صغا (ميل: انحراف عنك، و اضطراب و فتن و ثورات) . فما زال غمزك: ظللت (بفتح الظاء و كسر اللام الأولى) تغمز الأمر: تقرصه و تعالجه برفق و صبر حتى استقام لك (استتبت لك الخلافة) .

6) الزحوف جمع زحف: الجيش الكبير الزاحف للحرب. فجردت فيهن عضبا حساما: كنت في قتالها سيفا قاطعا فهزمتها و انتصرت. في الاغاني (13:32، السطر 8) : جردت (بفتح الجيم، بالبناء للمعلوم) . و الاصوب أن نقرأ: جردت (بضم الجيم، بالبناء للمجهول) حتى يكون في البيت استعارة و صورة شعرية.

7) تشق القوانس (جمع قونس و قونوس: حديدة ناتئة في أعلى الخوذة) حتى تنال ما تحتها (الجمجمة، الدماغ) و تبري (تقطع قطعا باتا) العظام.

8) نزعت: جريت. على مهل: بتأن (أحسنت السياسة في انتظار الفرصة السانحة) .

9) زاد لك اللّه سلطانه: أيدك اللّه بسلطانه (؟) .

10) لا فائدة من وقوفي على القبر إلا أن أبكي و أجزع (أفقد السيطرة على نفسي من الحزن-و هذان أمران لا ينفعان) .

11) نظرتك: انتظرتك. رائح مع الركب: مسافر هذا المساء مع الجماعة المسافرين. أو غاد غدا معي: أو مسافر في صباح غد معي. -نلاحظ ان عمر هذا الطفل كان بضعة أشهر.

12) جدث (قبر) عاف (ممحو، ذهب أثره) و بيداء (ارض قفر واسعة) بلقع (خراب، لا معالم فيها) .

13) حالت الأرض دونه: اعترضت بيننا و بينه (دفن، مات) . وارت: سترت. وارته الأرض: دفن فيها.

14) رمتك جنوب (أطلقت علي محبوبتي جنوب سهما من سهام حبها) فلم تشو الفؤاد: لم تصبني في مقتل منه (لم تستملني فأحبها) . في هذا الشطر تجريد (ان يجرد الشاعر من نفسه شخصا ثم يخاطبه كأنه شخص ثان مستقل) . جنوب (بفتح الجيم) : اسم امرأة؛ و المرأة التي تتجنب الرجال. ما كل من يرمي الفؤاد يصيب: ما كل امرأة تستحق أن تحب.

15) ما قالت لي عند الوداع إلا أقوالا يمتزج فيها الصدق بالكذب (لم أستفد من قولها شيئا) .

16) كان أبوك جنبيا (منقادا، خاضعا) لآبائي، و أنت (الآن) جنيب (لي) .

17) النجاد: حمائل السيف. الرسوب: السيف القاطع الذي يمضي في الضريبة (الجسم الذي يضربه) مسافة طويلة. العادي: القديم (و الباقي إلى الآن لجودة حديده و جودة صنعه) . عضك برأسك و أنت كاره: أصبتك به في رأسك (منذ تغلبت عليك، بالسيادة و بالشعر) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.