المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الخطيب البغدادي  
  
2383   10:31 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص162-166
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2713
التاريخ: 24-06-2015 2622
التاريخ: 9-04-2015 1832
التاريخ: 9-04-2015 2251

هو أبو بكر أحمد بن أبي الحسن عليّ بن ثابت بن أحمد بن مهديّ بن ثابت، ولد في غزيّة*من أعمال وادي الملك في الحجاز، في 23 جمادى الآخرة 392(10/5/1002 م) .

بدأ الخطيب البغداديّ سماع الحديث، سنة 403 قبل أن يدرك، على محمّد ابن زرقويه البزّاز (ت 412 ه‍) ، ثم عاد بعد مدّة يسيرة فسمع من البزّاز أيضا و من أبي حامد الاسفراييني (ت 406 ه‍) . و في سنة 412 ذهب الى البصرة و سمع الحديث فيها. في تلك السنة نفسها توفّي والده.

جمع الخطيب البغدادي قدرا صالحا من الحديث و الفقه و الخلاف ثمّ رحل في طلب العلم الى نيسابور سنة 415 ه‍ (1024 م) و قرأ الحديث على الحافظ أبي نعيم محدّث أصفهان و لقي هنالك نفرا من المشايخ.

و بعد أربع سنوات عاد الخطيب البغداديّ الى بغداد و جلس فيها للتحديث و التعليم، غير أنه لم يترك السماع من المشاهير حتّى بعد أن أصبح هو مشهورا، فما جاء عالم مذكور إلى بغداد و لا لقي هو في أثناء طوافه في البلاد عالما مذكورا إلاّ جلس يقرأ عليه أو يسمع منه.

و تمرّ بنا في حياة الخطيب البغداديّ فترة غامضة تبلغ نحو خمس و عشرين سنة لم نعرف شيئا فيها عنه، و لعلّه كان في أثناء ذلك يضع كتابه الكبير «تاريخ بغداد» . و في سنة 444 ه‍ ذهب الخطيب البغداديّ الى الحج.

في 450 ه‍(1058 م) ثارت فتنة البساسيريّ في بغداد و حركت السياسة بأصبعها عواطف الشيعة على علماء السنة، و انتهز أعداء الخطيب البغداديّ الفرصة فيه و اتّهموه تهما كثيرة فناله اضطهاد كبير فخرج من بغداد قاصدا دمشق، مع أنّ دمشق كانت في ذلك الحين تحت الحكم الفاطمي الشيعي. و بقي الخطيب البغداديّ في دمشق بضع سنوات منصرفا الى التدريس، ثم كثر أعداؤه في دمشق ايضا و اتّهموه بأنه يتعصّب على الإمام عليّ، فاضطرّ، في صفر 459(مطلع 1067 م) ، الى أن يغادر دمشق، فذهب الى مدينة صور و مكث فيها ثلاث سنوات تردّد في أثنائها على القدس مرارا ثم غادرها الى مدينة طرابلس فحلب في طريقه الى بغداد، فوصل الى بغداد في ذي الحجّة من سنة 462. ثم انه لم يعمّر بعد ذلك سوى عام واحد إذ توفّي في 7 من ذي الحجّة 463 (5/9/1071 م) .

كان أبو بكر الخطيب البغدادي حافظا للحديث و فقيها عالما و مؤرّخا، و قد غلب عليه التاريخ و الحديث؛ ثم له شيء من الشعر الوجداني أكثره الغزل. و كان الخطيب البغداديّ مؤلّفا مكثرا حسن الصنعة و التهذيب لكتبه، و الذي في كتبه أفضل من الذي كان يلقيه من حفظه. له من الكتب (معجم الادباء 4:19- 21) : تاريخ بغداد، شرف أصحاب الحديث، الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع، الكفاية في معرفة علم الرواية، كتاب الفقيه و المتفقّه، كتاب الاسماء المبهمة في الأنباء المحكمة، كتاب المؤتنف في تكملة المختلف و المؤتلف، كتاب الخيل، رافع الارتياب في القلوب من الأسماء و الألقاب، كتاب التبيين لأسماء المدلّسين، كتاب تمييز المزيد في مفصّل الأسانيد، كتاب الرحلة في طلب العلم، كتاب الرواة عن مالك بن أنس، كتاب الاحتجاج للشافعي في ما أسند اليه و الردّ على الجاهلين بطعنهم عليه، كتاب تقييد العلم، كتاب القول في علم النجوم، كتاب روايات الصحابة عن التابعين، كتاب الإجازة للمعلوم و المجهول، كتاب روايات (رواة؟) السنة من التابعين، كتاب البخلاء، كتاب التنبيه و التوقيف على فضائل الخريف. . . . .

مختارات من آثاره:

- قال ابو بكر الخطيب البغدادي في الغزل و النسيب:

تغيّب الخلق عن عيني سوى قمر... حسبي من الخلق طرّا ذلك القمر

محلّه في فؤادي قد تملّكه... و حاز روحي، و ما لي عنه مصطبر

فالشمس أقرب منه في تناولها... و غاية الحظ منها للورى النظر

أردت تقبيله يوما مخالسة... فصار من خاطري في خدّه أثر

- من مقدمة «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي:

. . . . هذا كتاب تاريخ مدينة السّلام و خبر بنائها و ذكر كبراء نزّالها و ذكر وارديها و تسمية علمائها: ذكرت من ذلك ما بلغني علمه، و انتهت إليّ معرفته. . . . . . .

. . . . على أنّ البغداديين أرغب الناس في طلب الحديث و أشدّهم حرصا عليه و أكثرهم كتبا له. و ليس يعيب طالب الحديث ان يكتب عن الضعفاء و المطعون فيهم، فإنّ الحفّاظ ما زالوا يكتبون الروايات الضعيفة و الأحاديث المقلوبة و الأسانيد المركّبة لينقّروا (1) عن واضعيها و يبيّنوا حال من أخطأ فيها. . . .

و أهل بغداد موصوفون بحسن المعرفة و التّثبّت في أخذ الحديث و آدابه و شدة الورع في روايته، اشتهر ذلك عنهم و عرفوا به. . .

لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في جلالة قدرها و فخامة أمرها و كثرة علمائها و أعلامها و تميّز خواصّها و عوامّها و عظم أقطارها و سعة أطرارها (2) و كثرة دورها و منازلها و دروبها و شعوبها و محالّها و أسواقها و سككها و أزقّتها (3) و مساجدها و حمّاماتها و طرزها و خاناتها (4) و طيب هوائها و عذوبة مائها و برد ظلالها و افيائها (5) و اعتدال صيفها و شتائها و صحّة ربيعها و خريفها و زيادة ما حصر من عدد سكّانها. . . . .

. . . . و هذه تسمية الخلفاء و الأشراف و الكبراء و القضاة و الفقهاء و المحدّثين و القرّاء و الزهاد و الصلحاء و المتأدّبين و الشعراء من أهل مدينة السلام الّذين ولدوا بها او بسواها من البلدان و نزلوها، و ذكر من انتقل منهم عنها و مات ببلدة غيرها، و من كان بالنواحي القريبة منها، و من قدمها من غير أهلها و ما انتهى إليّ من معرفة كناهم و أنسابهم و مشهور مآثرهم و أحسابهم و مستحسن أخبارهم و مبلغ أعمارهم و تاريخ وفاتهم و بيان حالاتهم مع ما حفظ فيهم من الألفاظ عن أسلاف أئمّتنا الحفّاظ من ثناء و مدح و ذمّ و قدح و قبول و طرح و تعديل و جرح: جمعت ذلك كلّه و ألّفته أبوابا مرتبة على نسق حروف المعجم من أوائل أسمائهم، و بدأت منهم بذكر من اسمه محمّد تبرّكا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. ثم أتبعته بذكر من ابتدأ اسمه بالألف و ثنّيت بحرف الباء ثم ما بعدها من الحروف إلى آخرها. . . .

و لم أذكر من محدثي الغرباء الذين قدموا مدينة السلام و لم يستوطنوها سوى من صحّ عندي أنه روى العلم فيها. فأمّا من وردها و لم يحدّث بها فإنّي أطّرحت ذكره و أهملت أمره لكثرة أسمائهم و تعذّر إحصائهم، غير نفر يسير عددهم، عظيم عند أهل العلم محلّهم، ثبت عندي ورودهم مدينتنا و لم أتحقّق تحديثهم بها؛ فرأيت ألا أخلي كتابي من ذكرهم لرفعة أخطارهم و علوّ أقدارهم. . . .

_____________________

1) الكتب (بفتح الكاف و سكون التاء) : الكتابة، التدوين، . كتب الحديث عن فلان: سمعه من فلان ثم دونه كما سمعه منه. النزال: الساكنون. الواردون: الآتون (الى البلد) . الحديث الضعيف: ما كان راويه ضعيفا (غير موثوق به، و لا مشهور بالمعرفة بالحديث، المطعون فيهم (من رواة الحديث) : الذين يشك في أمانتهم في النقل. الاحاديث المقلوبة: الاسانيد المركبة: نقر عنه: تحري الصحة بكثرة البحث و الاستقصاء.

2) كذا في الاصل المطبوع: اطرار. و لعل الصواب: طرار (بكسر الطاء المهملة) أو طرر (بضم الطاء و فتح الراء) جمع طر (بضم) : جانب النهر.

3) السكة (بكسر السين) : الطريق المستوى. الشعب (بكسر الشين) ؛ الطريق الفرعي المسدود الزقاق (بضم الزاي) : الطريق المتعرج.

4) الطرز (بكسر الطاء و سكون الراء) : المكان الذي ينسج فيه الحرير. الخان: المكان الذي ينزل فيه. التجار القادمون ببضائعهم الى بلد غير بلدهم.

5) الظل: احتجاب شعاع الشمس عن مكان قبل الظهر. الفيء: احتجاب أشعة الشمس عن مكان بعد الظهر.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.