أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
5915
التاريخ: 18-10-2015
5651
التاريخ: 2-1-2023
1098
التاريخ: 26-09-2014
5152
|
قال تعالى : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } [المؤمنون: 101 - 104].
من المعلوم ـ بالاستناد إلى آيات القرآن الكريم ـ أنّ النفخ في الصور يجري مرّتين. أُولاهما في نهاية هذا العالم، حيث يموت مَن في الأرض والسماوات. وفي ثانيتهما يبدأ بعث من في القبور، ليعودوا لحياة جديدة، وليستعدّوا للحساب والجزاء.
«النفخ في الصور» يعني النفخ في البوق، إلاّ أنّ هذه العبارة لها مفهوم خاصّ سنبيّنه إن شاء الله في شرح الآية 68 من سورة الزمر.
وعلى كلّ حال، فإنّ الآية السابقة أشارت إلى ظاهرتين من ظواهر يوم القيامة:
اُولاهما : إنتهاء مسألة النسب، لأنّ رابطة الاُسرة والقبيلة التي تسود حياة الناس في هذا العالم تؤدّي في كثير من الحالات إلى نجاة المذنبين من العقاب، إذ يستنجدون بأقربائهم في حلّ مشاكلهم. أمّا الوضع يوم القيامة فيختلف، حيث كلّ إنسان وعمله، فلا معين له، ولا نفع في ولده، أو أخيه، أو والده.
وثانيتهما : سيطرة الخوف على الجميع، فلا يسأل أحد عن حال غيره بسبب الخوف الشديد من العقاب الإلهي، هو يوم كما اطّلعنا عليه في مطلع سورة الحجّ : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } [الحج: 2] كما يحتمل أن تقصد عبارة (ولا يتساءلون) عدم طلب أحدهم العون من الآخر، لأنّهم جميعاً يعرفون عدم جدوى ذلك.
وقال بعض المفسّرين : إنّ المراد من هذه العبارة هي عدم السؤال عن الأنساب فهي تأكيد لقوله تعالى : (فلا أنساب بينهم).
ويبدو التّفسير الأوّل أوضح من غيره، رغم عدم التناقض فيما بينها، ويمكن أن تشير العبارة السابقة إلى هذه المعاني كلّها.
ورأى مفسّرون آخرون أنّه يستفاد من عدّة آيات تساؤل الناس يوم القيامة، كما جاء في الآية (27) من سورة الصافات، حيث تساءل المذنبون لدى مواجهة النّار { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}. كما تحدّثت هذه السورة في الآية الخمسين عن أهل الجنّة ساعة إستقرارهم في الجنّة متقابلين، فقالت : { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ } إنّهم تساءلوا عن رفاق لهم في الحياة الدنيا إنحرفوا عن السبيل السوي فاقتيدوا إلى النّار.
كما جاء نظير هذا المعنى في الآية (25) من سورة الطور، فكيف تنسجم هذه الآيات مع الآية موضع البحث، وهي تنصّ على عدم تساؤل الناس يوم القيامة؟.
لو دقّقنا مليّاً في مضمون الآيات محلّ البحث لاتّضح لنا جواب هذا السؤال، فالآيات الخاصّة بإثبات سؤال بعضهم للآخر إنّما تتحدّث في حالة إستقرارهم في الجنّة، أو في النّار. في وقت تنفي الآيات محل البحث تساؤل الناس حين البعث، حيث يسيطر الرعب على الجميع. حتّى أنّ الناس ينسون جميع من حولهم ويذهلون عنهم من هول الحشر. وبتعبير آخر: للقيامة مواقف ولكلّ موقف شأن معيّن، والإشكال المذكور نَجَمَ عن عدم تشخيص هذه المواقف.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|