المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

رؤية المعبود في العبادة
2023-05-16
The Fourier series
2024-06-29
توزيع فيرمي Fermi distribution
5-4-2019
السلطان والنفاق والابتلاء في القران الكريم
22-01-2015
تعقيم بالأمواج فوق الصوتية Ultrasonic Sterilization
31-8-2020
علم فن الإعلان
19-12-2020


أبو جِلدة اليشكري  
  
3575   08:55 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص486-490
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-09-2015 9090
التاريخ: 27-09-2015 1875
التاريخ: 25-06-2015 2956
التاريخ: 25-12-2015 3141

هو أبو جلدة (1) بن عبيد بن منقذ بن حجر بن عبيد اللّه بن مسلمة من بني جشم بن غنم من بني يشكر بن بكر بن وائل، من أهل الكوفة. و كان أبو جلدة صاحب شراب مولعا بالخمر ينفق فيها كلّ ماله فنشأ فقيرا صعلوكا.

قال الاصفهاني (11:310) : أبو جلدة «من ساكني الكوفة» . و في الاغاني أيضا (11:313) : «كان أبو جلدة مع القعقاع بن سويد المنقريّ في سجستان» . فلمّا تولّى القعقاع سجستان ولّى أبا جلدة على بست و الرّخج (11:318) . و الملموح من كتاب الاغاني أن ابا جلدة سكن سجستان ثم طال مكثه فيها (2).

و يبدو ان أبا جلدة عاد فيما بعد إلى الكوفة و اتّصل بالحجّاج و كان في بطانته و من خواصّ اصدقائه و جلسائه. ثم انه انقلب على الحجاج و شايع عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث في الثورة على الحجّاج. و في يوم (معركة) الزاوية (3) كان أبو جلدة من أشدّ المحرّضين على قتال الحجّاج. فلمّا انهزم ابن الاشعث سنة 83 ه‍(702 م) ، كان أبو جلدة في الذين قتلهم الحجّاج (4).

أبو جلدة اليشكري شاعر. وجدانيّ له قصيد و رجز، و شعره فصيح سهل. أما فنونه فهي المديح و الهجاء، و كان ممن هاجى زيادا الأعجم. و قد كانت له براعة في وصف الخمر، و خصائصه في وصفها قريبة جدا من الخصائص المحدثة، و خصوصا في النديم و معاملة النديم إذا سكر و خرج به السّكر عن طوره، مما عرفناه فيما بعد في شعر أبي نواس. و لأبي جلدة أيضا شيء من الغزل و الحكمة.

المختار من شعره:

- قال أبو جلدة اليشكريّ في الرفق بالنديم (الشعر و الشعراء 460؛ غ 11: 328-329) :

أبى اللّه أن ألحى نديمي إذا انتشى... و قال كلاما سيّئا لي على السّكر (5)

و قاري و علمي بالشّراب و أهله... و ما نادم القوم الكرام كذي الحجر (6)

فلست بلاح لي نديما بزلّة... و لا هفوة كانت و نحن على الخمر

عركت بجنبي قول خدني و صاحبي... و نحن على صهباء طيّبة النّشر (7)

فلمّا تمادى قلت خذها عريقة... فإنك من قوم جحاجحة زهر(8)

و ما زلت أسقيه و أشرب مثلما... سقيت أخي، حتّى بدا وضح الفجر (9)

و ايقنت أنّ السّكر طار بلبّه... فأغرق في شتمي و قال وما يدري

ولاك لسانا كان إذ كان صاحيا... يقلّبه في كلّ فنّ من الشعر (10)

- في الاغاني (11:319) : مرّ أبو جلدة بقصر من قصور بست ينزله رجل من الدهاقين (11)، فرأى ابنة الدهقان تشرف من أعلى القصر فقال:

إنّ في القصر ذي الخبا بدر... تمّ حسن الدّلّ للفؤاد مصيبا (12)

و لعا بالخلوق، يأرج منه... ريح ندّ إذا استقلّ منيبا (13)

يلبس الخزّ و المطارف و الق‍ـ...ـزّ و عصبا من اليماني قشيبا (14)

و رأيت الحبيب يبرز كفّا... ما رآه المحبّ إلاّ خضيبا (15)

- خطب أبو جلدة امرأة من بني عجل يقال لها خليعة بنت صعب فأبت أن تتزوّجه و قالت له: أنت صعلوك فقير لا تحفظ مالا و لا تلفي (16) شيئا إلاّ أنفقته في الخمر. ثم تزوّجت غيره. فقال أبو جلدة يبرّر إسرافه في المال (غ 11:320) :

لمّا خطبت إلى خليعة نفسها... قالت خليعة لا أرى لك مالا

أودى بمالي، يا خليع، تكرّمي... و تخرّقي و تحمّلي الأثقالا (17)

إنّي، و جدّك، لو شهدت مواقفي... بالسّفح يوم أجلّل الأبطالا (18)

سيفي، لسرّك أن تكوني خادما ... عندي إذا كره الكماة نزالا (19)

_______________________

1) في القاموس (1:284) : و سمى العرب جلدة (بكسر الجيم) . و في حاشية لمحققي كتاب الاغاني (11:310) أن هذا الاسم ورد في أصول الاغاني بالكاف: أبو كلدة، ثم صحح من كتب التاريخ و كتب الأدب. و في كتاب الكامل للمبرد: أن أبا الجلد اليشكري كان كارها و مخالفا لنافع بن الازرق و لأتباعه الخوارج، و أنه قال لنافع، سنة 64 ه‍(683-684 م) : «يا نافع، ان لجهنم سبعة أبواب، و ان أشدها حرا الباب الذي أعد للخوارج؛ فان قدرت ألا تكون منهم فافعل» (الكامل 609، راجع 566) . في «سيرة ابن هشام» (غوتنجن 1858) ص 61: ابو خلدة (بفتح الخاء و اللام) اليشكري.

2) راجع الاغاني 11:317،321،329.

3) الزاوية: موضع قرب البصرة. و يوم الزاوية: معركة كانت بين الحجاج و بين الخوارج، سنة 83 ه‍ (702 م) .

4) غ 11:310. و في كتاب الشعر و الشعراء (ص 459) أن أبا جلدة «مات في طريق مكة» .

5) ألحى: أشتم. على السكر: في حال السكر.

6) (هذا راجع إلى) و قاري (رويتي و تعقلي) و علمي بالشراب و أهله (و معرفتي بالخمر و أثرها و بحال نفر من الناس إذا شربوا الخمر) . الحجر: العقل. -و ما يصلح نديما للناس الكرام (الذين تطرأ عليهم أحوال غريبة إذا سكروا) إلا الرجل العاقل.

7) عركت بجنبي قول خدني: أغضيت، سكت عن الكلمة القبيحة التي يتفق أن يوجهها إلي خدني و صاحبي. الخدن: الذي يصاحب الآخرين في كل أمر ظاهر و باطن. النشر: الرائحة.

8) لما تمادى (به السكر فتمادى هو) في الاساءة إلي (من أثر السكر) قلت (له) خذها (خذ هذه الكأس من الخمر مرة ثانية-من غير أن أحاسبه على الاساءة) . عريقة: قديمة (كريمة الأصل) . فانك (أنت أيضا) من قوم جحاجحة (سادة، زعماء في أقوامهم) زهر: بيض (ذوي أحساب و أنساب كريمة) .

9) وضح الفجر: ضوء الفجر.

10) لاك لسانا، أخطأ اللفظ بلسانه (عسر على لسانه النطق الصحيح الواضح) ، و كان هذا اللسان نفسه (حينما يكون هو صاحيا) يأتي بأفانين (جميلة) من الشعر.

11) الدهقان: الرجل الفارسي إذا كان صاحب أراض واسعة.

12) ذو الخبا-ذو الخباء: الذي لا يطلع أحد على داخله. بدرتم: القمر ليلة تمامه و كمال استدارته. حسن الدل: جميل الدلال و الغنج (أعماله و سلوكه كلها محببة إلى نفس محبه) . للفؤاد مصيبا: يصيب القلب بلحظاته (يوقع الناس في حبه) .

13) ولعا (مولعا) بالخلوق (الطيب) : يكثر من التطيب. يأرج منه: ينتشر منه. ريح: رائحة الند: نوع من الطيب، العنبر. استقل (نهض) منيبا (راجعا) . -المقصود: كلما تحرك فاحت منه رائحة طيبة.

14) الخز: ثياب تنسج من ابريسم (حرير) خالص أو من ابريسم مخلوط بالصوف. القز: الحرير الطبيعي على الحال التي يستخرج عليها من الصلجة (بضم الصاد: الشرنقة) . المطارف جمع مطرف (بضم الميم و سكون الطاء و فتح الراء) : رداء (ثوب يلبس فوق غيره، فوق سائر الثياب) من خز مربع: عرضه كطوله (؟) ذو أعلام (جمع علم بفتح العين و اللام: رسم، أو شكل أو صورة) . عصب من اليماني: برد (بضم الباء: ثوب مخطط من حرير) من صنع اليمن. القشيب: الجديد النظيف.

15) . . . . ما رآها المحب إلا خضيبا (مخضوبة: مصبوغة بالحناء، حمراء اللون-فكأنها مخضوبة من دمه) . المعنى الملموح: ما رأى أحد هذه المرأة إلا مات بحبها.

16) تلفي: تجد، تكسب.

17) أودى بمالي: أهلكه، ذهب به، أفناه. التخرق: التوسع في السخاء، الكرم الكثير (القاموس 3: 226، السطر الأخير) . تحمل الاثقال: القيام عن العشيرة أو الاسرة بما يترتب عليها من واجبات تعجز (بفتح التاء و كسر الجيم) هي عنها.

18-19) وجدك: و حقك (قسم، يمين) . لو شهدت (أبصرت، حضرت) مواقفي (ثباتي في القتال) -أجلل الابطال سيفي (سيفي مفعول به من الفعل «أجلل» في البيت السابق) : أعلوهم بسيفي، أقتلهم. الكماة جمع كمي (بفتح الكاف و كسر الميم و تشديد الياء) : البطل، الشجاع التام السلاح. النزال: تضارب الفارسين و هما على خيلهما. -يجب أن يكون نسق البيتين: . . . . لو شهدت مواقفي يوم معركة السفح التي كره الكماة القتال فيها (لشدتها و هولها) و أنا أقتل الابطال بسيفي اسرك أن تكوني عندي خادما (خادمة) لا زوجة فقط!

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.