المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

السياحة الثقافية
8-10-2020
الإزاحة الزاوية θ
10-2-2016
العلاقة الزوجية / الاحترام المتبادل
25-4-2022
كوني امرأة.. ليكون هو رجلاً
6-11-2021
نطاق الترددات المسموعة = النطاق السمعي audio-frequency range = audio range
5-12-2017
الخمريات في الشعر الأموي
25-12-2015


علي بن حمزة الكسائي  
  
7231   04:47 مساءاً   التاريخ: 29-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص87-105
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-08-2015 2372
التاريخ: 11-3-2016 2919
التاريخ: 26-06-2015 3310
التاريخ: 13-08-2015 2153

هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان من ولد بهمن بن فيروز مولى بني أسد النحوي. أحد الأئمة في القراءة والنحو واللغة وأحد السبعة القراء المشهورين وهو من أهل الكوفة استوطن بغداد وروى الحديث وصنف الكتب ومات بالري صحبة الرشيد على ما نذكره فيما بعد سنة اثنتين وثمانين ومائة أو ثلاث وثمانين ومائة وقيل بعد ذلك في سنة تسع وثمانين وقال مهدي بن سابق في سنة اثنتين وتسعين ومائة هو ومحمد بن الحسن الفقيه صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد اليوم ذهب الفقه والعربية. قال الخطيب: إن عمر الكسائي بلغ سبعين سنة.

 وكان الكسائي مؤدبا لولد الرشيد وكان أثيرا عند الخليفة حتى أخرجه من طبقة المؤدبين إلى طبقة الجلساء والمؤانسين وكان الكسائي قد قرأ على حمزة الزيات ثم اختار لنفسه قراءة. وسمع من سليمان بن أرقم وأبي بكر بن عياش. وفي القراء آخر يقال له الكسائي الصغير واسمه محمد بن يحيى روى عنه ابن مجاهد عن خلف بن هشام البزاز.

 حدث الخطيب قال: قال الفراء: إنما تعلم الكسائي النحو على كبر وسببه أنه جاء إلى قوم من الهباريين وقد أعيا فقال لهم قد عييت. فقالوا له أتجالسنا وأنت تلحن فقال كيف لحنت قالوا إن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الأمر فقل عييت مخففا وإن كنت أردت من التعب فقل أعييت. فأنف من هذه الكلمة ثم قام من فوره ذلك فسأل من يعلم النحو فأرشدوه إلى معاذ الهراء فلزمه حتى أنفد ما عنده ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل وجلس في حلقته فقال له رجل من الأعراب تركت أسد الكوفة وتميمها وعندها الفصاحة وجئت إلى البصرة فقال للخليل من أين أخذت علمك هذا قال من بوادي الحجاز ونجد وتهامة فخرج ورجع وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ فلم يكن له هم غير البصرة والخليل فوجد الخليل قد مات وجلس في موضعه يونس النحوي فمرت بينهما مسائل أقر له يونس فيها وصدَّره موضعه.

 وحدث الخطيب أيضا باسناد رفعه إلى عبد الرحيم بن موسى قال قلت للكسائي لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء. قال: وقيل فيه قول آخر وذكر إسنادا رفعه إلى محمد بن يحيى المروزي قال سألت خلف بن هشام لم سمي الكسائي كسائيا فقال دخل الكسائي الكوفة فجاء إلى مسجد السبيع وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه فتقدم الكسائي مع أذان الفجر فجلس وهو ملتف بكساء من البرد كان أسود فلما صلى حمزة قال من تقدم في الوقت  يقرأ قيل له الكسائي أول من تقدم يعنون صاحب الكساء فرمقه القوم بأبصارهم فقال إن كان حائكا فسيقرأ سورة يوسف وإن كان ملاحا فسيقرأ سورة طه فسمعهم فابتدأ بسورة يوسف فلما بلغ إلى قصة الذئب قرأ فأكله الذيب بغير همز فقال له الزيات بالهمز فقال له الكسائي وكذلك أهمز الحوت في قوله تعالى ( ( فالتقمه الحوت قال لا قال فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت وهذا ( ( فأكله الذئب ) ) وهذا ( ( فالتقمه الحوت ) ) فرفع حمزة بصره إلى خلاد الأحول وكان أجمل غلمانه فتقدم إليه في جماعة من أهل المجلس فناظروا فلم يصيبوا شيئا فقال أفدنا رحمك الله فقال لهم الكسائي تفهموا عن الحائك تقول إذا نسبت الرجل إلى الذئب قد استذأب الرجل ولو قلت قد استذاب بغير همز لكنت إنما نسبته إلى الهزال تقول استذاب الرجل إذا استذاب شحمه بغير همز. وإذا نسبته إلى الحوت تقول قد استحات الرجل أي كثر أكله لأن الحوت يأكل كثيرا ولا يجوز فيه الهمز فلتلك العلة همز الذئب ولم يهمز الحوت وفيه معنى آخر لا تسقط الهمزة من مفرده ولا من جمعه وأنشدهم: [الخفيف]

 (أيها الذئب وابنه وأبوه ... أنت عندي من أذؤب ضاريات)

 قال: فسمي الكسائي من ذلك اليوم. وحدث المرزباني فيما رفعه إلى ابن الأعرابي قال كان الكسائي أعلم الناس على رهق فيه كان يديم شرب النبيذ ويجاهر باتخاذ الغلمان الروقة إلا أنه كان ضابطا قارئا عالما بالعربية صدوقا.

 وحدث المرزباني فيما رفعه إلى الكسائي قال: أحضرني الرشيد سنة اثنتين وثمانين ومائة في السنة الثالثة من خلافته فأخرج إلي محمدا الأمين وعبد الله المأمون كأنهما بدران فقال امتحنهما بشيء فما سألتهما عن شيء إلا أحسنا الجواب فيه فقال لي كيف تراهما فقلت: [الطويل]

 (أرى قمري أفق وفرعي بشامة ... يزينهما عرق كريم ومحتد)

 (يسدان آفاق السماء بهمة ... يؤيدها حزم ورأي وسؤدد)

 (سليلي أمير المؤمنين وحائزي ... مواريث ما أبقى النبي محمد)

 (حياة وخصب للولي ورحمة ... وحرب لأعداء وسيف مهند)

 ثم قلت: فرع زكا أصله وطاب مغرسه وتمكنت فروعه وعذبت مشاربه آواهما ملك أغر نافذ الأمر عظيم الحلم أعلاهما فعلوا وسما بهما فسموا فهما يتطاولان بطوله ويستضيئان بنوره وينطقان بلسانه فأمتع الله أمير المؤمنين بهما وبلغه الأمل فيهما فقال تفقدهما فكنت أختلف إليهما في الأسبوع طرفي نهارهما.

 وحدث الخطيب بإسناد رفعه إلى سلمة قال: كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد فدعاه المهدي يوما وهو يستاك فقال له كيف الأمر من السواك قال استك يا أمير المؤمنين فقال المهدي ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) ثم قال التمسوا لنا من هو أفهم من ذا فقالوا رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريبا. فكتب بإزعاجه من الكوفة فساعة دخل عليه قال يا علي بن حمزة قال لبيك يا أمير المؤمنين قال كيف تأمر من السواك قال سك يا أمير المؤمنين قال أحسنت وأصبت وأمر له بعشرة آلاف درهم.

 وحدث المرزباني عن عبد الله بن جعفر عن ابن قادم عن الكسائي قال: حججت مع الرشيد فقدمت لبعض الصلوات فصليت فقرأت {ذرية ضعافا خافوا عليهم} فأملت ضعافا فلما سلمت ضربوني بالنعال والأيدي وغير ذلك حتى غشي علي واتصل الخبر بالرشيد فوجه بمن استنقذني فلما جئته قال لي ما شأنك فقلت له قرأت لهم ببعض قراءة حمزة الرديئة ففعلوا بي ما بلغ أمير المؤمنين فقال بئس ما صنعت ثم ترك الكسائي كثيرا من قراءة حمزة.

 وحدث فيما رفعه إلى الأحمر النحوي قال: دخل أبو يوسف القاضي وقال عبد الله بن جعفر محمد بن الحسن على الرشيد وعنده الكسائي يحدثه فقال يا أمير المؤمنين قد سعد بك هذا الكوفي وشغلك فقال الرشيد النحو يستفرغني لأنني أستدل به على القرآن والشعر فقال محمد بن الحسن أو أبو يوسف إن علم النحو إذا بلغ فيه الرجل الغاية صار معلما والفقه إذا عرف الرجل منه جملة صار قاضيا. فقال الكسائي أنا أفضل منك لأني أحسن ما تحسن وأحسن ما لا تحسن ثم التفت إلى الرشيد وقال إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن له في جوابي عن مسألة من الفقه فضحك الرشيد وقال أبلغت يا كسائي إلى هذا ثم قال لأبي يوسف أجبه فقال الكسائي ما تقول لرجل قال لا مرأته أنت طالق إن دخلت الدار فقال أبو يوسف إن دخلت الدار طلقت فقال الكسائي خطأ إذا فتحت أن فقد وجب الأمر وإذا كسرت فإنه لم يقع الطلاق بعد. فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو.

 وحدث أيضا عمن سمع الكسائي يقول: اجتمعت أنا وأبو يوسف القاضي عند هارون الرشيد فجعل أبو يوسف يذم النحو ويقول وما النحو فقلت ( ( وأردت أن أعلمه فضل النحو ) ) ما تقول في رجل قال لرجل أنا قاتل غلامك وقال له  آخر أنا قاتل غلامك أيهما كنت تأخذ به قال آخذهما جميعا فقال له هارون أخطأت وكان له علم بالعربية فاستحيا وقال كيف ذلك قال الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال أنا قاتل غلامك بالإضافة لأنه فعل ماض وأما الذي قال أنا قاتل غلامك بالنصب فلا يؤخذ لأنه مستقبل لم يكن بعد كما قال الله عز وجل { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله } فلولا أن التنوين مستقبل ما جاز فيه غدا فكان أبو يوسف بعد ذلك يمدح العربية والنحو.

 وحدث فيما رفعه إلى إبراهيم بن إسماعيل الكاتب قال: سأل اليزيدي الكسائي بحضرة الرشيد قال انظر في هذا الشعر عيب وأنشده: [مجزوء الرمل]

 (ما رأينا خربا نقر ... عنه البيض صقر)

 (لا يكون العير مهرا ... لا يكون المُهر مُهر)

 فقال الكسائي: قد أقوى الشاعر فقال له اليزيدي انظر فيه فقال أقوى لا بد ينصب المهر الثاني على أنه خبر كان قال فضرب اليزيدي بقلنسوته الأرض وقال أنا أبو محمد الشعر صواب وإنما ابتدأ فقال المهر مهر فقال له يحيى بن خالد أتكتني بحضرة أمير المؤمنين وتكشف رأسك والله لخطأ الكسائي مع أدبه أحب إلينا من صوابك مع سوء فعلك فقال لذة الغلبة أنستني من هذا ما أحسن.

 حدث المرزباني حدث محمد بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق حدثنا النعمان بن هارون الشيباني قال كان أبو نواس يختلف إلى محمد ابن زبيدة وكان الكسائي يعلمه النحو فقال أبو نواس إني أريد أن أقبل محمدا قبلة فقال له الكسائي إن علي في هذا وصمة وأكره أن يبلغ هذا أمير المؤمنين فقال أبو نواس إنك إن تركتني أقبله وإلا قلت فيك أبياتا أرفعها إلى أمير المؤمنين فأبى عليه الكسائي وظن أنه لا يفعل فكتب أبو نواس رقعة: [البسيط]

 (قل للإمام جزاك الله صالحة ... لا يجمع الدهر بين السخل والذيب)

 (فالسخل غر وهم الذئب غفلته ... والذئب يعلم ما بالسخل من طيب)

 ودفعها إلى بعض الخدم ليوصلها إلى الرشيد فجاء بها الخادم إلى الكسائي فلما قرأها علم أنه شعر أبي نواس فقال له ويحك هذا أمر عظيم سأتلطف لك فغب أياما ثم احضر وسلم علي وعلى محمد فستبلغ حاجتك فغاب وتحدث الكسائي أن أبا نواس غائب ثم جاء فقام إليه الكسائي فسلم عليه وعانقه وسلم أبو نواس على محمد وقبله وقال أبو نواس: [المجتث]

 (قد أحدث الناس ظرفا ... يزهو على كل ظرف)

 (كانوا إذا ما تلاقوا ... تصافحوا بالأكف)

 (فأظهروا اليوم رشف الـ...ـخدود والرشف يشفي)

 (فصرت تلثم من شئـ...ـت من طريق التخفّي)

 قال وقال ابن أبي طاهر: وهذا الحديث عندي باطل مصنوع من قبل من حدث به ابن أبي سعد عنه لا منه لأن أبناء الخلفاء كانوا في مثل حال الممنوع أجل مكانا من أن يعانقوا أحدا من الرعية ومن قبل أن هذا الشعر الأخير أنشدنيه غير واحد لعبد الصمد بن المعذل حتى خبرني أبو علي الفضل بن جعفر بن الفضل بن يوسف المعروف بالبصير أنه له وأنه قاله بالكوفة في حداثة من سنه وكان بعيدا من الكذب في ادعاء مثل هذا من الشعر والله أعلم.

 حدث عبد الله بن جعفر عن محمد بن يزيد عن المازني عن الأصمعي قال: كان الكسائي يأخذ اللغة من أعراب من أعراب الحطمية ينزلون بقطربل وغيرها من قرى سواد بغداد فلما ناظر الكسائي سيبويه استشهد بكلامهم واحتج بهم وبلغتهم على سيبويه فقال أبو محمد اليزيدي كنا نقيس النحو فيما مضى -الأبيات-.

 والأبيات في أخبار اليزيدي. ولليزيدي أشعار في الكسائي ذكرت في أخباره ومن قول اليزيدي فيه: [مجزوء الرمل]

 (أفسد النحو الكسائيـْ ...ـيُ وثنّى ابن غزاله)

 (وأرى الأحمر تيسا ... فاعلفوا التيس النخاله)

 وحدث المرزباني عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن يزيد عن المازني والرياشي عن أبي زيد قال: لما ورد نعي الكسائي من الري قال أبو زيد لقد دفن بها علم كثير بالكسائي ثم قال قدم علينا الكسائي البصرة فلقي عيسى والخليل وغيرهما وأخذ منهم نحوا كثيرا ثم صار إلى بغداد فلقي أعراب الحطمية فأخذ عنهم الفساد من الخطأ واللحن فأفسد بذلك ما كان أخذه بالبصرة كله.

 قال عبد الله: وذلك أن الكسائي كان يسمع الشاذ الذي لا يجوز من الخطأ واللحن وشعر غير أهل الفصاحة والضرورات فيجعل ذلك أصلا ويقيس عليه حتى أفسد النحو.

 قال أبو عبد الله بن مقلة: حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى قال اجتمع الكسائي والأصمعي عند الرشيد وكانا معه يقيمان بمقامه ويظعنان بظعنه فأنشد الكسائي: [البسيط]

 (أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به ... رئمان أنف إذا ما ضن باللبن)

 فقال الأصمعي: رئمان بالرفع فقال له الكسائي اسكت ما أنت وهذا؟  يجوز رئمانا ورئمانٌ ورئمانٍ ولم يكن الأصمعي بصاحب عربية فسألت أبا العباس كيف جاز ذلك فقال إذا رُفع رُفع بينفع أي أم كيف ينفع رئمان أنف وإذا نصب نصب بيعطي وإذا خفض رده على الهاء في به. قال والمعنى وما ينفعني إذا وعدتني بلسانك ثم لم تصدقه بفعلك يقال ذلك للذي يبر ولا يكون منه نفع كهذه الناقة التي تشم بأنفها مع تمنع درها والعلوق التي قد علق قلبها بولدها وذلك أنه نحر عنها ثم حشي جلده تبنا أو حشيشا وجعل بين يديها حتى تشمه وتدر عليه فهي تسكن إليه مرة ثم تنفر عنه ثانية تشمه بأنفها ثم تأباه مقلتها فيقول فما من هذا البو إذا تشممته ثم منعت درها.

 قال أبو العباس: حدثني سلمة قال: قال الفراء مات الكسائي وهو لا يحسن حد نعم وبئس ولا حد أن المفتوحة ولا حد الحكاية قال فقلت لسلمة فكيف لم يناظره في ذلك فقال قد سألته ذلك فقال أشفقت أن أحادثه فيقول في كلمة تسقطني فأمسكت. قال الفراء ولم يكن الخليل يحسن النداء ولا كان سيبويه يدري حد التعجُّب.

 وحدث المرزباني في ما رفعه إلى الفراء قال قدم سيبويه على البرامكة فعزم يحيى بن خالد أن يجمع بينه وبين الكسائي وجعل لذلك يوما فلما حضر تقدمت والأحمر فدخل فإذا بمثال في صدر المجلس فقعد عليه يحيى وقعد إلى جانب المثال جعفر والفضل ومن حضر بحضورهم وحضر سيبويه فأقبل عليه الأحمر فسأله عن مسألة فأجابه فيها سيبويه فقال له أخطأت ثم سأله عن ثانية فأجاب فقال له أخطأت ثم سأله عن ثالثة فأجابه فيها فقال له أخطأت فقال له سيبويه هذا سوء أدب. قال الفراء فأقبلت عليه فقلت إن في هذا الرجل حدة وعجلة ولكن ما تقول فيمن قال هؤلاء أبون ومررت بأبين كيف تقول على  مثال ذلك وأيت أو أويت قال فقدر فأخطأ فقلت له أعد النظر ثلاث مرات يجيب ولا يصيب فلما كثر عليه ذلك قال لست أكلمكما أو يحضر صاحبكما حتى أناظره قال فحضر الكسائي فأقبل على سيبويه فقال أتسألني أم أسألك فقال بل سلني أنت فقال له الكسائي كيف تقول قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي أو فإذا هو إياها فقال سيبويه فإذا هو هي ولا يجوز النصب فقال له الكسائي لحنت ثم سأله عن مسائل من هذا النوع ( ( خرجت فإذا عبد الله القائم ) ) أو ( ( القائم ) ) فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع دون النصب فقال الكسائي ليس هذا من كلام العربِ العربُ ترفع في ذلك كله وتنصب فدفع سيبويه قوله فقال يحيى بن خالد قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن ذا يحكم بينكما فقال له الكسائي هذه العرب في بابك قد جمعتهم من كل أوب ووفدت عليك من كل صقع وهم فصحاء الناس وقد قنع بهم أهل المصرين وسمع أهل الكوفة وأهل البصرة منهم فيحضرون ويسألون فقال يحيى وجعفر قد أنصفت فأمر بإحضارهم فدخلوا فهم أبو فقعس وأبو دثار وأبو الجراح وأبو ثروان فسئلوا عن المسائل التي جرت بين الكسائي وسيبويه فتابعوا الكسائي وقالوا بقوله: قال فأقبل يحيى على سيبويه فقال قد تسمع أيها الرجل فاستكان سيبويه وأقبل الكسائي على يحيى فقال أصلح الله الوزير إنه قد وفد عليك من بلده مؤملا فإن رأيت ألا ترده خائبا فأمر له بعشرة آلاف درهم فخرج وصير وجهه نحو فارس فأقام هناك حتى مات ولم يعد إلى البصرة.

 قال ثعلب: وإنما أدخل الفاء في قوله فإذا هو إياها لأن في إذا مفاجأة أي ((فوجدته ورأيته)) ووجدت ورأيت ينصب شيئين ويكون معه خبر فلذلك نصبت العرب.

قال المؤلف: وقد ذكرنا هذا الخبر في باب سيبويه برواية أخرى وذكرنا الاحتجاج للبصريين على تصويب قول سيبويه هناك إن شاء الله.

 روى الزبير عن إسحاق الموصلي قال: ما رأيت رجلا منسوبا إلى العلم أجهل بالشعر من الكسائي. وبالإسناد قال كان الكسائي من أشد خلق الله تسكعا في تفسير شعر وما رأيت أعلم بالنحو قط منه ولا أحسن تفسيرا ولا أحذق بالمسائل المسألة تشق من المسألة والمسألة تدخل على المسألة.

 وقرأت في نوادر ابن الأعرابي التي كتبها عنه ثعلب سمعت الكسائي يقول: قلت لأبي زيد وآذاني باللزوم يا هذا قد أمللتني كم تلازمني فقال له أبو زيد إنما ألزمك لأعلمك قال فقلت له فاجلس في بيتك حتى آتيك. قال وما جربت على الكسائي كذبة قط. قال أبو عبد الله بن الأعرابي ولئن كان أبو زيد قال هذا ما في الأرض أحد قط أخل عقلا منه.

 قال: وكان الكسائي أعلم من أبي زيد بكثير بالعربية واللغات والنوادر ولو كان نظر في الأشعار ما سبقه أحد ولا أدركه أحد بعده. وقال أبو الطيب اللغوي في كتاب مراتب النحويين عن أبي حاتم قال لم يكن لجميع الكوفيين عالم بالقرآن ولا كلام العرب ولولا أن الكسائي دنا من الخلفاء فرفعوا ذكره لم يكن شيئا وعلمه مختلط بلا حجج ولا علل إلا حكايات الأعراب مطروحة لأنه كان يلقنهم ما يريد وهو على ذلك أعلم الكوفيين بالعربية والقرآن وهو قدوتهم وإليه يرجعون.

 وحدث المرزباني في كتابه قال: كتب الكسائي إلى الرشيد وهو يؤدب محمدا الأمين: [الكامل]

 (قل للخليفة ما تقول لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلي)

(ما زلت مذ صار الأمين معي ... عبدي يدي ومطيتي رجلي)

 (وعلى فراشي ما ينبهني ... من نومتي بقيامه قبلي )

 (أسعى برجل منه ثالثة ... نقصت زيادتها عن الرجل)

 (فامنن علي بما يسكنه ... عني وأهد الغمد للنصل)

 قال فضحك الرشيد وأمر له ببرذون بسرجه ولجامه وبجارية حسناء بآلتها وخادم وعشرة آلاف درهم.

 قيل للكسائي قد أبحت علمك الناس! فقال يعين الله عليهم بالنسيان.

 من مجالسات ثعلب: وصف ابن الأعرابي الكسائي فقال كان أعلم الناس على رهق فيه يريد إتيان ما يكره لأنه كان يشرب الشراب ويأتي الغلمان. قال: ومن شعر الكسائي: [الرمل]

 (إنما النحو قياس يتبع ... وبه في كل أمر ينتفع)

 (فإذا ما نصر النحو الفتى ... مر في المنطق مرا فاتسع)

 (فاتقاه جل من جالسه ... من جليس ناطق أو مستمع )

 (وإذا لم ينصر النحو الفتى ... هاب أن ينطق جبنا فانقطع)

 (فتراه يرفع النصب وما ... كان من خفض ومن نصب رفع)

 (يقرأ القرآن لا يعرف ما ... صرف الإعراب فيه وصنع)

 (والذي يعرفه يقرؤه ... فإذا ما شك في حرف رجع)

 (ناظرا فيه وفي إعرابه ... فإذا ما عرف اللحن صدع)

 (كم وضيع رفع النحو وكم ... من شريف قد رأيناه وضع )

 (فهما فيه سواء عندكم ... ليست السنة فينا كالبدع)

وحدث هارون بن علي بن المنجم في أماليه عن أبي توبة قال سمعت الفراء يقول مدحني رجل من النحويين فقال لي ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في النحو فاعجبتني نفسي فأتيته فناظرته مناظرة الأكفاء فكأني كنت طائرا يغرف من البحر بمنقاره.

 وحدث محمد بن إسحاق النديم قال: قرأت بخط أبي الطيب ابن اخي الشافعي قال أشرف الرشيد على الكسائي وهو لا يراه فقام الكسائي ليلبس نعله لحاجة يريدها فابتدرها الأمين والمأمون وكان مؤدبهما فوضعاها بين يديه فقبل رؤوسهما وأيديهما ثم أقسم عليهما ألا يعاودا فلما جلس الرشيد مجلسه قال أي الناس أكرم خدما قال أمير المؤمنين أعزه الله قال بل الكسائي يخدمه الأمين والمأمون وحدثهم الحديث.

 حدث السلامي قال: حضر مجلس الكسائي أعرابي وهم يتحاورون في النحو فأعجبه ذلك ثم تناظروا في التصريف فلم يهتد إلى ما يقولون ففارقهم وأنشأ يقول: [البسيط]

 (ما زال أخذهم في النحو يعجبني ... حتى تعاطوا كلام الزنج والروم)

 (بمفعل فعل لا طاب من كلم ... كأنه زجل الغربان والبوم)

 وقرأ بخط أبي سعيد عبد الرحمن بن علي اليزدادي اللغوي الكاتب في كتاب جلاء المعرفة من تصنيفه قيل اجتمع إبراهيم النظام وضرار بين يدي الرشيد فتناظرا في القدر حتى دقت مناظرتهما فلم يفهمهما فقال لبعض خدمه ومن يثق به ويرضى برأيه اذهب بهذين إلى الكسائي حتى يتناظرا بين يديه ثم يخبرك لمن  الفلح منهما فلما صارا في بعض الطريق قال إبراهيم النظام لضرار أنت تعلم أن الكسائي لا يحسن شيئا من النظر وإنما معوله على النحو والحساب ولكن تهيئ له مسألة نحو وأهيئ له مسألة حساب فنشغله بهما لأنا لا نأمن إن يسمع منا ما لم يسمعه ولم يبلغه فهمه أن ينسبنا إلى الزندقة. فلما صارا إليه سلما عليه ثم بدأ ضرار فقال أسألك أصلحك الله عن مسألة من النحو قال هاتها قال ما حد الفاعل والمفعول به قال الكسائي حد الفاعل الرفع أبدا وحد المفعول به النصب أبدا قال فكيف تقول ضرب زيد فقال ضرب زيد. قال فلم رفعت زيدا وقد شرطت أن المفعول به منصوب أبدا قال لأنه لم يسم فاعله قال له فقد أخطأت في العبارة إذ لم تقل إن من المفعولين من إذا لم يسم فاعله كان مرفوعا ومن جعل لك الحكم بأن تجعل الرفع لمن لم يسم فاعله قال لأنا إذا لم نذكر الفاعل أقمنا المفعول به مقامه لأن الفعل الواقع عليه غير مستحكم النقص وعدم النقص مطابق للرفع فإذا ذكرنا من فعل به وأفصحنا بذلك نصبناه. قال له فإن كان النصب مطابقا للنقص فمن لم يسم فاعله أولى به لأنا إذا قلنا ضرب زيد فقد يمكن أن يكون ضربه مائة رجل وإذا قلنا ضرب عبد الله زيدا فلم يضربه إلا رجل واحد فالذي أمكن أن يضربه مائة رجل أولى بالنصب والنقص ممن لم يضربه إلا رجل واحد فوقف الكسائي فلم يدر ما يقول. ثم قال له إبراهيم أسألك أصلحك الله عن مسألة من الحساب قال: قل. قال: كم جذر عشرة.

 قال: اجتمع الحساب على أنه لا جذر لعشرة. قال: فهل علم الله جذرها قال الله عالم كل شيء. قال: فما أنكرت أن يكون الله إذ علم كل شيء ألقاه إلى نبي من أنبيائه ثم ألقاه ذلك النبي إلى صفي من أصفيائه فلم يزل ذلك العلم ينمي حتى صار علم جذر عشرة عندي وأكون أعلم جذرها ولا تعلمه أنت وتكون مخطئا فيما قلت فالتفت الكسائي إلى الغلام وقال اذهب بهذين إلى أمير المؤمنين فقل إنهما زنديقان كافران بالله العظيم. قال وكان الخادم لبيبا حصيفا فأحسن العبارة عنهما وحسن أمورهما فأمر لهما بجائزة سنية وصرفهما.

 قال المؤلف: وهذه الحكاية عندي مصنوعة باردة وإنما كتبتها لكوني وجدتها بخط رجل عالم. وحدث سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي حلفت ألا أكلم عاميا إلا بما يوافقه ويشبه كلامه وذلك أنني وقفت على نجار فقلت له بكم ذانك البابان فقال بسلحتان. فحلفت ألا أكلم عاميا إلا بما يصلحه. وحدث الحزنبل قال أنشدنا يعقوب بن السكيت لأبي الجراح العقيلي يمدح الكسائي: [الطويل]

 (ضحوك إذا زف الخوان وزوره ... يحيا بأهلا مرحبا ثم يجلس)

 (أبا حسن ما جئتكم قط مطفئا ... لظى الشوق إلا والزجاجة تقلس)

 قال يعقوب: يريد تمتلئ حتى تفيض ونصب قوله يحيا بأهلا على الحكاية.

 وحدث عبد الله بن جعفر عن علي بن مهدي عن أحمد بن الحارث الخراز قال: كان الكسائي ممن وسم بالتعليم وكان كسب به مالا إلا أنه حكي عنه أنه أقام غلاما ممن عنده في الكتاب وقام يفسق به وجاء بعض الكتاب ليسلم عليه فرآه الكسائي ولم يره الغلام فجلس الكسائي في مكانه وبقي الغلام قائما مبهوتا فلما دخل الكاتب قال للكسائي ما شأن هذا الغلام قائما قال وقع الفعل عليه فانتصب. وحدث المرزباني فيما أسنده إلى سعدون القارىء قال رأيت الكسائي وهو يسأل أبا الحسن المروزي وقد أقام أربعين سنة يختلف إلى الكسائي والمروزي يقول كيف تقول مررت بدجاجة تنقرك أو تنقرك أو تنقرك فقال له الكسائي استحييت لك بعد أربعين سنة لا تعرف حروف النعت إنها تتبع الأسماء قل تنقرك من نعت الدجاجة. قال والكسائي يهزأ به ويعبث وينقر أنفه.

 وحدث أيضا بإسناد رفعه إلى نصير الرازي النحوي رجل كان بالري قال قدم الكسائي مع هارون فاعتل علة منكرة فأتاه هارون ماشيا متفزعا فخرج من عنده وهو مغموم جدا فقال لأصحابه ما أظن الكسائي إلا ميتا وجعل يسترجع فجعل القوم يعزونه ويطيبون نفسه وهو يظهر حزنا فقالوا يا أمير المؤمنين وما له قضيت عليه بهذا قال إنه حدثني أنه لقي رجلا من الأعراب عالما غزير العلم بموضع يقال له ذو النخيلة قال الكسائي فكنت أغدو عليه وأروح أمتاح ما عنده فغدوت عليه غدوة من تلك الغدوات فإذا هو ثقيل ورأيت به علة منكرة قال فألقى نفسه وجعل يتنفس ويقول: [الكامل]

 (قدر أحلك ذا النخيل وقد ترى ... وأبي مالك ذو النخيل بدار)

(ألا كداركم بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقر من المزدار)

 قال الكسائي: فغدوت عليه صباحا فإذا هو لما به. قال: فدخلت الساعة على الكسائي فإذا هو ينشد هذين البيتين فغمني ذلك غما شديدا فكان كما قال مات من يومه ودفن بمنزله في سكة حنظلة بن نصر بالري سنة اثنتين وثمانين ومائة وفي غير هذه الرواية زيادة في الشعر: [الكامل]

 (قالت جمال وكلهن جميلة ... ما تأمرون بهؤلا السفار)

 (قالوا بنو سفر ولم نشعر بهم ... وهم الذين نريد غير تماري)

 (لما اتكأت على الحشايا مضمضت ... بالنوم أعينهن بعد غرار)

 (سقط الندى بجنوبهن كأنما ... سقط الندى بلطائم العطار)

 وكانت وفاته برنبويه كورة من كور الري هو ومحمد بن الحسن الفقيه في وقت واحد وكانا خرجا مع الرشيد إليها. فقال الرشيد: دفنت الفقه والنحو برنبويه. فقال أبو محمد اليزيدي يرثيهما: [الطويل]

 (تصرمت الدنيا فليس خلود ... وما قد ترى من بهجة سيبيد)

 (سيفنيك ما أفنى القرون التي مضت ... فكن مستعدا فالفناء عتيد)

 (أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والفؤاد عميد)

 (وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحه يوما وأنت فقيد)

 (وأوجعني موت الكسائي بعده ... وكادت بي الأرض الفضاء تميد)

 (وأذهلني عن كل عيش ولذة ... وأرق عيني والعيون هجود)

(هما عالمانا أوديا وتخرما ... وما لهما في العالمين نديد)

 وقد روي أن وفاة الكسائي كانت بطوس لا الري. ولما بلغت هذه الأبيات إلى الرشيد قال يا يزيدي لئن كنت تسيء الكسائي في حياته لقد أحسنت بعد موته. وقيل بل قال له أحسنت يا بصري لئن كنت تظلمه في حياته لقد أنصفته بعد موته. ومات الكسائي وله من التصانيف: كتاب معاني القرآن، كتاب مختصر في النحو، كتاب القراءات، كتاب العدد، كتاب النوادر الكبير، كتاب النوادر الأوسط، كتاب النوادر الأصغر، كتاب اختلاف العدد، كتاب الهجاء، كتاب مقطوع القرآن وموصوله، كتاب المصادر، كتاب الحروف، كتاب أشعار المعاياة وطرائقها، كتاب الهاءات المكنّي بها في القرآن.

 قرأت بخط الأزهري في كتاب نظم القرآن للمنذري أسمعني أبو بكر عن بعض مشايخه أن الكسائي كان يقوم في المحراب يؤم فتشتد عليه القراءة حتى لا يقوم بقراءة {الحمد لله رب العالمين} ثم يتحرف فيقبل عليهم فيملي القرآن حفظا ويفسره بمعانيه وتفسيره.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.