المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



[انتقال النبي (صلى الله عليه واله) الى واحة القدس]  
  
3418   04:10 مساءاً   التاريخ: 23-12-2015
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص92-95.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

قبل أن ينتقل النبيّ إلى حضيرة القدس بثلاثة أيام أوصى الإمام (عليه السلام) برعاية سبطيه قائلا : يا أبا الرّيحانتين اوصيك بريحانتيّ من الدّنيا فعن قليل ينهدّ ركناك والله خليفتي عليك .

ولمّا قبض النبيّ قال الإمام : هذا أحد ركنيّ الّذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) ولمّا ماتت فاطمة قال : هذا الرّكن الثّاني الّذي قال لي رسول الله .

وآن لسيّد الكائنات أن يلتحق بالفردوس الأعلى مقرّ الأنبياء والأوصياء فقد وفد عليه ملك الموت فاستأذن بالدخول عليه فأخبرته زهراء الرسول بأنّه مشغول بنفسه عنه فانصرف وبعد قليل عاد طالبا الإذن فأفاق النبيّ وقال لبضعته : أتعرفينه؟.

قالت : لا يا رسول الله .

قال : إنّه معمّر القبور ومخرّب الدّور ومفرّق الجماعات وذهلت حبيبة الرسول وقدّ قلبها واندفعت تقول : وا أبتاه! لموت خاتم الأنبياء وا مصيبتاه! لممات خير الأتقياء ولانقطاع سيّد الأصفياء وا حسرتاه! لانقطاع الوحي من السّماء فقد حرمت اليوم كلامك .

وتصدّع قلب الرسول وذابت نفسه وراح يسلّي زهراء قائلا : لا تبكي فإنّك أوّل أهلي لحوقا بي .

وأذن النبيّ لملك الموت بالدخول عليه ولمّا مثل أمامه قال له :  يا رسول الله إنّ الله أمرني أن أطيعك في كلّ ما تأمرني به إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن تأمرني أن أتركها تركتها .

وبهر النبيّ (صلى الله عليه واله) وقال له : أتفعل يا ملك الموت ذلك؟.

بذلك امرت أن اطيعك في كلّ ما أمرتني .

ولم يحظ أحد من أنبياء الله ورسله بمثل ما حظي به خاتم الأنبياء فقد أمر الله تعالى ملك الموت بإطاعته والاستئذان بالدخول عليه.

وهبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له : يا أحمد إنّ الله اشتاق إليك , واختار النبيّ جوار ربّه فإنّ الآخرة خير له وأبقى وأذن لملك الموت باستلام روحه المقدّسة ودعا وصيّه وباب مدينة علمه الامام (عليه السلام) فقال له :  ضع رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله فإذا فاضت نفسي فتناولها وامسح بها وجهك ثمّ وجّهني إلى القبلة وتولّ أمري وصلّ عليّ أوّل النّاس ولا تفارقني حتّى تواريني في رمسي واستعن بالله عزّ وجلّ .

وأخذ الإمام رأس النبيّ فوضعه في حجره ومدّ يده اليمنى تحت حنكه وأخذ النبي يعاني آلام الموت وقسوته حتى فاضت روحه العظيمة فمسح بها الإمام وجهه , لقد مادت الأرض وخبا نور العدل وانطفأت تلك الشعلة المشرقة التي أضاءت سماء الدنيا بالعلم والإيمان ... يا لمدينة الرسول وآل الرسول يا لهم من يوم خالد في دنيا الأحزان يوم ليس كمثله في الأيام الحالكات ووجم المسلمون وطاشت أحلامهم وهرعت السيّدات صوب دار الرسول وهن يلد من الوجوه قد علت أصواتهنّ بالبكاء أمّا امّهات المؤمنين فقد وضعن الجلابيب عن رؤوسهن وهن يلد من صدورهنّ وأمّا نساء الأنصار فقد ذبحت حلوقهنّ من الصياح .

وكان أعظم أهل البيت حزنا بضعة الرسول وريحانته فقد وقعت على الجثمان المقدّس وهي تبكي أمرّ البكاء وتقول بذوب روحها : وأبتاه! وا نبيّ رحمتاه , الآن لا يأتي الوحي ؛ الآن ينقطع عنّا جبرئيل اللهمّ ألحق روحي بروحه واشفعني بالنّظر إلى وجهه ولا تحرمني أجره وشفاعته يوم القيامة .

وأخذت تجول حول الجثمان العظيم وهي ولهى قد أخرسها الخطب قائلة : وا أبتاه! إلى جبرئيل أنعاه .

وا أبتاه! جنّة الفردوس مأواه .

وا أبتاه! أجاب ربّا دعاه ؛ ومادت الأرض بالمسلمين وذهلوا حتى عن نفوسهم لعظم الكارثة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.