ويصلى على المقتول ظلما ، أو دون ماله ، أو نفسه ، أو أهله‌ ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ـ وبه قال الحسن ، ومالك ، والشافعي ، وأحمد في رواية (1) ـ لأن رتبته دون رتبة الشهيد في المعترك ، وقال  النبي صلى الله عليه وآله : ( صلّوا على من قال لا إله إلاّ الله ) (2).

وفي رواية عن أحمد : لا يصلى عليه لأنه قتل شهيدا (3) ، والمقدمتان ممنوعتان.

وأما من عداهم ممن أطلق عليه اسم الشهيد كما روي عن  النبي صلى الله عليه وآله : ( الشهداء خمس : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله ) (4).

وروي زيادة : ( صاحب الحريق ، وصاحب ذات الجنب ، والمرأة تموت بجمع (5) شهيدة ) (6) فإنهم يصلّى عليهم إجماعا ، وكذا النفساء ـ خلافا‌ للحسن البصري (7) ـ لأن  النبي صلى الله عليه وآله صلّى على امرأة ماتت في نفاسها فقام وسطها (8).

__________________

(1) المجموع 5 : 267 ، المغني 2 : 403 ، الشرح الكبير 2 : 332.

(2) سنن الدار قطني 2 : 56 ـ 3 و 4 ، الجامع الصغير 2 : 98 ـ 5030 ، مجمع الزوائد 2 : 67 ، سنن البيهقي 4 : 19.

(3) المغني 2 : 403 ، الشرح الكبير 2 : 332.

(4) صحيح البخاري 1 : 167 ، صحيح مسلم 3 : 1521 ـ 1914 ، سنن الترمذي 3 : 377 ـ 1063.

(5) جمع : بضم الجيم أو كسرها وهي المرأة التي ماتت وولدها في بطنها. صحاح الجوهري 3 : 1198 ، النهاية لابن الأثير 1 : 296 « جمع ».

(6) الموطأ 1 : 233 ـ 36 ، سنن أبي داود 3 : 188 ـ 3111 ، سنن النسائي 4 : 14.

(7) المغني 2 : 403 ، الشرح الكبير 2 : 332.

(8) صحيح البخاري 2 : 111 ، صحيح مسلم 2 : 664 ـ 964 ، سنن أبي داود 3 : 209 ـ 3195 ، سنن ابن ماجة 1 : 479 ـ 1493 ، مسند احمد 5 : 19 ، سنن النسائي 4 : 72.