ويصلى على الجنائز في الأوقات الخمسة المكروهة‌ ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ـ وبه قال الشافعي (1) ـ لأن أبا هريرة صلّى على عقيل حين اصفرت الشمس (2) ، ومن طريق الخاصة قول  الباقر عليه السلام : « يصلى » ‌على الجنازة في كل ساعة لأنها ليست صلاة ركوع وسجود ، وإنما يكره عند طلوع الشمس وغروبها التي فيها الركوع والسجود » (3) ، ولأنها عبادة واجبة فلا يكره كاليومية ، ولأنها أدعية محضة فلا يكره كغيرها من الأدعية ، ولأنها ذات سبب فجاز فعلها في الوقت المنهي عنه ، كما يجوز بعد العصر ، وقال الأوزاعي : تكره في الأوقات الخمسة (4).

وقال مالك ، والنخعي ، والثوري ، وأحمد ، وإسحاق ، وابن عمر ، وعطاء ، وأصحاب الرأي: لا يجوز عند طلوع الشمس واصفرارها واستوائها (5). لأن عقبة بن عامر قال : ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينهانا أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا ، وذكر هذه الساعات (6) ، وهو محمول على النافلة ، أو على قصد ذلك الوقت بصلاة الجنازة.

__________________

(1) الام 1 : 279 ، المجموع 5 : 213 ، بداية المجتهد 1 : 242 ، المغني 2 : 417 ، عمدة القارئ 8 : 124.

(2) سنن البيهقي 4 : 32.

(3) الكافي 3 : 180 ـ 2 ، التهذيب 3 : 321 ـ 998 ، الإستبصار 1 : 470 ـ 1814.

(4) المغني 2 : 417 وفيه : تكره في الأوقات الثلاثة.

(5) المدونة الكبرى 1 : 190 ، المنتقى للباجي 2 : 17 ، بداية المجتهد 1 : 242 ، بدائع الصنائع 1 : 316 ، المغني 2 : 416 ـ 417.

(6) سنن ابن ماجة 1 : 486 ـ 487 ـ 1519 ، سنن البيهقي 4 : 32.