أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
8758
التاريخ: 22-10-2014
2409
التاريخ: 17-12-2015
11883
التاريخ: 1-3-2022
2405
|
مقا- كيد : أصل صحيح يدلّ على معالجة لشيء بشدّة ثم يتّسع الباب ، وكلّه راجع الى هذا الأصل. قال أهل اللغة : الكيد : المعالجة. قالوا : وكلّ شيء تعالجه فأنت تكيده. هذا هو الأصل في الباب ، ثمّ يسمّون المكر كيدا ، ويقولون هو يكيد بنفسه ، أي يجود بها كأنّه يعالجها لتخرج. والكيد : صياح الغراب بجهد. والكيد : ان يخرج الزند النار ببطء وشدّة. والكيد : القىء ، وربّما سمّوا الحيض كيدا ، والكيد : الحرب.
مصبا- كاده كيدا من باب باع : خدعه ومكر به ، والاسم المكيدة ، وكاد يفعل كذا يكاد من باب تعب : قارب الفعل.
التهذيب 10/ 327- قال الليث : الكيد من المكيدة ، وقد كاده مكيدة ، ورأيت فلانا يكيد بنفسه ، أي يسوق سياقا. ابن الأعرابي قال : الكيد : صياح الغراب بجهد. والكيد. إخراج الزند النار. والكيد : القيء. والكيد : التدبير بباطل أو حقّ. والكيد : الحرب.
الفروق 213- الفرق بين الخدع والكيد : أنّ الخدع هو إظهار ما ينطق خلافه أراد اجتلاب نفع أو دفع ضرر ، ولا يقتضى أن يكون بعد تدبّر ونظر وفكر ، أ لا ترى أنّه يقال خدعه في البيع إذا غشّه من جشاء (صوت يخرج من الفم عند الشبع من غير قصد) وهمه الانصاف ، وإن كان ذلك بديهة من غير فكر ونظر. والكيد لا يكون إلا بعد تدبّر وفكر ونظر ، ولهذا قال أهل العربيّة : الكيد التدبير على العدوّ وإرادة إهلاكه ، وسمّيت الحيل الّتى يفعلها أصحاب الحروب بقصد إهلاك أعدائهم مكائد ، لأنّها تكون بعد تدبّر ونظر. ويجيء الكيد بمعنى الإرادة - كذلك كدنا ليوسف - أي أردنا ، ودلّ على ذلك بقوله - إلّا أن يشاء اللّٰه. ويجوز أن يقال : الكيد : الحيلة الّتى تقرّب وقوع المقصود به من المكروه ، وهو من قولهم كاد يفعل كذا ، أي قرب. ويجوز أن يقال : إنّ الخدع اسم لفعل المكروه بالغير من غير قهر ، ومنه الخديعة في المعاملة ، وسمّى اللّٰه قصد أصحاب الفيل مكّة كيدا.
والفرق بين الكيد والمكر : أنّ المكر مثل الكيد في أنّه لا يكون إلّا مع تدبّر وفكر ، إلّا أنّ الكيد أقوى من المكر ، والشاهد أنّه يتعدّى بنفسه ، والمكر يتعدّى بحرف ، فيقال : كاده يكيده ، ومكر به ، ولا يقال مكره ، والّذى يتعدّى بنفسه أقوى. والمكر أيضا تقدير ضرر الغير من أن يفعل به ، وإنما يكون مكرا إذا لم يعلمه به. والكيد اسم لإيقاع المكروه بالغير قهرا سواء علم أو لا. والشاهد قولك فلان يكايدني ، فسمّى فعله كيدا وإن علم به ، وأصل الكيد المشقّة ومنه يقال فلان يكيد لنفسه ، أي يقاسى المشقّة. ومنه الكيد لإيقاع ما فيه من المشقّة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تدبير وفكر حتّى يعقّبه عمل في مورد الإضرار على الغير. ففيه قيود ثلاثة : التدبير ، والعمل ، وكونه في مورد الإضرار.
وأمّا المشقّة ، والمعالجة ، والشدّة ، والإرادة ، والجهد ، وإيقاع المكروه : فمن آثار الأصل ولوازمه.
{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق : 15، 16]. {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} [الطور: 42]. {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ } [الأنفال : 18]. {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف : 52] وقد ورد - إنّ العبد يدبّر واللّٰه يقدّر.
فانّ تدبير العبد ونظره إذا لم يوافق قضاء اللّٰه وتقديره في العالم وفي خلقه تعالى : فهو موهون وغير منتج ، وتقدير اللّٰه تعالى هو ما يكون على وفق النظام الأتمّ والصلاح الكامل في العالم ، وهو على مقتضى العلم والحكمة والإرادة الإلهيّة الّتى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
فمن نازع تقدير اللّٰه تعالى وخاصمه وخالفه : فهو مقهور مغبون ساقط ، وقد عبّر عن تدبير هؤلاء المخالفين بقوله تعالى :
{كَيْدِ الْكَافِرِينَ } [الأنفال : 18] * ، و. {كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف : 52].
وكيد من يكيد في قبال الحقّ وفي قبال النظام الحقّ.
فالكيد من اللّٰه تعالى هو تدبير على وفق تقديره التامّ الثابت الّذى يكون في قبال كيدهم وبعده ، وعلى هذا ترى ذكر الكيد منهم أوّلا وفي المرتبة الاولى ، ثم يذكر الكيد من اللّٰه تعالى.
فكيد اللّٰه تعالى هو المتمّم للنظام الأصلح للعالم ، والمانع عن حدوث الاختلال ، والدافع المبطل مكايد الخائنين.
{إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } [طه : 69]. {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } [غافر: 25]. {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران : 120]. { يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } [الطور: 46] فانّ مكايدهم على خلاف النظام الإلهي ، وعلى خلاف الإرادة القاهرة الربّانيّة ، فلا يفلحون ، ولا يغنى عنهم كيدهم ولا ينصرون ، ولا يكون كيدهم إلّا في خسار وضلال.
وأمّا كيد اللّٰه المتمّم لتقديره وإجراء مشيّته : فهو الثابت المحكم المتين لا يأتيه الباطل : {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف : 183] ثمّ الكيد قد يستعمل بدون ذكر المفعول : فيكون النظر الى مطلق عنوان الكيد المنتسب الى الفاعل والصادر منه ، وتختلف خصوصيّاته باختلاف خصوصيّات الفاعل- كيد الخائنين.
وقد يستعمل متعلّقا بالمفعول ومتعدّيا بلا واسطة حرف : فيدلّ على شدّة وقوّة في تحقّق الكيد-. {لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء : 57].
وقد يستعمل متعدّيا بحرف اللام : فيدلّ على وقوع الفعل في رابطة ذلك المفعول وفيما يتعلّق به. كما في :
{لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا } [يوسف : 5] يراد ظهور الكيد منهم فيما يرتبط بجريان حياته وفيما يتعلّق به. وفي هذا التعبير إشارة الى أنّ إخوته لا يرضون بإضراره وكيده بنفسه ، بل بما يتعلّق به من عنوان ومال ومقام وشخصيّة وغيرها.
{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} [يوسف : 76] أي كدنا بإلقاء هذا التدبير مرتبطا ومتعلّقا بيوسف ، ويراد الكيد المتعلّق المرتبط بإخوته.
ويمكن أن نقول إنّ اللام للاختصاص ، والمعنى أنّ هذا الكيد المتعلّق بالأخوة في المقام مخصوص بيوسف ولنفعه.
___________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|