طواف الحجّ ركن فيه ، وهو واجب بالإجماع.

قال الله تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا} [الحج: 29].

قال ابن عبد البرّ : أجمع العلماء على أنّ هذه الآية فيه ⁽¹⁾.

وما رواه العامّة : أنّ رسول  الله صلى الله عليه وآله قال عن صفيّة لمّا حاضت : ( أحابستنا هي؟ ) قالوا : يا رسول الله إنّها قد أفاضت يوم النحر ، قال : ( اخرجوا ) ⁽²⁾ فدلّ على وجوب الطواف ، وأنّه حابس لمن لم يأت به.

ومن طريق الخاصّة : قول الصادق عليه السلام: « على المتمتّع بالعمرة إلى‌ الحجّ ثلاثة أطواف بالبيت وسعيان بين الصفا والمروة » ⁽³⁾.

ولأنّه أحد النسكين ، فكان الطواف فيه ركنا ، كالعمرة.

إذا عرفت هذا ، فإن أخلّ به عامدا ، بطل حجّه ، وإن أخلّ به ناسيا ، وجب عليه أن يعود ويقضيه ، فإن لم يتمكّن ، استناب فيه.

وقال الشافعي : إن كان قد طاف طواف الوداع ، أجزأ عنه ، وإلاّ وجب عليه الرجوع ، ولا تحلّ له النساء حتى يطوفه وإن طال زمانه وخرج وقته ⁽⁴⁾.

إذا ثبت هذا ، فلو نسي طواف النساء ، لم تحلّ له النساء حتى يزور البيت ويأتي به ، ويجوز له أن يستنيب فيه ، لما رواه معاوية بن عمّار ـ في الحسن ـ عن الصادق عليه السلام، قال : قلت له : رجل نسي طواف النساء حتى دخل أهله ، قال : « لا تحلّ له النساء حتى يزور البيت » وقال : « يأمر أن يقضى عنه إن لم يحجّ ، فإن توفّي قبل أن يطاف عنه فليقض عنه وليّه أو غيره » ⁽⁵⁾.

__________________

(1) المغني 3 : 473 ، الشرح الكبير 3 : 475.

(2) المغني 3 : 473 ، الشرح الكبير 3 : 475.

(3) الكافي 4 : 295 ( باب ما على المتمتّع من الطواف .. ) الحديث 1 ، التهذيب 5 : 35 ـ 104.

(4) فتح العزيز 7 : 381 ـ 382 ، الحاوي الكبير 4 : 192 ، المجموع 8 : 220.

(5) الكافي 4 : 513 ـ 5 ، التهذيب 5 : 128 ـ 422 ، الاستبصار 2 : 228 ـ 789.