أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
3322
التاريخ: 14-12-2015
16682
التاريخ: 11-12-2015
9411
التاريخ: 9-4-2022
2192
|
مقا- حيّ : أصلان، أحدهما خلاف الموت. و الآخر الاستحياء الّذي هو ضدّ الوقاحة. فأمّا الأوّل- فالحياة و الحيوان، و هو ضدّ الموت و الموتان. و يسمّى المطر حيّا لأنّ به حياة الأرض. و يقال ناقة محي و محيية : لا يكاد يموت لها ولد. و تقول أتيت الأرض فأحييتها، إذا وجدتها حيّة النبات غضّة. و الأصل الآخر- قولهم استحييت منه استحياء، و قال أبو زيد : حييت منه أحيى إذا استحييت. فامّا حياء الناقة و هو فرجها : فيمكن أن يكون من هذا، كأنّه محمول على أنّه لو كان ممّن يستحيي لكان يستحيي من ظهوره و تكشّفه.
مصبا- حيي يحيى من باب تعب، حياة، فهو حيّ، و تصغيره حييّ، و به سمّي، و منه حييّ بن أخطب. و الجمع أحياء. و يتعدّى بالهمزة فيقال : أحياه اللّه، و استحييته إذا تركته حيّا فلم تقتله، ليس فيه إلّا هذه اللّغة، و حيي منه حياء فهو حييّ على فعيل، و استحيا منه : و هو الانقباض و الانزواء. قال الأخفش : يتعدّى بنفسه بالحرف فيقال استحييت منه و استحييته، و فيه لغتان إحداهما لغة الحجاز و بها جاء القرآن بياءين، و الآخر لتميم بياء واحدة. قال أبو زيد : الحياء اسم للدبر من كلّ أنثى من الظلف و الخفّ و غير ذلك، و قال الفارابيّ : في باب فعال، الحياء فرج الجارية و الناقة، و الحيا مقصورا : الغيث. و حيّاه تحيّة : أصله الدعاء بالحياة، و منه التحيّات للّه أي البقاء، و قيل الملك، ثمّ كثر حتّى استعمل في مطلق الدعاء بالحياة و غيرها، ثمّ استعمله الشرع في دعاء مخصوص و هو سلام عليك، و حيّ على الصلاة و نحوها دعاء، قال ابن قتيبة : معناه هلمّ إليها، و يقال حيّ على الغداء و حيّ إلى الغداء (طعام الغدوة) أي أقبل، قالوا و لم يشتقّ منه فعل. و الحيعلة : قول المؤذّن- حيّ على الصلاة. و الحيّ : القبيلة من العرب، و الجمع أحياء. و الحيوان : كلّ ذي روح ناطقا كان أو غير ناطق، مأخوذ من الحياة يستوي فيه الواحد و الجمع لأنّه مصدر في الأصل، و قوله تعالى :. {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت : 64] ، قيل هي الحياة الّتي لا يعقبها موت، و قيل حيوان هنا مبالغة في الحياة كما قيل للموت الكثير موتان.
و الحيّة : الأفعى تذكّر و تؤنّث.
صحا- الحياة ضدّ الموت، و الحيّ ضدّ الميّت، و المحيا مفعل من الحياة، و الجمع محايي، و الحيّ واحد أحياء العرب، و أحياه اللّه فحيي و حيّ أيضا، و استحياه و استحيى منه بمعنى من الحياء، و قوله {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة : 26] ، أي لا يستبقي، و الحيّة للذّكر و الأنثى، و إنّما دخلت الهاء لأنّه واحد من جنس مثل بطّة و دجاجة.
شرح الكافية للرضيّ- أسماء الأفعال- و منها حيّ أي أقبل، يعدّى بعلى، نحو حيّ على الصلاة أي أقبل عليها، و قد جاء حيّ متعدّيا بمعنى ايت، و قد يركّب حيّ مع هلا الّذي بمعنى أسرع و استعجل، فيكون المركّب بمعنى أسرع أيضا، فيتعدّى إمّا بإلى نحو حيّهل إلى الثريد، و أمّا بالباء نحو حيّهلا بعمرو أي أسرع بذكره، و الباء للتعدية نحو ذهب به، أو بمعنى أقبل فيتعدّى بعلى نحو حيّهل على زيد، أو بمعنى ايت فيتعدّى بنفسه، نحو حيّهل الثريد. و في المركّب لغات : حذف ألف هلا للتركيب، و إسكان الهاء لتوالي الفتحات، و إلحاق التنوين، و إسكان اللّام.
التهذيب 5/ 282- حيّ : مثقّلة، يندب بها و يدعى بها، يقال : حيّ على الفداء حيّ على الخير، و لم يشتقّ منه الفعل، قال ذلك الليث. و قال غيره : حيّ حثّ و دعاء، و منه قول المؤذّن- حيّ على الصلاة، معناه- عجّل إلى الصلاة. و عن ابن الأعرابيّ، قال : العرب تقول : حيّ هل بفلان و حيّ هل بفلان و حيّ هلا بفلان، أي أعجل.
و حيّ- قال الليث- يقال حيي يحيا فهو حيّ، و لغة أخرى- يقال حيّ يحيّ.
و عن ابن الأعرابيّ : الحيّ : الحقّ، و الليّ : الباطل، و منه قولهم هو لا يعرف الحيّ من اللّيّ. و الحيّ : فرج المرأة. و الحيّ : كلّ متكلّم ناطق. و الحيّ من النبات ما كان طريّا يهتزّ. و الحيّ : الواحد من أحياء العرب. و في الحديث : إنّ الرّجل الميّت يسأل عن كلّ شيء حتّى عن حيّة أهله - أي عن كلّ شيء حيّ في منزله، قال أبو عبيد : و إنّما قال حيّة لأنّه ذهب إلى كلّ نفس أو دابّة، فأنّث لذلك، و يقال للرّجل إذا طال عمره و للمرأة المعمّرة : ما هو إلّا حيّة، و ما هي إلّا حيّة، و ذلك أنّ عمر الحيّة يطول، و كأنّه إنّما سمّي حيّة لطول حياته و انّه قلّما يوجد ميّتا إلّا أن يقتل. و قوله (صلى الله عليه واله) : اقتلوا شيوخ المشركين و استحيوا شرخهم (أوّل الشباب)، فهو بمعنى استفعلوا من الحياة أي استبقوهم و لا تقتلوهم، و كذلك- {وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} [القصص : 4] - أي يستبقيهنّ فلا يقتلهنّ.
و حيّاك اللّه أي أبقاك، من الحياة و هو البقاء، يقال : أحياء اللّه و حيّاه بمعنى واحد.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو ما يقابل الممات، و من آثاره التحرّك و التحسّس.
و قد ذكرت في القرآن الكريم في مقابل الموت و الهلاك :
{لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ} [الأنفال : 42] ، ... {نَمُوتُ وَنَحْيَا } [المؤمنون : 37] *، ... {أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} [الحج : 66] ، ... {يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة : 258] *، ... {كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة : 260].
و الحياة أعمّ من أن تكون في النباتات : {يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الروم : 50] *.
فانّها حياة نباتيّة.
أو في الحيوان : {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى } [البقرة : 260].
أو في الإنسان : {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الجاثية : 24] ، ... {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ} [الحج : 66].
أو في مطلق الحياة : {وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ } [آل عمران : 156] ، ... {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الأنعام : 95] *.
أو في الحياة المعنويّة : {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } [النحل : 97] ، ... {إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال : 24].
أو في الدار الآخرة : {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت : 64] ، ... {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [طه : 74].
أو في اللّه المتعال :. {هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [البقرة : 255] * ...،. {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [الفرقان : 58]...،. {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ } [طه : 111].
و حقّ الحياة الّتي لا يشوبها هلاك و لا يعريها الموت، و هي الحياة الأصيلة، و الذاتيّة الثابتة، و الأزليّة الأبديّة : هي للّه العزيز المتعال.
و باقي المراتب النازلة و الأصناف المتأخّرة إنّما هي منه و به و إليه، و هذا معنى الحياة القيّوميّة له تعالى، و عنى الوجوه له.
و كلّ مرتبة لها قرب منه تعالى : فهي ذات حياة قويّة و روحانيّة قريبة من حياته، كما أنّ الدار الآخرة باعتبار صفائها و روحها هي الحيوان.
و أمّا التحيّة- فمرجعها طلب الحياة ظاهرة و باطنة، مادّيّة و معنويّة لمن يحيّى، و هذا معنى الدعاء له بالسلامة المطلقة أو بالبقاء- قال تعالى :
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [النور : 61]...،. {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [إبراهيم : 23].
فقد فسّرت التحيّة بدعاء السلامة.
و أمّا الاستحياء- فمرجعه إلى حفظ النفس عن الضعف و النقص، و البعد عن العيب و الشين و ما يسوءه، و طلب السلامة و مطلق الحياة، و هو ضدّ الوقاحة، قال تعالى :. {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص : 25].
و بهذا تظهر حقيقة معنى الآية الكريمة :
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة : 26] ...،. {وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} [الأحزاب : 53].
فانّ الحقّ فيه كمال و سلامة و حياة، و ليس فيه نقطة ضعف و عيب حتّى يوجب الاستحياء، فالاستحياء في مورد ترك الحقّ لا في ذكره، و ضرب المثل الحقّ أيضا من الحقّ.
و فيها إشارة إلى أنّ القضايا تابعة للواقع و الحقيقة لا للعرف العامّ و ما يتصوّره الناس من دون تعقّل و تبصّر.
و أمّا الحيّة : فباعتبار كونها ذات حياة كاملة لشدّة تحرّكها و تحسّسها و طول بقائها و زيادة قوّتها و قدرتها، مع عدم انتظار الحياة منها في الظاهر، فانّها بصورة حبل ممتدّ لا يد لها و لا رجل و لا جارحة، أو كخشبة يابسة.
{فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى } [طه : 20].
في مقام لا يتوقّع و لا ينتظر منها كونها ذات حياة متحرّكة ساعية.
وأمّا الحيّ بمعنى القبيلة : فباعتبار كونها ذات حياة اجتماعيّة لهم حقوق محفوظة و نظم و تحرّك و آثار حياتيّة، كما في الفرد الحيّ، فإطلاق هذه الكلمة على القبيلة مقيّد بهذه الخصوصيّة وبهذا الإعتبار.
وأمّا الاستحياء بمعنى الاستبقاء : فحقيقته طلب الحياة و إرادة أن يكون فرد آخر حيّا في مقابل من يريد الموت و الهلاك- {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة : 49] *.
و قد ذكر في مقابل الذبح و القتل :
{سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} [الأعراف : 127].
{يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ } [البقرة: 49] *.
و أمّا التعبير بصيغة الاستفعال : إشارة إلى أنّ الحياة ليست تحت قدرتهم و طلبهم، و إنّما يريدون طلبها و إبقاءها و إدامة الحياة.
فاللّه تعالى هو المحيي، و الناس هم المستحيون أي طالبون الحياة و ليس لهم أن يحيوا أحدا، إلّا بإذن و قوّة و إرادة من اللّه المتعال.
{وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } [آل عمران: 49].
فلا يكون له استقلال فيها.
و أمّا حيّ اسم فعل : فأصله أنّه صيغة أمر من حيّ يحيّ مضاعفا، بمعنى طلب الحياة، فأن يكون المأمور ذا حياة مادّيّة و معنويّة، ثمّ جعل هذا اللّفظ اسما لهذه الصيغة و مستعملا في مورد يطلب فيه و يدعى إلى الخير و الصلاح و السعادة و الحياة المعنويّة.
و أمّا يحيى اسما لنبيّ : فهو مأخوذ من هذه المادّة، و قد اتّفقت اللّغة العبريّة و العربيّة في المادّة لفظا و معنى.
قع- (حي) حيّ، على قيد الحياة، كلّ من تدبّ فيه الحياة،
مفعم بالحياة، نشيط.
(حيّاه) حيوان، الجسم الحيّ، الحياة.
فهذا الاسم في الأصل كان عبريّا لا عربيّا.
و هو ابن زكريّا النبيّ (صلى الله عليه واله)- { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} [مريم: 7].
متّى- (3)- و في تلك الأيّام جاء يوحنّا المعمدان يكرز في بريّة اليهوديّة قائلا توبوا لأنّه قد اقترب ملكوت السماوات ... و يوحنّا هذا هو الّذي كان لباسه من وبر الإبل و على حقويه منطقة من جلد و كان طعامه جرادا و عسلا برّيّا- (5)- حينئذ خرج إليه أورشليم و كلّ اليهود و جميع الكورة المحيطة بالأردن و اعتمدوا منه بالأردن معترفين بخطاياهم ... (13) حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنّا ليعتمد منه و لكنّ يوحنّا منعه قائلا : أنا محتاج أن أعتمد منك.
و في الأناجيل العبريّة- (يوحانان) و هذه الكلمة من مشتقّات المادّة، و قريبة من معنى يحيى.
اللّهمّ أحينا بحياة طيّبة من لدنك و بفضلك، إنّك {ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [البقرة : 105] * و أنت الرّحيم الكريم.
و قد تمّ حرف الحاء، و بتمامه يتمّ الجزء الثاني من كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم)، و ذلك في الرابع عشر من شهر شوّال سنة 1396 ه-، و نسأل اللّه التوفيق و التأييد في تأليف باقي المجلّدات، و ما التوفيق إلّا من لدنه و بفضله إنّه خير معين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|