مقا- حبك : أصل منقاس مطّرد، وهو إحكام الشي‌ء في امتداد واطّراد، يقال بعير محبوك القوى، أي قويّة. ومن الاحتباك الاحتباء وهو شدّ الإزار، وهو قياس الباب. وحبك السماء : فقال قوم ذات الخلق الحسن المحكم. وقال آخرون  : الحبك الطرائق، الواحدة الحبيكة. ويراد بالطرائق طرائق النجوم، ويقال كساء محبّك، أي مخطّط.

صحا- الحباك والحبيكة : الطريقة في الرمل ونحوه، وجمع الحباك الحبّك، وجمع الحبيكة حبائك. وقوله تعالى {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } [الذاريات : 7] - قالوا طرائق النجوم. وقال الفرّاء : الحبك تكسّر كلّ شي‌ء كالرمل إذا مرّت بها الريح، والماء القائم إذا مرّت به الريح، ودرع الحديد لها حبك أيضا، والشعرة الجعدة تكسّرها حبك. وحبك الثوب يحبكه حبكا : أجاد نسجه. قال ابن الأعرابيّ : كلّ شي‌ء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته.

البيضاوي في  :  {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} [الذاريات : 7، 8].

قال : ذات الطرائق، والمراد إمّا الطرائق المحسوسة الّتي هي مسير الكواكب، أو المعقولة الّتي تسلكها النظّار ويتوصّل بها الى المعارف، أو النجوم فانّ لها طرائق.

وهو جمع حبيكة كطريقة وطرق، أو حباك كمثال ومثل.

لسا- الحبك : الشدّ. واحتبك بإزاره  : احتبى به وشدّه الى يديه. وتحبّك :

شدّ حجزته. وقال الأزهريّ  : إنّ ما روي عن الأصمعي، إنّ الاحتباك هو الاحتباء، غلط، والصواب الاحتياك بالياء، يقال احتاك وتحوّك بثوبه : إذا احتبى به.

والحبكة : الحبل يشدّ به على الوسط. والتحبيك التوثيق. والحبائك : الطرق.

والتحقيق‌

أنّ حقيقة معنى هذه المادّة : هو المفهوم المركّب من الإحكام والامتداد، كالطرائق المنظّمة والسبل المستقيمة المحكمة وشدّ ما يتمدّ وإحكام النسج في جهة ممتدّة وأمثالها.

ولا يبعد أن يكون لفظ الحبك إشارة الى مسير الكواكب وأفلاك السيّارات المنظّمة ودوائر النجوم المرتّبة بحيث لا يعرض لها اختلال ولا يعتريها الانحراف، {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء : 33].

ويمكن أن يكون المراد مطلق المسالك والطرق والامتدادات في جهة مسير الكواكب ومسير أنوارها وجريان الجاذبة والدافعة وغيرها.