أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
5640
التاريخ: 11-7-2016
1489
التاريخ: 8-10-2014
1905
التاريخ: 2-12-2015
1589
|
نقرأ في قوله تعالى : {لَخَلْقُ السَّمَواتِ وَالارضِ اكبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (المؤمن/ 57).
صحيح أنّ أغلب المفسرين اعتبر هذه الآية رداً على جدال المشركين في (المعاد) (1)، أي إنّكم تشكون في بعث الإنسان من جديد، في حين أنّ خلق الإنسان ليس بأعظم من خلق السماوات، بل إنّ خلق السماوات والأرض أهم من ذلك وأعظم، بيدَ أنّ جملة «ولكنّ أكثر الناسِ لا يَعلَمُون»، هي إشارة إلى حقيقة أنّ عظمة السماوات كانت مجهولة لدى معظم الناس سابقاً.
وبالرغم ممّا اكتشفه العلم الحديث من اسرار عظيمة ومهمة جدّاً عن وجود البشر لم يكن واحد من الألف منه معروفاً في العصور السابقة، إلّا أنّ الاكتشافات التي تحققت في مجال عظمة السماوات، تدل على أنّ خلقها والأرض يفوق بمراتب خلق البشرية بكل ما تنطوي عليه من عجائب.
إنّ آخر ما توصل إليه العلماء بصدد السماوات وبالأخص المجرات يقول : إنّه قد اكتشف إلى اليوم أكثر من مليارد مجرة بواسطة المراصد الفلكية الكبيرة، ومنظومتنا الشمسية ما هي إلّا جزء ضئيل من احدى المجرّات التي تسمى ب «درب التبانة»، ففي مجرّتنا فقط أكثر من مائة مليارد كوكب والشمس بعظمتها هي احدى النجوم المتوسطة في هذا الجيش الجرّار للنجوم.
الفضاء واسع جدّاً بحيث إنّ سبر اغواره ليس يستحيل بالمركبات الفضائية البشرية فحسب، بل إنّنا لو ركبنا ذرات الضوء- التي تسير بسرعة فائقة تصل إلى ثلاثمائة الف كيلو متر في الثانية الواحدة- لاستغرقت رحلتنا هذه ملياردات السنين الضوئية أيضاً حتى يمكننا أن نقطع المساحة المكتشفة في هذا العالم.
وكلما كان حجم المراصد الفلكية أكبر وأدق، كلما كشفت لنا الحجب عن عوالم جديدة اخرى.
بالرغم من هذه الاكتشافات فإنّنا لحد الآن لم نتوصل إلى ما وراء ما عرفناه وشاهدناه، وإنّ ما اكتشف بأكبر المراصد هو زاوية صغيرة وتافهة من هذا العالم العريض.
وحسب قول أحد العلماء : فإنّ كل هذا العالم الواسع الذي نشاهده ليس إلّا ذرة صغيرة، وجزء لا حدود له من عالم أكثر عظمة (2).
ومن هنا نقف على عمق الآية الآنفة الذكر التي تقول : {لَخَلقُ السَّمَواتِ وَالارض اكبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكنَّ اكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعلَمُونَ}.
ونتساءل ألا يُعدُّ بيان مثل هذه الامور من قبل فرد امي في عصر نزول القرآن وفي بقعة من أكثر بقاع العالم تأخراً، معجزة؟
وبهذا النحو نصل إلى نهاية بحث الاعجاز العلمي للقرآن، وإن كانت لا تزال هناك ملاحظات كثيرة لم نتطرق إليها.
ونعتقد أنّ البحث في النماذج الستة عشر السابقة أثبت بشكل منصف ولكل إنسان واع حقيقة استحالة أن يكون هذا الكتاب العظيم أي (القرآن) من صنع عقل البشر.
_____________________
(1) تفاسير مجمع البيان؛ الصافي؛ الكبير؛ الكشاف؛ روح المعاني؛ وروح البيان.
(2) مجلة الفضاء، العدد 56، سنة 1971.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|