المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6538 موضوعاً
علم الحديث
علم الرجال

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معرفة المتّفق لفظًا وخطًّا والمفترق من الأسماء والأنساب ونحوها  
  
58   01:31 صباحاً   التاريخ: 2025-04-27
المؤلف : عثمان بن عبد الرحمن المعروف بـ(ابن الصلاح)
الكتاب أو المصدر : معرفة أنواع علوم الحديث ويُعرَف بـ(مقدّمة ابن الصلاح)
الجزء والصفحة : ص 462 ـ 469
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة) /

النَّوْعُ الرَّابِعُ والْخَمْسُوْنَ.

مَعْرِفَةُ المُتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ (1) مِنَ الأسْمَاءِ والأَنْسابِ وَنَحوِها.

هَذَا النَّوعُ مُتَّفِقٌ لَفْظاً وَخَطّاً بِخِلافِ النَّوعِ الذي قَبْلَهُ، فإنَّ فِيهِ الاتِّفاقَ فِي صُورَةِ الخطِّ مَعَ الافْتِراقِ فِي اللَّفْظِ. وهذا مِن قَبِيلِ مَا يُسَمَّى فِي أُصُولِ الفِقْهِ: المُشْتَركُ. وزَلَقَ بِسَبَبِهِ غَيْرُ واحِدٍ مِنَ الأكابرِ وَلَمْ يَزَلِ الاشْتراكُ مِنْ مَظانِّ الغَلَطِ فِي كُلِّ علمٍ. ولِلخَطِيبِ فِيهِ كتابُ "المتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ" وَهُوَ مَعَ أنّهُ (2) كتابٌ حَفِيلٌ غَيْرُ مُستوفٍ لِلأقْسامِ التي أذكرُها إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.

 

فأحدُها: المُفْتَرِقُ مِمَّنْ اتَّفَقَتْ أَسْماؤُهم وأَسْماءُ آبائِهِم.

مثالُهُ: الخَليلُ بنُ أَحْمَدَ (3): سِتَّةٌ، وفاتَ الخطيبَ مِنْهُمْ الأربعةُ الأخيرةُ.

فأوّلُهم: النَّحْوِيُّ البَصْرِيُّ - صاحبُ العَرُوضِ - حَدَّثَ عَنْ عاصمٍ الأَحْولِ وغيرِهِ. قَالَ أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّدُ: ((فَتِّشَ المُفتِشُونَ فَما وَجَدُوا (4) بعدَ نَبيِّنا - صلى الله عليه [وآله] وسلم - مَنْ اسمُهُ أَحْمَدُ، قَبْلَ أبي الخَليلِ بنِ أَحْمَدَ)).

وَذكرَ التَارِيخيُّ (5) أَبُو بكرٍ أنّهُ لَمْ يَزلْ يَسْمعُ النَّسَّابِينَ والأخْبَارِيِّيْنَ يقولونَ: إنَّهُم لَمْ يَعْرِفوا غَيرَهُ. واعتُرِضَ عَلَيْهِ بأبي السَّفَرِ سعيدِ بنِ أَحْمَدَ احتجاجاً بقولِ يَحْيَى بنِ مَعِينٍ فِي اسمِ أبيهِ فإنّهُ أَقْدمُ. وأجابَ بأنَّ أكثرَ أَهْلِ العلمِ إنَّما قَالوا فِيهِ سَعيدُ بنُ يُحْمِدَ (6)، واللهُ أعلمُ.

والثاني: أَبُو بِشْرٍ المُزَنيُّ بَصْرِيٌّ أَيْضَاً حَدَّثَ عَنِ المُسْتَنِيرِ بنِ أخْضَرَ عَنْ مُعَاويةَ بنِ قُرَّةَ. رَوَى عَنْهُ العَبَّاسُ العَنْبَرِيُّ وجَمَاعةٌ.

والثالثُ (7): أصبهانيٌّ رَوَى عَنْ رَوْحِ بنِ عُبَادةَ وغيرِهِ.

والرابعُ: أَبُو سَعيدٍ السِّجْزِيُّ الْقَاضِي الفقيهُ الحَنَفيُّ المشهورُ بِخُراسانَ حَدَّثَ عَنِ ابنِ خُزَيمةَ، وابنِ صاعِدٍ (8)، والبَغَويِّ، وَغَيرهِم مِنَ الحُفَّاظِ المُسْنِدينَ.

والخامسُ: أَبُو سَعيدٍ البُسْتِيُّ القَاضِي المُهَلَّبيُّ فاضِلٌ رَوَى عَنِ الخليلِ السِّجْزيِّ المذكورِ وحَدَّثَ عنْ أَحْمَدَ بنِ المُظَفَّرِ البَكْرِيِّ عَنِ ابنِ أبي خَيثمةَ بـ "تاريخهِ" وعَنْ غَيرِهما، حَدَّثَ عَنْهُ البَيْهَقِيُّ الحافظُ.

والسادسُ: أَبُو سعيدٍ البُسْتيُّ أَيْضَاً الشَّافِعيُّ فاضلٌ مُتَصِّرفٌ فِي عُلومٍ. دَخَلَ الأندلسَ، وَحَدَّثَ، وُلِدَ سنةَ ستِّينَ وثلاثِ مئةٍ. رَوَى عَنْ أبِي حامدٍ الإسفرايينيِّ وغيرِهِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَبُو العَبَّاسِ العُذريُّ وغيرُهُ، واللهُ أعلمُ.

 

القِسمُ الثَّانِي: المُفْتَرِقُ مِمَّنْ اتَّفَقتْ أسماؤهم وأَسماءُ آبائِهم وأجدادِهم أَو أكثرُ مِنْ ذَلِكَ.

ومِنْ أمثلتِهِ: أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهم فِي عَصْرٍ واحدٍ.

أحَدُهُمُ: القَطِيعيُّ (9) البغداديُّ أَبُو بَكْرٍ الرَّاوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ.

الثَّانِي: السَّقَطيُّ (10) البَصْريُّ أَبُو بَكْرٍ يَرْوِي أَيْضَاً عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ ولكنّهُ (11) عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيمُ الدَّوْرَقيُّ.

الثَّالِثُ: دِيْنَوَرِيٌّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ صاحبِ سُفيانَ الثوريِّ.

والرابعُ: طَرَسُوسيٌّ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جابرٍ الطَّرَسُوسيِّ "تأريخَ مُحَمَّدِ بنِ عِيسى الطَّبَّاعِ".

مُحَمَّدُ بنُ يعقوبَ بنِ يوسفَ النَّيْسَابُوْرِيُّ اثْنَانِ كِلاهما فِي عَصْرٍ واحدٍ وكلاهما يَرْوِي عَنْهُ الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ وغيرُهُ. فأحدُهما: هُوَ المعروفُ بأبي العَبَّاسِ الأصَمِّ. والثاني: هُوَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ الأَخْرَمِ الشَّيْبانيُّ ويُعْرَفُ بالحافظِ دُوْنَ الأَوَّلِ، واللهُ أعلمُ.

 

القِسْمُ الثَّالِثُ: مَا اتَّفَقَ مِنْ ذَلِكَ فِي الكُنيةِ والنِّسْبَةِ معاً.

مثالُهُ: أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ اثنانِ؛ أحدُهما: التَّابِعيُّ عَبْدُ الملكِ بنُ حَبِيبٍ. والثاني: اسمُهُ موسى بنُ سَهْلٍ بَصْريٌّ سَكَنَ بغدادَ رَوَى عَنْ هِشَامِ بنِ عَمَّارٍ وغيرِهِ رَوَى عَنْهُ دَعْلَجُ بنُ أَحْمَدَ وغيرُهُ.

وَمِمّا يُقارِبهُ (12) أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ ثلاثةٌ:

أَوَّلُهم: القارِئُ المحدِّثُ وَقَدْ سَبَقَ ذِكْرُ الخِلافِ فِي اسمِهِ. والثاني: أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ الحِمْصيُّ الَّذِي حَدَّثَ عَنْهُ جَعْفَرُ بنُ عَبْدِ الواحدِ الهاشميُّ وَهُوَ مجهولٌ، وجعفرٌ غَيْرُ ثِقَةٍ (13). والثالثُ: أَبُو بكرِ بنُ عَيَّاشٍ السُّلَمِيُّ البَاجُدَّائيُّ (14) صاحبُ كِتَابِ "غَرِيبِ الحَدِيْثِ" (15) واسمُهُ حُسَيْنُ بنُ عيّاشٍ ماتَ سنة أربعٍ ومئتينِ بِباجُدَّا رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ ابنُ جَميلٍ الرَّقِّيُّ وغيرُهُ (16)، واللهُ أعلمُ.

 

القِسْمُ الرابعُ: عَكْسُ هَذَا (17).

ومثالُهُ: صَالحُ بنُ أبِي صالحٍ أربعةٌ (18):

أحدُهم: مَوْلَى التَّوأَمَةِ (19) بنتِ أميّةَ بنِ خَلَفٍ. والثاني: أبوهُ (20) أبو صالحٍ السَّمَّانُ ذَكْوَانُ الرَّاوِي عَنْ أبي هُرَيْرَةَ. والثالثُ: صالحُ بنُ أبي صالحٍ السَّدُوسيُّ (21) رَوَى عَنْ عَلِيٍّ [عليه السلام] وعَائشةَ، رَوَى عَنْهُ خَلاّدُ بنُ عَمْرٍو. والرابعُ: صالحُ بنُ أبي صالحٍ (22) مَوْلَى عَمْرِو بنِ حُرَيْثٍ، رَوَى عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ (23)، واللهُ أعلمُ.

 

القسمُ الخامسُ: المُفْتَرِقُ مِمّنْ اتفقتْ أسماؤُهم وأسماءُ آبائِهم ونسبتُهم.

مثالُهُ: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الأنصاريُّ (24) اثنانِ مُتَقارِبانِ فِي الطّبقةِ.

أحدُهما: هُوَ الأنْصاريُّ المشهورُ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الذي (25) رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ والناسُ. والثاني: كنيتُهُ أَبُو سَلَمةَ (26) ضعيفُ الحديثِ، واللهُ أعلمُ.

 

القِسْمُ السَّادِسُ: مَا وَقَعَ فِيهِ الاشتراكُ فِي الاسمِ خاصّةً أَوْ الكُنيةِ خاصّةً وأشكَلَ مَعَ ذَلِكَ لكونِهِ لَمْ يُذْكَرُ بغيرِ ذَلِكَ.

مِثالُهُ: مَا رُوِّيناهُ عنِ ابنِ خَلاَّدٍ القاضِي الحافظِ قَالَ: ((إذَا قَالَ عارِمٌ ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ)) فَهُوَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، وكذلكَ سُليمانُ بنُ حَرْبٍ. وإذا قَالَ التَّبُوذَكيُّ (27): ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ)) فَهُوَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ (28)، وكذلكِ الحَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ. وإذا قَالَ عَفّانُ ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ)) أمكَنَ أنْ يكونَ أحَدَهُما)) (29).

ثُمَّ وَجَدْتُ عَنْ محمدِ بنِ يَحْيَى الذُّهْليِّ عَنْ عَفَّانَ قَالَ: إذَا قُلْتُ لكم: ((حَدَّثَنَا حَمَّادٌ)) وَلَمْ أَنْسُبْهُ فَهُوَ ابنُ سَلَمَةَ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى فيمَنْ سِوى التَّبُوذَكيِّ مَا ذَكَرَهُ ابنُ خَلاَّدٍ.

ومِنْ ذَلِكَ مَا رُوِّيناهُ عَنْ سَلَمَةَ بنِ سُليمانَ (30) أنّه حَدَّثَ يوماً فَقَالَ: ((أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ)) فقِيلَ لَهُ: ابنُ مَنْ؟ فَقَالَ: يا سُبْحانَ اللهِ! أمَا تَرْضَوْنَ فِي كلِّ حَدِيثٍ حَتَّى أقولَ: ((حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ المباركِ أَبُو عَبْدِ الرحمنِ الحَنْظَليُّ الَّذِي مَنْزِلُهُ فِي سِكّةِ صُغْدٍ)). ثُمَّ قَالَ سَلَمَةُ: إذَا قِيلَ بمكَّةَ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ ابنُ الزُّبَيْرِ. وإذا قِيلَ بالمدينةِ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ ابنُ عُمَرَ. وإذا قِيلَ بالكُوفةِ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ. وإذا قِيلَ بالبَصْرَةِ: ((عَبْدُ اللهِ)) فَهُوَ ابنُ عَبَّاسٍ. وإذا قِيلَ بخُراسانَ ((عبدُ اللهِ)) فَهُوَ ابنُ المُباركِ. وَقَالَ الحافظُ أَبُو يَعْلَى الخليليُّ القَزْوِينيُّ: ((إذَا قَالَ المِصْريُّ: ((عَنْ عَبْدِ اللهِ)) ولا يَنسُبُهُ فَهُوَ ابنُ عَمْرٍو يَعْنِي ابنَ العاصِ (31)، وإذا قَالَ المَكِّيُّ: ((عَنْ عَبْدِ اللهِ)) ولا يَنْسبُهُ فَهُوَ ابنُ عَبَّاسٍ)) (32).

وَمِنْ ذَلِكَ أَبُو حَمْزَةَ بالحاءِ والزّاي عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ إذَا أطلقَ. وَذَكَرَ (33) بَعْضُ الحُفَّاظِ أنَّ شُعْبَةَ رَوَى عَنْ سبعةٍ كُلُّهُم أَبُو حمزةَ عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ، وكُلُّهُمْ أبو حمزةَ بالحاءِ والزايِ إلاَّ واحداً فإنَّهُ بالجيمِ وَهُوَ أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بنُ عِمْرانَ الضُّبَعِيُّ (34). ويُدركُ فِيهِ الفرقُ بَيْنَهم بأنَّ شُعْبَةَ إذَا قَالَ: ((عَنْ أبي جَمْرَةَ (35) عنِ ابنِ عَبَّاسٍ)) وأطلَقَ فَهُوَ عَنْ نَصْرِ بنِ عِمْرانَ، وإذا رَوَى عَنْ غَيْرهِ فَهُوَ يذكُرُ اسمَهُ أَوْ نسبَهُ، واللهُ أعلمُ.

 

القِسْمُ السابعُ: المُشْتَرَكُ المتَّفِقُ فِي النِّسْبةِ خاصّةً.

ومنْ أمثلتِهِ: الآمُلِيُّ والآمُليُّ. فالأوَّلُ إلى آمُلِ (36) طَبَرِسْتَانَ (37). قَالَ أَبُو سَعْدٍ(38) السَّمْعانِيُّ: ((أكثرُ أَهْلِ العلمِ منْ أَهْلِ طَبَرِسْتَانَ منْ آمُلَ)) (39). والثاني: إلى آمُلِ جَيْحُونَ (40). شُهِرَ بالنَّسْبةِ إليها عَبْدُ اللهِ بنُ حَمَّادٍ الآمُلِيُّ (41)، رَوَى عَنْهُ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيْحِهِ" (42). وذَكرَهُ الحافظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانيُّ ثُمَّ الْقَاضِي عِياضٌ(43) المغْرِبيانِ منْ أنّه مَنْسوبٌ إلى آمُلِ طَبَرِسْتَانَ فَهُوَ خَطَأٌ، واللهُ أعلمُ.

ومِنْ ذَلِكَ الحَنَفِيُّ والحَنَفِيُّ. فالأول: نِسْبةً إلى بني حَنِيفَةَ، والثاني: نِسْبةً إلى مَذْهَبِ أبي حَنَيْفَةَ. وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا كَثْرةٌ وشُهْرةٌ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ طاهرٍ المقدسيُّ وكثيرٌ مِنْ أَهْلِ العلمِ (44) والحديث (45) وغيرِهم يُفَرِّقُونَ بَيْنَهُمَا فَيَقُولُونَ فِي المَذْهَبِ: ((حَنِيفيٌّ)) بالياءِ وَلَمْ أجدْ ذَلِكَ عَنْ أحدٍ مِنَ النَّحْوِيِّينَ إلاّ عَنْ أبي بَكْرِ بنِ الأنبارِيِّ الإمامِ، قَالَهُ فِي كتابِهِ "الكافي" (46)، ولمُحَمَّدِ بنِ طاهرٍ فِي هَذَا القسمِ كِتَابُ "الأنْسابِ المُتَّفِقَةِ".

 

ووراءَ هذِهِ الأقسامِ أقسامٌ أُخَرُ لا حاجةَ بنا إلى ذِكْرِها.

ثُمَّ إنّ مَا يُوجَدُ مِنَ المتَّفِقِ المُفْتَرِقِ غَيْرَ مَقْرُونٍ ببيانٍ، فالمُرادُ بِهِ قَدْ يُدْرِكُ بالنَّظرِ فِي رِواياتِهِ، فكثيراً مَا يأتي مُميَّزاً فِي بَعْضِها وَقَدْ يُدْركُ بالنَّظَرِ فِي حالِ الرَّاوِي والمَرْوِيِّ عَنْهُ ورُبَّما قالوا فِي ذَلِكَ بظنٍّ لا يَقْوى، حَدَّثَ القاسمُ المُطَرِّزُ يوماً بحديثٍ ((عَنْ أبي هَمَّامٍ أَوْ غيرِهِ عنِ الوليدِ (47) بنِ مسلمٍ عَنْ سُفيانَ)). فقالَ لَهُ أَبُو طالبِ بنِ نَصْرٍ الحافظُ: مَنْ سفيانُ هَذَا؟ فقالَ: هَذَا الثوريُّ. فقالَ لَهُ أَبُو طالبٍ: بَلْ هُوَ ابنُ عُيَيْنَةَ. فقالَ لَهُ المُطَرِّزُ: مِن أينَ قلتَ؟ فقالَ: لأنَّ الوليدَ قَدْ رَوَى عنِ الثوريِّ أحاديثَ معدودةً محفوظةً وَهُوَ مَلِيءٌ بابنِ عُيَيْنَةَ (48)، واللهُ أعلمُ.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر في ذلك:

الإرشاد 2/ 730 - 743، والتقريب: 185 - 188، والاقتراح: 314 - 315، والمنهل الروي 127 - 129، واختصار علوم الحديث: 227 - 229، والشذا الفياح 2/ 662 - 682، والمقنع 2/ 614 - 621، وشرح التبصرة 3/ 190، ونزهة النظر: 175 - 176، وطبعة عتر: 68، وفتح المغيث 3/ 245 - 258، وتدريب الراوي 2/ 316 - 329، وفتح الباقي 3/ 200، وتوضيح الأفكار 2/ 488 - 493، وظفر الأماني: 89 - 98.

(2) في (ب): ((مع كونه)).

(3) انظر: التقييد: 406.

(4) في (ع) والتقييد والشذا و(ج‍) و(م): ((وجد)).

(5) بفتح التاء وكسر الراء، هذه النسبة إلى التاريخ. انظر الأنساب 1/ 465.

(6) قال ابن الملقّن في المقنع 2/ 615: ((يعترض بأحمد بن حفص بن المغيرة الصحابي عَلَى أحد الأقوال في اسمه، وأمّا أحمد بن عجيان الصّحابيّ فهو بالجيم، ومن ادّعى أنّه بالحاء فقد صحّفه)). وانظر: محاسن الاصطلاح 553، والإصابة 1/ 22 و4/ 139.

(7) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 194: ((وقد أسقطت من الستّة الذين ذكرهم ابن الصّلاح واحداً، وهو الخليل بن أحمد، أصبهانيٌّ يروي عن روح بن عبادة؛ لأنَّهُ وهم فِيْهِ، وإنَّمَا هُوَ الخليل بن محمّد، ووهم فِيْهِ قبله ابن الجوزي، وأبو الفضل الهرويّ، فإنّه عدّه فيمن اسمه الخليل ابن أَحْمَد، وَهُوَ في تاريخ أصبهان لأبي نُعَيْم عَلَى الصّواب: الخليل بن محمّد أبو العباس العجليّ))، وانظر: تاريخ أصبهان 1/ 307 - 308.

(8) هو يحيى بن محمّد بن صاعد، أبو محمّد مولى أبي جعفر المنصور، كان أحد حفّاظ الحديث، وهو عالم بالعلل والرجال توفّي سنة (318 ‍هـ‍). انظر: تاريخ بغداد 14/ 231، والسير 14/ 501.

(9) بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء. انظر: الأنساب 4/ 507.

(10) بفتح السين المهملة وفتح القاف وكسر الطاء المهملة. انظر: الأنساب 3/ 286.

(11) في (م): ((ولكن)).

(12) انظر: المحاسن: 556.

(13) المتّفق والمفترق ل 178 / ب.

(14) قال صاحب الأنساب 1/ 255: ((بفتح الباء الموحّدة والجيم وبينهما الألف والدال المشدّدة المهملة، هذه النسبة إلى باجدا، وهي قرية من نواحي بغداد)). ومثله في معجم البلدان 1/ 313، واللباب 1/ 102 ومراصد الاطلاع 1/ 147. وقال في التقريب (1339) بموحّدة وجيم مضمومة ودال ثقيلة وبعد الألف همزة)) وكذا في الخلاصة 84، ومثل هذا الضّبط في النسخ الخطيّة و(ع) والشذا وتهذيب الكمال ولكنّه ضبط قلم، والمثبت منها. وانظر: التعليق على تهذيب الكمال 2/ 198، والباعث الحثيث 2/ 630.

(15) ذكره الخطيب في كتابه المتّفق والمفترق 178/ ب، والمزّي في تهذيب الكمال 2/ 198، وابن حجر في تهذيب التهذيب 2/ 362، والذهبي في الكاشف 1/ 334، وصاحب معجم المؤلفين 4/ 40 وغيرهم ولا بد من الإشارة إلى أنّ هذا المؤلّف وكتابه لم يذكرهم ابن الأثير في مقدّمة نهايته مع أنّه ذكر أوائل من صنّف في هذا الفن، وكذلك لم يذكرهما محقّقًا النهاية مع أنّه من المتقدّمين.

(16) ترجمته في تهذيب الكمال 2/ 198 (1311)، والميزان 4/ 503 (10017).

(17) انظر: المحاسن: 556، والتقييد: 409.

(18) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 201: ((ولم يذكر الخطيب في كتابه إلا الثلاثة الأوّلين))، وانظر: المتّفق والمفترق 19 - 20 (أ) و(ب).

(19) قال الخطيب في المتفق والمفترق 20 / أ: ((يقال: إنّ التوأمة كانت ولدت معها أخت لها في بطن، فسمّيت تلك باسم، وسمّيت هذه التوأمة)).

(20) عبارة التقريب للنووي 187 أوضح ممّا هنا إذ قال: ((والذي أبوه أبو صالح السمّان)) يعني: صالح بن أبي صالح السمّان، وأبو صالح اسمه: ذكوان، وهو والد صالح، والمقصود بالكلام الابن كما هو واضح. انظر: المتّفق والمفترق 20 / أ، وتهذيب الكمال 3/ 429.

(21) انظر مصادر ترجمته: التاريخ الكبير 4/ 283 (2824)، والثقات 4/ 377.

(22) وقد ضعّفه يحيى بن معين، وجهّله النّسائيّ. تاريخ يحيى بن معين (رواية الدارميّ) 1/ 134 (436).

(23) وقد استدرك الحافظ العراقيّ في شرح التبصرة 3/ 203 فقال: ((وممّا لم يذكراه صالح بن أبي صالح الأسديّ، روى عن الشّعبيّ، روى عنه زكريا بن أبي زائدة)) وعلّل الحافظ عدم ذكره من ابن الصّلاح بقوله: ((وإنّما لم يذكراه؛ لكونه متأخّر الطبقة عن الأربعة المذكورين)).

(24) انظر: التقييد: 406.

(25) هو القاضي أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاريّ، شيخ البخاريّ توفّي سنة 215 هـ‍. تاريخ بغداد 5/ 408، والسير 9/ 532.

(26) هو محمّد بن عبد الله بن زياد الأنصاري، أبو سلمة، أحد الضعفاء لا يحتجّ بحديثه. انظر: المجروحين 2/ 266، والضعفاء للعقيليّ 4/ 96، وتهذيب الكمال 6/ 370 (5936).

(27) بفتح التاء المعجمة بنقطتين من فوق، وضم الباء المنقوطة بواحدة والذال المعجمة المفتوحة بعد الواو، والتبوذكيّ أي: بيّاع السماد، وهذه النسبة إلى بيع السماد. وقيل: التبوذكيّ هو الذي يبيع ما في بطون الدجاج والطيور من الكبد والقلب والقانصة)) الأنساب 1/ 470.

(28) انظر: التقييد 410، وراجع تهذيب الكمال 2/ 281، والسير 7/ 464.

(29) المحدث الفاصل 284.

(30) أورده الخطيب بسنده في الجامع 2/ 73 (1219).

(31) في (ج‍): ((العاصي)).

(32) الإرشاد 1/ 440، وراجع التقييد والإيضاح: 413.

(33) انظر: التقييد: 414.

(34) بضم المعجمة وفتح الموحّدة بعدها مهملة، انظر: التقريب (7122).

(35) في (ب) و(ج‍): ((حمزة)).

(36) آمل: بالمد وضم الياء. الأنساب 1/ 62.

(37) بفتح أوّله وثانيه وكسر الرّاء كما نصَّ على ذلك في معجم البلدان 4/ 13، وكذا في تاج العروس 12/ 413، ولكنَّه قال بفتح الراء.

(38) في (أ) و (ب): ((سعيد)) خطأ.

(39) الأنساب 1/ 62.

(40) بالفتح ثمّ السكون، انظر معجم البلدان 2/ 196.

(41) بالمدِّ وتخفيف الميم المضمومة. التقريب (3281). قال ياقوت في معجم البلدان 1/ 59: ((هي آمل الشط ... هكذا يقولها العجم على الاختصار والعجمة)). وآمل الشط هي آمل جيحون، انظر: تبصير المنتبه 1/ 49 - 50.

(42) قال العراقي في شرح التبصرة 3/ 208: ((لم يروِ البخاريّ في صحيحه عنه مصرّحاً بنفسه، ولا بأبيه وإنّما حدّث في موضع، عن عبد الله - غير منسوب - عن يحيى بن معين، وفي موضع آخر: عن عبد الله - غير منسوب - عن سليمان بن عبد الرحمن))، وانظر: التقييد: 415.

(43) مشارق الأنوار 1/ 69.

(44) ((العلم)) من (ع)) والتقييد فقط.

(45) الأنساب المتّفقة 46.

(46) ذكره النديم في الفهرست: 82، وياقوت في معجم الأدباء 18/ 312 وغيرهما، ولا نعلم عنه غير اسمه. وما ذهب إليه أبو بكر بن الأنباريّ نصره السيوطيّ إذ قال: والصّواب معه، وقد اخترته في كتاب جمع الجوامع في العربيّة، فقد قال - صلى الله عليه [وآله] وسلّم -: ((بعثت بالحنيفيّة السمحة)) فأثبت الياء في اللفظة المنسوبة إلى الحنفيّة فلا مانع من ذلك)). تدريب الرّاوي 2/ 328، وانظر: المقرب 416، وأوضح المسالك: 294، وجمع الجوامع مع شرحه همع الهوامع 6/ 162.

(47) انظر: التقييد: 416.

(48) انظر: التقييد والإيضاح: 416 - 417.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)