أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
![]()
التاريخ: 28-04-2015
![]()
التاريخ: 14-11-2014
![]()
التاريخ: 14-11-2014
![]() |
نَسَبهُ وولادته وكناه:
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشيّ الهاشميّ، أخو الإمام الباقر عليه السلام، ويكنى بـأبي الحسين[1] نسبةً لأحد ذريته وهو ذو الدمعة[2] ويُلقّب بـزيد الشهيد [3]وحليف القرآن[4] لملازمته له وانشغاله به تلاوة، ويلقب بــزيد الأزياد[5].
ولد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بالمدينة بعد طلوع الفجر سنة75هـ [6].
أمّا ابن عساكر في تاريخ دمشق فقد قال: إن سنة ولادته 78هـ[7].
بينما اختلفت مصادر أخرى في تاريخ ولادته الشريفة استناداً على النظر في تأريخ استشهاده، إذ إنّ سنة شهادته مرددة بين عام 121هـ كما ذهب إليه الشيخ الطوسي[8] وبعض المؤرخين[9]، وبين عام 122هـ كما ذهب ابن الأثير وغيره[10].
وعلى هذا الأساس يمكن تحديد سنة ولادته بين عام 79هـ وبين عام 80هـ، وذلك بقرينة أن عمره يوم شهادته بلغ الاثنتين والأربعين سنةً كما أشار المفيد والطوسي[11] وغيرهما إلى ذلك.
واختلاف المصادر في تحديد سنة وفاته عليه السلام راجع إلى أنّ الأمويين تعقّبوا كلّ أنصار زيد وطلبوا من قبائل العرب البراءة منه، بل تابعوا المؤرخين في تدويناتهم، وراحوا يحذّرون من تسجيل أحداث ثورته، وهذا ما وسّع الخلط في اختلاف سنتي خروجه من المدينة ووفاته[12].
ولادته الميمونة وبشرى رسول الله صلى الله عليه وآله عن ولادته:
وتستمر إشراقات الخير ليكون منطلقها من بيت النبوة ومهبط الوحي السماويّ، وها هي شمس يثرب قد أشرقت لتنبئ عن ولادة زيد حتى غمرت الفرحة آل بيت النبوة بعد انتظار تعاقبت في أفقه الأيام والليالي حتى جاء ضياء الامتداد للأسرة المحمديّة العلويّة، التي تقصّد الأمويون النيل منهم ظلماً وعدواناً.
وممّا روي عن بدايات وجود زيد - رضوان الله تعالى عليه- يقول الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ أُدْمِنُ الْحَجَّ فَأَمُرُّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ فِي بَعْضِ حِجَجِي عَلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله فِي لَيْلَتِي هَذِهِ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِيَ الْجَنَّةَ فَزَوَّجَنِي حَوْرَاءَ ،فَصَاحَ بِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَمِّ الْمَوْلُودَ مِنْهَا زَيْداً قَالَ فَمَا قُمْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ حَتَّى أَرْسَلَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ هَدِيَّةً إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام شَرَاهَا بِثَلَاثِينَ أَلْفاً فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَجْتُ ومَرَرْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَخَرَجَ بِزَيْدٍ عَلَى كَتِفِهِ الْأَيْسَرِ ولَهُ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ ويُومِئُ بِيَدِهِ إِلَى زَيْدٍ وهُوَ يَقُولُ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا[13].
لقد أشارت السنن التاريخية أنّ هنالك بعض الحوادث التي قال بها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وكانت حاضرةً على وفق ما أشاروا بما آتاهم الله تعالى من فضله، وكانت مصاديقها ما تحقّقت وعلى وفق ما قالوا ومنها ما أشارت المصادر التاريخية أنّ النبي صلى الله عليه وآله هو من أنبأهم بما سيكون لـزيد من مكانةٍ عظيمةٍ، وما سيتركه من أثرٍ عظيم وقد أشار لاسمه، ففي حديث حذيفة بن اليمان قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى زيد بن حارثة فقال: المقتول في اللّه، والمصلوب في أُمتي، المظلوم من أهل بيتي سميّ هذا وأشار بيده إلى زيد بن حارثة ثم قال له: أُدن مني يا زيد زادك اسمك عندي حباً، فأنت سميّ الحبيب من أهل بيتي[14].
محاسنه:
إنّ المتتبع لحياة زيد الشهيد والمطّلع على سيرته الحميدة يجد تناغمًا حقيقيّاً بين صفاته الخُلقية ومحاسنه الإنسانيّة وملامحه التي أضفاها الله تعالى عليهم إضافةً لما وهبه الرحمن من مهابةٍ تمدُّ جذورها إلى أجداده العظام، وقد قال ممّن عاصره بذلك، ولما أرادوا وصفه أجمعوا أن زيدًا طويل القامة، جميل المنظر، أبيض اللون، واسع العينيين، مقرون الحاجبين، كث اللحية، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، دقيق المسربة، واسع الجبهة، أقنى الانف، أسود الرأس واللحية، إلا أن الشيب خالط عارضيه[15]، وأما نقش خاتمه اصبر تؤجر وتوق تنج[16]
أولاده[17]:
كان لزيد رضوان الله تعالى عليه امتداد طيب يشبه امتداده لأهله، فكان له من الأولاد ثلاثة أكبرهم يحيى الذي اشترك مع أبيه في ثورته وكان له من العمر عندما استشهد أبوه 13 سنة وهم:
وقال التستري بأنّ الشيخ عدّه في أصحاب الصادق – عليه السّلام.[24]
توفي سنة 135 هـ، وقيل: 140 هـ.[25]
ووصفه صاحب غاية الاختصار بقوله: كان سيدًا جليلًا شيخ أهله وكريم قومه، وكان من رجال بني هاشم لسانًا وبيانًا وعلمًا وزهدًا وفضلًا وإحاطةً بالنسب وأيام الناس ذكر في المنتقلة والعمدة والمشجر الكشاف وغيرها[26].
تميّزت شخصية الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بالفتوة والسماحة، وتفرّدت في مختلف الجوانب كالزهد والعلم والورع وتقوى الله، حتى روي أنّه كان يُغشى عليه حين يَسمع ذكر الله أو تتلى آياته، واشتهر بالفصاحة والبلاغة والحكمة والأناة والغلبة في الحوار بالحجة والدليل واستقامة الفهم، ولا غرو فهو وريث علوم آبائه، كما تميّز بالشجاعة في الدفاع عن الحق والحقوق، وتجسّدت فيه مكارم الأخلاق حتى قالوا فيه أنه لم يُر مثله، وشبهوه بجدّه الإمام علي عليه السلامبشهادة معاصريه من موافقيه ومناوئيه، ذكر الجزائري بأنّ زيد بن علي بن الحسين عليهم السّلام ثقة وشهيد[32].
سعة الأقوال في حقه عليه السلام
تعدّدت المناقب في حقّ زيد الشهيد، وقال بفضله العلماء والأئمة الأطهار ممّن جاء بعده، لعلمه واجتهاده، ولنا أن نعرض بعض ما قيل في علمه ومكانته:
فوضع أبو جعفر يده على كتف زيد وقال له: هذه صفتك يا أخي واعيذك بالله أن تكون قتيل العراق[35].
فَقَالَ الْمَأْمُونُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ لَيْسَ قَدْ جَاءَ فِيمَنِ ادَّعَى الْإِمَامَةَ بِغَيْرِ حَقِّهَا مَا جَاءَ فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ لَمْ يَدَّعِ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ وإِنَّهُ كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ مِنْ ذَلِكَ إِنَّهُ قَالَ أَدْعُوكُمْ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليه السلام وإِنَّمَا جَاءَ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَدَّعِي أَنَّ الله تَعَالَى نَصَّ عَلَيْهِ ثُمَّ يَدْعُو إِلَى غَيْرِ دِينِ الله ويُضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وكَانَ زَيْدٌ والله مِمَّنْ خُوطِبَ بِهَذِهِ الْآيَةِ {وَجاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُم}[45].
أقواله عليه السلام
زيد الشهيد من بيتٍ أُعطي العلم والحلم والفصاحة والشجاعة، ولا ريب فهو ابن هذا العطاء إضافةً لما توطدت في ذاته من تجربةٍ إنسانيّة كبيرة ومضامين تلك التجربة كانت علميةً وفكريةً و..، لذلك فقد جاد علينا ببعض عطائه قائلًا:
1- إنما سلامتك يا ابن آدم في الدنيا من الضلال مطيتك إلى رضوان ربك تبارك وتعالى، فتعاهد نفسك بالحساب وناقشها فيما لها وعليها، ولا ترخص لنفسك فيما ليس لك حتى تحرزها لخالقها وتخلصها لربها، حينئذ أنت عبد اللّه ووليه من أهل جنته، يا ابن آدم كم أشهدته من عملك على ما لا يرضى لك، وإنما سعيت في هلكتك وكدحت إلى بوارك، ثم ها أنت ذا تغتر بجهل الجاهلين بك وتزهو بمدح المغترين بما ظهر من ريائك، يا ابن آدم: من أعرف منك بنفسك؟ ومن هو الذي أولى بصلاح أمرك منك؟ بادر ثم بادر قبل اخترامك، وقبل زوالك وقبل رحيلك وقبل نزولك إلى قبرك لم تمهد فيه معادا ولم توسد لنفسك فيه مسادا، إنما تسكنه فردا خاليا تنوبك فيه بنات الأرض وتزورك فيه هوامها، أيا غافلا وما أغفلك ؟ أخلت سدى؟ أتترك فيما هاهنا آمنا، أتزعج إلى دار الخلود التي أعدت للمتقين[47].
2- وقال زيد بن علي عليه السلام: إن من رضا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يدخل أهل بيته الجنة[48].
3- ومما رواه زيد الشهيد عليه السلام عن جده الإمام عليّ عليه السلام: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة، إذا أقيمت استقامت السنن[49].
4- عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله الْجِهَادَ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا لِلنِّسَاءِ مِنْ هَذَا شَيْءٌ فَقَالَ: بَلَى لِلْمَرْأَةِ مَا بَيْنَ حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِطَامِهَا مِنَ الْأَجْرِ كَالْمُرَابِطِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ كَانَ لَهَا مِثْلُ مَنْزِلَةِ الشَّهِيدِ[50].
5- قيل لزيد بن علي عليه السلام، الصمت خير أم الكلام فقال قبّح الله المساكتة ما أفسدها للبيان وأجلبها للعي والحصر والله للمماراة أسرع في هدم الفتى من النار في يبس العرفج ومن السيل إلى الحدور[51].
6- وقال عليه السلام يوماً للزهري وقد قارب ذنباً فاستوحش منه وهـرب على وجهه: قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أشد عليك من ذنبك[52].
7- وقال عليه السلام في وصيّته لابنه يحيى عند وفاته: يا بُني جاهد الكفار فإنّك لعلى الحقّ وإنّهم لعلى الباطل، وإنّ قتلاك لفي الجنّة وقتلاهم لفي النار[53].
عبادته وطاعته وزهده عليه السلام
كان زيد بن علي عليه السلام عابداً خاشعاً لله، تاليّاً لكتاب الله تعالى، ولنا أن نوجز بعض المقولات في هذا الشأن:
1- عن عاصم بن عبيد الله العمر قال: أنا أكبر منه رأيته بالمدينة وهو شاب يُذكر الله عنده، فيُغشى عليه حتى يقول القائل: ما يرجع من الدنيا[54].
2- عن محمد بن الفرات قال: رأيت زيد بن علي وقد أثر السجود بوجهه أثراً خفيفاً[55].
3- كان زيد يصوم كلّ شهر ثلاثة أيام، وكلّ سنة ثلاثة أشهر، وكان يسمّى حليف القرآن ويتحدث زيد عن نفسه لأبي قرة: والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي أن زيد بن علي لم يهتك لله محرماً منذ عرف يمينه من شماله[56].
4 - روى عاصم بن عبيد الله العمري عن إيمان زيد وعظيم طاعته لله تعالى بقوله: لقد رأيته وهو غلام حدث، وإنه ليسمع الشيء من ذكر الله فيغشى عليه حتى يقول القائل ما هو بعائد إلى الدنيا، وكان اذا فتح المصحف وقرأ شيئاً من آياته اخذته الرعدة والبكاء، ولقد قرأ يوماً قوله تعالى: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}[57]، فقال: هذا الوعد والوعيد والتهديد من الله عز اسمه، اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلاً ولم يزل يكرر ذلك، ويبكي حتى يغشى عليه[58].
5- أمّا صومه عليه السلام فقد روي في كفاية الأثر: كان يصوم في السنة ثلاثة أشهر، وفي الشهر ثلاثة أيام[59].
6- ممّا روى في تفسير فرات بن إبراهيم[60]: القاسم بن عبيد، عن أحمد بن وشيك، عن سعيد بن جبير قال: قلت لمحمد بن خالد: كيف زيد بن علي في قلوب أهل العراق؟ فقال: لا أحدثك عن أهل العراق، ولكن أحدثك عن رجلٍ يقال له: النازلي، بالمدينة قال: صحبت زيدًا ما بين مكة والمدينة، وكان يصلي الفريضة ثم يصلي ما بين الصلاة إلى الصلاة، ويصلي الليل كلّه، ويكثر التسبيح، ويردّد Pوجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيدO فصلّى بنا ليلة، ثم ردّد هذه الآية إلى قريب من نصف الليل، فانتبهت وهو رافع يده إلى السماء ويقول: إلهي عذاب الدنيا أيسر من عذاب الآخرة، ثم انتحب فقمت إليه، وقلت: يا ابن رسول الله لقد جزعت في ليلتك هذه جزعًا ما كنت أعرفه؟ قال: ويحك يا نازلي إني رأيت الليلة وأنا في سجودي إذ رفع لي زمرة من الناس عليهم ثياب ما رأته الأبصار، حتى أحاطوا بي وأنا ساجد، فقال كبيرهم الذي يسمعون منه: أهو ذلك؟ قالوا: نعم، قال: أبشر يا زيد فإنّك مقتول في الله، ومصلوب ومحروق بالنار، ولا تمسك النار بعدها أبدا، فانتبهت وأنا فزع، والله يا نازلي لوددت أني أحرقت بالنار ثم أحرقت بالنار وأن الله أصلح لهذه الأمة أمرها[61].
7- كان عاصم بن عبدالله يقول لأهل الكوفة: لقد أصير عندكم رجل ما كان في زمانكم مثله، ولا أراه يكون بعده مثله زيد بن عليّ لقد رأيته وهو غلام حدث يسمع الشيء من ذكر الله فيبكي حتى يغشى عليه، فيقول القائل: والله ما هو بعائد إلى الدنيا، وكان إذا فتح المصحف وقرأ شيئاً من آياته أخذته الرعدة والبكاء، ولقد قرأ يوماً قوله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، فقال: هذا الوعد والوعيد والتهديد من الله، اللهم لا تجعلنا ممّن تولى عنك فاستبدلت به بدلاً، ولم يزل يكرر ذلك حتى يغشى عليه[62].
8- وممّا قيل عن عبادته عليه السلام أنه كان كثير التهجد بالليل وكثرة الاستغفار بالأسحار والابتهال إليه سبحانه والاجتهاد في طلب مرضاته، ومن جملة ما ذكر عنه من الأدعية ما رواه ابن عساكر بترجمة زيد بـتاريخ الشام من دعاء زيد بن علي عليه السلام قوله: اللهم إني أسألك سلواً عن الدنيا وبغضاً لها ولأهلها، فإن خيرها زهيد، وشرها عتيد، وجمعها ينفد، وصفوها يرنق، وجديدها وخيرها ينكد، وما فـات منها حسرة، وما أصيب منها فتنة، إلا من نالته منك عصمة، أسألك اللهم العصمة منها، ولا تجعلنا كمن رضي بها واطمأن إليها، فإن من أمنها خانته ومن اطمأن إليها فجعته، أعوذ بك اللّهم من مثله عمله، ومثله مصيره[63].
9- لعلّ ما رواه ابنه عنه خير مصداق لما تمَّ ذكره، قال أبي طالب يحيى الشهيد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب واصفاً عبادة والده: أَنَّهُ كَانَ عليه السلام يُصَلِّي فِي نَهَارِهِ مَا شَاءَ اللهُ فَإِذَا جَنَّ اللَّيْلُ عَلَيْهِ نَامَ نَوْمَةً خَفِيفَةً ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ يَقُومُ قَائِماً عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْعُو اللهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى ويَتَضَرَّعُ لَهُ ويَبْكِي بِدُمُوعٍ جَارِيَةٍ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ- فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ سَجَدَ سَجْدَةً ثُمَّ يَقُومُ يُصَلِّي الْغَدَاةَ إِذَا وَضَحَ الْفَجْرُ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ قَعَدَ فِي التَّعْقِيبِ إِلَى أَنْ يَتَعَالَى النَّهَارُ ثُمَّ يَقُومُ فِي حَاجَتِهِ سَاعَةً فَإِذَا قَرُبَ الزَّوَالُ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ فَسَبَّحَ اللهَ ومَجَّدَهُ إِلَى وَقْتِ الصَّلَاةِ فَإِذَا حَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ فَصَلَّى الْأُولَى وجَلَسَ هُنَيْئَةً وصَلَّى الْعَصْرَ وقَعَدَ فِي تَعْقِيبِهِ سَاعَةً ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً فَإِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الْعِشَاءَ والْعَتَمَة [64].
10- وفي كلام الفخري والذهبي والشبلنجي: أنّه من أكابر الصلحاء وأعاظم أهل البيت عبادة وزهداً وورعاً وديناً وخضوعاً[65].
11- وعن علي بن العباس قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن الفرات قال: رأيت زيد بن علي وقد أثر السجود بوجهه أثراً خفيفاً[66]
12- وعن أحمد بن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا الحسن بن الحسين الكندي عن خصيب الوابشي قال: كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهه[67].
13- وعن أحمد بن راشد قال: حدثني عمي سعيد بن خيثم قال: حدثني أبو قرة قال: خرجت مع زيد بن علي ليلًا إلى الجبان وهو مرخى اليدين لا شيء معه فقال لي يا أبا قرة أجائع أنت ؟ قلت نعم فناولني كمثراة ملء الكف ما أدري أريحها أطيب أم طعمها ثم قال لي: يا أبا قرة أتدري أين نحن؟ نحن في روضة من رياض الجنة، نحن عند قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام ثم قال لي: يا أبا قرة والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي إنّ زيد بن علي لم يهتك لله محرما منذ عرف يمينه من شماله، يا أبا قرة من أطاع الله أطاعه ما خلق[68].
يُستدل ممّا تمَّ إيراده أنّ زيدًا القدوة الحسنى والمثال الذي يُحتذى به بوصفه الشخصيّة الإسلامية المحمديّة العلويّة التي جمعت المعرفة والتقوى إلى جانب العبادة، والخشوع، وهو المصداق الأمثل لنهج أبائه الأئمة الهداة عليهم السلام فقد سار بهديهم في كثرة الاستغفار والتفكر في ألاء الله وعظيم صنعه.
[1] عمدة الطالب في انساب ال أبي طالب، ابن عنبه: 245.
[2] يُنظر: زيد الشهيد، المقرم:14.
[3] الزركلي، الأعلام: 59.
[4] الأصفهاني، مقاتل الطالبين: 127.
[5] الشبلنجي، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار: 403.
[6] الحدائق الوردية في مناقب الأئمّة الزيدية، حميد الشهيد بن أحمد بن محمد المحلّي: 1/143.
[7] أعيان الشيعة، محسن الامين: 7/107.
[8] يُنظر: مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي: 787.
[9] يُنظر: تاريخ الطبري: 5/482.
[10] يُنظر: الكامل في التاريخ، ابن الاثير: 5/242.
[11] يُنظر: الارشاد، الشيخ المفيد: 2/174.
[12] يُنظر: تفسير الشهيد زيد بن علي تفسير غريب القرآن ، زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ، ص 43
[13] بحار الأنوار ط - بيروت، ج58، ص: 240
[14] ابن ادريس، السرائر: 3.
[15] يُنظر: زيد الشهيد، المقرم:14.
[16] مقاتل الطالبين، ابو الفرج الاصفهاني: 102.
[17] يُنظر: بحار الانوار للمجلسي:46/158. واعيان الشيعة للأمين.
* مدينة صغيرة على طريق الري وقصبة الرستاق. [حدود العالم من المشرق الى المغرب:114].
[18] الأًصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ط: 1385 هـ:107.
[19] يُنظر: الأبواب رجال الطوسي ، الشيخ الطوسي، ص 320 وص 346.
[20] المصابيح، الإمام أبو العباس الحسني، ص 422
[21] يُنظر: الأعلام للزركلي 8/ 146:
[22] يُنظر: المصابيح، الإمام أبو العباس الحسني، ص 422
[23] تنقيح المقال في علم الرجال، ج 22، الشيخ عبد الله المامقاني العلامة الثاني ، ص 92
[24] قاموس الرجال، ج 3، الشيخ محمد تقي التستري، ص 454
[25] مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي، ج 1، القاسم بن إبراهيم الرسي، ص 573
[26] يُنظر: غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار، تاج الدين بن محمد نقيب حلب، تحقيق: العلامة محمد صادق بحر العلوم، مطبعة الروضة الحيدرية، 1382هـ -1962م.
[27] معالم أنساب الطالبين في شرح كتاب " سر الأنساب العلوية لأبي نصر البخاري "، عبد الجواد الكليدار آل طعمة، ص 208
[28] الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، باقر القرشي: 78.
[29] الأبواب رجال الطوسي ، الشيخ الطوسي، ص 276
[30] معجم رجال الحديث، ج 17، السيد الخوئي، ص 103
[31] يُنظر: بحار الأنوار، ج 46، العلامة المجلسي، ص 160.
[32] كشف الأسرار في شرح الاستبصار، نعمت الله بن عبد الله الجزائري،، مؤسسة دار الكتاب - قم، 1408هـ: 3/527.
[33] عمدة الطالب، من مصورات مكتبة الامام الحكيم تسلسل 42: 2/127.
[34] عيون أخبار الرضا، الصدوق: 2/225.
[35] زهر الآداب: 1/118.
[36] عمدة الطالب: 2/127.
[37] الامالي، الصدوق: 409.
[38] تفسير أبي الجارود ومسنده، زياد بن المنذر أبي الجارود ، ص 326.
[39] رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، دفتر انتشارات اسلامي، ايران- قم، 1409هـ: 1/73.
[40] المواعظ والإعتبار في ذكر الخطط والآثار ط بيروت ، ج 4، المقريزي، ص 317
[41] المصدر نفسه.
[42] المصدر نفسه.
[43] المصدر السابق.
[44] الارشاد، المفيد: 2/171.
[45] عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج1، ص:248- 249.
[46] الكافي ط - الإسلامية، ج8، ص: 264
[47] الأمالي الأمالي الخميسية ، يحيى بن حسين الحسني الشجري الجرجاني: 2/311.
[48] تفسير مجمع البيان، الطبرسي:10/340.
[49] كتاب سليم بن قيس الهلالي، سليم بن قيس الهلالي، مطبعة الهادي، ايران- قم، 1405هـ: 2/113.
[50] مكارم الاخلاق، الطبرسي، الفصل العاشر نوادر النكاح:233.
[51] أعيان الشيعة، ج 7، السيد محسن الأمين، ص 123
[52] البيان والتبيين، الجاحظ: 3/85.
[53] الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيدية، ج 1، حميد بن أحمد المحلي، ص 278
[54] مقاتل الطالبين، ابو الفرج الاصفهاني:87.
[55] المصدر نفسه.
[56] المصدر نفسه.
[57] سورة محمد: 38.
[58] أعيان الشيعة، محسن الامين، ج7، ص123، مقاتل الطالبين: 128.
[59] كفاية الاثر: 304-305.
[60] الشيخ أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفيت352هـ: هو مفسِّر مسلم من أهل القرن الثالث الهجري، منهم من نسبه للشيعة الاماميَّة، ويُعدّ تفسير الكوفي ومروياته معتبرةً ومتعمدةً عند الشيعة الاثني عشرية على نحو الإجمال، وقد تطرَّق محمد باقر المجلسي لذلك في بحار الأنوار فقال: وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطى الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به.
[61] بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار، محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت- لبنان، ج46، ص208 نقله عن تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي.
[62] الخطط المقريزية: 4/307.
[63] تاريخ الشام، بن عساكر: 6/18.
[64] بحار الأنوار ط - بيروت، ج46، ص: 200.
[65] نور الأبصار للشبلنجي: 402.
[66] مقاتل الطالبين، ابو الفرج الاصفهاني:103.
[67] المصدر السابق: 102.
[68] المصدر نفسه.
|
|
دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
|
|
|
|
|
تنشيط أول مفاعل ملح منصهر يستعمل الثوريوم في العالم.. سباق "الأرنب والسلحفاة"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم دورة تطويرية عن أساليب التدريس ويختتم أخرى تخص أحكام التلاوة
|
|
|