أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
8103
التاريخ: 8-11-2014
9420
التاريخ: 29-09-2015
8768
التاريخ: 2023-04-03
1210
|
قال تعالى : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 21، 22] .
ذكرنا عند تفسير الآية 21 - 22 من هذه السورة الأدلة على وجود المدبر الحكيم ، ومن هذه الأدلة الدليل المعروف بالدليل الغائي ، وان النظام الدقيق المحكم بين الاجرام السماوية والعوالم الأرضية لا يمكن أن يكون وليد الصدفة ، ولا تفسير مقنع له إلا وجود قادر حكيم . وقد اعتمد القرآن هذا الدليل ، وأشار إليه في العديد من الآيات ، منها هذه الآية . وبمناسبتها نعود إلى الاستدلال على وجود اللَّه ، ولكن بأسلوب غير الأسلوب الذي اتبعناه عند تفسير الآية 21 ، وقبل كل شيء نمهد بما يلي :
ان الماديين يحصرون سبب العلم والمعرفة بالمشاهدة والتجربة ، فكل ما تؤمن به عن طريق التجربة فهو علم ، وكل ما تعتقده عن غير هذا الطريق فلا يسمونه علما ، ويسمونه عقيدة . . فالعلم والاعتقاد في اصطلاحهم مختلفان في مصدرهما ، ومتى استعان المرء بالتأمل والتجربة على صحة ما يعتقد يصبح المعتقد علما .
وعلى أساسهم هذا يكون الايمان بوجود اللَّه عقيدة لا علما ، وكذا الايمان بعدم وجوده عقيدة لا علم ، لأن كلا منهما لا يستند إلى التجربة والاختبار ، وتكون المقارنة بينهما مقارنة بين عقيدة وعقيدة . . وبكلمة ان كل ما يتصل باللَّه سبحانه من الاعتراف أو الإنكار فهو من شؤون الغيب ، فإذا كان المؤمن بوجود اللَّه مؤمنا بالغيب ، لأنه لم يستند إلى التجربة ، فكذا من كفر به لم يستند إلى التجربة ، بل إلى الغيب ، فإذن هما سواء في ذلك .
وبعد هذا التمهيد نعرض قول الماديين الجاحدين لوجود اللَّه ، وقول المؤمنين باللَّه ، ونترك الخيار للقارئ .
قال الجاحدون : ان وجود الكون ، وما فيه من نظام وانسجام ، والإنسان وما فيه من شعور وعقل - كل ذلك وما إليه لا يخضع لضابط ، ولا لمنطق ، وانما جاء وليد الصدفة ، فالكون وجد صدفة ثم حصل الترتيب ، والنظام صدفة ، وكل شيء أخذ محله اللائق به صدفة ، والمادة هي التي أعطت الحياة والعقل ، والسمع والبصر ، وبكلمة ان المادة العمياء هي الإله القادر على كل شيء ، ولكن جاءتها القدرة والحكمة والتدبير عن طريق الصدفة .
أما المؤمنون بوجود اللَّه فيقولون : ان الكون ونظامه قد انبثق عن قصد وتصميم ، وحكمة وتدبير من إله قادر حكيم .
والآن أيها القارئ ألق على نفسك هذا السؤال : ما هو مصدر الكون ، والنظام والتدبير فيه ؟ هل هو الصدفة كما يقول الجاحدون ، أو القصد والتدبير كما يقول المؤمنون ؟ ألق هذا السؤال على نفسك أيها القارئ ، ثم أجب عنه بوحي من عقلك . . أما « فولتر » الشهير فقد أجاب عن هذا السؤال بقوله :
« ان فكرة وجود اللَّه فرض ضروري ، لأن الفكرة المضادة حماقات » .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|